الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

المقاتل زغلول وهبة.. "صائد طائرات العدو" بنصر أكتوبر

 الجندى المقاتل زغلول
الجندى المقاتل زغلول وهبة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ممسكا بين يديه ميدالية لقوات الدفاع الجوى..السلاح الذي كان يخدم به خلال حرب أكتوبر 1973.. تظنها للوهلة الأولى ميدالية عادية.. ولكنه يعتبرها من أغلى المقتنيات التي حصل عليها في حياته.. والسبب يمكن في المادة المستخدمة في صناعة تلك الميدالية..فهى مصنوعة من حطام طائرة الفانتوم التي قامت القوات المصرية بإسقاطها خلال حرب أكتوبر 1973".. أنه الجندى المقاتل زغلول وهبة أحد أبطال حرب أكتوبر 1973 رامي صواريخ الكتف الاستريلا ".
بدأ الجندى المقاتل زغلول وهبة حديثه مع "وكالة أنباء الشرق الأوسط" بمقتطفات من خطاب النصر الذي القاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد الانتصار في حرب أكتوبر 1973، حيث قال "سوف يجئ اليوم الذي نجلس فيه لنقص ونروى فيه ماذا فعل كل واحد منا في موقعه وكيف حمل كل منا امانته وادى دوره وكيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فتره حالكة يحملون مشاعر النور لتضيئ الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسربن اليأس والرجاء".
ويقول الجندى المقاتل مؤهلات أنه كان رامي صواريخ الكتف، موضحا أنه كان مكلف كحكمدار موقع رقم 3 من الفصيلة رقم 39 ومن السرية الثالثة من الكتيبة 523 دفاع جوى، ونجح في إسقاط طائرتين للعدو الاسرائيلى من طراز "سكاى هووك" الأولى بمنطقه الجفره بالسويس يوم 30 يونيو 1970، والثانية يوم 10 أكتوبر 1973 بمنطقه أبو حماد بجوار مطار أبو حماد بقرية " الأسديه".
ويروى الجندى المقاتل الحاصل على شهادة شكر وتقدير لاشتراكه في حرب أكتوبر 1973، وكان من ضمن الطلائع الأولى التي عبرت القناة، حاملا شعار النصر لمصر أو الشهادة في سبيل الله والحق والوطن، ليستحق أن يكون بطلا من أبطال العاشر من رمضان سنة 1393 هجرية، إسقاطه للطائرة الأولى " سكاى هوك" في 30 يونيو 1973، موضحا أنه في ذلك اليوم قام الطيران المعادى بغارة مكثفة من 8 طائرات "فانتوم" و"سكاى هوك" على مستودعات الجيش الثالث ومخازن الذخيرة والتعيينات بمنطقة الروبيكى، موضحا أنه بعد انتهاء الغارة انتشرت الطائرات على ارتفاع منخفض، وخلال عودتها شاهد طائرة "سكاى هوك" وهى في اتجاهها للسويس، وهنا قام بتجهيز نفسه معنويا للاشتباك مع هذا المعتدى للانتقام منه، وقام بإطلاق أول صاروخ له في حياته العسكرية ليسقط بها إحدى طائرات العدو، وقيام اللواء السادس بأسر الطيار الاسرائيلى بعد هبوطه بالبراشوت.
ويقول.. " فوجئت بزملائي بالموقع يقفزون فوقي ويباركون لى على إسقاط الطائرة، حيث شاهدوا الصاروخ وهو يدخل في فتحة العادم للطائرة "سكاى هوك" وتسقط على مسافة 4 كيلو مترات ".
ويضيف.. " في صباح اليوم التالى من الهجوم وإسقاط الطائرة "سكاى هوك" وبعد وصولنا للموقع وفى نحو الساعة العاشرة صباحا فوجئنا بقدوم عدد من سيارات الجيب للموقع.. وكان اللواء عبد المنعم واصل قائد الجيش الثالث ومعه مجموعة من قادة الجيش الثالث لمقابلتي ويباركون لى على ما قمت به من عمل جيد بإسقاط طائره للعدو".
