الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

"البوابة نيوز" في زيارة لعائلة الكاتب "ناهض حتر".. الكاتب تعرض للتهديدات قبل اغتياله.. وصديقه وابن عمه: رئيس الوزراء وراء إشعال الفتنة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثار حادث اغتيال الكاتب الأردني ناهض حتر، بعد نشره لكاريكاتير تناولته وسائل التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بزعامة أنه يسيء للذات الإلهية، وألقي القبض على الكاتب الصحفي لعدة أسابيع بعدها خرج بكفالة مادية، وخلال فترة التحقيقات تم اغتياله أمام محكمة العاصمة الأردنية بعد تعرضه لعدة تهديدات بإهدار دمه، وأثارت تلك الواقعة جدلا كبيرًا على الصعيد العربي والدولي.
نظر البعض للجريمة على أنها طائفية وصراع بين المسلمين والمسيحيين والبعض أرجح الأمر لكونها قضية سياسية كبرى، وتصفية حسابات بينه وبين الحكومة الأردنية الذي ظل لسنوات طويلة يعارضها، والبعض أرجح إلى وصول الإخوان والسلفية بالمجتمع الأردني لمجلس النواب، وأن الإخوان المسلمين وتابعيهم من أصحاب الفكر المتشدد هم الدافع لإشعال نيران الفتنة بين المجتمع الواحد الذي ظل لسنوات طويلة مسلميه ومسيحيه في ترابط، أما عن اغتياله فقد تضاربت الأقاويل حول الحقيقة وراء أسباب اغتيال الكاتب الاردني، وحاولنا في زيارة خاصة لاحد أقاربه وأحد رفقاء دربه في رحلة اغتياله أمام المحكمة، كان لنا هذا اللقاء مع المهندس مزيد حتر، ابن عّمه وصديقه، وإلى نص الحوار:

* حدثنا عن صديق الدرب وابن العم، من هو ناهض حتر؟
- مفكر وكاتب عربي صحفي يساري، محلل سياسي بدأ حياته الأدبية وعمره 14 عامًا، ولد لعائلة مسيحيّة تنحدر من مدينة الفحيص القريبة من العاصمة عمان، تخرج من الجامعة الأردنية قسم علم الاجتماع والفلسفة، ماجستير فلسفة في الفكر السلفي المعاصر، سجن واعتقل لمرات عديدة لدفاعه عن الفقراء والكادحين لديه عدة مؤلفات وكتابات تخض الشأن العربي وترتكز على القومية العربية، في الفترة الأخيرة لمع نجمه بلبنان وكان له عدة لقاءات تليفزيونية يتناول فيها الصراع الصهيوني العربي والتأكيد على القضايا العربية والهوية الاردنية، وكان له لقاءات عديدة بالميادين، كان يواجه غضب شديد من قبل الحكومة الاردنية كونه معارض شرس وتعرض لمحاولة اغتيال عام 1998، كان مهاجما للسلطة.

* حدثنا عن بداية الأزمة التي انتهت باغتيال الكاتب؟
- بشهر أغسطس الماضي، قام ناهض بنشر رسم كاريكاتير مدون عليه " رب الدواعش" كان يقصد به كيف يري الدواعش الجنة والحساب وما بعد الاستشهاد، ومن هذه اللحظة واجه حربا عظيمة، واستغل أعداؤه من الحكومة ونشرت جريدة السبيل والمعروفة بفكرها الإخواني، رسم الكاريكاتير مدعية أنه رسم للذات الإلاهية وتناولت الواقعة بشكل أثار الفتنة وسط المجتمع، وعندما استشعر "ناهض " خطورة ما يدور واستغلال الرسم بشكل مخادع للحقيقة قام بحذفه من صفحته، وقام بالاعتذار على صفحته، لكن القوى السياسية المعارض لها دوما والإخوان المسلمون المتطرفون فكريا أثاروا الفتنة وصار هناك تجييش ضده، وتلا هذه الأحداث تكليف من رئيس مجلس الوزراء لوزير الداخلية باعتقال "ناهض".



* من المسئول عن اغتيال ناهض حتر؟ 
- وبصوت شديد الألم وهو يبكي قال " رئيس الوزراء هو الذي أطلق الشرارة في اغتياله، وعندما جاءت الشرطة لمنزله لإحضاره ولم تجده نشرت الصحف والجرائد أنه فر من وجه العدالة وهرب وزادت الأمور سوءا، مما دفع " ناهض" لتسليم نفسه في صباح اليوم الثاني، وتم حبسه لمدة ٣ أسابيع وخلال سجنه تم التعامل معه بطريقة سيئة جدا حيث كانوا يرابطون على قدميه ويديه بالجنازير الحديديةوعلي رأسه كيسا من الخيش، خلال انتقاله من السجن لجلسات التحقيق وخلال الثلاث أسابيع مرض وتم نقله عدة مرات المستشفي وتم تصنيفه مجرم خطير جدا، بعدها تم الإفراج عنه بكفالة مالية، وتم تحديد أول حبسه له يوم ٢٥/٩/٢٠١٦، لأول جلسة له وقبلها بيوم جلسنا معه - أصدقائه- واتفقنا غلي الخروج معه بشكل جماعي من المنزل لحضور أول جلساته بعد الإفراج عنه،خاصة أنه تعرض لتهديدات كثيرة وصلت لأكثر من ٢٠٠تهديد بقتله، ومن بين التهديدات من أعلن عن استعداده لدفع ١٠٠٠٠دينار لمن يحضر لسانه، ومن بين المهددين نائب برلماني ينتمي للإخوان والذي قال لابد أن يعدم امام مسجد الحسين، وكل تلك التهديدات والوعيد قبل أي تحقيقات وقدمناعدة شكاوى للشرطة عن طريق محامين وقدمنا بلاغات للأمن العام والمحافظ بِمَا يتعرض له من تهديدات والجميع تعامل بسلبية كبيرة ولم يكونوا قدر المسئولية.
رئيس الوزراء هذا الذي اغتاله احمله كامل المسئولية لم ينتظر التحقيقات ولا القانون أصدر الحكم باعتقاله كانت هي الشرارة التي أشغلت نار الفتنة وانتهت بهذه النهاية.

