الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ناصر والسيسي.. حكاية "زعيمين"..23 يوليو و30 يونيو ثورتان مضيئتان في التاريخ المصري.. الأول سطرها والثاني قادها.. كلاهما عشق الوطن.. خاضا حربا داخلية ضد جماعة الإرهاب.. والاثنان انتصرا للفقراء

ناصروالسيسي
ناصروالسيسي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ناصر والسيسي، كلاهما زعيمان، 23 يوليو 52 19، 30 يونيو 2013، ثورتان مضيئتان في التاريخ المصري، الأولى سطرها جمال، والثانية قادها المشير عبد الفتاح، كلاهما وجهان لعملة واحدة، وكلاهما أيضا عزف على سيمفونية العدالة والشعب وحب الوطن والتصدي لأخطار الإخوان، كان " هم " ناصر الأول، مواجهة الفقر وإصلاح حال البلاد، ولايزال إلى الآن عبء يحمله الرئيس عبد الفتاح السيسي على عاتقه حالما مثل ناصر بنهضة البلاد وإصلاح حال العباد.
اليوم تمر الذكري الـ 46 لرحيل ناصر، وبرغم مرور الأيام وتعاقب السنوات لاتزال صورة ناصر الزعيم تحتوى على مقومات خاصة منحته بريقا شخصيا، رغم حملات التشويه وتصفية الحسابات مع عصره وأفكاره من جانب جماعات ودول وأجهزة مخابرات، ليظل ناصر «حبيب الملايين».
إن خلق الصورة الإيجابية لرجل السياسة بحسب شهادة لـ" سامي شرف " تتعدى التفاصيل الشكلية من تعبيرات الوجه أو الملابس التي يرتديها السياسي أو الرئيس وحركات يديه في أثناء الحديث إلى ما هو أعمق، أي أن المهم ليس فقط شخصية الزعيم كما يذهب البعض، وإنما أيضا محتوى تلك الشخصية. 

ولد جمال عبد الناصر حسين (15 يناير 1918 )، هو ثاني رؤساء مصر، تولى السلطة من سنة 1956، إلى وفاته سنة 1970، وهو أحد قادة ثورة 23 يوليو 1952، التي أطاحت بالملك فاروق (آخر حاكم من أسرة محمد على). 
أدت سياسات عبد الناصر المحايدة خلال الحرب الباردة إلى توتر العلاقات مع القوى الغربية، التي سحبت تمويلها للسد العالي، الذي كان عبد الناصر يخطط لبنائه، ورد عبد الناصر على ذلك بتأميم شركة قناة السويس سنة 1956، ولاقى ذلك استحسانًا داخل مصر والوطن العربي. وبالتالي، قامت بريطانيا، وفرنسا، وإسرائيل باحتلال سيناء، لكنهم انسحبوا وسط ضغوط دولية، وقد عزز ذلك مكانة عبد الناصر السياسية بشكل ملحوظ. ومنذ ذلك الحين، نمت شعبية عبد الناصر في المنطقة بشكل كبير، وتزايدت الدعوات إلى الوحدة العربية تحت قيادته، وتحقق ذلك بتشكيل الجمهورية العربية المتحدة مع سوريا (1958 - 1961).
في سنة 1962، بدأ عبد الناصر سلسلة من القرارات الاشتراكية والإصلاحات التحديثية في مصر. وعلى الرغم من النكسات التي تعرضت لها قضيته القومية العربية، بحلول سنة 1963، وصل أنصار عبد الناصر للسلطة في عدة دول عربية وقد شارك في الحرب الأهلية اليمنية في هذا الوقت.

قدم ناصر دستورًا جديدًا في سنة 1964، وهو العام نفسه الذي أصبح فيه رئيسًا لحركة عدم الانحياز الدولية، بدأ ناصر ولايته الرئاسية الثانية في مارس 1965 بعد انتخابه بدون معارضة. وتبع ذلك هزيمة مصر من إسرائيل في حرب الأيام الستة سنة 1967. واستقال عبد الناصر من جميع مناصبه السياسية بسبب هذه الهزيمة، ولكنه تراجع عن استقالته بعد مظاهرات حاشدة طالبت بعودته إلى الرئاسة.
بين سنتي 1967 و1968 عين عبد الناصر نفسه رئيسًا للوزراء إضافة إلى منصبه كرئيس للجمهورية، وشن حرب الاستنزاف لاستعادة الأراضي المفقودة في حرب 1967. وبدأ عملية عدم تسييس الجيش وأصدر مجموعة من الإصلاحات الليبرالية السياسية.
بعد اختتام قمة جامعة الدول العربية سنة 1970، تعرض عبد الناصر لنوبة قلبية وتوفي.
وشيع جنازته في القاهرة أكثر من خمسة ملايين شخص. يعتبره مؤيدوه في الوقت الحاضر رمزًا للكرامة والوحدة العربية والجهود المناهضة للإمبريالية. تعرض عبد الناصر لعدة محاولات اغتيال في حياته، كان من بينها محاولة اغتيال نسبت لأحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، أمر ناصر بعد ذلك بحملة أمنية ضد جماعة الإخوان الإرهابية.
يصف المؤرخون ناصر باعتباره واحدًا من الشخصيات السياسية البارزة في التاريخ الحديث للشرق الأوسط في القرن العشرين، وهو نفس الوصف، الذي ذهب إلى زعيم المرحلة الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي خلال عامين من حكم البلاد، أضاف الكثير من الإنجازات، يكفي هنا الإشارة إلى قدرته على وقف اخطار الجماعة الإرهابية في وقت قياسي من عمر البلاد، مع قدرة خاصة على بدء سياسة لنهضة البلاد عبر إقامة عدد من المشروعات القومية الكبرى، في المقابل مواجهة أزمات المرحلة خاصة الاقتصادية عبر اعادة ترتيب البيت الاقتصادي وطرح سياسات اقتصادية ونقدية جديدة.

