الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

يوسف شعبان في حواره لـ"البوابة ستار": غير نادم على تقديم دور شاذ جنسيًا.. ومهرجان الإسكندرية "طبطب عليا"

الفنان يوسف شعبان
الفنان يوسف شعبان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما تتجسد معانى الخبرة والجدية والاحترام فى قامة فنية كبيرة عملت بتفانٍ وجد طيلة مشوار طويل حافل بالأعمال الفنية الراقية التى يتجاوز عددها ١٠٠ فيلم وأكثر من ٨٠ عملًا تليفزيونيًا، فإننا أمام حالة خاصة يمثلها الفنان القدير يوسف شعبان.
استطاع يوسف شعبان أن يشكل مخزونًا تراكميًا من تقدير جمهور عريض رافقه على مدار ٥٠ عاما من العمل المتواصل.. وأخيرا يقرر مهرجان الإسكندرية السينمائى الدولى تكريمه بعد هذا المشوار الممتد، وبهذه المناسبة التقته «البوابة» وكان لنا معه هذا الحوار.
■ ماذا يمثل لك التكريم بعد كل تلك المرحلة من الإبداع على مدار سنوات؟
- هذا التكريم بمثابة «الطبطبة» على كتفى، فقد جاء فى وقته المناسب تمامًا بعد أن مرت بى لحظات مرضية صعبة تسببت فى سوء حالتى النفسية وعندما أبلغنى الأمير أباظة رئيس المهرجان بخبر تكريمى، شعرت بفرحة وسعادة لم أشعر بها منذ وقت طويل وكأنى أقول لنفسى إن تعبى طوال سنوات لم يذهب هباء.
■ وهل فتح التكريم باب تقييم لمشوارك الفنى جعلك تتأمله؟
- بالتأكيد وجدتنى أتذكر طريقًا مليئًا بالصعاب والعقبات لم يخل من الحرب النفسية بكل معنى الكلمة، كى تتم تنحيتى عن الاستمرار فى الفن رغم أننى درست التمثيل بمعهد الفنون المسرحية ولم أعتمد على وسامتى فقط كما فعل كثيرون من أبناء جيلى.
سلكت الطريق الأصعب كى أصقل موهبتى، وتمثلت الحرب ضدى فى بداياتى تحديدا، وتذكرت كذلك إصرار الفنانة الكبيرة شادية أن أستمر ورشحتنى معها فى فيلم معبودة الجماهير الذى مثل بدايتى الحقيقية فما أجمل أن يكون فى حياة الفنان ما يستحق أن يتذكره فى لحظات تكريمه على ما قدمه ليرى مشواره مجسدًا أمامه بكل تفاصيله.
■ وهل هناك أدوار بعينها مثلت ليوسف شعبان نقلة مهمة مع الجمهور؟
- منذ بدايتى وأنا حريص جدا فى اختياراتى، حتى لا أقدم ما أندم عليه ولذلك لا يوجد لدى ما أخجل منه حتى دورى فى فيلم «حمام الملاطيلى» مع المخرج الكبير صلاح أبوسيف عندما لعبت دور الشاب الشاذ جنسيًا، والذى بسببه تعرضت لهجوم وتسبب فى تأخيرى كثيرا غير نادم على تقديمه، لأنه كان بمثابة ناقوس خطر للشباب. وبالقياس كل أدوارى للسينما والتليفزيون مثلت لى نقلة مهمة، ونجحت نجاحا فاق كل التوقعات وما زالت علامة حتى الآن مثل دور محسن ممتاز فى مسلسل «رأفت الهجان» الذى ارتبط الجمهور به عاطفيًا بقدر كبير، لأننى قدمته بكثير من المشاعر الإنسانية رغم حدة الدور لطبيعة وظيفة الشخصية كضابط مخابرات، وبالطبع دورى فى فيلم «ميرامار» الذى نجح كثيرا على المستوى الجماهيرى والنقدى حتى أن نجيب محفوظ أشاد بى، لأننى قدمت شعبان البحيرى كما تخيلته تمامًا على الورق.
■ وكيف تقيم الحال الفنى الآن وخصوصًا الأجيال الجديدة من الفنانين الشباب؟
- الوضع اختلف كثيرا عن السابق، وأصبح من لا يملكون أى مقومات فنية حقيقية نجومًا يتقاضون الملايين ويركبون السيارات الفارهة، ويتباهون بذلك وكأنه هو الهدف الذى يسعون إليه دون وجود أى عناء أو تعب للوصول إلى تلك المكانة، والموضوع أصبح فوضى عارمة تضرب كل أصول المهنة العظيمة، وهذا لا يقتصر على الفن فقط، ولكن فى كل المجالات للأسف لأنها أزمة ضمير فى الأساس وانهيار لتقاليد العمل الجاد.
■ وهل تري أن عودة الدولة للإنتاج قد تكون مخرجًا لتلك الفوضى؟
- ولم لا، فأعظم ما قدمت السينما المصرية من أعمال كانت من إنتاج الدولة وأفضل المسلسلات كانت من إنتاج التليفزيون المصرى وصوت القاهرة صنعت أجيالًا من النجوم هم من تربعوا على عرش السينما حتى الآن.
فى كل مكان العالم يكون للدولة دور سواء مباشر أو غير مباشر فى صقل وجدان شعوبها وتوجيه رسالة تتوافق مع أجندتها.
■ وما الفارق بين جيلكم والأجيال الجديدة؟
- الأجيال الجديدة مبتورة، نحن تسلمنا الراية من جيل الرواد، ولذلك جعلنا معهم مصر هوليوود الشرق، لكن الجيل الجديد لا أدرى تسلم الراية ممن، فجميع أبناء جيلى جالسون فى المنزل بلا عمل، ولذلك قلت إن هذا التكريم جاء فى وقته، لأننى كنت نسيت أنا «بشتغل إيه».
■ ومَنْ مِنْ رواد الفن فى مصر وقفوا إلى جوارك فى بداياتك؟
- الفنان الأصيل لا ينسى أبدا من وقفوا إلى جواره فى بداية مشواره وعلى رأسهم المخرج هنرى بركات والنجم عمر الشريف، بالإضافة إلى الفنانة العظيمة شادية التى لن أنسى لها إصرارها على أداء دور مدير المسرح فى فيلم معبودة الجماهير، رغم عدم رغبة عبدالحليم حافظ فى أدائى الدور، لأنه كان يخشى أن أسرق الكاميرا منه ووقتها صممت شادية على وجودى، وهددت بالانسحاب من الفيلم إذا أبعدونى وعندما مرض عبدالحليم استدعانى وسألنى أن أسامحه.
■ وهل تجد غضاضة فى نفسك لحصرك من قبل المنتجين بعيدًا عن أدوار البطولة؟ 
- كل ما كان يهمنى طبيعة الدور وجودته فقط بغض النظر عن مساحة الدور، ففى هوليود هناك فنانون عظام لم يقدموا دور بطولة واحدًا فى حياتهم ولكنهم أعمدة أساسية فى صناعة السينما، فهذه الحسابات غير موجودة سوى عندنا فى مصر، بالإضافة إلى أن أدوار البطولة تغيرت مفرداتها وظهرت نوعية جديدة من الأبطال مثل البلطجى والمجرم وتاجر المخدرات، انحدروا بالفن المصرى ليصل إلى هذا الحال.