الخميس الماضى احتفل العالم باليوم العالمى لهشاشة العظام، وهو مناسبة لرفع الوعي بالمرض، والتعريف به، والحد من ارتفاع الإصابة به، ولم لا وهو من أكثر الأمراض انتشارا في العالم، إذ يؤدى إلى كسر عظام أكثر من 200 مليون شخص سنويا على مستوى العالم، حتى مصر المشمسة طوال السنة زادت بها الإصابة بشكل ملحوظ بهشاشة العظام في السنوات الأخيرة.
وفى دراسة للمؤسسة الدولية لهشاشة العظام، أكدت أن هذا المرض يصيب سيدة من بين كل ثلاث سيدات ورجل واحد من بين كل خمس رجال فوق سن الخمسين من العمر ما يؤدى لزيادة كسور العظام.
الدراسة ذاتها أكدت أيضا أن هذا المرض في مصر ينتشر في محافظات الوجه البحرى والدلتا عن محافظات الوجه القبلى التي يتعرض أهلها للشمس فترات اطول مع زيادة نشاطهم الحركى، وأكثر المناطق المعرضة للكسر جراء هذا المرض هي "عظام الورك" والسلسلة الفقرية والكف.
وفى دراسة قام بها مجموعة من الباحثين في معهد الصحة والطب الحيوى التابع لجامعة كوينزلاند الأسترالية، جاء أن زيادة نسبة الكولسترول في الدم تؤدى لموت الخلايا الغضروفية ثم الإصابة بالتهابات المفاصل ويعقبه هشاشة في العظام.
ولكن ما هي أبرز أسباب الإصابة بهذا المرض اللعين، الإجابة كما جاءت على لسان الدكتور محمد عراقى حسن، استشارى جراحة العظام بكلية الطب القصر العينى، واستشارى الطب الرياضى بجامعة تولوز بفرنسا "هناك 200 مليون على الأقل في العالم تتكسر عظامهم سنويا بسبب مرض هشاشة العظام، بينما هناك عظام هشة جدا وقابلة للكسر حتى لو لم تتكسر، وهناك بعض المصابين قد ينكسر عظامهم في عنق الفخذ أثناء تقلبهم خلال النوم على السرير وهى أخطر انواع الكسور".
الدكتور عراقي حسن أضاف: أن هشاشة العظام موجودة في الدول الاسكندنافية وأوروبا أكثر بكثير من الشرق الأوسط وأفريقيا لعدم وجود الشمس لديهم لأن الشمس هي المصدر الرئيسى لفيتامين " د " الهام جدا للعظام، والذي يساعد على امتصاص الكالسيوم، ومصر من الدول المشمسة والشمس موجودة بها طوال العام، ورغم ذلك العادات السيئة هنا هي سبب الإصابة بهشاشة العظام في مصر".
وتابع: هذا المرض موجود منذ القدم وقد ذكر في القرأن الكريم في سورة مريم حيث يقول الله تعالى " قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ أَكُن بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا " واسم مرض هشاشة العظام "وهن العظم" فالمرض مرتبط إلى حد كبير بكبر السن والشيخوخة، وقد تصاب السيدات بهشاشة العظام في منتصف العمر عند انقطاع الدورة الشهرية وهى من الإصابات الشائعة وموجودة لدى السيدات أكثر نظرا لوجود هرمون الأستروجين الذي يبني العظام وعندما يقل عند انقطاع الدورة الشهرية تقل بعدها عملية بناء العظام فيؤدى ذلك لإصابة السيدة بهشاشة العظام، هذا إلى جانب سوء التغذية فعدم تناول الشخص الأطعمة التي تحتوى على عنصر الكالسيوم بقدر كافى كالأسماك والمنتجات البحرية يصيبه بهشاشة عظام أيضا.
وعن إحصائيات هشاشة العظام في مصر، قال استشارى جراحة العظام بكلية الطب القصر العينى: "أجرينا إحصائيات كثيرة على هذا المرض ووجدنا أنه موجود في شمال الدلتا أكثر من الصعيد نظرا لتعرض الصعايدة للشمس بشكل أكثر إضافة إلى نشاطهم، لأن مرض هشاشة العظام مرتبط أيضا بالنشاط ويسمى بمرض الكسالى ويصيب الذين يعيشون حياة مترفة ومن لا يمارسون الرياضة والحركة والنشاط"، موضحا أن هناك أطفالا في سن 12 سنة وبنات في سن 17 سنة بدأ يظهر لديهم مرض هشاشة العظام، وذلك بسبب عدم التعرض للشمس وسوء التغذية وقلة ممارسة الرياضة.
