السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

حاتم عودة رئيس معهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ"البوابة نيوز": هدفنا ربط شبكات زلازل ومراصد أفريقيا بمركز أسوان.. وللمعهد دور كبير في استعادة السيادة المصرية على طابا

الدكتور حاتم عودة
الدكتور حاتم عودة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من المعاهد البحثية والتي تعبر عن الريادة المصرية تاريخيًا في إنشاء المراكز البحثية المتخصصة إقليميًا وقاريًا، وهو ما أكده الاستاذ الدكتور "حاتم عودة" رئيس المعهد خلال الحوار الذي اختص به "البوابة نيوز".

وإلى نص الحوار:

المعهد القومي للبحوث الفلكية من حيث التاريخ والنشأة، متى كانت البداية في ريادة المراكز البحثية من حيث القدم؟
يعد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من أقدم المعاهد البحثية في مصر والوطن العربي وربما في أفريقيا، حيث تم انشاؤه عام 1903 على قمة المرصد بحلوان، ومع قدم وعراقة المعهد فإن تخصصاته في علوم الفلك والجيوفيزياء ممثلة بالزلازل بدأت قبل هذا التاريخ بأعوام كثيرة.
حيث بدأت القياسات الفلكية عام 1839-1860 في مرصد بولاق ثم مرصد العباسية عام 1868-1903. وفي نفس المرصد بالعباسية بدأت القياسات الزلزالية عام 1889-1903.

كيف كانت بدايات رئاسة المعهد في ظل الإحتلال الإنجليزي آنذاك؟
توالى على رئاسة المعهد كتيبة من العلماء بدءأً من العام 1900 ووصولًا إلى تكليفي برئاسة المعهد حتى الآن، وكانت بدايات المعهد تحت رئاسة خمسة رؤساء إنجليز من العام 1900 وحتى 1934 وهم بالترتيب.
1. B.F.keeling 1900 - 1910
2. B.H.wade 1910 - 1912
3. H.knox shaw 1912 - 1918
4. H.E.Hurst 1918 - 1924
5. P.A.curry 1924 – 1934


بماذا يعني ويهتم المعهد من تخصصات ومجالات؟ وما هو حجم القوى البشرية للمعهد؟
ومن أهم ما يميز المعهد هو تعدد مجالات اختصاصاته التي يعني بالعمل بها، منها على سبيل المثال مجالات الفلك، الزلازل، الجيوفيزياء، أبحاث الفضاء ومجال أبحاث الشمس من خلال الأقسام المختلفة التي تضم في قوتها البشرية ما يربو على 280 (مائتين وثمانين) من أعضاء هيئة البحوث ومساعديهم ويعاونهم ما يزيد عن 350 (ثلاثمائة وخمسين) من الأخصائيين العلميين والفنيين والإداريين.

نستطيع أن نتبين من تلك التخصصات احتياج المعهد للتوسع من خلال العديد من المراكز والأفرع في معظم أنحاء الجمهورية؟

للمعهد عدد من المراكز والمحطات منتشرة على مستوى الجمهورية نذكر منها، المركز الرئيسي للشبكة القومية لرصد الزلازل، ويتبعه عدد من المراكز الفرعية للزلازل على مستوى الجمهورية ( الغردقة – مرسي علم – برج العرب – الواحات الخارجة ) لإستقبال بيانات الزلازل من 80 محطة، المراصد الفلكية (مرصد حلوان - مرصد القطامية الفلكي في صحراء القطامية - مرصد المسلات المغناطيسي بالفيوم - مرصد أبو سمبل المغناطيسي في أقصى جنوب صعيد مصر – والمرصد الجديد المتوقع إقامته في سانت كاترين بشبه جزيرة سيناء )، ويضم المعهد أيضًا في مقره بحلوان ( المرصد الشمسي - محطات الطيف والإشعاع الشمسي - محطة رصد وتتبع الأقمار الصناعية - مركز تجميع بيانات المحطات الدائمة للنظام العالمي للإحداثيات GPS لمراقبة تحركات القشرة الأرضية على المستوى المحلي والإقليمي والدولي - مختبر لقياس الخواص المغناطيسية للصخور).

