الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأبطال المجهولون في حرب الإرهاب بسيناء.."البوابة" ترصد أبرياء استشهدوا بتهمة التعاون مع الجيش..ازدياد معدلات قنص المدنيين بالشوارع خلال الفترة الأخيرة.. واغتيال أبورياش وأبوحجاج واختطاف أبوحراز

علاء مسلم الردرموز
علاء مسلم الردرموز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في كل حرب جنود مجهولون، لهم اليد العليا في قيادة المعارك، لكن لا أحد يعلم عنهم شيئا، سوى فور إعلان تنظيم ما يسمى أنصار بيت المقدس في سيناء – الموالي لداعش- عن تصفيته بتهمة التعامل مع القوات المسلحة والشرطة المصرية.
«بدعوى التعاون مع الجيش فإن القتل مصير كل المقبوض عليهم».. عبارة لم يخل منها أغلب إصدارات التنظيم الإرهابي المرئية أو المكتوبة، يرددها الملثمون، عقب ذبح أو قتل ضحاياهم من أهالي سيناء.
ومنذ بدء معارك القوات المسلحة في سيناء، وتحديدًا عقب ثورة الـ30 من يونيو 2013، شهدت شبه جزيرة سيناء وخاصة في الشمال منها حملات عنف ممنهجة ضد الدولة والمواطنين الأبرياء، ما بين قتل واختطاف جنود وتعرض لدوريات أمنية، إلا من بين هؤلاء من لم يذكرهم أحد، سوى بأنهم أشخاص قتلوا على يد مجهولين.
البوابة ترصد إحصائية للمجهولين الذين لقوا حتفهم على مدى الأشهر الأخيرة الماضية على يد عناصر التنظيم الإرهابي.


الشيخ زويد.. القتل والخطف وجهان لعملة واحدة
على مدى الشهرين الماضيين، ارتفعت حدة العمليات الفردية ضد المدنيين، واستهداف المارة في شوارع الأحياء عن طريق القناصين، كانت النسبة الأكبر لمن اسماهم التنظيم الإرهابي بـ«المجموعة 103» أو «البشمرجة»، وهي قائمة تم رصدها من قبل «بيت المقدس» لتعاونهم مع الأجهزة الأمنية.
في الأسبوع الماضي، تم الإعلان عن قتل 5 أشخاص مدنيين، من قبل عناصر التنظيم، برصاص مسلحين وإحراق سيارة كانوا يستقلونها جنوب الشيخ زويد، من بين هؤلاء يوسف العبادي أبو رياش، وآخر يدعى عبد المعطي أبو حجاج، بخلاف 3 آخرين لم يتم التعرف عليهم.
المواطن إبراهيم أبوخساير، أحد الضحايا، تم اختطافه الأسبوع الماضي، من قبل مسلحين بقرية أبوزرعي، واغتياله بالرصاص.
وفي حادث آخر، عثر أهالي قرية «أبوطويلة» جنوب الشيخ زويد على رأسين مفصولين عن الجسد، لشابين تعرف الأهالي عليهما وهما علاء مسلم الدرموز أبوزرعي 20 عامًا، وأحمد ناصر خليل عامر، 19 عامًا، بعد اختطافهما من قبل تنظيم بيت المقدس، بزعم تعاونهما مع الجيش.

وفي منطقة «المساعيد» كان العنف عيانا جهارًا أمام المارة، بحسب صفحات بعض الأهالي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قامت عناصر باختطاف الشيخ المُسن سليمان أبو حراز، أحد الرموز الدينية في شمال سيناء من جنوب مدينة العريش والذي قارب عمره على مائة عام، ولا توجد أي معلومات عن مكان تواجده.
«أبو حراز» تم اختطافه بسبب اتهامه بالشرك بسبب فكره الوسطي المعتدل، وهو ابن قبيلة السواركة، ويعتبره أهالي سيناء، علامة من علامات الطب الروحي والتدين، يسكن منطقة المزرعة في جنوب العريش، جسد فكره الديني نموذجًا للعوام الذين دائما ما يقبلون عليه لمساعدتهم وإرشادهم لطرق العبادة والدعوة إلى الله.
في وسط «العريش» كانت أسرة «فتحي الشايب» على موعد مع الموت، حيث قامت عناصر بيت المقدس باقتحام منزله في وسط المدينة، واقتياده هو وزوجته على مرئى ومسمع من الجميع، وأمام أطفاله الـ3 بينهم طفلة رضيعة، بدعوى تعاونه مع الجيش.
فتحي عايش شعبان، هو الاسم الحقيقي لـ«الشايب» من مدينة العريش وزوجته تدعي «مايسة»، يقع منزلهما بجوار سد الوادي وسط العريش.
وبحسب شهود عيان – تم التواصل معهم على "فيس بوك" وبعد 24 ساعة من اختطافهم وجد الأهالي جثة «مايسة» عند شارع «الخزان» بالعريش، وبعدها بدقائق تم العثور على جثة «فتحي» عند حي «السمران» بالعريش.


