الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

سوق المزاج.. عودة الشباب إلى مصيدة المخدرات.. إقبال على الماكس وتراجع للبانجو ورواج للحشيش.. 40 مليار جنيه حجم تجارتها سنويًا.. 8 ملايين متعاطٍ.. و87 % من الجرائم سببها الإدمان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على ما يبدو أن شبكة المراقبة الأمنية لـ"خُنن" المخدرات وبؤر المزاج العالي "ساقطة" أو ضعيفة بدليل عودة انتعاش سوق المخدرات بين الشباب مع إقبال على الماكس بالحقن ورواج للحشيش، الأرقام تقول: إن 40 مليار جنيه حجم تجارتها سنويا وأن نسبة المتعاطين بلغت 8 ملايين حالة وأن و87 % من الجرائم سببها هذا المعو "المزاج "، خبراء رأوا أن حصار تجارة الصنف قائم، لكن ما يحدث من انتعاش بسبب بعض التسريبات للسوق، واستمرار اللعب ضد شباب البلاد من أصابع خارجية ـ تسعى لتدمير هذه الطاقة. 




وتكشف الدراسات، أن نسبة المتعاطين والمدمنين في ازدياد بين المراحل العمرية التي تبدا من 11 عاما وحتى 55 عاما، مؤكدة أن حجم تجارتها يفوق 40 مليار جنيه سنويا مؤثرة على الاقتصاد، لافتة إلى أن تأثيرها وارتباطها بحجم الجريمة يزداد بشكل كبير، كاشفة أن 8500 دعوى قضائية بين الازواج بسبب المخدرات سنويا.
وبحسب تقرير المخدرات العالمي الصادر عام ٢٠١٦، جاء فيه أن ١ من كل ٢٠ بالغ في الفئة العمرية من ١٥-٦٥ سنة "تعاطى المخدرات" ولو لمرة واحدة في العام بمجموع ٢٥٠ مليون شخص في العالم، إضافة إلى وجود أكثر من 29 مليون شخص يعانون على مستوى العالم من أمراض شديدة جراء إدمان المخدرات أو ما يطلق عليهم المدمنين الإشكاليين.
أضاف التقرير أن عدد متعاطي المخدرات بالحقن ١٢ مليون، بواقع ١ من كل ٢ من متعاطي المخدرات بالحقن، مصاب بالالتهاب الكبدي C، ولهذا يشير تقرير المخدرات العالمي إلى أن تأثير تعاطي المخدرات على الصحة لا يزال كارثيا، كما يشير إلى أن 207 ألف شخص توفوا عام 2015 نتيجة تعاطى المخدرات.
فيما رصد تقرير صادر عن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن عدد متعاطي المخدرات في مصر قد وصل في نهاية عام 2014 إلى 8 ملايين شخص بما يعادل 10 % من عدد السكان، مؤكدا أن هناك مناطق سكنية بالكامل تحولت إلى اوكار لتجارة المخدرات وترويجها، إضافة إلى عدم اقتصار تجارة المخدرات على الرجال فقط بل اصبحت تتاجر بها السيدات وانتشر التعاطي بين الطلاب والشباب ليس فقط على المقاهي والأماكن المغلقة بل اصبح على الطرقات والأرصفة.