هل هناك مهمة محددة للمعهد للقيام بممارسة تخصصاته المتعددة من خلالها؟

كغيره من المراكز والمعاهد البحثية فإن المعهد يتطلع إلى النهوض بالبحوث والدراسات التي تدخل في مجال اختصاصاته وما يتصل بها وتقديم الخبرة والمشورة للهيئات والمؤسسات في ذات المجالات، كما يهتم بزيادة المشاركة كبيت خبرة علمي لتحقيق الخطط القومية والمشروعات الوطنية الكبرى وما يتصل بها على الأصعدة المحلية والاقليمية والدولية.

كيف يمكننا تحديد أهداف المعهد التي يتطلع لتحقيقها وفقًا للرؤية التي يعمل من خلالها ؟
أهم أهداف المعهد هي دراسة الأجرام السماوية المختلفة مثل النجوم والكواكب والمجرات الخارجية والمذنبات وغيرها فيزيائيًا وديناميكيًا والتعرف على تطورها وأسباب تغيرها وحساب مداراتها المختلفة،الاهتمام بمتابعة الأجسام الفضائية التي تقترب من كوكب الأرض، زيادة التوعية والتغطية الثقافية والإعلامية للظواهر الفلكية التي تهم المجتمع، التنسيق والاستعانة بالأرصاد الفلكية الفضائية مع الأرصاد الفلكية الأرضية وخاصة التي ترصد الطاقات العالية مثل اشعة إكس، دراسة فيزياء الشمس ونشاطها وتطويرها وآثارها المختلفة على الأرض وتحديد توزيعاتها في أنحاء جمهورية مصر العربية، تحسين وتطوير وتنقيح التقويم الفلكي الذي يصدره المعهد وزيادة محتوياته من المعلومات الفقهية والدينية،رصد وتتبع الأقمار الصناعية وقياس أبعادها بدقة، وقياس تأثير الغلاف الجوي والإشعاع الشمسي على مداراتها وحركتها،المراقبة المستمرة للنشاط الزلزالي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي لإجراء البحوث للتعرف على أسباب حدوث الزلازل والعمل على تقليل الأخطار الناجمة عن وقوع الزلازل.
دراسة الخطورة الزلزالية والنطاقات الزلزالية والصدوع وحساب معاملات الأمان الزلزالي لكل مناطق الجمهورية وخاصة المناطق المهمة الحيوية والإستراتيجية كالقناطر والسدود والأنفاق، الاستمرار في تقديم الخدمات والاستشارات وتنفيذ المشروعات البحثية التطبيقية لمختلف مؤسسات الدولة، تحديد الخزانات الجوفية والطبقات الرسوبية للمياه الجوفية والتعرف على التتابع الجيولوجي لباطن الأرض المصرية،تكثيف الكشف عن الآثار المدفونة والكشف عما هو تحت سطح الأرض لاستكشاف الكهوف والفجوات والقنوات، استخدام طريقة المغناطيسية الأرضية في الكشف عن الخامات الاقتصادية المختلفة وتحديد صخور القاعدة الأساسية مثل الجرانيت والرخام، تكثيف الدراسات في مناطق الآثار لتحديد امتداداتها تحت السطحية والتنقيب عن الآثار المدفونة باستخدام القياسات التثاقلية الدقيقة وتكثيف قياسات الحرارة الأرضية لتقييم الطاقة الجيوحرارية للمناطق النشطة جيوحراريًا وذلك للاستفادة منها اقتصاديا في الإنارة وإدارة المصانع.
مراقبة التفجيرات التي تجريها شركات الإسمنت والمحاجر والمناجم في أنحاء الجمهورية ودراسة تأثيرها على المنشآت والمباني القريبة منها.

