الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الدكتور محمد خطاب استشاري العظام يحدد أسباب خشونة المفاصل وعلاجها: الراحة المفرطة تسبب الإصابة مبكرًا.. والرفاهية الزائدة كارثة وراء 90% من متاعب الجسم

الدكتور محمد خطاب
الدكتور محمد خطاب استشارى عظام
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
■ الإجهاد القوى والرياضة العنيفة يؤديان لالتهابات وتمزقات في الأربطة

خشونة المفاصل مرض شديد الإزعاج، يسبب آلامًا مبرحة لمن يعانى منه، إضافة إلى أنه يشل الحركة في الحالات المتقدمة، لدرجة أن الصلاة تصبح حلمًا صعب المنال على بعض الناس، ولكن لماذا تحدث المشكلات في المفاصل خاصة في الركبة؟ وهل هناك سن معينة للإصابة بهذا المرض؟ وكيف نتعامل معه ونعالجه؟ هذا ما يجيب عنه الدكتور محمد خطاب، استشارى علاج الخشونة وجراحة العظام، الذي أوضح في حواره مع «البوابة» أن مشكلات المفاصل عمومًا ومفصل الركبة خصوصًا، مرض قديم، ووضعوا له الكثير من العلاجات في عهد الفراعنة، مثل ما يسمى باللبخة، وهى أعشاب وزيوت توضع على مكان الإصابة، وهذه الوصفات تستخدم حتى الآن في الأرياف، ولكن في عصرنا الحالى بالتأكيد يأخذ العلاج مسارات مختلفة تواكب التقدم الطبى في كل المجالات. 
■ مبدئيًا.. ما السبب المباشر لخشونة المفاصل؟ 
- الخشونة هي مرض ينتج عن تآكل الغضاريف الناعمة، التي تغطى سطح المفصل، وبالتالى تؤدى إلى نعومة الحركة، حيث يحدث ضعف في تماسك هذه الغضاريف، ما يؤدى إلى تشقق سطحها وتآكلها تدريجيًا، إلى أن تصبح العظمة خالية من الغضاريف التي تحميها، ما يسبب المزيد من الألم. 
■ وهل السن من عوامل الإصابة بالخشونة؟
- تزداد خشونة الركبة مع التقدم في السن، والآن أصبحنا نرى الخشونة في سن متوسطة، ففى الماضى كانت بعد سن المعاش في الغالب، أما الآن فنرى من يعانون أحيانا في سن الأربعين، وهذا يوضح أن هناك أسبابا غيرت طبيعة هذا المرض، وجعلته يصيب صغار السن. فمثلا في الماضى كان الإنسان أكثر حركة إذ كان يذهب إلى عمله مشيًا على الأقدام، ويذهب بعد ذلك إلى المسجد، ويذهب لشراء متطلبات البيت، وهذا مفيد جدا للمفاصل، أما الآن فكل شيء يتم دون أن يتحرك الإنسان خطوات قليلة.
■ هل تقصد أن الراحة تعتبر سببًا لخشونة المفاصل؟
- من وجهة نظرى، أعتبر الراحة والرفاهية الزائدة كارثة حلت بالبشرية، وأكبر تحدٍ هو الراحة التي تؤدى إلى الخمول، وبالتالى إلى الإصابة بالكثير من الأمراض القاتلة، بداية من السرطانات وحتى السكرى، وهناك الكثير من النظريات الطبية التي تعتبر أن الراحة هي سرطان الجسد المدمر، لأنها تؤدى إلى السمنة وهى سبب تقريبًا ٩٠ في المئة من متاعب الجسم وأمراضه، كالقلب والسكرى ومشكلات المفاصل بل ومتاعب القولون، وهناك طبعا أسباب أخرى للخشونة، مثل العادات الخاطئة في الجلوس والمشى، مع عدم الميل إلى ممارسة الرياضة خاصة رياضة المشى، التي هي كنز للجسم عموما، وللمفاصل تحديدا، وخاصة مفاصل الركبة، ومن يمشون لا يعانون من متاعب الركبة ولو وصلوا إلى مئة عام.
■ هل توجد أسباب أخرى للإصابة بخشونة الركبة؟
- نعم، فالإجهاد القوى للركبة مثل تكرار صعود وهبوط السلم وممارسة الرياضات العنيفة، يمكن أن يؤدى إلى الالتهابات والكسور وتمزق الأربطة أو الغضاريف الهلالية، كما أن الإفراط في تناول اللحوم والبقوليات يزيد من نسبة حمض البوليك، وهو ما يسبب خشونة الركبة، وكذلك تعرض المفصل لتيارات الهواء البارد يساعد على زيادة خشونة الركبة، وتقوس الساقين يؤدى إلى حدوث تحميل زائد على أجزاء محددة في المفصل.
