الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تراجيديا الهجرة.. شبح يطارد الأدباء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

شهدت مصر في الأيام الأخيرة حالة من الجدل الواسع إثر حادث غرق إحدى المراكب التي حملت على متنها مئات الأفراد المهاجرين بشكل غير شرعي إلى دول أوروبا، مما دفع عدد كبير من المواطنين المصريين للنقاش طوال الوقت حول الهجرة وأسبابها ومفهومها سواء على مواقع التواصل الاجتماعي أو في المقاهي والمطاعم.

ويعتبر علماء الاجتماع أن الهجرة ظاهرة حديثة يرجع السبب في ظهورها إلى الحاجة إلى قيام اقتصاد رأسمالي عالمي شديد التكامل يجعل الناس يرتحلون باستمرار من أجل العمل أو تأهيل القوى العاملة من خلال الدراسة، وكان للأدب في العالم كله دور كبير في معالجة موضوع الهجرة من خلال عدة أعمال روائية يستشف قرائها من خلالها فلسفة الهجرة ونفسية المهاجر وكافة الأبعاد التي تدفعه لذلك مما دفع "البوابة نيوز" إلى رصد عدد من الروايات العربية والعالمية التي تعرضت لموضوع الهجرة سواء لأدباء معاصرين أو راحلين.


من السودان.. موسم الهجرة للشمال

وتأتي رواية "موسم الهجرة للشمال" للأديب السوداني الطيب صالح الصادرة عام 1966 إحدى أبرز الأعمال الادبية في العالم التي تصدت لهذا الموضوع حيث اختيرت كواحدة من أفضل مائة رواية في القرن العشرين على مستوى الوطن العربي، كما تم ترشيحها لجائزة نوبل، وترجمت إلى الانجليزية والروسية.

تناقش الرواية حياة الغربة والاختلاف بين الشرق والغرب من كل الزوايا، حيث تدور أحداثها حول طالب عربي يسافر للدراسة في لندن، وهناك يكتشف عالم جديد عالم مختلف كليًا عن الذي عاشه من قبل، كما توضح كيف ينظر الغرب للعرب، وتناقش أيضًا شغف العرب وجنونهم الأعمى بحياة الغرب، هذا الصدام يخلق أحداثًا مميزة تسرد واقعًا نعيشه بالفعل.


من أيرلندا.. بروكلين

رواية للأديب الأيرلندى "كولم تويبين" صدرت عام 2009 وحصل من خلالها على عدد من الجوائز الأدبية العالمية بسبب الضجة التي حققتها كما حولت لفيلم سينمائي يحمل نفس الاسم وتدور أحداث الرواية حول شابة من أيرلندا تبدأ حياة جديدة في نيويورك في 1950 ثم تقع في غرام شاب أمريكى ولكنها تحتار بين الارتباط منه أو العودة لموطنها وعائلتها، فتصبح واقعة في مفهوم الاغتراب وهجر الوطن.


من مصر.. الحب في المنفى وهوستيل

الحب في المنفى هي رواية للكاتب المصري بهاء طاهر، صادرة عن دار الآداب عام 1995، وقد تلقى بهاء طاهر جائزة آلزياتور الإيطالية عنها عام 2008. تدور أحداث الرواية حول صحفي مصري يتم إرساله إلى بلد أوروبي للعمل كمراسل صحفي للجريدة المصرية التي يعمل بها، وهناك يتعرف على مرشدة سياحية يغرم بها، ويستغل الكاتب هذه العلاقة القائمة بين رجل شرقي عاشق وامرأة غربية في الإسقاط على العلاقة بين الشرق والغرب.

ومن مصر أيضا صدر حديثا كتاب في أدب الرحلات للأديبة الشابة شيرين عادل بعنوان هوستيل عن دار الرواق تسلط من خلالها الضوء على إشكالية الصدمة الحضرية التي تصيب المسافر العربي إلى الدول الرأسمالية الكبرى لتكتشف أن الصدمة الحضارية مجرد وهم وأنها مدن مثل أي مدن أخرى لها إيجابياتها وسلبياتها وتدور أحداث الرواية في جولة أوروبية شيقة عبر ثلاث دول؛ سويسرا والسويد وإيطاليا؛ تنتقل من خلالها بالقارئ في أيام معدودة من بلدة إلى أخرى، ليسير في شوارعها، ويتوه معها في حاراتها، ويستكشف معالمها وآثارها، ويتعرف على أهلها وعاداتهم الغريبة، في مغامرة مثيرة؛ البطولة فيها للمكان وحده.


من تونس.. غربة الياسمين

هي الرواية الثانية للكاتبة التونسية خولة حمدي التي تدخل روايتها دائمًا في قوائم الأكثر مبيعا، وتدور أحداثها حول أسرة مسلمة تهاجر إلى فرنسا ويتم التعامل معها بعنصرية شديد، توضح الكاتبة معاناة هذه الأسرة في الإندماج مع المجتمع الذي يرفضهم، ولا يسمح لهم حتى بإعلان هويتهم الدينية، كما تناقش فكرة التخلي عن الهوية التي تعتري معظم الشباب الذين يهاجرون إلى أوروبا تحديدًا، فكانت "رنيم" الفتاة المصرية التي سافرت للعمل في فرنسا، مثالًا ونموذجًا حيث إنخرطت مع الغربة وبدت وكأنها واحدة مواطنة فرنسية، أما وطنها الأصلي فمجرد ماضي راح وإنزوى.


من المغرب.. لماذا جئت إلى فرنسا يا أبي

لماذا جئت إلى فرنسا يا أبي”.. الرواية الأولى للأكاديمي الفرنسي من أصل مغربي "يوسف شهاب"يعرض فيها للأسباب التي دفعته إلى الهجرة واكتشافه معنى المنفى الاختياري؛ وتنبثق فكرة الرواية من تساؤل أبنة لأبيها عن الدوافع التي أملت عليه الهجرة إلى فرنسا.


من بريطانيا.. جورج أوريل يحكي مأساته مع التشرد في روايته متشرد في باريس ولندن"

ويقول أوريل في من متن هذا العمل الصادر عام 1933 هنا العالم الذي ينتظرك إن كنت مفلسًا في أحد الأيام أريد أن استكشف العالم بصورة أكثر تدقيقًا علىّ أن أعرف أناسا مثل ماريو وبادي وبيل الخطاف، لا في لقاءات عابرة وإنما في لقاءات حميمة، أريد أن أعرف ما يدور حقًا في نفوس غاسلى الصحون والمتشردين والنائمين على السد. في الوقت الحاضر أشعر أنني لم أعرف من البؤس إلا حافته. لكني قادر على الإشارة إلى أمر أو امرين تعلمتها جيدًا في محنتي. لن افكر ثانية بأن كل المتشردين هو أوغاد سكيرون ولن أتوقع أن يكون متسول ممتنًا حين أعطيه بنسًا، ولن يدهشني أن يكون العاطلون يفتقدون الطاقة على العمل، وأن يشتركوا في جيش الخلاص، وأن أرهن ملابسي، وأنني لن أرفض إعلانا يدويًا ولن ألتذ بوجبة في مطعم فاخر إنها لبداية"؛ وجاءت فكرة هذا العمل الزائع الصيت من نزهة أوريل الأولى إلى الجسر المعبد في منطقة ليمهاوس، وقضى ليلته الأولى في مسكن مشترك وربما في سرير تدفع عليه ضريبة. لفترة أصبح في بلده يلبس مثل المتشردين مع تقديم تنازلات للطبقة الوسطى وما تمثله من أعراف.