الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

اللواء المنصوري قائد بـ"الفهود السوداء" في حواره لـ"البوابة نيوز": الإسرائيليون لقبوني بـ"الطيار المجنون".. وشاركت في 52 طلعة جوية خلال الحرب.. وتعرضت للإصابة مرتين.. وفي أكتوبر حققنا أول نصر حقيقي

قال إن دول الخليج قدمت كل أشكال الدعم

اللواء طيار أحمد
اللواء طيار أحمد المنصورى أحد أبطال كتيبة «الفهود السوداء»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«السادات» كان ماكرًا وهو صاحب الفضل فى تحرير أرضنا.. و«السيسى» يواجه الإرهابيين
فى الذكرى 43 لحرب أكتوبر المجيدة نتذكر كثيرا من المواقف البطولية لرجال قدموا كل ما لديهم فداء للوطن، منهم من لقى وجه ربه شهيدا، ومنهم من رحل عن الحياة، وآخرون لا يزالون بيننا، ومنهم اللواء طيار أحمد المنصورى أحد أبطال كتيبة «الفهود السوداء» التى نفذت الطلعة الجوية الأولى، معه كان لنا هذا الحوار، الذى ألقى من خلاله الضوء على بطولات رجال قواتنا المسلحة..
■ نحتفل هذه الأيام بالذكرى الـ٤٣ لنصر أكتوبر المجيد. ماذا تمثل لك؟
- خاض الجيش حرب استنزاف طويلة عقب هزيمة يونيو، وخلالها تم إعداد الجبهة ومسرح العمليات بل والدولة بالكامل ليوم الثأر حتى جاءت حرب ٦ أكتوبر المجيدة التى شهدت معارك عظيمة وسقط خلالها آلاف الشهداء وتمكنا بفضل تضحياتهم من إحراز أول نصر حقيقى على العدو الإسرائيلى خلال الحروب التى خضناها ضده، وبذلك غسلنا عار الهزيمة فى يونيو .
■ متى علمت بموعد الحرب.. وكيف تلقيت الأمر؟
- تم إعلامنا فى مساء اليوم الخامس من أكتوبر قبل الملحمة بيوم، وتقبلت ذلك بصدر شجاع رحب، وركعت ساجدا لله شكرا، لأننى لطالما تساءلت عن موعد القصاص من العدو الصهيوني، تلا ذلك الإعلان بأن التشكيل الأول فى الضربة الجوية الأولى على مطارات العدو الصهيونى بسيناء، هو تشكيل «الفهود السوداء» للمنصوري، وأذكر أننا تلقينا هذا القرار بإصرار على النصر، وتجاهل لمخاطر المقدمة، وكلنا أمل فى تحرير البلاد من العدو الذى استباح أرضنا.
■ كان للأشقاء العرب دور بارز فى حرب أكتوبر.. هل لك أن تطلعنا عليه؟
- كلها تعاونت وقدمت جميع أشكال الدعم لنا ماديا ومعنويا، وعلى سبيل المثال استخدمت ا المملكة السعودية وقتها سلاح البترول وكذلك دولة الإمارات ومنعتا تصدير النفط للدول المؤيدة لإسرائيل، وأرسلت الجزائر والكويت والسودان والعراق وغيرها من الأشقاء العرب مساعدات قتالية لجيشنا بل ومقاتلين أيضا.
■ كيف ترى الرئيس الراحل أنور السادات صاحب قرار العبور؟
- كان يتسم بالذكاء والمكر، لذلك لجأ إلى المفاجئة والتمويه خاصة فى اختياره لبدء المعركة مع العدو يوم ٦ أكتوبر، وهو يوم يحتفلون فيه بما يسمى «عيد الغفران» حيث تتوقف الحياة عندهم تماما، مدركا أن الحرب عادة تشن فى توقيتين، إما مع أول ضوء للنهار للاستفادة بأطول فترة ممكنة من الضوء، أو مع آخر ضوء للنهار حتى يتثنى له التخفى وتحقيق أهداف فى غفلة العدو، كما أمر ببدء الهجوم جويا، بقيام ٢٢٥ طائرة فى تمام الساعة الثانية ظهرا بالهجوم على المطارات الإسرائيلية وتجمعات قوات العدو فى سيناء، وتزامن ذلك مع بدء الهجوم السورى فى نفس الوقت، ويكفى أن الرجل له الفضل فى تحرير أرضنا بعد ذلك من خلال معاهدة السلام.