في السياق أوضحت إحصائية صادرة عن محكمة الأسرة، أن هناك 17 ألف دعوى قضائية بسبب خلاف بين الزوجين بسبب التدخين وصلت نسبة الطلاق من تلك الدعاوى 45 %، كما أن إدمان المخدرات تسبب في خلافات زوجية بين الزوجين وصلت إلى 8500 دعوى قضائية منها 5 آلاف دعوى بسبب ادمان الزوجات و3500 بسبب الازواج، وقد وصلت نسب الطلاق من تلك الدعاوى 55 %، كما بلغت عدد الدعاوى القضائية بسبب ادمان الخمور إلى 12 ألف حالة سنويا.
وفى دراسة مسحية أجراها صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي لمواجهة ظاهرة تعاطى وإدمان المخدرات بين النشء والشباب في القرى الأكثر فقرًا بالريف المصري، أجريت على 26 قرية في محافظات المنيا والشرقية وأسيوط جاء فيها أن نسبة المدخنين في النشء 30 % إضافة إلى أن 90 % من المدخنين في الفئة العمرية أقل من 25 عاما يستهلك 68.3 % منهم من 20 إلى 30 سيجارة يوميا، إضافة إلى أن 42 % من العينة يدخنون الشيشة.
كما أوضحت نتائج الدراسة أن 62.1% من المبحوثين قد سمعوا من قبل عن المخدرات، حيث أشار 94.1% أنهم سمعوا عن البانجو و93.7% سمعوا عن الحشيش، كما أشار 22.5% منهم أنهم سمعوا عن الهيروين، وأشار 21.4% من المبحوثين أنهم سمعوا عن الكحوليات، كما أشار 20.6%، 20.4% من المبحوثين سمعوا عن الأفيون والأقراص المخدرة على الترتيب، كما كشفت النتائج أن 84% من المبحوثين يسمعون عن المخدرات من خلال وسائل الإعلام، وأن 39.5% يعتبرون الأصحاب مصدر السماع عن المخدرات، كما أن 3% منهم قد سمعوا عنها من أقاربهم.
كما أشارت النتائج أن البانجو هو أكثر مادة مخدرة تعرض المبحوثين لرؤيتها من قبل (84، 1%)، يليه الحشيش (78، 5%)، ثم الأقراص المخدرة (15، 5%)، ثم الكحوليات (13، 9%).، وكان الحشيش هو أكثر المواد المخدرة انتشارًا بنسبة بلغت83.1%، يليه البانجو بنسبة بلغت 56.2%، بينما قرر32.6% أنهم يتعاطون الأقراص المخدرة، وجاءت الكحوليات بنسبة 16.9%. 
وجاء بها أن 37.1% من المبحوثين قد تعاطوا المخدرات لأول مرة في الفئة العمرية من (15 إلى أقل من 20 سنة)، كما أشار 28.1% من المبحوثين أنهم بدءوا التعاطى في الفئة العمرية من (20 إلى أقل من 25 سنة).
أوضحت النتائج أن أغلب المبحوثين الذين مروا بتجربة التعاطى مازالوا مستمرين في تعاطى المواد المخدرة بنسبة بلغت 42.6%، بينما أشار33.3% من المبحوثين أنهم يتعاطوا المخدرات بشكل متقطع، وأشار24.1% منهم أنهم يتعاطوا المخدرات في المناسبات فقط.