وأوضح أن مرض هشاشة العظام قد يأتى لمن هم مصابين بأمراض أخرى كالسكر ومن يتناولون أدوية الضغط ومن يتناولون أدوية مدرات البول ومن يتناولون أدوية الجلطات والمهدئات والمنومات وأيضا المسرفين في استخدام المضادات الحيوية ومضادات الروماتيزم، إضافة إلى أن هناك أمراض تؤدى إلى الإصابة بهشاشة عظام مثل اضطراب الغدة الدرقية والسكر واضطراب غدة البنكرياس، فضلا عن وجود نوع من هشاشة العظام يأتى عند بذل الرياضة العنيفة فالرياضة مفيدة لعلاج والوقاية من هشاشة العظام ولكن ممارسة الرياضة للسيدات بعنف يصيبهن بهشاشة العظام وقد يصيبهن بكسور لأن الرياضة العنيفة تؤدى لنقص هرمون الأستروجين الذي يبنى العظام.
من جانبه قال الدكتور شادى سمير استشارى جراحة العظام بجامعة عين شمس: إن هذا المرض يصيب السيدات أكثر من الرجال وخاصة بعد سن اليأس وانتهاء الدورة الشهرية نظرا لقلة هرمون الأستروجين، مضيفا أن هناك أسباب أخرى تصيب الأشخاص بهذا المرض منها عدم ممارسة الرياضة والتدخين والمكيفات وسوء العادات الغذائية ونقص الغذاء من فيتامين D وعنصر الكالسيوم، مضيفا أن تناول المشروبات الغازية تعرض الإنسان للإصابة بهشاشة العظام، إضافة إلى أن المرضى الذين يأخذون ادوية كورتيزون معرضون للإصابة به، والمرضى بالفشل الكلوى أيضا والمرضى بزيادة افراز الغدة الدرقية.
روشتة الوقاية من هذا المرض، حددها الدكتور شادى سمير في "الحفاظ على الوزن السليم وممارسة الرياضة بشكل دائم والابتعاد عن التدخين وتناول غذاء صحى سليم يحتوى على الكالسيوم والبروتين، إضافة إلى تناول السيدات الحوامل لكم كبير وكافى من الاغذية المحتوىة على الكالسيوم لأن الحمل المتكرر يقلل مخزونها من العظام وعندما تصل لسنة الخمسين تصاب بالهشاشة"، موضحا أن ما يبنيه الإنسان حتى سن الثلاثين يحتاجه بعد ذلك، ناصحا السيدات اللائى يصلن لسن اليأس وتنقطع لديهن الدورة الشهرية بالاستمرار في تناول الاغذية المحتوىة على فيتامين D إضافة إلى تناول ادوية محتوىة على الفيتامين وأيضا الكالسيوم، إلى جانب إجراء قياس لهشاشة العظام ".
وتحدث الدكتور مروان سالم، استشارى وباحث في علم الدواء والغذاء، عن هشاشة العظام، قائلا " هو المرض الأكثر شيوعا ويبدأ هذا المرض في هدوء تام حتى يصل إلى جميع أجزاء العظام، وهشاشة العظام ينتشر بين السيدات بصورة واسعة خصوصا بعد سن الأربعين وتوقف الدورة الشهرية وتوقف الهرمونات مما يؤدى إلى هشاشة".
أما عن أهم أسباب الإصابة بهشاشة العظام، فقال" عدم الاهتمام بالأغذيه التي تحتوى على فيتامين د أو الكالسيوم إضافة إلى عدم التعرض للشمس وأيضا مرض السكر، وتناول المشروبات الغازية يؤدى إلى الهشاشة".
الوقاية من الهشاشة كما نصح الاستشارى والباحث في علم الدواء والغذاء تتطلب " الاهتمام بالتغذية التي تحتوى على الكالسيوم وفيتامين ( د) في الطفولة وفترة المراهقة والابتعاد عن المشروبات الغازية، ولابد من قياس كثافة العظام ومعرفة ما مدى قوة العظام وماهى درجة الهشاشة واتباع بروتوكول علاجى عند اكتشاف الهشاشة حتى لا تمتد إلى عظام رئيسية ومفاصل مهمة".
وقال الدكتور فكرى كساب، استشاري جراحة الفم والأسنان: إنه كلما تقدم عمر الإنسان ينقص الكالسيوم وبالتالى يؤدى للإصابة بهشاشة العظام، وفى الأسنان نقص الكالسيوم يؤدى إلى تأكل طبقة مينا الأسنان وهذا التأكل مع استمرار الوقت يظهر العصب ويبدأ المريض يشكو من الم في الأسنان بالرغم من عدم وجود تسوس بها.
وللوقاية من الهشاشة نصح كساب بتناول الاغذية الطبيعية المحتوىة على عنصر الكالسيوم كالبيض واللبن ومنتجاته، إضافة إلى إجراء تحاليل دورية على الكالسيوم واذا كان ناقصا لابد من تدخل علاجى وتناول أدوية الكالسيوم.