■ وكيف يعرف الإنسان أنه يعانى من خشونة الركبة؟
- يحدث ألم بمفصل الركبة في أثناء الضغط عليها، وقد تظهر بعض التورمات، ويسمع صوت احتكاك داخل المفصل في أثناء تحريكه، وذلك بسبب التآكل الذي يُحدث تقلصات وتشنجات عضلية حول مفصل الركبة المصاب، ويحدث تيبس في المفصل بعد الاستيقاظ مباشرة ويزول بعد مرور ساعة.. وعمومًا أعراض الخشونة تفصح عن نفسها سريعا، ومن يعانى منها دائم الشكوى.
■ كيف يمكن تفادى خشونة الركبة؟
- يمكن التقليل من متاعب الخشونة أو منعها أو تقليل نوبات الألم أو منع الإصابة بها، لو حرصت الأسرة على تنشئة أبنائها على حب الرياضة والحركة، وتشجيعهم على الذهاب مشيًا للمشاوير البسيطة، أما بالنسبة للكبار فعليهم تجنب الوقوف لفترات طويلة وصعود السلم وهبوطه بشكل متكرر، لأن هذا يؤدى إلى زيادة الضغط على مفصل الركبة، ما يزيد من خشونة الركبة وآلامها. أيضًا يجب على المصاب لتقليل الألم، تجنب ثنى مفصل الركبة ما بعد تسعين درجة، سواء بتثبيتها تحت الكرسى الذي يجلس عليه، أو بالجلوس على كرسى منخفض، أو بثنيها في أثناء الصلاة خاصة وضع قراءة التشهد، حيث يجب أن يجلس على كرسى. وكذلك يجب تجنب بعض أوضاع الجلوس الخاطئة، كوضع القرفصاء أو تربيع الساقين أو الجلوس على الأرض مع ثنى الساق إلى أسفل الجسم. ومن الضرورى تجنب استخدام الدراجة الثابتة أو المتحركة، لأنها تؤدى إلى زيادة الاحتكاك بين المفاصل. وأيضا تجنب كل ما يؤدى إلى حدوث طرقعة في الركبة. 
■ ما هو المجهود المتاح للمصابين؟ 
- المشى بانتظام.. فهو يؤدى إلى تحسين الدورة الدموية لغضاريف وأنسجة الركبة وتقوية العضلات، ولكن يجب أن يتم ذلك بدون حدوث إجهاد لمفصل الركبة، ويفضل المشى على سطح مستوى مثل أرضية النادي الناعمة والحديقة. ويفضل ارتداء الأحذية الرياضية أثناء المشى، فهى مهمة لأولئك الذين يعانون من خشونة الركبة، ويساعد فقدان الوزن على تخفيض الأحمال على مفصل الركبة، لذلك يجب الحد من النشويات والدهون وتناول المزيد من الفواكه والخضراوات وممارسة التمارين الرياضية، ويمكن استخدام عصا في أثناء المشى لتقليل الضغط على الركبة، وإذا كانت الإصابة في الركبة اليمنى، فعلى المريض إمساك العصا في اليد اليسرى، والعكس بالعكس.
■ هل هناك علاج نهائى لهذه المشكلة؟
- إذا تكررت الشكوى لا بد من الذهاب إلى الطبيب، وأحيانا يتطلب الأمر إجراء أشعة، وأحيانا لإجراء منظار، للوقوف على مدى التدهور الذي أصاب مفصل الركبة.. الآن هناك ثورة في الطب أوجدت حلولًا لتلك المشكلة، منها المؤقت والدائم، أما المؤقت فهو أن هناك العديد من المواد التي تحقن في مفصل الركبة، منها الأمريكى والفرنسى والألمانى واليابانى وعشرات الأنواع، وهذه المواد توفر حركة مريحة للمفصل مثلا لمدة عام أو ستة أشهر حسب المادة المحقونة، وهذا حل جيد ومريح. وأما الدائم فغالبًا يكون للحالات المتأخرة، ويكون عن طريق تغيير المفصل بعملية جراحية.. والذي أريد أن أقوله إن العلاج أصبح متاحًا.
■ لماذا يقال إن مرض الخشونة مرض شتوي؟
- هذا كلام صحيح جدا، لأن العدو الأول للمفاصل هو البرد، خاصة إذا كان شديدا، وللعلم من يعانون من متاعب الخشونة لو وضعوا قربة ماء ساخن على المفصل عدة مرات في اليوم، سوف يشعرون بتحسن كبير، لأن الحرارة هنا تعمل على تنشيط الدورة الدموية في تلك المنطقة، وهذا يؤدى إلى ضياع الألم، ففى الشتاء يجب ارتداء الصوف لمن يعانون من الخشونة، أو وضع قماشة من الصوف وربطها على المفصل، مع الحرص على عدم التعرض لتيارات الهواء البارد.