الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

بعد تواصله مع "الإخوان" على مدى 3 سنوات.. منسق تحالف شباب الوفاق الوطني: اجتماعات تركية روسية لإقناع مصر بالمصالحة مع "الجماعة".. "6 إبريل" طلبت أموالًا مقابل المشاركة في المبادرة

محمد عبدالوهاب، منسق
محمد عبدالوهاب، منسق عام تحالف شباب الوفاق الوطني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

من المعروف دائما أن الشخصيات المهمة وصاحبة الأدوار المحورية يجب أن تكون سرية أو على الأقل ألا تكون معروفة للعامة بشكل كبير حتى لا تفشل أدوارها، وهذه سمات محمد عبدالوهاب منسق ما يعرف باسم تحالف شباب الوفاق الوطني الذي لم يظهر كثيرا في الإعلام المصري رغم الدور الكبير الذي لعبه منذ ثورة 30 يونيو حتى الآن في ملف المصالحة الوطنية بين الدولة والإخوان، حيث قام بفتح خطوط اتصال ساخنة مع الجماعة الإرهابية لإتمام هذا الأمر بداية من محمد على بشر القيادي الإخواني الذي تم القبض عليه منذ فترة طويلة وحتى محمود حسين أمين عام الجماعة الحالي، كما عرض أيضا الأمر على مؤسسة الرئاسة من أجل معرفة موقفها من المصالحة، كل هذا دون أن يحدث أي ضجيج، أو أن يسرب الاتصالات التي تمت لوسائل الإعلام كما كان يفعل الجميع.

وفي ضوء قيام أكثر من شخص بإعلان شهادته عن جهوده بشأن المصالحة بين الدولة والإخوان والذي كان آخرهم الشيخ محمد حسان، قرر محمد عبدالوهاب أن يعلن هو الآخر شهادته التي كتمها على مدى 3 سنوات من التواصل المستمر، مختصا "البوابة نيوز" بنشر هذه الشهادة التاريخية التي سوف تثير جدلا كبيرا بعد نشرها.

عن أسرار الاتصالات الإخوانية مع الدولة من أجل المصالحة الوطنية، وعن أسماء الشخصيات التي لعبت ولا تزال تلعب دور الوسيط بين الدولة والجماعة الإرهابية، يدور الحوار الحالي.. وللحصول على أجوبة تلك الاستفسارات.. إلى نص الحوار مع منسق تحالف شباب الوفاق الوطني.

بداية ما حقيقة وجود اتصالات إخوانية مع روسيا من أجل المصالحة الوطنية في مصر؟

بالفعل هناك اتصالات إخوانية كبرى مع روسيا ولكن ليس بشكل مباشر بل من خلال الحكومة التركية التي أصبح يربطها علاقة قوية مع روسيا، وهدف تلك الاتصالات استغلال العلاقات القوية بين مصر وروسيا من أجل التمهيد للمصالحة الوطنية الشاملة بين الدولة والإخوان، والسماح بعودتهم مرة أخرى إلى المشهد السياسي المصري، وقد تم عقد اجتماع من أيام بين وفد تركي رفيع المستوى مع نظيره الروسي لهذا الأمر، وبالفعل تغير موقف روسيا من الإخوان بدليل دعمها لإخوان ليبيا بعد أن وقفت أمريكا بجوار حفتر.

من أبلغك بهذا الاجتماع الذي تم بين وفد روسيا وتركيا؟

قيادي إخواني من قيادات الصف الأول أتحفظ على نشر اسمه في الوقت الراهن لحساسية منصبه في الجماعة.

هل هناك شروط اتفقت تركيا مع روسيا عليها بشأن المصالحة مع الإخوان والنظام في مصر؟

الشروط بسيطة ولا تتضمن عودة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي كما ينادي الإخوان، بل كل الأمر الإفراج عن سجناء الجماعة ومن ضمنهم مرسي، ومطالبة النظام بالسماح للإخوان بالمشاركة الدعوية والاجتماعية والسياسية من جديد.

هل روسيا هي من دعت تركيا لإتمام تلك المصالحة؟

لا بل العكس هو الصحيح، تركيا هي من طلب روسيا بالتوسط لإتمام المصالحة بين الإخوان والدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

إذا فهل سنرى مبادرة جديدة للمصالحة بين الدولة والإخوان؟

أعتقد ذلك وبضغوط روسية وتركية، الأمر من وجهة نظري أصبح أمر واقع.

ولكن الإخوان يعلنون مرارا وتكرارا أنهم يرفضون المصالحة ويتمسكون بالعودة إلى الحكم؟

هذا كله هراء، ومجرد كلام في الهواء، فالإخوان يحلمون بالمصالحة، فأنا شخصيا تلقيت اتصالات منهم كي أجس نبض مؤسسة الرئاسة بشأن المصالحة نظرا لقيادتي في السابق أكثر من مبادرة للمصالحة الوطنية.

من اتصل بك منهم؟

عمرو فاروق، القيادي البارز بحزب الوسط والذي كان قائما بأعمال رئيس الحزب قبل هروبه من مصر إلى تركيا، وهو مقرب جدا من الجماعة، ويستغله الإخوان لتنفيذ العديد من الأشياء التي لا يستطيعون تنفيذها بأنفسهم خوفا من أن يتم تسريبها وتتسبب في أزمة كبرى لهم.

وماذا قال لك في هذا الاتصال أو بمعنى أدق ماذا كان يريد؟

اتصل بي من أجل إخباري بأن جماعة الإخوان تسعى لإتمام مصالحة وطنية مع الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وطالبني بمعرفة رأي مؤسسة الرئاسة من المصالحة مع الإخوان.