* هل وصول الإخوان إلى البرلمان له علاقة بالواقعة؟ وهل المجتمع الأردني بطبيعته به طوائف متعصبة أم هي الواقعة الأولى؟ 
- منذ عام ١٩٧١ لم تشهد الأردن حادثة اغتيال، ولا يمكن أن ننكر للأسف انتشار فكر الدواعش والتكفيريين على مستوي المتعلمين والمثقفين وليس فقط البسطاء وهو خطر يهدد المجتمع الأردني من توغل الفكر الإرهابي العنيف بالمجتمعات العربية كان دوما مع الجيش السوري ضد الدواعش والتنظيمات الإرهابية، خاصة مع غياب دور الحكومة والدولة في محاربة التطرّف والإرهاب وهناك نوع من الغزل بين الإخوان والحكومة خلال الفترة الحالية لأسباب غير معروفة.
* ما الهدف الذي تسعون لتحقيقه خلال المسيرات التي تنظمها عائلته والقوى الوطنية الداعمة له؟
- المسيرات تعبير عن الغضب والحزن والألم الدفين بداخلنا، كلمات المشاركين بالمسيرات السلمية عبارة عن تحيات للشهيد اضاءت على جوانب مختلفة من نضاله ومواقفه وانتاجاته الفكرية والسياسية في مجالات مقاومة العدو الصهيوني والإرهاب التكفيري، وموقعه في النضال الاجتماعي، وعمله الدءوب لتوحيد قوى المقاومة والمواجهة للمشروع الاميركي وادواته الصهيونية والرجعية والتكفيرية خاصة في معركة الدفاع عن سوريا ووحدتها وسيادتها الوطنية.
وهو تأكيد من جميع المشاركين على التمسك بخيارات الشهيد ورؤاه التقدمية في معركة إسقاط المشروع التدميري لمنطقتنا وامتنا، وقد نددت صحف عربية بمقتل الكاتب ناهض حتَّر وأدان بعض الكتاب الاغتيال ووصفوه بأنه يشوه صورة الإسلام، وصفه آخرون بأنه عمل إرهابي يستهدف وحدة الأردن وحرية التعبير في العالم العربي.
* ما السبب وراء هجوم جزء من المجتمع الأردني على الكاتب؟ هل ما تم تناوله على الصحف العربية هو السبب؟
- استغلال أصحاب الفكر المتطرف للحدث لإشعال نار الفتنة، كان له سبب بحالة الغضب التي خفت حدتها تماما بعد إعلان الحقيقة التي كان يغفلها المجتمع وخاصة البسطاء التي تصدرت لهم القضية على أنها جريمة في حق الإسلام والمسلمين. 
وهناك بعض الكتاب من تناول القضية بحيادية وفقد وصف سمير البرغوثي قتل حتًّر بالجريمة، متسائلًا كيف يمكن لمسلم أن يأتي بمثل هذا الفعل، وقارن الكاتب بين الحادث وبين ما يقترفه تنظيم "داعش"، حيث قال "إن مقتل حتر بهذه الطريقة ومن قبل رجل يبدو في هيئته رجلا مسلما هو في حقيقته إساءة إخرى للإسلام تضاف إلى إساءات داعش، التي تقتل من تضبط معه علبة سجائر أو من تدعي أنه لا يحفظ جزءا من القرآن".
أما جمانة غنيمات فكتبت في صحيفة الغد الأردنية عما سمته بـ "الإرهاب الأسود"، فقالت إن الرصاصات التي اغتالت حتر لم تكن تستهدفه وحسب "وإنما استهدفت وطنا بأكمله، بوحدته الوطنية والدينية، بكل ما فيه من مكونات وألوان وأطياف لطالما شكلت قوس قزح فريدا، كان القاتل يستهدف بث روح الكراهية وإشاعة الفتنة بين مكونات مجتمع لم يعرف الفتنة الطائفية في يوم من الأيام".
كلمة أخيرة...
ناهض لم يخطيء في حق الإسلام ولا المسلمين والدليل على ذلك مقاله عام ٢٠١٢ بعنوان "انتصارا لرمزنا القومي"، قال به: "محمد بن عبدالله نبيا بالمعنى الديني وكان نبيا بالمعنى القومي، فبدعوته تأسست الأمة العربية وكان نبيا في ثورة، مناضلا، وكان خاتم النبيين، فلا ادعاء بعده لولي أو شيخ أو حزب، أو ادعاء احتكار تمثيل الإسلام بعد قفل باب النبوة وبدء عصر الأمة في التاريخ الاجتماعي، ولدتُ في عائلة عربية مسيحية، وأنا ماركسي في الفكر، وقومي وعلماني في السياسة. وبسبب كل ذلك ـ لا برغمه ـ تجرحني الإساءة للرسول، وأشعر بالتحدي إزاء تلك العصابات العنصرية الإمبريالية المعادية للإسلام والعروبة والعالم الثالث وحركات التحرر الوطني".
لن نتخلى عن ناهض الذي أحب الأردن بشكل لا يوصف ولن يتخلي عن الاْردن وسنواصل مسيرته في التنوير ولن ننساه ولن ننسي حبه للأردن غير المشروط، كان يتمنى أن يموت شهيدا وكان دوما يقول: "إني حزين لست شهيدا".