كلاهما واحد " ناصر والسيسي "، الاثنان عزفا على سياسة عشق الوطن، وراهنا على حب الشعب. 
هنا يقول الدكتور "سعيد صادق" أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أنه في ذكرى رحيل الرئيس عبد الناصر نأخذ الدروس والعبر خاصة وأن الرئيس السيسي يحاول أن ينتهج نفس النهج في كثير من الملفات خاصة ملف العلاقات الخارجية والملف الأمني والاجتماعي، فنلاحظ أن الرئيس عبد الناصر اهتم بإنشاء مشروعات لها بعد تكاملي فأقام مشروعات مصانع برأس مال حكومي كالحديد والصلب التي تخدم مختلف المشروعات الكبرى الأخرى مثل السد العالي لتوفير الكهرباء لجميع أنحاء الوطن، وهو ما يقوم به الرئيس السيسي من خلال إنشاء عدة مشروعات قومية كبرة كالطرق والإسكان الاجتماعي.
وأضاف "صادق" أن الملف الأمني له حضور قوي في سياسة الرئيس السيسي خاصة على الساحة الداخلية في ظل ظهور الإرهاب مرة أخرى والتحديات التي تواجهه، منوها إلى أن هناك نقطة التقاء بين الشخصيتين "عبد الناصر" والسيسي" كلاهما ثارا على الأنظمة الفاشلة، انظمة كانت لا تلبي تطلعات المصريين سواء الملكية التي قضى عليها بعزل الملك فاروق أو نظام الإخوان من خلال عزل "مرسي".
وشدد أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية على أنه من الضروري العمل بجد للوصول إلى مرحلة الاستقرار الاجتماعي بين فئات الشعب المصري والأمن الداخلي بين المواطنين، وهو ما كان يساعد الرئيس عبد الناصر على الإنجاز، وهذا يعتبر التحدي الرئيسي للرئيس السيسي مرحليا. 

فيما بين د. محمد حسين أستاذ العلاقات الدولية أنه في ذكرى وفاة عبدالناصر ورغم وجود بعض التشابك بين الملفات التي برز فيها كاريزما الرئيس الراحل، إلا أنه من الصعب القول بان السيسي شبيه عبد الناصر أو خليفته لأن كلاهما عاش في وقت مختلف له ظروفه ومعطياته، سواء على الساحة الدولية التي كان وقت عبد الناصر يوجد استقطاب بين قوتين عظمتين أمريكا والاتحاد السوفيتي، أما الآن فلا توجد غير أمريكا، وحتى روسيا والصين التي يتحالف معهما الرئيس السيسي لا يتسطعيان مواجهة أمريكا، لكن الرئيس السيسي يحاول أن يحفر لمصر مكانة متميزة بين دول العالم من خلال جولاته والمناسبات الدولية التي يحضرها.
وأشار "حسين" إلى البعد الاجتماعي حاضر بقوة في تاريخ الرئيس عبد الناصر، وهو ما يحاول فيه الرئيس السيسي وان كنا لم نشهد أي أثر له في حكم السيسي بسبب ارتفاع الأسعار وانخفاض المرتبات، وهو ما يتطلب من الحكومة عمل توازن بين الإثنين والاتجاه إلى زيادة المرتبات لسد احتياجات الفقراء.
من جانبه قال الدكتور جمال فهمي أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ظاهرة مرتبطة بقلوب الكثير من المصريين بحكم الفترة التي كان يعيش بها المصريين حيث كانت مصر تحتاج إلى زعيم وطني مثل عبد الناصر وهو الأمر الذي تحقق خلال تلك الفترة، لافتا إلى أن عبد الناصر تحول لزعيم سياسي لاعتبارات تتعلق بطبيعة تلك الفترة التي كانت تشهد توغل الاحتلال في سياسات الملك وبطبيعة الأوضاع السيئة في ذلك الوقت.
وأضاف: عبد الناصر كان لديه رؤية للعبور بمصر والعمل على تقدمها وهو ما يتشابه مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، حيث دعم عبد الناصر دول عدم الانحياز وحصل على استقلال مصر الوطني فقام بتأميم قناة السويس وكان له دور أساسي في تفعيل القومية والوحدة العربية بين مصر وغيرها من الدول العربية الأخرى كما أن عبد الناصر كان لديه رؤية للتعامل مع الإمبريالية البريطانية والأمريكية، علاوة على قيام عبد الناصر بالكثير والكثير من المشاريع القومية الكبيرة التي مازالت قائمة إلى يومنا هذا مثل السد العالي وبحيرة ناصر وتأميم قناة السويس كما استطاع عبد الناصر بناء نحو 1200 مصنعا بجانب قانون الإصلاح الزراعي والقضاء على الإقطاع هذا على الصعيد الاقتصادي.
وأضاف: أما على الصعيد الاجتماعي ومستوى العدالة الاجتماعية استطاع عبد الناصر أن يحقق العديد من الأشياء منها مجانية التعليم الذي أتاحه للجميع، قائلا عبد الناصر زعيم قومي كبير وظاهرة لن تتكرر لمصر أو للعرب بشكل عام"، لافتا إلى أن الإنجازات التي قام بها ستخلد ذكراه في قلوب المصريين.
وأوضح فهمي، أن السيسي لديه نفس كاريزما عبد الناصر، لا فتا إلى أنه لديه رؤية وخطة للقيام بمشاريع قومية كبيرة مرتبطة بتوقيت زمني معين مثل العاصمة الإدارية الجديدة وتنمية محور قناة السويس وغيرها من المشاريع الكبيرة والتي تعود على مصر بالخير.