السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سواق التوك توك والمعلومات المغلوطة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«اللى ما يعرفش يقول عدس».. هذا المثل الشعبى ينطبق تمامًا على حوار سائق التوك توك مع الإعلامى المتميز عمرو الليثى فى قناة الحياة. فقد أصبح سائق التوك توك بين ليلة وضحاها من أشهر سائقى التوك توك فى مصر والمنطقة العربية، عندما حققت مشاهدته أكثر من ثلاثة ملايين مشاهدة فى أقل من خمس ساعات، بمجرد أن تم طرحه على اليوتيوب والفيس بوك! ربما لأن مهنة الشاب سائق توك توك يتحدث بعقلية مثقف ومراقب للأوضاع فى مصر، ولا يتوقع المصريون أن يلخص سائق توك توك حال مصر بهذه البلاغة والحماس والإيجاز الذى مس أوتار الناس وسحرهم إليه، وانتبهوا جيدا إلى كلامه الذى قيل مرارًا، ولكن جمهور الفيس بوك حاله حال الشعوب العربية لا يقرأ! فقد قال سائق توك توك فى الفقرة: «نتفرج فى التليفزيون نلاقى مصر «فيينا»، ننزل فى الشارع نلاقيها بنت عم الصومال»، كلام غير صحيح، فمصر لم تكن فى يوم من الأيام مثل الصومال الذى كان مسرحًا لصراعات داخلية منذ انهيار الدولة عام ١٩٩١ وصراعات أخرى دخلت فيها الدول الإقليمية طرفًا وتجد فيها أغلبية الشعب يعيش مجاعات ومرضًا وأمية والمذابح وعصابات القراصنة الدولية، وهذا غير موجود فى مصر، فبرامج «التوك شو» المتعددة فى التليفزيون والفضائيات تظهر سلبيات الحكومة ومدى معاناة المصريين فى جميع المحافظات، علاوة على برامج عن مخاطر العشوائيات التى ظهر فيها السائق نفسه وتعمل الدولة على علاجها والانتهاء من مخاطرها بتوفير مساكن بديلة على غرار مشروع غيط العنب بالإسكندرية. وقال أيضا: «دولة لها برلمان ولها مؤسسة عسكرية ومؤسسات أمنية خارجية وداخلية ولها ٢٠ وزارة وحالها يبقى بالوضع والشكل ده» ولماذا لم يضف إلى هؤلاء رئيس الجمهورية وهو المسئول الأول عن أحوال المصريين؟ وهو ما يؤكد انتماءه للإخوان المحظورة التى لا تزال تتحدث عن الانقلاب، وأضاف: «٣حاجات عشان البلد تنهض، تعليم وصحة وزراعة، لو المواطن لقى الـ٣ حاجات دول أقسم بالله ما يقدر عليه غير ربنا». يبدو أنه يعيش فى بلد آخر، فمصر تنفذ مشروعات زراعة المليون ونصف المليون فدان ومستمرة فى تطوير التعليم والارتقاء بمنظومة التأمين الصحى للمواطنين فقط تحتاج إلى مزيد من الدعم وهذه المشروعات هى الحل.
وقد أخطأ السائق نصف المثقف حينما قال: «دى مصر يا جدعان، اللى كانت مسلفة بريطانيا، واللى كان الاحتياطى النقدى بتاعها أكبر احتياطى نقدى فى العالم، يوصل الحال بها كده؟».. من أين أتى بهذه المعلومة الخاطئة فبريطانيا العظمى لم تقترض فى أى عهد من مصر، صحيح أن بريطانيا كانت مدينة لمصر، بقيمة مساعدات وأغذية وتسهيلات قدمتها فى الحرب العالمية الثانية، باعتبارها محتلًا للبلاد وقتها، لكنشها لم تقترض من مصر نقودًا، وطبعًا مصر لم تملك فى أى وقت من الأوقات أكبر احتياطى نقدى فى العالم، لأن زيادة الاحتياطى النقدى تستلزم سياحة واستثمارًا أجنبيًا وتصديرًا للخارج، وهذه المجالات تحتاج إلى تدعيم من قبل الدولة والشعب.
ولكن على أى حال فقد وجدت هذه الحالة جمهورًا لها من عشاق «الزيطة» ونقل الشائعات والاستمتاع بالخلافات ذات الضجيج العالى دون طحين واتخذوا من المقطع وسيلة للنفخ فى نيران الفتنة، وتدعيم الغضب لدى البعض لتحقيق غايتهم الخبيثة فى زعزعة الاستقرار داخل المجتمع الذى تحقق خلال العاميين الماضيين، ومحاولة دفع البلاد للخلف نحو أكذوبة تدعى ١١-١١ أو انتفاضة الجياع التى دعت لها جماعة الإخوان الإرهابية وجماعة ٦ إبريل وعدد من الحركات ومنظمات المجتمع المدنى الممولة من الخارج التى تريد دائمًا «جنازة وتشبع فيها لطم»!!
وهذه الأكذوبة لن تتحقق بسبب وعى الشعب المصرى تجاه هذه المؤامرات..
فماذا قدم هذا الشاب وغيره من تضحيات وأعمال بناءة لهذا الوطن؟ فلا مانع من أن تقول رأيك وأنت حر، ولكن لا تبث معلومات خاطئة ومغرضة فيه وأين حق الدولة عليكم يا سائقى التوك توك؟ وأنتم الأعلى مخالفات وانتهاكات للطرق وأسباب الحوادث والأعلى مكسبًا ٣٠٠ جنيه فى اليوم، وبلا تراخيص؟ وماذا فعلتم عندما شاهدتم دماء أقرانكم من الشباب شهداء القوات المسلحة الذين قتلوا غدرًا فى إحدى نقاط الارتكاز الأمنى بسيناء من الإرهاب الذى صنعته أيدى الإخوان الإرهابية، وكان رد قواتنا المسلحة عليهم سريعًا حينما نفذت ضربات جوية مركزة أسفرت عن تدمير مناطق تمركز وإيواء العناصر الإرهابية، وكذلك نقاط تجميع الأسلحة والذخائر التى تستخدمها تلك العناصر الإرهابية.. ولقد تحدث الرئيس السيسى عن الشهداء الذين يتساقطون من أجل حماية تراب مصر خلال الدورة الـ٢٣ التثقيفية للقوات المسلحة، وأن المؤامرات تحيط بنا من كل جانب، ونحن جميعًا كشعب يد واحدة، لن نركع إلا لله وحده وليس لأى قوى أخرى، وقبّل السيسى رأس ويد أم الشهيد سامية المسلمى والدة الشهيد إسلام المهدى الذى استشهد فى الأول من يوليو ٢٠١٥ والتى تحدثت فأبكت مصر كلها كما أبكت الرئيس الإنسان.. لا بد أن نعطى لهذا البلد دون أن ننتظر المقابل، وأن نضحى بأنفسنا فداء لهذا الوطن الذى ننتمى إليه ونعمل جميعًا من أجله.