■ لقبك العدو الصهيونى بـ«الطيار المجنون» لماذا؟
- هو لقب أطلقوه على لأنى سببت لهم الجنون، وهى شهادة غير مجروحة من عدو يمثل «منتخب العالم»، فاليهودى ليس عدوا بسيطا أو سهلا، ويشرفنى أننى واجهته وانتصرت عليه.
■ حدثنا عن دورك فى الحرب؟
- أديت ٥٢ طلعة جوية فى الحرب منها المعركة الجوية الأخيرة فى ٢٤ أكتوبر وخرجت منها بفضل الله سليما معافى، لكننى تعرضت للإصابة خلال حياتى كطيار مرتين ووصلت نسبة العجز لدى إلى ٥٠٪، كما أننى حاصل على جميع الأوسمة والنياشين للقوات المسلحة، بدءا من وسام الشجاعة وختامًا بوسام النجمة العسكرية، وتم تكريمى للمرة الثانية من الرئيس السيسى فى العيد الأربعين لحرب أكتوبر عن القوات الجوية بأكملها، على الرغم من أننى أقل مقاتل فيهم ، لكن المفارقة أننى ما زلت على قيد الحياة، كما كنت صاحب أطول معركة جوية من عام ١٩٦٧ وحتى ١٩٧٣، تمكنت فيها من إسقاط طائرة قائد التشكيل الإسرائيلى فى أول ٣٠ ثانية، واستطعت بعد نفاد الوقود والذخيرة، الهبوط سالمًا بالطائرة على طريق العين السخنة، وما زالت تلك الطائرة وما تبقى منها موجودا فى بانوراما أكتوبر.
■ أى حرب بها ذكريات أليمة.. ما أكثر ذكرى مؤلمة تعرضت لها فى أكتوبر؟
- اللحظة التى علمت فيها باستشهاد الطيار عاطف السادات شقيق الرئيس السادات، وهو أول شهيد سقط على أرض سيناء، كانت صدمة كبيرة لم أنسها حتى الآن، وأعتبرها أكثر الذكريات ألمًا فى الحرب.
■ ما تقيمك للجيش المصرى حاليا مقارنة بجيش أكتوبر؟
- الجيش المصرى أشرف جيش فى العالم بأكمله، ولولاه لكانت الدولة انهارت، كما حدث فى دول عديدة منها سوريا واليمن وليبيا.
■ ظهرت بعد ثورة يناير مواقف تشكك فى دور الرئيس الأسبق مبارك.. كيف ترى ذلك؟
- الرئيس الأسبق مبارك كان قائد القوات الجوية له ما له وعليه ما عليه، فالتاريخ لا ينسى ولا يزيف، وهو من خطط للضربة الجوية، وهو رجل وطنى بمعنى الكلمة ولم يخن البلاد، والتاريخ هو الذى سيحكم عليه.
■ يوجد تقارب حالى فى العلاقات المصرية الإسرائيلية.. فهل تتوقع نشوب حرب مقبلة بين الطرفين؟
- تمنى الرئيس الراحل أنور السادات أن تكون حرب أكتوبر آخر الحروب بين مصر وإسرائيل، ولكن يذكر فى القرآن الكريم أننا فى يوم ما لا بد فيه أن ننتصر على أعداء الله، وأتوقع مجيء هذا اليوم عاجلًا أم آجلًا.
■ أخيرا.. ما تقييمك لدور الرئيس السيسى فى الحفاظ على سيناء وحمايتها من الإرهاب؟
- مصر قوية بجيشها وشعبها رغم كل المحاولات الخسيسة من قبل الجماعات المتطرفة الإرهابية، والرئيس يواجه الإرهاب فى مصر كلها وليس سيناء فقط وإليه يرجع الفضل فى تسليح الجيش بأحدث المعدات .. وبذلك أصبح لمصر بفضل مجهودات الرئيس «درع وسيف».