الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

الرائد محمد زرد.. الشهيد المبتسم

الرائد محمد زرد
الرائد محمد زرد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استشهد الرائد محمد زرد بطل اللواء الخامس مشاه في الثلاثين من عمره تاركاً طفلاً لم يتعد عمره الثلاثة أشهر وزوجة شابة، وذكرى بطولة خارقة شهد لها الجميع، وذلك بعد أن أدى واجبه ورأى علم مصر يرفرف عالياً على الموقع الإسرائيلي الحصين عند الكيلو 149 ترقيم قناة بقطاع الشط.
ولد الشهيد محمد زرد فى شهر أكتوبر عام 1943 بقرية تفهنا العزب مركز السنطة بمحافظة الغربية، وبعد حصوله على الثانوية العامة التحق بالكلية الحربية وتخرج فيها عام 1966 ، واشترك فى حرب اليمن بعد تخرجه مباشرة ثم حرب الاستنزاف، وكان من طلائع من اشتركوا في تنفيذ العديد من العمليات الخاصة "الغارات والكمائن" ضد القوات الإسرائيلية المترابصة على الضفة الشرقية لقناة السويس، ثم حرب أكتوبر 1973 .
فمنذ بداية اقتحام قواتنا لقناة السويس في الساعة الثانية ظهر يوم السادس من أكتوبر 1973 وتدافعها نحو الضفة الشرقية.
عبر الرائد محمد زرد برجاله لتنفيذ المهمة المكلف بها وهى اقتحام وتدمير موقع العدو الحصين عند النقطة 149 ترقيم قناة بقطاع الشط، وهى إحدى نقاط خط بارليف القوية، حيث كانت تسيطر بالنيران والمراقبة على محور متلا وتتحكم فى المحور الرئيسي الذى يصل بين عيون موسى في الجنوب إلى جنوب البحيرات المرة شمالاً، ومواقع قواتنا وأهدافنا الحيوية غرب قطاع الشط ، وكذلك المحاور الطولية والعرضية غرب القناة، وقد تم تجهيزها بدشم خرسانية وملاجئ وخنادق مواصلات ومرابض نيران ومصاطب للدبابات وأحيطت بموانع الألغام والأسلاك الشائكة.
وطالما انطلقت منها نيران القوات الإسرائيلية أثناء معارك حرب الاستنزاف ضد السكان المدنيين فى قرى السويس وقواتنا المدافعة فى هذا القطاع، فاندفع متقدماً رجاله وقرر مهاجمة هذا الموقع الحصين بثلاث جماعات اقتحام تحت نيران المجموعات الساترة، وبالفعل نجحت جماعة منها فى فتح الثغرات فى الموانع المحيطة بالنقطة ثم بدأوا الهجوم، وتحت وابل من نيران العدو الكثيفة توقف هجوم قواتنا نتيجة تكبدها بعض الخسائر.
ومع فجر يوم 7 أكتوبر استأنف البطل مع قواته الهجوم ، لكنهم تعرضوا لغارات جوية مركزة وهجمات من احتياطى دبابات للعدو، فى محاولة لفك الحصار المصرى عن القوة الإسرائيلية داخل الموقع، إلا أن كل المحاولات باءت بالفشل أمام صمود رجالنا وإصرارهم وعزمهم الشديد على حصار وتدمير الموقع، وقرر زرد تعديل خطته بحيث يتم الاقتحام من الخلف والأجناب، وتقوم مجموعة صغيرة بشن هجو م خداعي بالنيران من الأمام.
وفى الساعة الثامنة من صباح يوم 8 أكتوبر تقدم القائد برجاله للاستيلاء على الموقع وتدميره بمن فيه، فدارت معارك شرسة، إلى أن وقع بصر زرد على إحدى فتحات التهوية بالموقع، فاندفع إليها فى جرأة شديدة "كما شهد بذلك بعض رجاله الأبطال " ليدخل فيها ثم يهبط منها إلى داخل الموقع الحصين، ووراءه رجاله يطلقون نيراناً غزيرة تحصد أرواح الجنود الإسرائيليين، وعندما نفدت ذخيرته اشتبك بطلنا مع العدو فى قتال متلاحم، حتى سقط الموقع، ثم أسر من بقى حياً من الإسرائيليين فى عصر نفس اليوم بعد قتال متواصل دام لمدة ثماني ساعات كاملة، فارتفعت حناجر أبطالنا بهتاف "الله أكبر" الذى انطلق عبر أثير جهاز إرسال العدو الذى قتل حامله قبل أن يغلقه ليصل إلى القيادة الإسرائيلية ويعلن انهيار أهم قلاعهم الحصينة على خط بارليف.
واستشهد البطل زرد متأثراً بنزيف شديد فى بطنه، فرحاً بحلاوة النصر تعلو وجهه ابتسامة رضا، وتم تكريمه بعد استشهاده ومنح العديد من الأوسمة والأنواط، أهمها وسام نجمة سيناء.