و ماذا عن رسالة المعهد ؟
كل ما سبق يتم عمله وفقا لرسالة المعهد في الإلتزام بتقديم بحث علمي حديث ومتميز طبقًا لمواصفات الجودة العالمية في مجال العلوم الفلكية والجيوفيزيقية، وتطوير هذه العلوم من خلال منظومة بحثية رائدة لتحقيق خدمة مجتمعية ومهنية متميزة.
تحديد نقاط الحدود الشرقية في سيناء 1906في عام والتي كانت سببًا رئيسًا لعودة سيناء كاملة في مباحثات ومفاوضات والتحكيم الدولي لطابا 1984.

ما هي أهم الإكتشافات والمخرجات البحثية للمعهد ذات الأثر القوى في حياة الوطن والمواطن ؟
تميز المعهد منذ نشأتة في العام 1903 ببعض المهام الوطنية والاكتشافات العلمية المميزة في مجالات اختصاصاته المتعددة نذكر منها على سبيل المثال:
في مجال الفلك
تحديد نقاط الحدود الشرقية في سيناء 1906، والتي كانت سببًا رئيسًا لعودة سيناء كاملة في مباحثات ومفاوضات والتحكيم الدولي لطابا 1984.
السبق في تصوير مذنب هالي 1908.
كان مرصد حلوان أحد مرصدين في العالم نجحا في تصوير كوكب بلوتو.
المشاركة في اختيار أنسب المواقع لهبوط أول إنسان على سطح القمر.
اكتشاف نجم جديد بواسطة الدكتور/ أحمد عصام وتسجيله في الجمعية الأمريكية لراصدي النجوم في 18/6/2014.
مجال الزلازل تم إنشاء أول محطة رصد زلازل في العباسية 1889، رصد زلزال سان فرانسيسكو 1906،إنشاء مجموعة من المراصد والشبكات والمحطات كانت لها الريادة،منها المركز الإقليمي للزلازل الخاصة بالسد العالي وخزان أسوان 1982،الشبكة القومية للزلازل 1997 والمركز الوطني للبيانات وهو الجهة المعنية بمراقبة التفجيرات النووية 2002.

مجال الجيوفيزياء، وضع أول خريطة مغناطيسية 1930،إنشاء مرصد المسلات المغناطيسي 1960،إنشاء مرصد أبو سمبل المغناطيسي 2008 وإنشاء المركز الاقليمي للطبيعة الأرضية والحد من المخاطر 2015.

مجال أبحاث الفضاء، تم إنشاء أول محطة رصد أقمار صناعية بمدي 1500 كم في سنة 1974،إنشاء محطة رصد أقمار صناعية بالليزر نصف آلية بمدي 6000 كم في سنة 1980.

في مجال أبحاث الشمس، بدء العمل كان بالتليسكوب الشمسي 1964 والانتهاء من عمل الدليل الفلكي 1989.

كما فاز المعهد بإنشاء مركز تميز علمي في الفلك وعلوم الفضاء سنة 2013 بمرصد القطامية الفلكي.

نلاحظ من مسمى المعهد بأنه " معهد قومي " بمعنى أنه يضطلع بمهام قومية ووطنية، ما أثر هذا الاسم على منظومة العمل وقوته البشرية من العاملين به ؟ وما هو دورة في المشروعات القومية ؟

يهتم المعهد بإدارته وكل العاملين به بالمعنى الحرفي لمسماه بالمعهد القومي وما تحمله كلمة القومية من مسئولية تقع على عاتقه ككيان علمي ووطني يكرس أبحاثه ودراساته واستشاراته الخدمية لكل ما يمكن أن يكون متعلقًا بالخطط والقضايا التنموية ذات الطابع القومي والوطني، ولعل قرار القيادة السياسية الحالية في مصر بإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة بموقعها الحالي المحيط بمرصد القطامية الفلكي، ومن شأنه - أثناء وبعد الانتهاء من العمل بها وإنشائها - أن يؤثر بصورة قد تكون سلبية على كفاءة أداء مرصد القطامية ذو المنظار العاكس بمرآه قطرها 74 بوصه نظرًا لما هو متوقع من انبعاث موجات كهرومغناطيسية وأضواء وملوثات بيئية ناجمة عن العمل بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وهو الأمر الذي حتم بالتفكير في إنشاء مرصد فلكي جديد كإحدى الرؤى المستقبلية بمنطقة سانت كاترين بشبه جزيرة سيناء بعد ثبوت ملائمة كل الظروف والإمكانات المتاحة التي شجعت على البدء والتحضير لإنشاء هذا المرصد الجديد على أحدث التقنيات اللازمة للتشغيل وذلك بالتعاون مع القوات المسلحة المصرية وكافة الأجهزة والهيئات المعنية.

