الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أبدع وانطلق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكبر ما تملكه الدول من ثروات هي الطاقة الإبداعية لشعوبعا، لأن الإبداع يحتاج لأمل، والأمل يسكن في النفوس الطموحة القادرة على إزالة كافة المعوقات من تطريقها لتصل إلى تحقيق الهدف، إلا أن الفترة الماضية سعى البعض نحو بث الإحباط في نفوس الشباب حتى يفقد أمتنا قدرتها على الوصول للمستقبل الذي نبتغيه، لكن هذه الدعوات رغم وجود صدى لها في نفس الضعفاء إلا أنها تحطمت على صخرة القوة الشابة التي تميز مصر.
ولأن المستقبل بالنسبة للشباب يمثل المصير والحياة، فتجدهم منشغلون به، مع سيطرة شعور الوحدة لديهم في تحمل مسؤلية المستقبل، وهو ما أدي إلى فرض نوع من العزلة بينهم وبين الدولة، ليس للدولة ذبنب فيها، ولكن سوأ الفهم من بعض الشباب كان السبب، حتى أدرك الرئيس السيسي هذا الأمر، فجعل من 2016 عام الشباب.
وإيمانا بأهمية دورهم في معادلة التقدم الذي لن يحدث بدونهم، والنهضة التي لن تتحقق إلا بسواعدهم، والمستقبل الذي نسعى إليه بعقولهم، والتنمية المستهدفة والتي لن تتم سوى بعزيمتهم وإصرارهم على تحقيق غد أفضل، تعقد الدولة المؤتمر الوطني الأول للشباب تحت رعاية وبمشاركة الرئيس عبد الفتاح السيسى، ليكون هذا المؤمر مؤشر يوضح إهتمام الدولة بالشباب واستطلاع رؤاهم تجاه المستقبل، وفتح قناة تواصل فعالة بين الحكومة وبينهم لتفعيل دورهم فى تنفيذ رؤية مصر ٢٠٣٠، ومشاركتهم فى الانتخابات المحلية والتصدى للفساد.
يتطلب بناء أي دولة القوة المتمثلة في الشباب، والإرادة والإدارة المتمثلة في جيل الوسط، وحكمة الخبرة المتراكمة لدى حكماء الأمة، وهو ما تمتلكه مصر، لكنه يفتقد التناغم الفعال فيما بيهم بسبب وقوف كل من الأجيال الثلاثة على مبدأ أنه الأقوى والأحق، وتناسى الجميع أن الأجيال الثلاث يمثلون جسد المجتمع، وباستثناء أي منهم يصبح المجتمع مختل وغير قادر على تحقيق معادلة المستقبل، وهو ما أدركه الرئيس السيسي لذا أطلق مبادرة عام الشباب، فضلا عن رعايته ومشاركته في مؤتمرهم الوطني الأول كداعم وقائد يدرك أهمية قوة الشباب.
أن يكون محور الحديث في الدولة عن أغلى فئة لدينا - الشباب، فهم مصدر القوة، وأداة البناء، وصناع المجد، وصمام الحياة، وعنوان المستقبل، فان ذلك يشير إلى وعي القيادة السياسية التي تستمد قوتها من الشباب، وقدرتها على تخطى الصعاب، وهزيمة الأعداء، وتفتيت المؤامرات التي تداهمنا، و القضاء على الإرهاب الذي يريد النيل منا جميعا، بالتزامن مع بناء الدولة المنهكة بفعل التحديات المتعددة، والتي سنهزمها عما قريب بفضل تعظيم دور الشباب لأنهم الثروة الحقيقية التي يجب أن تستثمر و تحفز و تدعم، ويفتح لها باب المشاركة والمبادرة برعاية الدولة، لكي تبدع وتنتج وتنطلق في قيادة المستقبل.
حقا، إن الشباب هم الحلقة الأقوى للنهوض بأي مجتمع، بالاضافة الى أن التعليم هو سلاح الشعوب لنهضتها ورقيها، وإذا تحققت الإرادة الصادقة، والعزيمة النافذة، وتضافرت الجهود بين مؤسسات الدولة و الحكومة والشباب، مع الدعم الإعلامي الحقيقي لنشر أفكارهم المستقبلية على لسان أشخاص يمتلكون القدر الكافي من القبول، حينها لا يمكن أن يقف أمام الإنجاز وحلم التحقيق أي عائق.
تحتسب معايير تقدم الدول ونهضتها بحسابات القوة وتوازناتها، والقدرة على قراءة المستقبل مع تحصين الدولة بموقوماته لتكون قادرة على مواكبة التطور الهائل الذي يشهده العالم بالزامن مع الإضطرابات التي تسيطر على المنطقة، وهو ما يجعلنا نحن الشباب مطالبين بتحمل المسؤلية وتأهيل أنفسنا على البذل والتضحية حتى ننتصر ونحمى بلادنا من الشرور التي تواجهنا، لكي تحيا الأجيال الحالية أمل النور، وأن تترحم علينا الأجيال القادمة بما قدمناه من أجل أن تهنأ هي بالسلام الحقيقي والمستقبل الذي يليق بمصر.