أعلن السفير عبدالمحمود عبدالحليم سفير السودان بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية عن بدء العد التنازلي للقمة المصرية السودانية المنتظر عقدها بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس السوداني عمر البشير في ٥ أكتوبر المقبل، مشيرا إلى أن اجتماع اللجنة المصرية السودانية يعقد لأول مرة على مستوى الرؤساء في البلدين كما انها تعقد بعد انقطاع خمس سنوات.
وقال السفير السوداني في مؤتمر صحفي عقده بمقر السفارة السودانية بالقاهرة اليوم، للإعلان عن تفاصيل زيارة الرئيس السوداني لمصر، إنه تم افتتاح معبر ارجين البري اليوم للربط البري بين مصر والسودان، حيث تم التشغيل التجريبي للمعبر بحضور وزراء التعاون الدولي والنقل في مصر والسودان، مضيفا " أن هذا المعبر هو هدية عام ٢٠١٦ لشعبي مصر والسودان وكذلك هدية للقارة الأفريقية والمنطقة باكملها.
وأوضح السفير السوداني أن أهمية هذا المعبر في الربط البري بين مصر والسودان لتعزيز التجارة والاستثمار بين الخرطوم والقاهرة، حيث يختصر المعبر الوقت لمرور البضائع ثلاث ساعات على الأقل.
وكشف السفير السوداني النقاب عن أنه سيتم إقامة مصانع عملاقة على جانبي المعبر واقامة منطقة صناعية ومنطقة تجارة حرة تشمل قيمة مضافة للمواد التي يتم استيرادها بين مصر والسودان حيث تضم صناعات مختلفة على جانبي الحدود، إضافة إلى انشاء معامل وتعزيز الاماكانبات المعملية والمختبرية حتى يتم فحص المنتجات بالسرعة المطلوبة.
وقال السفير السوداني أن التبادل التجاري بين مصر والسودان يقدر بنحو ٨٣٥ مليون دولار، وهي نسبة ضعيفة جدا، معربا عن امله في أن يضاعف المعبر من حجم التبادل التجاري بين البلدين، موضحا أن هذا المعبر يتميز بأنه ليس به مسطح مائي ويوفر ثلاث ساعات على الأقل وويمكن أن يسير مباشرة من القاهرة إلى اديس ابابا وتشاد، مشيرا إلى أن اجتماعات اللجنة العليا المصرية السودانية بدأت بداية قوية بافتتاح هذا المعتبر ونعتبره حدث مهم جدا، وهو ما أكده الرئيس السيسي في كلمتته امام اجتماع التكتلات الأفريقية في شرم الشيخ مؤخرا عندما أشار إلى أهمية هذا المعبر، ونهنئ الشعبين المصري والسوداني على هذا الإنجاز الذي يساهم في تعزيز التواصل الاقتصادي والاجتماعي بين مصر والسودان.
وأوضح السفير السوداني أن اجتماعات اللجنة النصرية السودانية ستعقد على ثلاث مستويات وهي أولا على مستوى كبار المسئولين وذلك يومي ٢و٣ أكتوبر وثانيا على مستوى الوزراء يوم ٤ أكتوبر، وأخيرا على ميتوى القمة بين الرئيسين السيسي والبشير يوم ٥ أكتوبر.
وأعلن السفير السوداني عن أنه سيتم تكريم الرئيس السوداني عمر البشير خلال احتفالات مصر بحرب أكتوبر حيث شارك البشير في الحرب وكان على الجبهة المصرية مع القوات المصرية.
وأوضح السفير السوداني أن الرئيس السوداني عمر البشير سيقوم بزيارة مصر على رأس وفد رفيع المستوى يضم فضل عبد الله فضل وزير شئون الرئاسة والبروفسور إبراهيم الغندور وزير الخارجية وصلاح محمد الحسن وزير التجارة وإبراهيم الذخيري وزير الزراعة وتهاني عبد الله وزيرة الاتصالات والمعلومات إضافة إلى وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي.
وأشار السفير السوداني إلى أنه توجد ٣٠ لجنة للتعاون الثنائي بين مصر والسودان سواء صحة أو التعاون العسكري أو مواصفات ومقاييس أو الزراعة والجمارك، مشيرا إلى أنه تم دمج هذه اللجان في ٧ قطاعات وسيتم عقد اجتماعات كبار المسئولين والوزراء على أساس ٦ قطاعات وهي السياسية والأمنية والقنصلية والتجارية والاقتصادية والري والخدمات والتربية والتعليم العالي والثقافة،إضافة إلى التعاون العسكري والذي تم التشاور بشأنه خلال زيارة رئيس الاركان السوداني لمصر والتي التقى خلالها رئيس الاركان المصري وعدد من قيادات الجيش لبحث تعزيز التعاون المشترك.
وأعرب السفير السوداني عن أمله في أن تؤدي هذه الاجتماعات إلى التوقيع على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الزراعة والاستثمار والصحة والتعاون القانوني والتعليم العالي والعلاقات الثنائية والثقافية، مشيرا إلى وجود تنسيق مستمر مع الجانب المصري لحسم الاتفاقيات التي سيتم توقيعها من قبل الوزراء المعنيين بحضور الرئيسين السيسي والبشير يوم ٥ أكتوبر.
وأضاف السفير السوداني أنه يجري التواصل مع الجانب المصري لتوقيع وثيقة لتعزيز الشراكة الإستراتيجية بين مصر والسودان خلال الزيارة.
وأكد السفير السوداني أن هذه الاجتماعات المشتركة ستمثل نقلة تاريخية للعلاقات بين مصر والسودان، مشيرا إلى أنه رغم أن العلاقات بين البلدين هي علاقات أزلية وتاريخية إلا أن الناتج من العلاقات الاقتصادية والتجارية ضعيف وليس في مستوى تطلعات الشعبين، معربا عن أمله في أن تسهم هده الاجتماعات في أن تنقل البلدين إلى الأمان وتعزيز الاستثمارات الاقتصادية في البلدين وربط البلدين بمشروعات تعود بالخير على مصر والسودان وان نتخطى الحديث عن العلاقات التاريخية إلى علاقات تنعكس خيرا على المواطنين.
وأضاف السفير السوداني قائلا: "آن الأوان أن تتحول شعاراتنا إلى مصالح مشتركة في المجالات الزراعية والتجاربة والاستثمارية ومشروعات يشعر بها المواطنون في البلدين ".
وأشار إلى أن الرئيسين السيسي والبشير سيشهدان التوقيع على الاتفاقيات وكذلك تبادل وجهات النظر حول القضايا والمسائل الإقليمية والأوضاع في ليبيا وهي دولة جوار مهمة جدا لكل من مصر والسودان وكذلك مناقشة الوضع في اليمن وسوريا وتعزيز عمل الجامعة العربية والتعاون في المحافل الدولية وفي إطار المنظمات المشتركة مثل الاتحاد الأفريقي.
وأكد السفير السوداني أهمية هذه الاجتماعات في التوقيت والمضمون مشيرا إلى أنها تشكل عبورا ممتازا للبلدين في مرحلة جديدة تقام فيها شراكات كبيرة، معربا عن ثقته في أن تؤدي هذه الاجتماعات إلى مخرجات ونتائج إيجابية كما ستولي الاجتماعات أهمية لتشكيل ألية للمتابعة وتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.