من المعروف أن الخدمات والاستشارات التي تقدمها المراكز البحثية للمجتمع هي إحدى مخرجات البحث العلمي لتلك المراكز، ما هي أشكال الخدمات البحثية التي يقدمها المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية ؟
يقوم المعهد بتقديم عدد من الخدمات في مجالات تخصصاته الدقيقة لها من الأثر على الفرد والوطن ما يؤهله للريادة في هذه المجالات محليًا وإقليميًا ودوليًا، ومن أمثلتها:
للمعهد العديد من الإصدارات والمطبوعات ( الدليل الفلكي - كتالوج الزلازل - كتيبات تبسيط العلوم ).
المتحف الفكي وإتاحته للجمهور وإدارته بمجلس إدارة خاص بالمتحف.
تدريب مدرسي العلوم بالمرحلتين الإعدادية والثانوية على شرح علم الفلك وذلك بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم ودولة اليابان.
إتاحة الفرصة للجمهور لزيارة المعهد بمواقعه المختلفة ومحطات الرصد التابعة له بهدف نشر الثقافة العلمية.
فتح التليسكوبات والمناظير للجمهور والعامة والإعلام خلال القيام بأعمال رصد الأحداث الفلكية وتوفير مطبوعات ومطويات لشرح الظاهرة محل الرصد.

كما أن هناك بعضًا من الأنشطة والأعمال ذات المردود الاقتصادي والقومي على الدولة مثل مراقبة التفجيرات محليًا ودوليًا وبخاصة في مجالات ( التعدين - المحاجر - البترول )،رصد الزلازل والهزات الأرضية ودراسة وتحليل آثارها،رصد أهلة أوائل الشهور العربية والظواهر الفلكية 
المعاونة فنيًا كبيت خبرة علمي يقدم استشارات في إدارة الأزمات والكوارث ( مركز دعم واتخاذ القرار )، عضوية اللجنة القومية لنزع السلاح بوزارة الخارجية.

كما أن المعهد القومي للبحوث الفلكية يمثل مصر مع آخرين في ‘منظمة الحظر الشامل لإجراء التجارب النووية بالأمم المتحدة، إدارة الأزمات والحد من آثار الكوارث بمنظمة اليونسكو.


ماذا عن الرؤية المستقبلية للمعهد ؟
للمعهد رؤيه مستقبلية بشأن بعض المشروعات التنموية القومية، آملًا أن يتم الانتهاء من تنفيذها على أرض الواقع لما لها من مردود وفائدة تعم على الوطن مثل:
ربط شبكات الزلازل والمراصد الجيوفسيزيقية والجيوديسيه في شرق قارة أفريقيا من خلال المركز الإقليمي للزلازل المقام في أسوان جنوب مصر.
التوسع في تقنيات الجيوفيزياء المحمولة ( جوًا – بحرًا ).
تطوير تقنية خلايا شمسية رخيصة تمهيدًا لتوفير مصادر طاقة جديدة ومتجددة ( الطاقة النظيفة)

تطوير تقنيات الرصد الراديوي والرصد التحت الصوتي وتطبيقاتها المختلفة ( العلمية - الإستراتيجية ).

المشاركة في تقييم مبان المدارس في الجمهورية لتكون مقاومة للزلازل وذلك بالتعاون مع مركز بحوث البناء ومنظمة اليونسكو.
المشاركة المستمرة في تقييم وتحديد أنسب المواقع لإنشاء المدن الجديدة والمجتمعات العمرانية بهدف التوسع الأفقي وإعادة إعمار المناطق الغير مأهولة في مصر.