وأوضح " قام اللواء عبد المنعم واصل باحتضاني كوالدي ويشجعني بكلمات لن أنساها على مر السنين وإعجابه بشجاعتي وقوة رد فعلى لهجوم العدو".
وأضاف أن يوم 30 يونيو 1970 يعتبر أجمل واغلي أيام حياتي ولم ولن ينساه بكل لحظاته، حيث تم ترقيته بعد ذلك للرتبة الأعلى وهى رتبه "عريف مقاتل".
وأكد أنه من "أصعب الذكريات التي لن ينساها هي لحظة سماع نبأ رحيل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، حيث كان في منطقة أبو سلطان ومطار فايد، موضحا أن لحظة معرفة خبر الوفاة كان بمثابة الصاعقة على جميع الجنود.. قائلا " بعد عودتنا من المواقع إلى المبيت بمطار فايد شاهدت حالة من التوتر الشديد فخرجت من "هنجر المبيت" فعرفنا بخبر وفاة القائد العظيم جمال عبدالناصر فساد المطار حزنا شديدا وإحساس بالضياع وفقدان الأمل.. وإحسسنا بأن البلد ضاعت ومن سيستطيع أن يحل محله وإحنا في حالة حرب وأرضنا محتلة ".
وحول يوم السادس من أكتوبر 1973.. يقول الجندى المقاتل زغلول وهبة " في منتصف يوم السبت السادس من أكتوبر.. تم الاستعداد للمواجهات في حال حدوث هجوم من الطيران المعادى ونحن كجنود علينا استقبال الأمر وتنفيذه مباشرة.. وفى لحظات لن تنسى فوجئنا بأعداد رهيبة من الطائرات المصرية من كل الطرازات الميج 21 والسوخوى والميج 19 والميراج وكل انواع الطائرات في قواتنا الجوية تشن هجوما مكثفا على العدو وقامت حرب أكتوبر والجميع لا يحمل سوى هدفا واحدا وهو استعادة أرض سيناء الغالية".
ويضيف "في يوم الاربعاء10 أكتوبر ذهبنا للموقع قبل أول ضوء وجهزنا المعدات وانتظرنا أي هجوم وفى منتصف اليوم تم أبلغنا بان الطيران المعادى قادم من اتجاه الشمال أي البحر المتوسط..وبعد قليل فوجئنا بسرب معادى من طائرات "الفانتوم" و"سكاى هوك" يقوم بالهجوم على المنطقة.. وكنت مستعد للهجوم وكان في مرمى الموقع طائرة سكاى هوك تحوم للهجوم على المطار وفى أثناء الهجوم اشتبكت معها وسقطت..وهذه كانت الطائرة الثانية التي أقوم بإسقاطها".
وأوضح أنه نظرا لشدة الدفاع الجوى حول دائرة مطار أبو حماد من كل الاتجاهات لم يستطيع الطيران المعادى أن يصيب المطار بل افرغ قنابله وصواريخه على قرى "الشوامين" و"كفر حافظ" و"عرب سرحان" وأصاب الكثير من الأهالي والمدنيين، حيث دمروا منازل الفلاحين".
ويختتم حديثه بالقول.. "سنوات غالية من عمر الإنسان قضاها في خدمة الوطن الغالي بكل حب وتفان في سبيل تحرير أرض سيناء الغالية بعد أن احتلها عدو لدود لمده 6 سنوات من 1967 حتى أكتوبر 1973 بالنصر الكبير والعبور الرائع واسترجاع قطعة غالية على كل أبناء الوطن الواحد مسيحيين ومسلمين لا فرق بين هذا وذاك فالجميع قام بالواجب المكلف به والحمد لله تم النصر الغالي ".