الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"عبدالناصر" كاريزما استفزت الأدباء

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"دولة الكونستابلات" مصطلح ردده الروائي نجيب محفوظ على لسان إحدى شخصيات روايته "حديث الصباح والمساء" التي تعاني من الصرع ليصف به النظام الحاكم في مصر عقب قيام ثورة يوليو، ليظهر بذلك الذكاء الأدبي وكأنه أبرز المعارضين للحقبة الناصرية، وقد وصف نجيب في إحدى حواراته الصحفية فترة الكتابة في هذه الحقبة بالرمزية بمعنى أن سوق الكتب يحوى العديد من الأعمال التي من الممكن أن تنتقد نظام عبدالناصر لكنها جاءت بشكل رمزي يصعب فك شفراته، مشيرًا إلى أن حرية الكتابة عن الحقبة الناصرية ظهر بعد وفاة عبد الناصر.
وفي الذكرى الــ 46 لوفاة عبد الناصر تستعرض "البوابة نيوز" عدد من الأعمال الأدبية التي تناولت الأوضاع الأوضاع السياسية والاجتماعية في فترة الحقبة الناصرية.



حديث الصباح والمساء
كتب نجيب محفوظ هذه الملحمة الروائية في فترة الثمانينات وسرد خلالها حياة عدة أجيال تنحدر من عائلة واحدة منذ نهايات القرن الـ 19 إلى أن وصل لآخر جيل في نهايات القرن الـ 20 لم تكن الملحمة سياسية فالفلسفة الوجودية هي محورها الأساسي، لكن نجيب محفوظ ظهر في هذه الرواية وكأنه أحد المعارضين الشرسين للنظام الناصري حيث رصد الوضع من خلال وصفه ملامح شخصيات الجيل الثالث من عائلة يزيد المصري وتفاصيل حياتهم الشخصية، فقد تزوج حازم أحد أفراد العائلة من فتاة أرستقراطية وبعد قيام ثورة الــ 23 من يوليو أصيبت هذه الزوجة بنوبات صرع نتيجة لضياع أملاك عائلتها الأرستقراطية فهجرت زوجها المهندس لتعيش باقي حياتها في مستشفى الأمراض العقلية وفي مشاهد زيارة الزوج والأبناء لها كانت تصرخ في وجوههم جميعا وهي في غاية الدهشة مما حدث متسائلة كيف للكونستابلات أن يحكموا مصر، فمصر أصبحت دولة كونستابلات" ودولة الكونستابلات هذه مصطلح يطلق على الدول البوليسية، ولم يكتف نجيب بهذه المشاهد بل أظهر جشع النظام في تصفيته لرجال الشرطة غير المقربين من الضباط الأحرار أو الذين لديهم انتماءات حزبية كضباط الشرطة الوفديين، حيث برع في وصف معاناتهم وآلامهم بعد فصلهم فصلا تعسفيًا من الجهاز في المقابل واصفا أحوال التسلق واحتلال المناصب من قبل رجال الشرطة المقربين من النظام.



ثرثرة فوق النيل
لم يقتصر تناول أوضاع مصر في الحقبة الناصرية أو بعد اندلاع ثورة يوليو عند نجيب في ملحمته الروائية حديث الصباح والمساء فقط بل تناولها أيضًا في روايته ثرثرة فوق النيل والتي تعرض خلالها للأوضاع الاجتماعية للمواطنين في الحقبة الناصرية، وصورهم في حالة من اللهو والفجور واللامبالاة منتقدًا جميع المظاهر من خلال شخصية البطل الراوي الأستاذ أنيس الموظف بوزارة الصحة والذي يلجأ إلى مخدر الحشيش كي يتناسي مشاهد الإهمال والفساد التي يراها يوميا لتنتهي الرواية بمشهد دهس فلاحة مصرية فيستيقظ أنيس من غلفته ويصرخ في وجه كل من قتلوا الفلاحة ويطالب بمحاكمتهم وتسليم أنفسهم للقضاء.