وهل تواصلت مع الرئاسة وقتها فعلا؟

نعم، وأبدت مؤسسة الرئاسة ترحيبها الكامل بخطوات الجماعة لعقد مصالحة وطنية شاملة في مصر ولكن بشروط معينة.

ما هي تلك الشروط؟

كان الشرط الأول والأهم توثيق الإخوان رغبتهم هذه في إتمام المصالحة مع الدولة المصرية حتى لا يتبرأون منها كما يحدث في كل مرة.

وكيف يتم هذا؟

أخبرت عمرو فاروق أن مؤسسة الرئاسة ترغب في أن يقوم قيادات الإخوان في الخارج بالذهاب إلى القنصليات والسفارات المصرية في البلدان التي يتواجدون بها ويؤكدون رغبتهم في المصالحة والعودة إلى مصر مرة أخرى من خلال ورق رسمي لا يستطيعون التراجع عنه أو التبرؤ منه كما يفعلون في كل مرة يتم تسريب الخبر فيه ويتعرضون لهجوم شرس من باقي أعضاء الجماعة.

وهل نفذ الإخوان هذه الشروط؟

لا، لأنهم كانوا يخشون من ألا تنفذ الدولة وعدها، وبعد أن يوثقوا مطالبهم في المصالحة مع الدولة والعودة إلى مصر، تتراجع الدولة عن الموضوع، ويتم القبض عليهم في المطارات أثناء العودة أو على الأقل يتم تسريب تلك الأوراق في وسائل الإعلام لفضح الجماعة، ولذلك تراجعوا عن الفكرة وطلبوا بضمانات من الدولة والنظام تضمن وجود نية صادقة للمصالحة مثل الإفراج عن عدد من قيادات الإخوان وغيرها من الأمور التي أجلت المصالحة.

لو سألتك بصراحة من القائد الإخواني الذي يقود ملف المصالحة مع الدولة خلف ستار المدعو عمرو فاروق؟

محمود حسين، أمين عام الجماعة، الذي يرغب بكل قوة في العودة إلى مصر مرة أخرى، وإنهاء أزمة جماعته مع الدولة المصرية من خلال مبادرة شاملة للمصالحة الوطنية أهم ما تتضمنه الإفراج عن سجناء الجماعة وإيجاد حل لقضية الإخوان المزعومة "حق الشهداء"، وذلك من خلال أي حل ممكن مثل وضعهم ضمن شهداء الثورة وصرف معاشات شهرية لأسرهم.

هل هناك من يرغب في العودة إلى مصر من قيادات الإخوان وأنصارهم على غرار طارق عبد الجابر؟

كثيرون جدا ولكنهم لا يعلنون عن الأمر خوفا من اضطهادهم من قبل باقي الإخوان وتيار الإسلام السياسي، ولعل أبرزهم محمود حسين، كما قلت لك في إجابة السؤال السابق، إضافة إلى كل من عمرو فاروق أمين عام حزب الوسط، ومحمد محسوب نائب رئيس حزب الوسط ووزير الشئون القانونية السابق في حكومة هشام قنديل، وهم يتمنون العودة لكنهم خائفون من أن يتم القبض عليهم في المطار.

حدثتني عن وجود شروط من مؤسسة الرئاسة لعقد مصالحة مع الإخوان.. هل كان للإخوان شروط بعينها من أجل المصالحة؟

لا شروط تتعلق بعودة مرسي أو إسقاط النظام، كما تروج الجماعة في وسائل إعلامها، ولكن الشرط الأساسي بالنسبة لهم الآن أن تكون المصالحة برعاية الإمارات والسعودية وتركيا لضمان تنفيذها وعدم تراجع النظام عنها.

إذا الجماعة تنازلت عن عودة مرسي؟

من مدة طويلة تناسوا هذا الطلب منذ فض اعتصام رابعة تحديدًا، ولقد كانت لي لقاءات كثيرة مع القيادي الإخواني البارز محمد علي بشر قبل القبض عليه بشأن التنسيق لمصالحة وطنية شاملة بعد فض رابعة ولم يطلب مطلقًا عودة المعزول محمد مرسي.

ولماذا لم تخرج تلك المبادرة إلى النور؟

محمد على بشر تراجع في اللحظة الأخيرة، وبعد أن كان مرحب وبكل قوة بالمصالحة، أصبح يرفضها ويقول لي لا مصالحة قبل عودة مرسي وجلب حق الشهداء وغيرها من الشعارات الإخوانية، وبعدها تم القبض عليه.

ماذا كانت أبرز بنود تلك المبادرة؟

الإفراج عن سجناء الإخوان، والسماح للجماعة بالمشاركة السياسية والدعوية، وعمل ميثاق شرف إعلامي لوقف الهجوم من الإعلام في الطرفين، ولقد كان هناك اتفاق كبير من القوى السياسية على تلك المبادرة فور عرضها عليهم.

من أبرز الموافقين عليها؟

جورج إسحاق، والدكتور حسن نافعة الذي رحب بشدة بالفكرة وأعلن دعمه لها.

وهل هناك من رفضها؟

عمرو حمزاوي الذي قال لي لن تتم أي مصالحة في مصر في ظل النظام الحالي، ولن تكون هناك حرية.

وهل عرضت تلك المبادرة على 6 إبريل؟

عرضت على مسئول 6 إبريل أن يساعدني في عمل مصالحة وطنية شاملة في مصر، وكان وقتها المسئول عن الحركة عمرو على الذي فاجأني برده حيث قال لي إنه لن يشارك في أي مبادرات ما لم تكن هناك "سبوبة" مالية يحصل عليها مقابل مشاركته هو و6 إبريل، ومن وقتها ولم أتحدث معه حتى تم القبض عليه.