الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الأزهر بلا مدرسين ولا مقاعد في بداية العام الجديد..شومان: انتهينا من صيانة المعاهد.. والأمير: السياسة محظورة.. وطلاب بسوهاج يكتبون إقرارًا بتدريس المواد لأنفسهم.. وأولياء أمور: وعود المسئولين "طق حنك"

الأزهر بلا مدرسين
الأزهر بلا مدرسين ولا مقاعد في بداية العام الجديد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع اليوم الثاني لبدء العام الدراسي الجديد بالمعاهد الأزهرية، لم تنقطع شكاوى أولياء الأمور والطلاب وحتى المدرسين، فلا الفصول مؤهلة لاستقبال الطلاب ولا المدرسين عددهم كاف لشرح المواد المقررة على الطلبة. 
فقد انطبق المثل الشعبي "أسمع كلامك أصدقك.. أشوف امورك استعجب"، على كل الحالمين بعام دراسي أقل مآسي من ما انقضى في السنوات الماضية، حيث جاءت ردود الأفعال مخيبة للآمال، ومخالفة تمامًا لما صرح به كل من وكيل الأزهر ورئيس قطاع المعاهد، اللذان وعدا بترميم المعاهد وتطوير الفصول واستقدام مدرسين لسد العجز، ليصبح كل هذا صرحًا من خيال أو كما يقول العامة" طق حنك".
أكد الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، أن المعاهد الأزهرية أنهت استعداداتها لبدء العام الدراسى الجديد، منوها إلى أنه تم الانتهاء من جميع أعمال الصيانة والتجديد لجميع المعاهد، إضافة إلى التشديد على رؤساء المناطق الأزهرية بالمرور على المعاهد مباشرة، للتأكد من انتظام الدراسة بالمعاهد، لافتًا إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات قانونية مشددة ضد المقصرين، بدءًا من شيوخ المعاهد وحتى العمال أنفسهم.
وأوضح "شومان" أن استلام الطلاب جميع الكتب الدراسية سيكون في الأسبوع الأول من الدراسة دون إجبار على دفع المصروفات كشرط لاستلام الكتب، مشيرا إلى أن المناهج هذا العام شهدت تغيرًا كبيرًا بعد إلغاء دروس الحشو والتكرار، وفقًا لخطة الأزهر لتجديد الخطاب الديني.


وقال الدكتور محمد أبو زيد الأمير، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، إن القطاع بأكمله مستعد لبدء العام الدراسي الجديد، مشيرًا إلى أنه تم التنبيه على رؤساء المناطق الأزهرية بالعمل على عدم تأخير تسليم الكتب للطلاب، والحرص على بدء الشرح من اليوم الأول، والتأكيد على نظافة المعاهد، ومتابعة الشرح أولًا بأول.
وأضاف رئيس قطاع المعاهد الأزهرية، في تصريحات صحفية، أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر شكَل لجنة برئاسة الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر، لمراجعة المناهج وتنقيحها وحذف النصوص التي لا تناسب العصر، لافتًا إلى أن مناهج الأزهر لم تكن تحتوي على أي نصوص رجعية كما يقول البعض، كما قررت اللجنة أن تتم مراجعة المناهج كل ثلاثة أعوام من قبل مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء.
وشدد على حظر الحديث في السياسة داخل المعاهد الأزهرية سواء من الطلاب أو المدرسين، مؤكدًا أنه تم التنبيه على رؤساء المناطق التعليمية لمتابعة الأمر، تجنبًا لحدوث أي مشكلات بسبب اختلاف وجهات النظر، ما يؤدى إلى حدوث تأثيرات سلبية على الطلاب، فالحرم التعليمي ليس مكانا لمناقشة تلك الأفكار، بل هو ساحة للعلم فقط، وحال التطرق لأي موضوعات سياسية سيتم نقل من يقدم على ذلك فورا من معهده.
ونفى الأمير وجود مشكلات في التعليم الأزهري أو المعاهد، مبينًا أن وكيل الأزهر أصدر قرار بعودة المدرسين العاملين بالخارج والذين أمضوا عشر سنوات في عملهم بالخارج؛ لسد عجز المدرسين في بعض التخصصات بالمعاهد الأزهرية، مؤكدًا أن تورط بعض طلاب الأزهر في أعمال إرهابية هي "حالات فردية" ولي كل الدارسين في الأزهر إرهابيين.
ومنذ اليوم الأول لبدء الدراسة، يشكو أولياء أمور طلاب معهد صلاح الدين الابتدائي بمنطقة سوهاج الأزهرية، من العجز في عدد المدرسين، وهي أزمة كل عام، مؤكدين أن أبنائهم مقرر عليهم 340 حصة يتم شرحهم والباقي حصص معطلة، بسبب عدم وجود مدرسين، وهذا ما يترتب عليه رسوب عدد كبير من الطلبة.


وأكد أحد أولياء الأمور، الذي رفض ذكر اسمه، أن مادة الرياضيات والعلوم واللغة الانجليزية والتربية الرياضية والتربية الفنية والانشطة واللغة العربية لا يوجد لها مدرسون بالمعهد، ومجموعة المدرسين المتواجدين يشرحون كل المواد حتى لو لم تكن ضمن تخصصهم، وهذا يؤدي إلى انتقال الطلبة إلى المرحلة الإعدادية وهم أشبه بالأميين بسبب جهلهم بالقراءة والكتابة والحساب.
وأضاف أن هناك زيادة في عدد المدرسين بأحد معاهد البلدة يمكن الاستعانة بهم لسد العجز، مطالبًا بتشكيل لجنة من المنطقة الأزهرية لحصر عدد المدرسين في كل معهد وتوزيع الزيادة على من لديه عجز من باب الرحمة بالطلاب والنهوض بالتعليم الأزهري.
وفي المدينة ذاتها، تداول البعض صورًا لمعهد أزهري بمنطقة ببرديس مركز البلينا بسوهاج، يظهر فيه خلو أحد فصول الصف الثالث الثانوي من المقاعد، وجلوس الطلاب على الأرض، دون أن توفر لهم إدارة المعهد مقاعد مناسبة، أو تأهيل المعهد تزامنًا معد بدء الدراسة. 
فيما علمت "البوابة نيوز" أن معهد الشعبة الإسلامية بالقاهرة لا يوجد به معلمون للمواد الشرعية والفرنسية والتاريخ والإحصاء والتربية الرياضية وإدارة الأعمال منذ العام الماضي، ومع بدء اليوم الدراسي الأول لم يتم سد العجز، كما طلب شيخ المعهد من أحد الطلاب المحولين من شعبة أسيوط لشعبة القاهرة في الصف الثالث الثانوي أن يغير مذهبه المالكي إلى مذهب آخر أو يكتب إقرار على نفسه بأنه المسئول عن تدريس المادة لنفسه حتى يقبل ملف الطالب، نظرًا لعدم وجود مدرسين بالعدد الكافي في المعهد.