كشفت النتائج أن أكثر الأسباب في الاستمرار في التعاطي، هو اعتقاد المتعاطين بأنها تعدل مزاجهم بنسبة بلغت 78.3%، يليه لأنها تضيع الوقت بنسبة 60.9%، كما أشار 47.8% أنهم مستمرون في المخدرات لأنها تعطيهم قوة بدنية وجنسية.
ولكن كم تبلغ حجم تجارة المخدرات في مصر، هنا نشير إلى تصريح مهم لوزير الشباب والرياضة خالد عبد العزيز، أكد فيه، أن حجم تاجرة المخدرات في عام 2014 بلغت 22 مليار جنيه، بينما أكدت مصار أخرى أن الانفاق على حجم تجارة المخدرات في مصر بلغ 40 مليار جنيه سنويا.
من جانبه قال الدكتور عبدالرحمن حماد مدير وحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، أن كثير من الدراسات والأبحاث تشير إلى تزايد نسبة التدخين وتعاطي المخدرات بين المراهقين والأطفال والتي أكدت نخافض سن تعاطي المخدرات إلى ١١ سنة، وأرى أن التعاطي يبدأ قبل ذلك وهذا راجع إلى أسباب ليس فقط منها انفصال الابوين فقط، بل أن الدراسات تشير إلى أن غياب الاب بسبب السفر والعم أو الوفاة يؤدى للإدماني بنسبة 37 % وكذلك غياب الأم بنسبة قريبة.
أكد حماد أن الدراسات تشير إلى أن النسبة الأكبر من الأولاد الذين يتعاطون المخدرات توجد مع الأسر التي يعيش فيها الأبناء مع الآباء والأمهات، وليس الأسر التي يحدث فيها طلاق بين الوالدين، وإن دل هذا فيدل على غياب كبير لدور الأسرة وعلى غياب كثير من القيم والمفاهيم وغياب الرقابة الوالدية.
وتابع حماد أن من بين تلك الأسباب، تزايد الأعمال الدرامية التي تشجع على ذلك والتي تظهر البطل في صورة تجذب الصغار، حيث أشارت دراسات صندوق مكافحة وعلاج الإدمان إلى تزايد رهيب في عدد الأعمال الدرامية التي توجد بها مشاهد للتدخين وتعاطي المخدرات بلغت في عام ٢٠١٤ أكثر من ١٤٠ ساعة درامية كلها مشاهد تعاطي وتدخين، كما يزيد من خطورة هذه الأعمال الدرامية ميل المراهق للتقليد والتجريب وحب المغامرة، موضحا أن الحلول تأتى من حوار الأب مع الأبناء عن المخدرات ومخاطرها، حيث تشير دراسة أمريكية أن نسبة 70 % من الأبناء لن يتعاطوا المخدرات إذا تحدث الآباء معهم عن مخاطرها.
وعن علاقة المخدرات بالجرائم، قال حماد: إن هناك دراسة أجراها صندوق مكافحة الإدمان على نزلاء المؤسسة العقابية تؤكد أن متعاطين الحشيش منهم ارتكبوا جرائم اغتصاب بنسبة 86 %، وجرائم هتاك عرض بنسبة 58 %، وجرائك القتل بنسبة 23.7 %، وجرائم السرقة بالإكراه بنسبة 24.3 %، إضافة إلى أن 56، 7 %من مرتكبي الجرائم كانوا يتعاطون المخدرات قبل ارتكابهم للجريمة بساعات، كما أن الإحصاءات الرسمية تؤكد أن 87% من الجرائم غير المبررة يأتى تعاطى المواد المخدرة كمحرك رئيسى لها. 
وكشف الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي وأمراض المخ والاعصاب وعلاج الادمان، أن أسباب ذهاب الشباب للمخدرات هو هروبهم من الضغوط الاجتماعية واحيانا يكون الفراغ في حياته أو عدم التكيف مع الاسرة أو علاقات عاطفية فاشلة أو رسوبه المتكرر وغيرها، مضيفا أن المتعاطى يكون غير سعيد ويرى أنه لا يستحق الحياة فيلجأ إلى المخدرات ومنهم من يتمنى الموت فيقوم بزيادة الجرعة المعطاه له فهو يتلذذ بتعذيب نفسه، ومنهم من يتلذذ بوخذ الابرة واغلب المدمنين شخصيات ماذوخية تتلذذ بتعذيب أنفسها ويبحث عن أي شئ يعذبه ويهين كرامته.
أضاف فرويز، أن النسبة في ازدياد وهناك مراحل سنية بدأنا نراها كانت غير موجودة من قبل وكانت ما بين 18 حتى 25 عاما الآن نفاجأ بأعمار وصلت من 50 إلى 55 عاما ومنهم من تعاطى المخدرات لأول مرة في هذا العمر وهذا يدل على مدى الانحدار الأخلاقي والثقافي الذي وصلت اليه مصر، وهناك اعمار من 12 إلى 15 عاما أيضا يتعاطون المخدرات، موضحا أن هناك فارق بين المدمين والمتعاطي وهناك نسب عالية جدا تتعاطى الحشيش واخرى الترامادول ولا يعتبرون انفسهم من ضمن المدمنين وهناك نساء ازواجهم يعطونهم الترامادول ولا تعرف أنه الترامادول.
ومن ناحية الادمان بالحقن قال فرويز، أن هناك أشخاصا لا يحبون الشم مثل الهيروين فيلجأون للحقن، وآخرين يلجأون للهيروين بالشم، وآخرين بالترامادول فقط وهناك آخرين يأخذون كل أنواع المخدرات مثل الماكس وهذا يصعب علاجهم.


وأكد الدكتور عبدالرحمن حماد، مدير وحدة طب الادمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية، أن مصر بلد غير منتج للمخدرات وتقوم باستيراد المخدرات بالدولار مما يؤدي إلى استنزاف النقد الأجنبي، والذي بدوره يؤدي إلى زيادة المعروض من العملة المحلية، ونقص المعروض من العملات الاجنبية، مما يؤدي إلى انخفاض العملة المحلية وهذا يؤثر على الدول الفقيرة التي تعتمد على الاستيراد والعملة الخارجية لتوفير ما تحتاجه من التزامات.
أكد حماد إنتاج المخدرات وبيعها وتسويقها لا يدخل ضمن دورة النشاط الاقتصادي لأنها مواد غير مشروعة فيؤدي ذلك لخسائر اقتصادية فادحة حيث يؤدي انفاق المال على المخدرات،
إلى ضعف القدرة الشرائية للفرد والأسرة فبدلا من الصرف المشروع على التعليم والصحة والادخار يتم الصرف في أوجه ضارة جدا وهو ما يؤدي إلى نقص في الدخل المتاح، وقد أثبتت الدراسات أن المخدرات وراء ارتفاع سعر الدولار وتحطيم القوة الشرائية.