عُلم، جارِ شد الحزام كمان وكمان، المصري لا يملك إلا " الشد "، الضريبة الجديدة المعروفة بـ"القيمة المضافة" ساعدته على بدء مرحلة جديدة من التقشف، قرر أن يخاصم كثيرا من السلع، وأن يقاطع اللحوم والاسماك وكل أصناف البروتين، وان يُطلق متعة الفاكهة، ونسيان الا ستمتاع بكل ما يحلي لسانه، فقط قرر أن يعش على " قد لحافة " رافعا شعار الزهد بلقيمات تسد جوع البطون في ظل أوضاع اقتصادية ضاغطة وضرائب لا ترحم ضعف إمكانيات وهزالة مرتبات.
في تقرير له حديث، كشف الجهاز المركزي للإحصاء والمحاسبات أن نحو 27.8% من السكان في مصر فقراء ولا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من الغذاء وغيره، وأن 57% من سكان ريف الوجه القبلي يعيشون تحت خط الفقر مقابل 19.7% من ريف الوجه البحري.
هنا يعلق الدكتور مصطفى النشرتي، الخبير الاقتصادي وأستاذ التمويل والاستثمار بجامعة مصر الدولية، ويقول أن أرقام التقرير ليست بغريبة، ويقول أن ارتفاع الأسعار أمر حتمي نظرا لعدم وجود سياسات اقتصادية تحل أزمة زيادة الأسعار هذا إضافة إلى زيادة ضريبة القيمة المضافة التي تصل حاليا إلى 13% بعد أن كانت 10%، لافتا إلى أنه لاشك أن تلك الزيادات سينجم عنها ارتفاع في الأسعار وهو ما سيعود بالسلب على المواطن، متابعا أنه للأسف لا يوجد أي سياسة اقتصادية في مصر من شأنها أن تعمل على انخفاض الأسعار خلال وقتنا الحال.
وأضاف النشرتي أن المشروعات التنموية التي ينفذها مؤخرا الرئيس عبد الفتاح السيسي تعمل على زيادة السلع والخدمات ومردودها على المدى الزمني البعيد سيتمثل في زيادة الصادرات وتخفيض الواردات وبالتالي تحسن مؤشرات الاقتصاد المصري، لافتا إلى أنه حتى يتم خفض الأسعار لابد من وجود سياسات اقتصادية وخطط تعمل من ذلك منطلق وجود رؤية لتخفيف الأعباء على المواطن وليس العمل على السياسات الاقتصادية التنموية للاقتصاد المصري.
بينما دافع الدكتور مختار الشريف، أستاذ الاقتصاد بجامعة المنصورة والخبير الاقتصادي، عن ضريبة القيمة المضافة واصفا بأنها بمثابة طوق النجاة وخطوة ضرورية جدا كما أنها لا تمس المواطن البسيط بشيء يذكر كما يثار عبر وسائل الإعلام، لافتا إلى أن القيمة المضافة عبارة عن منظومة لأخذ زيادة من الأكثر قدرة لتوفير حماية اجتماعية للأكثر احتياجا
وأضاف: ضريبة القيمة المضافة ليست هي المتسبب الرئيسي في رفع الأسعار داخل الشارع المصري كما يشاع من البعض وإنما يعود ذلك إلى سببين الأول وهو نقص السلع بالسوق وهو ما يعمل على رفع الأسعار والسبب الثاني يتمثل في جشع التجار وعدم وجود نظام رقابي يعمل على محاسبتهم الأمر الذي يجعلهم يتمادون في رفع أسعار السلع والمنتجات، لافتا إلى أن تطبيق ضريبة القيمة المضافة أمر ضروري ويضع مصر في الطريق الصحيح لبناء مجتمع ضريبي مناسب وتطوير النظام الجهاز الضريبي داخل الدولة منوها إلى أن ضريبة القيمة المضافة زادت بصورة ضئيلة وليست على كل السلع.
وطالب الشريف وجود جهاز رقابي قوي يحاسب التجار هذا إضافة إلى زيادة الإنتاج داخل مجتمعنا المصري وزيادة معدل التصدير للخارج بدلا من الاستيراد وهو الأمر الذي سيعمل على إصلاح الميزان التجاري، لافتا إلى أنه متفائل بالمستقبل.
وأكد الدكتور رشاد عبده الخبير الاقتصادي، على وجود العديد من الخطوات الجادة التي أعلن علنها الرئيس عبد الفتاح السيسي مؤخرا والتي تؤكد على أنه يكرس اهتمامه داخل الشارع المصري، لافتا إلى أن السيسي كشف عن تبني الدولة لمشروع ضخم يعمل على مضاعفة حجم إنتاج مصر خلال عام ونصف إضافة إلى اكمال مشروع المليون ونصف فدان الذي تم الإعلان عليه خلال الشهور الماضية، وإنشاء مزرعة حيوانية تضم مليون رأس ماشية، لافتا إلى أن تلك الخطوات هامة جدا وستعمل على احداث توازن في العرض والطلب وهو الأمر الذي سيعمل على انخفاض أسعار الخضروات والفاكهة، لافتا إلى أن السيسي أعلن عن تبني الحكومة مبادرة لزيادة المعروض من السلع الأساسية مثل الخضراوات والفاكهة واللحوم خلال شهرين، وهو ما سيعمل على خفض الأسعار.