الذي لا يحب عبدالناصر
أصدرت دار الانتشار العربي ببيروت هذه الرواية في العام 2013 وهي للروائي العماني سليمان المعمري وتدور أحداث الرواية في قالب ساخر في ردهات صحيفة عمانية، ومن خلال المواقف والصراعات والمقالب التي تحدث في الصحيفة بين محرريها وموظفيها العمانيين والعرب وهم مصريان وتونسي وسوداني يضمن الكاتب موقفه من الربيع العربي ومن الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة من خلال خمسة عشر فصلا: الفصلان الأول والأخير منها يسردهما راوٍ عليم، فيما توظف الرواية في الفصول الثلاثة عشرة الأخرى تقنية تعدد الأصوات التي تتيح لكل شخصية من شخصيات الرواية سرد حكايتها بنفسها والتعبير عن ذاتها بلغتها الخاصة، وفي هذه الرواية يقدم المعمري عرضا لأحوال البلدان العربية بعد الثورات العربية ليستند في معالجة الثورات على تاريخ هذه الدول ويتناول الحقبة الناصرية المصرية بشكل لا تستطيع أن تحسبه هل هو ضد أو مع.



آدم المصري 
في العام 2012 أصدرت الدار المصرية اللبنانية للنشر هذه الرواية للكاتب هشام الخشن، الرواية الجديدة لهشام الخشن، تدور أحداثها في مدينة لندن، حلم بعض الشباب، ومقبرة للبعض الآخر، خصوصًا عندما يصلون إلى سن الكهولة، وتتعدد شخصيات الرواية، التي تقع في مائتى صفحة من القطع المتوسط، وتظهر تباعًا فيما يشبه التمهيد المسرحى، ثم تنقسم فيما بعد- مع تعقد الأحداث- إلى ثنائيات بينها من التناقض ما يدفعها إلى النهايات المحتومة، الفشل أو القتل وانتقد الخشن الحقبة الناصرية من خلال شخصية الحاج عبد التواب معاطى والذي أتخذه رمزا للصعود الاجتماعى مع الحقبة الناصرية.



شئ من الخوف
عام 1969 فاجأ الأديب الكبير ثروت أباظة قراءه بروايته الأكثر بريقا "شيء من الخوف"، ففي هذا العمل طرح أباظة دور فؤادة الفتاة الصغيرة التي تحب عتريس الفتى البريء النقي لكن عتريس الذي ينقلب إلى وحش كاسر ويعيش على القتل والنهب يعاقب البلدة ذات يوم بأن يمنع عنها الماء، فلا يجد من يقف له سوي فؤادة، حبه القديم ونقطة ضعفه الوحيدة. ولما لم يستطع أن يقتلها كان عليه أن يمتلكها بالزواج.
وترفض فؤادة ويتم تزوير الوكالة وتنتقل إلى العيش مع عتريس دون شرعية، وتقاوم البلدة محاولات عتريس انتزاع الشرعية، وترفض فؤادة الاستسلام لعتريس حتى الموت، عندما تحرقه البلدة، ويفر رجاله، وتنضم فؤاده للبلدة لتوديع الشهيد محمود.
حصل جدل كبير بعد صدور هذه الرواية واعتبره العديد توجه انتقادات حادة للنظام الناصري مرمزًا عبد الناصر بعتريس.



الفلاح
وهي رواية للأديب عبد الرحمن الشرقاوي صدرت عام 1967 تصور الفلاح في صراعه ضدّ الظلم في مجتمع ما بعد الثورة، مجتمع الاشتراكية والإصلاح الزراعى إن أعداء الاشتراكية تسللوا إلى مناصب قيادية في القرية وما زالوا يستغلون الفلاح ويحجرون على حريته ويحرمونهم من حقوقهم كما فعل أجدادهم، وتصور الرواية لوعة القاهرى المثقف إذ تنكشف له هذه الحقيقة.



الرجل الذي فقد ظله 
رواية من أربعة أجزاء للأديب فتحي غانم كل جزء يرويه أحد شخصيات الرواية وهم مبروكة الخادمة وسامية الفنانة الشابة وناجى رئيس التحرير ويوسف الصحفى الشاب التي تدور أحداث الرواية عنه شاب مصري يوسف عبدالحميد السويفى الذي باع روحه ليرتفع على حساب أصدقائه اليسارين القدامى وتروى القصة من ثلاث وجهات نظر أخرى خلاف يوسف بطل الرواية، إنها الصورة التي قدمها فتحى غانم عن الشخصية الإقطاعيه التي سبقت الثورة ونقد خلالها بشكل أو بآخر مبررات قيام الثورة دون هجوم يذكر على النظام الناصري.
وتذهب أغلب الروايات المصرية لانتقاد عبدالناصر وتتراوح انتقاداتهم ما بين المعارض الشرس والمعارض الذكي والمعارض الموضوعي.