الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

القبطان وسام حافظ في حواره لـ"البوابة": نجحنا في إفشال "مخطط الثغرة".. والمجموعة "39 قتال" تصدت للهجوم الإسرائيلي ومنعته من التوغل في مدن القناة

القبطان وسام حافظ
القبطان وسام حافظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
خطة حرب أكتوبر أُعدت قبلها بسنوات.. وحصلنا على دورات تدريبية لتأهيلنا للمعركة
فى ذكرى النصر لا يغيب عنا أصحاب النصر، ومنهم القبطان وسام حافظ الذى يشغل الآن منصب كبير المرشدين فى هيئة قناة السويس، والذى خاض معارك أكتوبر كمقاتل فى الفرقة 39 قتال، والذى يستعيد معنا اللحظات المجيدة التى تحتفظ بها ذاكرته عن الحرب فيقول: من أصعب المواقف خلال حرب أكتوبر، عندما نجحت القوات الإسرائيلية فى عبور القناة عند ثغرة الدفر سوار بهدف احتلال غرب القناة، وحصار الجيش المصرى، وتقوية موقفهم التفاوضى عقب انتهاء الحرب، إلا أن تلك المخططات سرعان ما انهارت أمام صمود الجيش الثالث وبدء التحضير لهجوم مضاد لتدمير القوات الإسرائيلية فى الثغرة.
ويضيف القبطان حافظ فيقول: فى اليوم التالى ١٧ أكتوبر تولت المجموعة ٣٩ قتال بقيادة المقدم إبراهيم الرفاعى مهاجمة مطار الطور فى سيناء، وبعد تنفيذ المهمة جاءت تعليمات لنا بالتصدى للقوات الإسرائيلية ومنعها من التوغل فى مدن القناة من خلال الإسماعيلية، وذلك بتدمير عبارة كانت تنقل الدبابات الإسرائيلية من الشرق إلى الغرب، وتوجهنا بعد الاستطلاع الذى أوضح عدم وجود مكان آمن للقيام بعملية التدمير إلى مكتب المخابرات فى الإسماعيلية، لمعرفة حقيقة الموقف، بعدها توجهت برفقة الرفاعى إلى مركز قيادة الجيش الثانى لمقابلة الفريق الشاذلى، فأمرنا بالتوجه إلى منطقة «أبوسلطان» وأخذ موقعا متقدما، فيما قال هو: إنه سيقوم بتجميع قوات المظلات لعمل هجوم مضاد مدعم بالمدفعية لتدمير العدو، وبدأنا التحرك سيرا على الأقدام فى تشكيل مفتوح، بحيث ننتقل من تبة إلى تبة مع أخذ ساتر، لأننا كنا نتحرك فى منطقة تدعى «نفيشة» الموجودة بها دبابات إسرائيلية، وحدث أن أبلغ أمن المجموعة بوجود ٤ دبابات منها أمامنا فى حين أن مدفعه تعطل، فطالبه الرفاعى بالثبات، ورد الإسرائيليين بالمدفعية ما أدى إلى استشهاد الرفاعى. ويستطرد القبطان قائلا: بعد أن بدأنا فى توزيع أنفسنا على مجموعات، وتمكنت من رؤية ما يقرب من ١٥٠ دبابة إسرائيلية وهى تتقدم تجاه الإسماعيلية، فيما كانت القوة المتاحة لى وقتها ٩ أفراد ومدفعين مضادين للدبابات، إلا أنى فوجئت بجنديين مشاة قادمين من اتجاه الدفر سوار مع أحدهما صاروخ «آر بى جى» والآخر يحمل ذخيرة، وأخبرونا أن لديهما أوامر للتوجه إلى معسكر الجلاء للمشاركة فى هجوم مضاد، فعرضت عليهما البقاء معنا لعمل كمين للدبابات الإسرائيلية فوافقا بعد تردد، وطلبت منهما أخذ مركز دفاعى لنصب كمين للدبابات التى كانت على بعد أمتار من موقعنا، وقام أحد الجنود ويدعى محمد الدهشان بتدمير الدبابة بصاروخ «RBG» بل وتمكن مع زميله من تدمير ٣ دبابات بعد ذلك للعدو فى منطقة «أبوعطوة» إلا أنه استشهد بعد ذلك، وانسحب الجيش الإسرائيلى عقب مقاومة جنودنا ولم يتمكن من الوصول إلى الإسماعيلية.
ويؤكد القبطان حافظ أن خطة حرب أكتوبر كان قد تم إعدادها قبلها بسنوات، مضيفا أنه حصل هو وغيره من الضباط على دورات تدريبية عديدة لتأهيلهم للمعركة، لافتا إلى أنه كان لدى الجيش «جنودا وضباطا» تصميم على محو عار الهزيمة، لذلك تحملوا ظروفا صعبة وكلهم قناعة، إما الشهادة أو النصر، لافتا إلى اتباع حيل خداعية عديدة لتضليل العدو، منها فتح باب العمرة لأفراد القوات المسلحة، ونشر أخبار عن سفر رئيس الوزراء المصرى لأمريكا، ووجود مشاكل فى تغذية القوات، وإعلان سفر قائد القوات الجوية إلى أمريكا... إلخ، لتعطى دلالات للعدو بعدم نيتنا شن الحرب، وكان العدو يشعر بقلق لدرجة أنه حينما اتصلت رئيسة الوزراء جولدا مائير بوزير الدفاع الإسرائيلى ليه الحرب فى الثانية صباحا لتخبره بالقلق من الحشود المصرية، إلا أنه طمأنها وأخبرها بعدم قدرة المصريين على شن حرب وأن الأمر لا يتعدى مجرد مناورة، لافتا إلى أن توقيت بدء المعركة حددته عدة عوامل، منها أنه كان يوافق عيد الغفران لدى الإسرائيليين، كذلك فإنه فى يوم ١٠ رمضان لم يكن لتيار المائى لقناة السويس قويا ما سهل العبور دون خسائر.
ويضيف القبطان حافظ إلى ما سبق فيقول: فى رأيى كان هناك شروط مجحفة فى معاهدة السلام، خاصة شرط تواجد قوات شرطة دون قوات الجيش فى المنطقة «ج» وهى التى تقع شرق خط شرم الشيخ - العريش، مؤكدا فى الختام أن حرب أكتوبر غيرت أوضاع مصر سياسيا واجتماعيا واقتصاديا، وأثبتت أن مصر قوة لا يستهان بها.