الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

من ينقذ طلاب الشرقية من الإدمان؟.. المخدرات علنًا بمدارس الثانوي الفني والمعاهد الأزهرية.. فاطمة حبيب: "الصيادلة مش لوحدهم بيبيعوها والبقالين كمان"

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعد الاتجار في المخدرات أول أنواع التجارة انتشارا وربحا في التجارة العالمية، لا يفرق بين غنى أو فقير، سوى في الخامة، فمن كل مكان يُجلب ومن كل النواحي يدخل بلادنا، حيث تعد محافظة الشرقية إحدى البوابات الأساسية لمصر والتي يحدها عدد من المحافظات الساحلية والتي يأتي منها مخدري " التامول والترامادول" ومن صحراء بلبيس "الحشيش والبانجو"، فتكون الشرقية إحدى أكبر المحافظات اتجارا للمخدرات ل تصبح من أعلى النسب في التعاطي.



فتحتل 5 قرى بالمحافظة عرش الاتجار، ومن ضمن تلك المراكز القرى والتي داهمتها قوات الأمن أكثر من مرة ويكون نتاج كل حملة كميات كبيرة من المخدرات المختلفة هي:
-قرية العاقولة والتي كانت في الفترة الأخيرة قبلة المتعاطين يقصدها المدمنين من كل حدب وصوب للأسطورة المنتهية "هاشم مأمون" لشراء المخدرات المختلفة.
قرية وادي الملاك بمركز أبو حماد ويطالعنا منطقتين في مدينة الزقازيق هما عزبة الحريري وكفر الإشارة وتكون المنطقة الأشهر والمتواجدة بين محافظتي الشرقية والإسماعيلية منطقة "السحر والجمال".
ولم يتوقف الأمر عند تلك المناطق وحسب بل أصبحت المخدرات في كل مكان حتى في الشوارع علنا.
"اختلفت الأسباب والنتيجة واحدة" فما بين الرغبة في التحصيل الدراسي دون الشعور بالتعب والنجاح المحقق يبقى ذلك الغاية المرجوة للطلاب خاصة في المرحلة الثانوية ولكن مع التعود المستمر عليها ودون سابق إنذار يتحول الطالب إلى مدمن.
ويقول محمد طنطاوي أحد الطلاب الذين وقعوا في براثن تعاطي المخدرات: "ظننت بتعاطي المخدرات أنني لن أشعر بتعب أثناء المذاكرة وأتمكن من السهر يومين وثلاثة متتالية وبالفعل كان يحدث ذلك ولكن مع انتهاء المخدر تتبخر المعلومات، التي كنت قد حصلتها، ولم أشعر بذلك إلا بعد فوات الأوان ولم أحقق شيئا بعد أن كان حلمي أصبح طبيبا أصبحت في عداد المدمنين".
لم تسلم المدارس والمعاهد الأزهرية هى الأخرى لتكون أوكارا لتعاطي المخدرات خاصة "التامول والترامادول" وذلك لرخص ثمنه فيتراوح السعر ما بين الـ "٥-٩"جنيهات للقرص الواحد.
كما أن الثانوي الفني على وجه الخصوص تبرز منه عدد من المدارس ومنها مدرسة "عبدالله فكرى الفنية التجارية للبنين" والكائنة بطريق هرية رزنة.
فأمام المدرسة توزع الحبوب المخدرة على الطلاب والتي يوزعها أقرانهم ويتخذون أيام الدراسة موسما لهم، فما بين الجورب والجيوب السرية بالملابس يدس الطلاب تلك الحبوب ليتناولوها وقت الحاجة، ليحدث هذا بين المارة والمسئولين عن المدرسة ولا حياة لمن تنادى "أسكت وله أشقك نصين" باتت تلك الجملة الرد الوحيد على من أراد اعتراض طريق هؤلاء الصبية -مروجي المخدرات-، حاملا ما يسمى " المطواة"، جاء ذلك على لسان أحد الطلاب يدعى محمد بدوى. 
فالمعاهد الأزهرية هى الأخرى حالها نفس حال المدارس الفنية فالقاصي والداني يعرف ما يدور حول المعهد الديني الكائن بمنطقة الحسينية بالزقازيق، من توزيع مخدرات وبلطجة وتحرش خاصة في الأيام الأول للدراسة.
فيسيطر عدد من الطلاب على الموجودين هناك أبرزهم "حمؤة" فلا يستطيع أحد التحدث معه فقانونه "سلم وأستلم" وليس المعهد الديني فحسب بل يبرز أيضا معهد بهنباي الأزهري وشعار الطلاب هناك لأي معلم يعترض طريقهم " تاخد سيجارة يا أستاذ" فالبانجو داخل الفصول حدث ولا حرج والتامول فاكهة المخدرات أيام الامتحانات.
بات العلاج حلم يراود بعض المدمنين الراغبين في الإقلاع، والذي وضعتهم الظروف في هذا الإطار ولكن أين؟ وكيف؟ والمحافظة لا يوجد بها سوى قسم غير مؤهل لعلاج المدمنين بمستشفى العزازي بأبو حماد.
يقول محمد الدمرداشي:" كنت أرغب في العلاج ولكن زدت في التعاطي، بعد فشلي في الحصول على فرصة للعلاج فلجأت للأطباء ولكن الذهاب في المرة الواحدة كان يتعدى ال ٦٠٠ جنيه وأنا لا استطيع ذلك".
وفى الوقت الذي تفتقر المحافظة لمستشفيات علاج الإدمان، يتواجد عدد من المستشفيات الخاصة والاستثمارية، في ٣ مراكز "الزقازيق /العاشر من رمضان أبو حماد"، قال ذلك الدكتور حسام قمحاوي مدير العلاج الحر بمديرية الصحة بالشرقية والذي أوضح أنه توجد العديد من الطلبات المقدمة لبناء مستشفيات خاصة جديدة.
وفى سياق متصل أوضح قمحاوى أنه من أخطر ما يتواجد داخل المستشفيات الخاصة بعلاج الإدمان "السرنجات" والتي يستخدمها المدمن مجددا، وتم رصد عدد كبير من تلك الحالات والتي لا تتخلص من "السرنجات" بشكل سليم.
عادة ما يتم توجيه تهمة الإتجار في " التامول والترامادول" للصيدلي وحده، الأمر الذي أختلف هذا العام ليكون الطبيب المعالج أحد المشاركين في التوزيع فتقول الدكتورة فاطمة حبيب مدير عام الصيادلة بالشرقية "الصيدلي مش لوحده بيبيع البقالين كمان".
وتستطرد قائلة "الصيدليات التي تتاجر في المخدرات تزيد بنسبة طردية خاصة بعد منع صرف "الروجتات" من الشركة المصرية للأدوية لوضع الترامادول على جدول١، فيلجئون للنوع المهرب منه والذي يحتوى على مادة "الباركينول" قاتلة الصراصير.
وأوضحت أن الجديد في الأمر قيام بعض الأطباء المعالجين ببيع المخدرات في عيادتهم الخاصة، والذي يعد أكبر المخالفات تواجد أدوية داخل العيادات.
ونوهت إلى أن التامول أو الترامادول داخل العيادات تابع للتأمين الصحي، مما يعد أضرار عام وإخلالًا بالقانون وذلك في الوقت الذي تعانى فيه بعض المستشفيات من نقصه وتقديمه للمرضى المستحقين.