الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

ألبرتو مورافيا.. نزوة القص الممنوع

ألبرتو مورافيا
ألبرتو مورافيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"عديدة هي الأسباب التي تدفع بالمرء إلى كتابة يوميات: فقد يكون راغبا في تسجيل وقائع يعتبرها هامّة، أو راغبًا في المسارّة والمناجاة والاعتراف، أو راغبًا في تلبية نداء غريزة التوفير والاقتصاد التي توحي أحيانًا للكتّاب باستغلال تفاصيل أحداث حياتهم كي يزيد عدد كتبهم المنشورة. وهناك أيضًا حوافز الغرور والعجب بالذات، اليوميات الذاتية لا يمكن أن تكون هي الحقيقة لأنه في اللحظة التي يسرد فيها من يحررها حدثًا يكون هو بطله، يكفّ عن أن يكون الإنسان الذي عاش ذلك الحدث الذي يرويه".
وربما تكون هذه هي الأسباب التي منعته من نشر سيرته الذاتية (حياة مورافيا) في حياته والتي نشرت في 1990 عقب العثور عليه ميتًا في حمام منزله.
أنه الكاتب الصحافي والروائي والمسرحي ألبرتو مورافيا (1906 ) الإيطالي الجنسية، من مواليد مدينة روما لعائلة من الطبقة الوسطي، لأب يهودي، وأم كاثوليكية.
نشرت أول أعمال الأدبية عام 1929 في مجلة (900)، ومن أبرز رواياته"أمراة من روما "والتي نشرت في 1947، تناول فيها قضية الجمال الأنثوي واستغلالها للوصول إلى مركز اجتماعي، وكغيرها من أعماله الأدبية كانت تميزت أعماله بمهاجمة قيم الطبقة الوسطي في إيطاليا والتي كان ينتمي إليها.
ترجمت العديد من أعماله الأدبية إلى لغات عالمية عديدة كما تم تحويل عددًا منها إلى أفلام سينمائية.
تميزت أعمال بالغوص ف النفس البشرية، وتبسيط سرد مشاعر الجنس لدى أبطاله رواية "أنا وهو"،وكما أتسمت بالتركيز على التحليل النفسي لنوع العلاقة بين الجنسين.
ظهر ذلك جليا في روايته "الاحتقار" التي صدرت قصة زوج وزوجته ينشأ بيهما أول الأمر سوء تفاهم خفيف، ثم يصبح غير قابل للحل، وتنتهي الزوجة إلى احتقار الزوج، من غير أن يدرك السبب من خلال بطله الكاتب المسرحي وزوجته ومنتج الأفلام الذي تنشأ بينه وبين زوجته علاقة فيما بعد.
نال مورافيا في حياته العديد من الجوائز منها "فيارجيو" أكبر جائزة أدبية في إيطاليا عن رواية الاحتقار، عام 1952.
كما تطرقت بعض رواياته لعلاقة الكاتب بالقارئ وبشخصيات رواياته ومسرحياته ومن أبزر المشكلات التي تصدى لها من خلال شخصياته التي تنوعت ما بين الصحفي في رواية الانتباه أو الكاتب المسرحي في رواية "الاحتقار"، اللغة المستخدمة في الأعمال الأدبية يقول مورافيا: إن هناك دائما صراع لدى الكاتب حول استخدام لغته المعهودة وأن يعيرها لشخصياته الأدبية على إختلافها،وإختلاف المستوي الاجتماعي والاقتصادي أو أن يلجأ إلى تغيير لغته وأسلوبه مع تغيير شخصياته ولكنه يغلب الرأي الأول لأن "لغة الأدب أصدق دائما وأقدر على التعبير بطريقة شاعرية من لغة الحديث".
عانى ألبرتو من مرضه بالسل في حياته مما أجبره على التزام الفراش لمدة طويلة، خمس سنوات، طالع خلالها عددًا كبيرا من الأعمال الأدبية وبعدها نشر أولى قصصه القصيرة.