رافائيل موسى يعمق جراح الأقباط في ذكرى 30 يونيو
لم يترك أنصار بيت المقدس فرصة لضرب المختلفين معهم في الدين إلا وفعلوها، أشخاص كثر توارت أسمائهم بين طيات سجلات الشهداء في سيناء، لم يفرق بينهم أحد لاختلاف الدين، فهو سجل واحد جمع بين كل هؤلاء.
إلا أن الحادث الأكثر ألما والتفت إليه الجميع، مقتل القس رافائيل موسى كاهن كنيسة مارجرجس بالعريش، بعد خروجه من خدمة القداس الإلهي بكاتدرائية المدينة في منطقة عاطف السادات في ذكرى 30 يونيو.
ولم تمر ساعات على مقتله، حتى أعلن تنظيم بيت المقدس مسئوليته عن الحادث، حيث وصل جثمان رفائيل إلى مستشفى العريش، به طلقات نارية في الرأس والصدر، وتم حفظ الجثمان بالمشرحة.
من بين الذين عمقوا جراح الوحدة الوطنية الدكتور مصطفى عبدالرحمن، المرشح الوحيد لحزب النور لمجلس النواب عن محافظة شمال سيناء بين 21 مرشحا آخر، حيث استهدفه ملثمون كان يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار عليه أثناء سيره من منزله في طريقه للمسجد لصلاة العصر، في أكتوبر من العام الماضي، بمنطقة بركة حليمة خلف مستشفى العريش العام.
وخلال تلك الفترة نفذ تنظيم بيت المقدس حكم الإعدام والرمي بالرصاص في شيخ بدوي بسيناء يدعى مسلم سلامة أبو رقيبة، 65 عامًا، ونجله سلام 35 عامًا بدعوى تعاونهما مع الجيش المصري ضد "الإرهاب"، فيما قام عناصر التنظيم بخطف الشيخ البدوي ونجله منذ عدة أيام وقتلهما حتى تم العثور على جثتيهما جنوب رفح، وتم نقلهما إلى مشرحة مستشفى العريش العام.

يناير 2016.. التنظيم ينشر قائمة برجال الجيش ويقتل آخرين
بث التنظيم الإرهابي إصدارًا مرئيا بعنوان «حرب العقول 2»، عرض خلاله إعدام تسعة أشخاص بتهمة التعامل مع الجيش المصري، بخلاف عرض قائمة تضم 37 شخصًا، قال: إنهم مطلوبون لدى التنظيم الإرهابي، لتحالفهم مع الجهات الأمنية، من بينهم شيوخ قبائل بارزين.
وتضمن الإصدار كلمات لمن تم إعدامهم، أولهم عبد الرحمن المقاطعة، أحد أفراد قبيلة السواركة، والذي قال: إن أحد الأشخاص اتصل به قبل بدء عملية حق الشهيد بيوم، واتفقا على الخروج في اليوم التالي صباحا نحو مزرعة قرب البحر.
وأضاف: «ذهبنا إلى معسكر الزهور صباحا، ومنه انطلقنا مع أفراد الحملة إلى منزل الحاج محمد أبي منير، وقطعنا أشجار الزيتون الخاصة به، والأمر ذاته نفذناه مع أشجار موسى على الجوكر، إضافة إلى تفخيخنا لمنزه وتفجيره».
وبحسب المقاطعة، فإنه توجه مع أفراد الحملة إلى منزلي الشقيقين، أحمد وسليمان أبو ذراع، وقاما بتقطيع الأشجار، وتدمير منزليهما، "كما قطعنا أشجار منزل مصلح أبي مهنّى».
وسرد خلال حديثه 10 أشخاص آخرين، قال إنه شارك ضمن الحملة العسكرية في تقطيع أشجار منازلهم.
«جمعة الدلح» من قبيلة الترابين، الضحية الثانية، كانت مهمته منع أي تكفيري من دخول جبل الحلال.
الثالث يدعى سالم أبا جرجير من قبيلة السواركة، وعبد الكريم المنيعي من قبيلة السواركة أيضًا، وعلاء سليم من قبيلة الرميلات، ومن قبيلة الرميلات أيضًا، فؤاد العوابدة، وفارس أبا حسونة، والمسن حمدان العوابدة، والتاسع والأخير، على الكيكي من قبيلة السواركة.

وأعدم التنظيم المتهمين التسعة بعضهم رميا بالرصاص، والبعض الآخر ذبحا بالسكين، كما ألبس عددا منهم زي الإعدامات البرتقالي.
أما الشخصية الأبرز في لائحة المطلوبين لدى «أنصار بيت المقدس»، فهو إبراهيم العرجاني، شيخ قبائل الترابين، إضافة إلى 36 شخصا على رأسهم عيد الرطيل، السواركة، عيسى الخرافين، الرميلات، موسى الدلح، الترابين، وهم من شيوخ القبائل في سيناء.

