عرفت قطر بأنها إمارة الانقلابات في المنطقة، وكان أول انقلاب عرفته دولة قطر عقب الاستقلال مباشرة، وهو الانقلاب الذي قام به الأمير السادس للامارة، والذي وافته المنية مساء اليوم الأحد، عن عمر يناهز الـ84 عاما، الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الجد الأول للامير الحالي تميم بن حمد بن خليفة بن حمد الثاني.
ففي 22 فبراير من عام 1972م، تم تنصيب الشيخ خليفة ولي لعهد الامير الحاكم وقتها ابن عمه الشيخ على بن على ال ثاني
وفي نفس العام قام الشيخ خليفة بنقلاب أبيض على ابن عمه؛ ليتولى أمور الحكم في الامارة الوليدة التي لم تكن تعرف شكل الدولة بعد واستمر في الحكم حتى العام 1995، حيث قام ابنه وولي عهده الشيخ حمد بانقلاب ضده مستغلا سفروالده إلى دولة سويسرا وقد حاول الشيخ خليفة استرداد الحكم من ابنه بحركة انقلابية مماثلة ولكنه فشل.
ولد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني في الريان عام 1932م وشغل عدة مناصب في امارة قطر قبل الاستقلال، منها قائدا لقوات الأمن ومسئولا عن المحاكم المدنية ثم نائب لحكم الدولة في أكتوبر 1960 ثم وزيرا للمالية في نوفمبر من العام ذاته وكانت أول وزارة تشكل في قطر عقب اكتشافات النفط وفي 29 مايو 1970 تولى الشيخ خليفة منصب رئيس الوزراء، إضافة إلى منصب وزير البترول مع احتفاظه بمنصبي نائب حاكم الدولة ووزارة المالية.
وفي نوفمبر 1972 عين وليا للعهد ثم تولى مقاليد الحكم في البلاد اثر انقلاب أبيض على ابن عمه الشيخ أحمد بن على بن عبد الله آل ثاني فشرع بعد توليه الحكم في عملية إعادة تنظيم الحكومة، وكان أول عمل قام به في هذا الاتجاه هو تعيين وزير للخارجية، ومستشار للأمير في شئون البلاد اليومية.
ويحسب للشيخ خليفة أنه مؤسس الإدارة السياسية لدولة قطر ففي 19 أبريل عام 1972م عدل الدستور، وزاد عدد الوزراء بتعيين وزراء جدد، وتمت إقامة علاقات دبلوماسية مع عدد من الدول على مستوى السفراء، واستمر حاكما لدولة قطر حتى يونيو 1995 ليسقط في ثان انقلاب تعرفه البلاد، حيث استفاد نجله الشيخ حمد من وجوده في أحد قصوره بسويسرا ليعلن نفسه أميرا على البلاد وقد سمع الشيخ خليفة بخبر تنحيته عن العرش وهو يستمع لنشرة الأخبار.
