الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"المال وحده يكفي" للعلاقة المشبوهة بين ترامب وبوتين.. استثمارات بالملايين وراء الغزل المتبادل.. مرشح الرئاسة الأمريكية يضم لفريقه عميلًا روسيًا.. خبراء: ثعلب الـ"KGB" يستخدم الرئيس المحتمل لمصلحته

 ترامب وبوتين
ترامب وبوتين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أثارت العلاقة الغامضة بين مرشح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، العديد من علامات الاستفهام والغضب لدى قطاع عريض من الرأي العام الأمريكي، كما حذر خبراء في الاستخبارات الأمريكية من خطورة تلك العلاقة المثيرة للريبة على الأمن القومي الأمريكي.
صحيفة "واشنطن بوست" هي الأخرى تطرقت إلى الأمر، فنشرت تقريرًا يكشف أن وراء المديح والغزل المتبادل بين رجل الأعمال الملياردير ترامب والرئيس بوتين صفقات تجارية متشعبة بملايين الدولارات داخل روسيا.
وكان ترامب قد أثنى على بوتين خلال أحد لقاءاته مع المحاربين القدامى، لدرجة أنه قال أمام منتدى قيادة الأركان "إن الرئيس الروسي زعيم أقدر من رئيسنا أوباما ويحظى بتأييد 82 في المئة داخل روسيا وأعتقد أنه لو امتدحني ووصفني بالبراعة، فسوف أقبل المديح، أليس كذلك؟ فبوتين لديه تحكم عظيم في بلاده".
وعلى الرغم من تصريحات ترامب المتكررة بأن بوتين ليس صديقه الشخصي ولم يلتق به أبدًا، إلا أن الرئيس الروسي قال في جلسة نقاش خلال المنتدى الاقتصادي الدولي، ردًا على سؤال بشأن تصريحاته السابقة حول ترامب: قلت فقط إنه شخصية لامعة، إنه لامع.. أليس كذلك؟ إنه كذلك، لم أقل أي شيء آخر عنه، ولكن هناك شيئًا واحدًا لفت انتباهي وبكل تأكيد أرحب به وهو أن السيد ترامب قال إنه مستعد لاستعادة العلاقات الروسية الأمريكية بشكل كامل، ما السيئ في ذلك؟ ألا ترحب بذلك؟ جميعنا نرحب بذلك.
فيما حذر محللون سياسيون المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية الأمريكية 2016، بعد مديح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له، وحذر خبراء من أن بوتين ترأس في فترة من الفترات جهاز الاستخبارات في بلاده أو ما يُعرف بـ"KGB"، إذ قال ماثيو روجانسكي من مركز وودرو ويلسون في مقابلة مع CNN: "بوتين يستطيع قراءة ترامب ويقول إنه يريد تغذية غروره ودفعه للإحساس بأنه بالفعل قادر على تحقيق كل تلك الأمور غير الواقعية التي يقول إنه يمكن أن يحققها ومن بعدها سأستخدمه".
وقد نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية تقريرًا يؤكد أن ترامب يحجم عن نشر تقريره الضريبي حتى لا يكشف علاقاته المالية الشائنة مع الجانب الروسي، فرغم أن ترامب كان قد كتب على تويتر أنه لا يمتلك أي استثمارات في روسيا، إلا أن قناة الـ"ايه بي سي نيوز" الإخبارية أثبتت في تحقيق استقصائي أن ترامب يمتلك مشاريع في روسيا بمئات الملايين، فيقول سيرجي ميلان، الذي يرأس مجموعة من رجال الأعمال يستثمرون بين الولايات المتحدة وروسيا "إن ترامب يتلقى مئات الملايين من الدولارات كحصيلة للاستثمارات مع الجانب الروسي".
وتعرض ترامب لعاصفة من الهجوم الإعلامي بعد إعلانه أمام مراسلي صحيفة "الواشنطن بوست" أن كارتر بايج مستشاره في السياسة الخارجية، رغم أن بايج الذي كان يعمل في بنك الاستثمار الأمريكي "ميريل لينش" في روسيا شخصية غير معروفة أبدًا في مجال الاستثمارات داخل روسيا حتى أن سيرجي اليكساشينكو، الذي أصبح رئيسًا لبنك "ميريل لينش" خلفًا لبايج، أعرب عن شكوكه حول ما إذا كان لديه الخبرة للعمل كمستشار للعلاقات المتوترة بين واشنطن وموسكو، وقال اليكساشينكو: "بالنسبة لي كان خيارًا غريبًا، فكارتر لم يكن أبدًا الشخص الذي يستطيع مناقشة السياسة الخارجية أو العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا".
ويحقق مسئولون بالاستخبارات الأمريكية في مسألة العلاقة المحتملة بين الكرملين وكارتر بايج مستشار السياسة الخارجية للمرشح الجمهوري دونالد ترامب، وناقش كبار أعضاء الكونجرس الأمريكي أنشطة بايج خلال جلسات سابقة، وذلك بسبب اشتباههم في وجود علاقة تجمعه مع موسكو، التي تحاول التأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، ووفقًا لصحيفة "واشنطن بوست" فإن بايج تم اختياره ليكون همزة الوصل بين ترامب ومسئولين كبار في الكرملين لمناقشة رفع العقوبات الاقتصادية حال فوزه المنصب الرئاسي.
وقام زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ، هاري ريد بمخاطبة مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، جيمس كومي ليخبره بالتقارير التي تشير إلى اللقاءات التي عقدها بايج مع مسئولين رفيعي المستوى في موسكو خلال الصيف.
وأثارت هذه التقارير قلق حكومة الولايات المتحدة بسبب أن هذا الأمر قد يكون دليلًا على الروابط القوية بين حملة ترامب والكرملين، والتي يمكنها أن تؤثر على السياسة الخارجية الأمريكية والانتخابات الرئاسية.
وكانت المتحدثة باسم ترامب، هوب هيكس قد قللت من دور بايج في الحملة، حيث قالت: "إنه عبارة عن مستشار غير رسمي وهو لا يتحدث أو يمثل الحملة بأي صفة رسمية"، ورغم تصريحات هيكس، قال كوري ليفاندوفسكي مدير الحملة الانتخابية السابق لترامب، إنه "عندما غادر الحملة في أواخر يونيو كان بايج بالتأكيد مستشارًا لترامب".