الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

إبراهيم الرفاعي.. أسد الصاعقة المصرية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إبراهيم السيد محمد إبراهيم الرفاعي "1931 – 1973"، قائد عسكري بالجيش المصري، وكان قائد المجموعة 39 قتال صاعقة، أثناء حرب أكتوبر المجيدة واستشهد يوم الجمعة 19 أكتوبر 1973، بعد أن ضرب المثل في الفدائية والشجاعة في القتال.
كان "الرفاعى"، شابًا رياضيًا وراميًا ماهرًا في الكلية الحربية وعندما عقدت أول فرقة للصاعقة بمصر عام 1955 كان ترتيبه الأول على الفرقة وأصبح مدرس صاعقة وفى عام 1956، وتسلل إلى بورسعيد ونفذ أكبر عملية قبل الجلاء بتدمير 3 دبابات بريطانية.
عين الرفاعى مدرسًا بمدرسة الصاعقة وشارك في بناء أول قوة للصاعقة المصرية وعندما وقع العدوان الثلاثى على مصر 1956 شارك في الدفاع عن مدينة بورسعيد. يمكن القول أن معارك بورسعيد من أهم مراحل حياة البطل إبراهيم الرفاعي، إذ عرف مكانه تماما في القتال خلف خطوط العدو، وقد كان لدى البطل اقتناع تام بأنه لن يستطيع أن يتقدم ما لم يتعلم فواصل السير على طريق اكتساب الخبرات وتنمية إمكاناته فالتحق بفرقة ‘بمدرسة المظلات’ ثم انتقل لقيادة وحدات الصاعقة للعمل كرئيس عمليات. الرفاعى من مواليد قرية “الخلالة” مركز “بلقاس” بمحافظة الدقهلية في 27 يونيو عام 1931، وقد ورث عن جده والد والدته “الأمير الاى” عبد الوهاب لبيب التقاليد العسكرية والرغبة في التضحية فداءً للوطن، كما كان لنشأته وسط أسرة تتمسك بالقيم الدينية أكبر الأثر على ثقافته وأخلاقه.
استطاع هذا الرجل أن يؤسّس ما يعرف بالمجموعة “39 قتال”؛ وهى مجموعة صاعقة سطرت اسمها بحروف من ذهب في تاريخ المعارك بمصر والعالم أجمع، فقد نجحت قبل أن يتم تأسيسها بشكل غير رسمى في تنفيذ 39 عملية ناجحة، وكبّدت قوات العدو في حرب 1973 خسائر لا يمكن وصفها، وكانت أحد الأسباب التي جعلت القيادة الإسرائيلية تفقد صوابها، وتشترط فيما بعد في معاهدة “كامب ديفيد” تخفيض عدد قوات الصاعقة المصرية.
المجموعة “39 قتال” والعميد إبراهيم الرفاعى كانوا إحدى ثمار حرب 1956، وإن لم يكونوا فاعلين بها بشكل كبير، ولكنها كانت بدايتهم، وتأثيرهم الحقيقى كان خلال حرب 1973 ومن قبلها النكسة.
لقد تناقلت أخباره ومجموعته الرهيبة وحدات القوات المسلحة، لم يكن عبوره هو الخبر، إنما عودته دائما ما كانت المفاجأة، فبعد كل إغارة ناجحة لمجموعته تلتقط أجهزة التصنت المصرية صرخات العدو واستغاثات جنوده، وفى إحدى المرات أثناء عودته من إغارة جديدة قدم له ضابط مخابرات هدية عبارة عن شريط تسجيل ممتلئ باستغاثات العدو وصرخات جنوده كالنساء. فهو الذي قام ومجموعته صباح استشهاد “الفريق عبد المنعم رياض” بعبور القناة واحتلال موقع المعدية رقم 6 الذي أطلقت منه القذائف التي تسببت في استشهاد الفريق رياض وإبادة 44 عنصرا إسرائيليا كانوا بداخله.
ومع حلول أغسطس عام 1970 بدأت الأصوات ترتفع في مناطق كثيرة من العالم منادية بالسلام بينما يضع إبراهيم برامج جديدة للتدريب ويرسم خططا للهجوم، كانوا يتحدثون عن السلام ويستعد هو برجاله للحرب، كان يؤكد أن الطريق الوحيد لاستعادة الأرض والكرامة هو القتال، فكان على يقين بأن المعركة قادمة وعليه إعداد رجاله في انتظار المعركة المرتقبة. وصدق حدس الشهيد وبدأت معركة السادس من أكتوبر المجيدة، ومع الضربة الجوية الأولى وصيحات الله أكبر، انطلقت كتيبة الصاعقة التي يقودها البطل في ثلاث طائرات هليكوبتر لتدمير آبار البترول في منطقة بلاعيم شرق القناة لحرمان العدو من الاستفادة منها وينجح الرجال في تنفيذ المهمة. استشهد الرفاعى يوم 19 أكتوبر 1973 وسط جنوده في المنطقة الواقعة جنوب الإسماعيلية فوق التبة الرملية ليرصد دبابات إسرائيلية منتشرة في المنطقة الأمر الذي جعل القذائف تنهال من حوله حتى مات شهيدا.