2015.. العام الأكثر دموية ضد المدنيين
شهد مطلع عام 2015، العديد من الأحداث الدامية في حق أهالي سيناء، ففي منتصف يناير من العام نفسه، عثر أهالي الشيخ زويد على شخص يدعى «محمد برهم عطية» يبلغ من العمر 33 عامًا، وجد مقتولا بالرصاص على طريق قرية الشلاق جنوب الشيخ زويد، قام عناصر التنظيم الإرهابي باختطافه أوائل الشهر وقتله بدعوى تعاونه مع قوات الجيش.
وفي شهر فبراير من العام نفسه، فقد شهد 4 عمليات إرهابية بحق الأهالي، من بينهم الحادث الأبشع وهو ذبح 10 من الأهالي أغلبهم من قبيلة السواركة، أولها قيام عناصر التنظيم في اليوم الثالث من فبراير، بذبح 3 مواطنين، من بينهم شخص تم التعرف عليه يدعى «وائل الشاعر» يبلغ من العمر 28 عامًا، تم قتلهم بتهمة تعاونهم مع الجيش المصري.
أما في اليوم التاسع من فبراير، شهد حادثين أولهما كان اختطاف مواطن يدعى «محمد سالم» يبلغ من العمر 41 عامًا، على يد عناصر "بيت المقدس" قبل خمس أيام من قتله من أمام منزله، بدعوى تعاونه مع الجيش، وعثر الأهالي على جثته ملقاة في إحدى المزارع بالقرية، وعليها آثار طلقات نارية بالرأس.
والحادثة الثانية الشهيرة في نفس اليوم هي ذبح 10 من أهالي سيناء، أغلبهم من قبيلة السواركة السيناوية، 
على الطريق الدولي العريش رفح، بدعوى تعاونهم مع القوات المسلحة في الضربات العسكرية التي توجهت لمعاقل التنظيم في سيناء.
وكان من بين هؤلاء أشخاص اعترفوا في الفيديو الذي بثه التنظيم الإرهابي بتعاونهم مع القوات المسلحة، وهم: «عبدالسلام محمد حمدان المقلوز، وأيمن محمد سلامة، وسامح سليم صويلح، وسعيد أحمد سليمان، ورمضان محمود رافع»، فيما ظهر آخر ادعى أنه يتخابر لصالح الجيش الإسرئيلي وهو يدعى «ياسر إبراهيم محمود عواد زيد1».
والحادثة الأخيرة التي قام عناصر التنظيم بتنفيذها في شهر فبراير، وتحديدًا في 18 فبراير، قام عناصر التنظيم بذبح مواطن سيناوي يدعى «مصطفى زارع سلمي الجرارات».
في أواخر العام المنصرم، وتحديدًا في 15 أكتوبر، هاجم عناصر تنظيم بيت المقدس، أفراد قبيلة «آل شويطر» في الشيخ زويد شمال سيناء، زعم التنظيم أنهم موالون للحكومة، ونشر بيانًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي وقال أنه "تمكن من قتل هؤلاء في كمين بمنطقة الشيخ زويد دون أن يذكر عددا وزعم حصوله على سيارة وكمية من الأسلحة كانت بحوزتهم، ودعا في بيانه من وصفهم بـ "الصحوات المرتدين من آل شويطر" إلى التوبة وإلا سينالهم القتل حسب تعبيره.
وشهد منتصف 2015، أبشع حادثٍ وقع في مدينة العريش، وهو الهجوم الذي شنه عناصر تنظيم "بيت المقدس، على القضاة المصريين، في 15 من مايو، قتل على إثره ثلاثة من القضاة ومعهم سائقهم، وقام عناصر التنظيم بإطلاق وابلٍ من الرصاص على سيارة تقل ستة قضاة قادمة من مدينة الإسماعيلية قرب قناة السويس، لحضور جلسات استماع في العريش.
وبث التنظيم مقطعا مصورا للهجوم المسلح على حافلة القضاة المصريين في العريش، بعد مطالبة زعيم الجماعة "أبو أسامة المصري، في بيان صوتي، من أنصاره استخدام العنف ضد القضاة".
وقارن التنظيم الإرهابي في بداية التسجيل المصور بين القضاء المصري الذي وصفه بـ«الظالم» وبين نظيره في دولته المزعومة، وقال إن القضاء «من شريف الأعمال وأعلاها، ولكن شاء الله أن المجرمين حكموا بقوانين الكفر ولم يعدلوا، وحاكموا المسلمين المظلومين، وتركوا الفاسدين».