الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

رويترز: ترامب يتعثر في طرح نفسه كمرشح "التغيير" في أول مناظرة مع كلينتون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هيمبستيد (نيويورك) (رويترز) - وقف دونالد ترامب الذي يصور نفسه على أنه المرشح المناهض للمؤسسة القديمة على مسرح المناظرة الرئاسية مساء يوم الاثنين محاولا توصيل رسالته للجمهور بضرورة إجراء تغيير سياسي شامل والفوز بتأييد ملايين الناخبين الذين لم يحسموا آراءهم حتى الآن.

غير أن ترامب المرشح الجمهوري بدا عاجزا عن الاستفادة من الفرصة التي سنحت له أمام جمهور شاشات التلفزيون الذي ذكرت بعض التقديرات أن عدده بلغ 100 مليون مشاهد.

وبدلا من أن يقدم نفسه كعامل من عوامل التغيير أمضى ترامب معظم فترات المناظرة في تبادل إهانات شخصية مع منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون.

وسلط ذلك الضوء على المفارقة التي لازمت حملة ترامب الانتخابية. إذ تظهر استطلاعات الرأي أن الناخبين يتوقون للتغيير وأن غالبيتهم يعتقدون أن البلاد تسير في الطريق الخطأ.

غير أن رعونة شخصية ترامب ونزوعه للمشاكسة وإثارة النزاعات أضعف رسالته في بعض الأحيان.

بدأ ترامب المناظرة بداية قوية والتزم بالفكرة الرئيسية التي دارت حولها حملته الانتخابية وتتمثل في تآكل الوظائف في قطاع التصنيع. لكنه سرعان ما فقد رباطة جأشه خاصة عندما شككت كلينتون في نجاحه في أعماله ورفضه الكشف عن إيراداته الخاضغة للضرائب واتهمته بالعنصرية والتعصب للرجال على حساب النساء.

ويصور ترامب في رسالته صورة قاتمة للولايات المتحدة إذ تتفوق عليها الصين في التجارة جورا ويتواصل فيها نزيف الوظائف لصالح المكسيك وتعاني من عصابات تهريب المهاجرين التي تجوب الشوارع في "منطقة حرب" بالمدن الداخلية وترتكب الجرائم.

وقال ناخب لم يحسم رأيه من بويز بولاية أيداهو ويدعي روبرت آدمز إنه يعتقد أن رأي ترامب المتشائم في أمريكا رأي صحيح. وأضاف "أعتقد أن المدن الكبرى هي الجحيم."

غير أنه بعد المناظرة رأى في المرشحين ترامب قطب صناعة العقار ووزيرة الخارجية الأمريكية السابقة كلينتون خيارا "محزنا" للناخبين الأمريكيين وأنه يميل لمرشح التحرريين جاري جونسون.

ويظهر استطلاع للرأي لرويترز/إبسوس أن الناخبين في حالة اكتئاب وأن 64 في المئة من الامريكيين يعتقدون أن البلاد تسير في طريق خاطيء. ويشمل هذا الرقم 87 في المئة من الجمهوريين و44 في المئة من الديمقراطيين.

وعندما طلبت رويترز من الناخبين اختيار أول كلمة تخطر على بالهم عندما يفكرون في بلادهم كانت أكثر الكلمات شيوعا "الإحباط" وتلاها "الخوف" ثم "الغضب".

وجاءت واحدة من أقوى اللحظات التي ميزت مواقف ترامب في مناظرة يوم الاثنين عندما وصف كلينتون العضو السابق في مجلس الشيوخ بأنها "من الساسة العاديين" واتهمها بأنها لم تنجز شيئا خلال السنوات التي قضتها في الكونجرس والحكومة.

ومع تطلع الناخبين للتغيير تجد كلينتون نفسها مكبلة بسجل أعمالها الطويل وارتباطها الوثيق بإدارة أوباما.

وبدلا من اقتراح تغيير سياسي شامل تعرض كلينتون رؤية لبلد يسير في الطريق الصحيح وإن كان بحاجة لبعض التغييرات لمعالجة اختلالات الدخل ولخلق الوظائف.

وكان لرؤيتها الأكثر تفاؤلا أثرها على ناخبة أخرى لم تحسم رأيها وتدعى نانسي ويلهايت (61 عاما) من بورتلاند بولاية أوريجون إذا قالت "تبدو أكثر اتصالا بالواقع في نظري."

وأوضح استطلاع لرويترز/إبسوس نشرت نتائجه يوم الاثنين أن نحو نصف الناخبين المحتملين في الولايات المتحدة يتطلعون للمناظرة لمساعدتهم في اختيار أحد المرشحين بصفة نهائية.

وقال رون بونجين خبير الاستراتيجية بالحزب الجمهوري في واشنطن إن أداء ترامب في المناظرة سيطرح أسئلة في أذهان كثير من الناخبين الذين لم يحسموا آراءهم بعد فيما يتعلق بقدرته على قيادة البلاد.

وقال بونجين "على دونالد ترامب إقناعهم بأنه سيكون بديلا آمنا وأعتقد أن مدى نجاحه في ذلك محل أخذ ورد."

وقال كريستوفر ديفاين أستاذ العلوم السياسية بجامعة دايتون في أوهايو إن رسالة ترامب يوم الاثنين ضاعت في بعض الأحيان وسط الإغراق في مبالغات استدعت ردودا ساخرة من جانب كلينتون.

وأضاف "فهو يحدد مشكلة يشعر الناس بالقلق حيالها لكنه في حماسه لإثبات وجهة نظره يتجاوز الحد ويطلق إدعاءات لا تستقيم. وعند هذه النقطة تفقد فعاليتها."