الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عيد نصر جيش مصر "1"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«الله أكبر بسم الله بسم الله أذِّن وكَبَّر بسم الله بسم الله، سينا يا سينا أدينا عدِّينا بسم الله ما قدروا علينا، بسم الله جنود أعادينا بسم الله، الله عليك يا مصر الله حاميك يا مصر، وولادك رجاله وأبطال، مصر اليوم فى عيد».. الغالية ترتدى ثوب العيد فى شهر الانتصارات (والكف اللى علِّم على قفا إسرائيل وأفقدها توازنها فى ٦ساعات) «وإن يَنْصُرَكُمُ الله فَلاَ غَالِبَ لَكُم)»، وكان وعد الله حق، كل سنة وأنتم طيبون يا خير أجناد الأرض، كل سنة ولحظة وثانية وأنتم الظهر والسند والحامى بعد الله، مهما قلنا أو فعلنا لكم لن نوفيكم أو نكفيكم قدركم، عاهدتم ووفيتم ما بيننا وبينكم ليس حبا أو عشقا، ولكنه الرباط المقدس رباط الروح والدم، ضحيتم بأرواحكم من أجل تراب الوطن، وما زلتم تحملون أراوحكم فوق أيديكم، أنتم تاج رؤوسنا جميعا شرف البلاد والأمة بأكملها، مصر تحتفل هذه الأيام بأعظم الانتصارات ذكرى نصر أكتوبر، وأقل ما نقدمه أن نخبر الجميع عن بعض أبطال قواتنا المسلحة وشهدائنا عرسان السماء، وسأتناول فى هذا الشهر بطولات أبطالنا وستكون مجرد لمحة فلا تكفى كتابات العالم حصر ما حدث فى تلك الملحمة العظيمة.
١- «الرقيب محمد حسين محمود سعد»، حسب إشارات التبليغ من الوحدات الفرعية وتقارير القتال لدى قادة الوحدات الفرعية المتقدمة هو أول شهيد مصرى فى ملحمة أكتوبر، ولد عام ١٩٤٦، ودرس فى معهد قويسنا الدينى، وبعد التخرج عُيِّن باحثا اجتماعيا بوحدة طوخ بالقليوبية، التحق بالجيش ١٩٦٨ مجند استطلاع، وتم استدعاؤه وكان مع قوات العبور حال استشهاده.
٢- كانت عملية أسر العقيد الصهيونى «عساف يا جورى» من العمليات الصعبة والخطيرة، اشترك فيها أبطال القوات المسلحة، كل منهم فى مكانه ومهمته، فكان أداء الأبطال سيمفونية متكاملة من صائد دبابات لقائد سريَّة لقائد فرقة، الكل كان بطلا له دور عظيم، منهم من قضى نَحْبَه ومنهم من ينتظر، «مجند محمد المصرى» نجح فى اصطياد ٢٧ دبابة بمفرده، مستخدما ٣٠ صاروخًا فقط من ضمنها دبابة «عساف يا جورى» الذى كان له طلبان بعد أسْرِه كوب ماء وأن يرى الجندى المصرى الذى ضرب دبابته، وبعد أن قابله ظل فترة طويلة ينظر له بإعجاب ودهشة، «الشهيد الرائد عادل القرش» قائد السرية ٢٣٥ دبابات بالفرقة الثانية فى قطاع الجيش الثانى الميدانى، شارك فى تدمير دبابة «عساف ياجورى»، و١٣دبابة إسرائيلية بمفرده، وأَسَرَهُ وأنقذ دبابات مصرية معطَّلة للجيش، وأخلى المصابين منها، وقد كان الهجوم الإسرائيلى عنيفًا صباح يوم ٨ أكتوبر ١٩٧٣، ولكنه نجح بسريته فى صد الهجوم، فقام العدو بهجمات مضادة بعد الظهر فى اتجاه الفرقة الثانية، يغطيه الطيران الإسرائيلى، فاندفع البطل الشهيد باتجاهها وقام بتدميرها كاملة، ولكن اندفاعه جعله مكشوفا للطيران الإسرائيلى وهدفا سهلا فاستشهد فى المعركة، «النقيب يسرى عمارة» سبق له الاشتراك فى حرب الاستنزاف والمساعدة فى أسر أول ضابط إسرائيلى «دان أفيدان شمعون»، وساعد هو الآخر فى أسر «عساف ياجورى»، وقد عبر خط بارليف ٦ أكتوبر مع الفرقة الثانية مشاة بالجيش الثانى تحت قيادة العميد «حسن أبوسعدة» التى اشتهرت بفرقة الدمار (كانت تدمر كل شىء أمامها للنصر واسترداد الأرض)، وفى صباح ٨ أكتوبر ١٩٧٣ ثالث أيام القتال حاول اللواء الإسرائيلى ١٩٠ مدرعات (يتراوح ما بين ٧٥:١٠٠ دبابة) القيام بهجوم مضاد واختراق القوات المصرية والوصول للنقاط القوية، ومنها نقطة الفردان، وقرر قائد الفرقة الثانية أن ينتهج أسلوبا وتكتيكا جديدين لتدمير العدو، وهو جذب مدرعاته إلى أرض قتال داخل رأس كوبرى الفرقة، والسماح لهم باختراق الموقع الدفاعى الأمامى والتقدم مسافة ٣ كيلومترات من القناة، وبالطبع كان قرارًا خطيرًا جدا، فإذا فشلت الخطة ستتكبد القوات المصرية خسارة فادحة، ولكنه تحمل مسئولية قراره كقائد ونجحت الخطة، وكان الفخ الذى أطبق على قوات العدو كالكماشة، وتحولت المنطقة إلى لهيب نيران وعنصر المفاجأة أخلَّ توازن العدو وأفقده سرعة الرد، وفى أقل من نصف ساعة تم تدمير ٧٣ دبابة للعدو، وبعد المعركة صدرت الأوامر بتطوير القتال والاتجاه نحو الشرق، وتدمير أى مدرعة إسرائيلية، ومنعها من التقدم لقناة السويس ولو تطلب الأمر مواجهتها بصدور عارية، وأثناء التقدم والاشتباكات شعر «النقيب يسرى عمارة» برعشه فى ذراعه اليسرى وفوجئ بدماء غزيرة تغطى ملابسه، واكتشف أنه أصيب دون أن يشعر، فأوقف مدرعته ونظر حوله فوجد الجندى الإسرائيلى الذى أطلق عليه النار، فقفز بشجاعة نحوه مما أصاب الجندى بالذعر، ولم يتمكن من الهرب، وما أن وصل إليه اشتبك معه وضربه فوق رأسه بالسلاح فسقط على الأرض وسقط النقيب بجواره من شدة الإعياء، وبعد إفاقته أصر على أن يواصل، وتقدمت الفرقة شرق الفردان، وكان ذراع النقيب قد تورمت واشتد النزيف فكتمه بالرمال، وكان هناك مجموعة من الجنود الإسرائيليين يختبئون بالمدرعات خلف طريق الأسفلت تم التعامل معهم وإجبارهم على الاستسلام، وعرف أحدهم نفسه أنه قائد، وتم تجريدهم من السلاح ومع ضوء يوم ٩ أكتوبر وتسليم القائد الذى كان «العقيد عساف ياجورى» قائد اللواء ١٩٠ مدرعات، وكانت لطمة قوية للعدو ذكرها وزير الدفاع الصهيونى «موشى ديان» فى مذكراته قائلا: «خط بارليف كان مثل الجبن السويسرى فيه الثقوب أكثر مما فيه السدود، والحرب أظهرت أننا لسنا أقوى من المصريين، وحالة التفوق والمبدأ السياسى والعسكرى القائل بأن إسرائيل أقوى من العرب وأن الهزيمة ستلحق بهم إذا اجترأوا على بدء الحرب، هذا المبدأ لم يثبت أبدا لقد كانت لى نظرية فى إقامة الجسور ستستغرق منهم طوال الليل، وأننا نستطيع منع هذا بمدرعاتنا، ولكن تبين لنا أن منعهم ليست مسألة سهلة وقد كلفنا جهدنا لإرسال الدبابات لجبهة القتال ثمنا غاليا جدا، فنحن لم نتوقع ذلك مطلقا، وأننا لم نفرح بتحطيمنا لعدد من دبابات المصريين، لكننا عندما سقطت خطة استحكامنا وفقدنا ٣٠ دبابة فى عملية واحدة أصيبت الأمة كلها بذهول، وحرب أكتوبر كانت بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، وأن ما حدث فى هذه الحرب قد أزال الغبار عن العيون وأظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وكل ذلك أدى إلى تغيير عقلية القادة الإسرائيليين (برضه مهما تغيرت عقليتكم خوازيقنا بتتغير معاها)، حرب أكتوبر يتم تدريسها اليوم فى كل الأكاديميات العسكرية، ما فعله الجيش المصرى معجزة بكل المقاييس قلبت كل الحسابات والخطط (قلبنا الترابيزة فوق دماغ اللى جابوهم)، ومن الواضح أن الجندى المصرى تلك هى جيناته فكل من يمكر له ويخطط ويجهز ويستعد أن يؤذيه أو يمس حبة رمل من تراب مصر يتحول فى ثانية لوحش مارد يعجز الكل أن يقف أمامه (جهِّزوا لآخر ما عندكم والجيش المصرى له تصور تانى خالص)، «اللى حامى الأرض يسلم اللى صان العرض يسلم».
«تسلم الأيادى يا جيش بلادى».
وللحديث بقية…