رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة" في زيارة خاصة إلى "الروبيكي" قبل افتتاحها

مع بدء نقل مدابغ سور مجرى العيون إلى المدينة

«الروبيكى»
«الروبيكى»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الطريق اليها متعرج خالٍ من المواصلات وأعمدة الإنارة ..والعمل فى مراحله الأخيرة وبدء تركيب بوابات المدينة
بدأت وزارة الصناعة بالتنسيق مع محافظة القاهرة أمس، عملية إجلاء أصحاب المدابغ وإزالتها بشكل كامل من منطقة مصر القديمة لنقلهم إلى مدينة الروبيكى الصناعية بجوار مدينة بدر لتصبح مدينة للجلود العالمية، وهو المشروع الذى ظل متعثرًا منذ ١٨ عامًا، حتى أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مارس الماضى بسرعة البدء فى المرحلة الثانية منه والانتهاء منه قبل نهاية العام الجارى. المشروع عبارة عن إنشاء مدينة صناعية متكاملة متطورة متخصصة فى دباغة الجلود وصناعتها كمدينة جاذبة للصناعة الوطنية من خلال الدعم المقدم من الدولة لأصحاب المصانع والمدابغ بتوفير أحدث الماكينات العالمية المطورة لصناعة المنتجات الجلدية بمساعدة من الجانب الإيطالى، على مساحة إجمالية نحو ١٦٢٩ فدانًا، وللاستفادة من مبلغ «١٥٨» مليون جنيه الذى نتج عن مبادلة الدين الإيطالى وتحويله إلى منحة فى تمويل أعمال البنية الأساسية والمرافق الخارجية ومحطات المعالجة للمشروع. منطقة الروبيكى تمتد من طريق القاهرة الإسماعيلية الصحراوى وحتى طريق القاهرة السويس الصحراوى، على مسافة ساعة من القاهرة، «٥٤» كم من القاهرة (طريق القاهرة ـ السويس)، «٦٠» كم من السويس (طريق السويس ـ القاهرة)، «١٠» كم (طريق القاهرة ـ الإسماعيلية)، «١٠» كم من مدينة العاشر من رمضان، «٥» كم من مدينة بدر، وتبدأ بعد آخر تجمعات القاهرة الجديدة وبالتحديد بين مدينة الشروق والمناطق الصناعية بالعاشر من رمضان، والتى كانت قديمًا مقلبًا للقمامة قبل أن تبدأ بها أعمال التطهير لتصبح منطقة صناعية جديدة لدباغة الجلود.
«البوابة» توجهت للمدينة قبل افتتاحها رسميًا، للوقوف على ما تم بها ومعرفة أسباب وأهداف والعائد من إقامة هذه المدينة. 
فى البداية واجهتنا صعوبة فى الوصول للمدينة، لعدم توافر وسيلة مواصلات للانتقال، مما اضطررنا لاستقلال سيارة نقل كانت فى طريقها للمدينة، حتى نتمكن من الوصول، وبعد الدخول للمدينة من ناحية العاشر من رمضان على طريق متعرج خالٍ من أعمدة الإنارة، وطوال الطريق ظل قائد السيارة يشكو من عدم تمهيد الطريق. 
ومع بداية وصولنا أرض الواقع، لمتابعة مستجدات العمل بها، وجدنا أمامنا لافتة كبيرة تحتوى على جميع التفاصيل الخاصة بالمشروع، ولاحظنا وجود بعض الأعمال التى ما زالت فى مراحل العمل الأخيرة مثل تركيب بوابات المدينة، وبعض مرافق الشوارع بالداخل كدهان الرصيف وزراعة العديد من الأحواض النباتية ما بين الهناجر. بدأنا فى محاولة الوصول إلى الجهاز التنفيذى للمدينة، وهو عبارة عن مبنى مكون من طابق واحد، يتواجد به عدد من موظفى الجهاز ومديريه ثم توصلنا لأحد مسئولى الجهاز، الذى رفض ذكر اسمه والذى صرح لنا، بأن المدينة تقع على مساحة «٥١١» فدانًا، وقد تم الانتهاء من تجهيز المرحلة الأولى بمساحة «١٦٠» فدانًا، والتى تتضمن «٨٣» هنجرًا على مساحة «٤٣» فدانًا، وتم بالفعل إدخال المرافق الخاصة بها لتسليمها خلال شهر من الآن على مراحل، وتم الانتهاء أيضًا من إنشاء محطة الغاز الطبيعى التى يفصل بينها وبين المدينة الطريق السريع. 
والهنجر تبلغ مساحته «٢١٧٥» مترًا مربعًا، وسيتم تقسيمه إلى عدة مصانع ليتم تمليكها إلى مالكى ومستأجرى مدابغ سور مجرى العيون، ولتنظيم المشروعات يجب الاتفاق مع الشركات العالمية لتصنيع الجلود، مع العلم أن هناك مدابغ تم تصميمها لتلبية جميع رغبات الصناع المنقولين للمدينة الجديدة، كما توجد مدابغ نموذجية مكونة من أحدث الماكينات لهذه الصناعة بالتعاون مع الجانب الإيطالى، تتيح للشباب فرصة الالتحاق بسوق العمل والارتقاء بدباغة الجلود فى مصر لتكون مثالًا جيدًا للتطوير والتحديث المنشود، والمسئول عن ذلك المركز التكنولوجى لدباغة وصناعة الجلود الذى تم الانتهاء من بنائه داخل المدينة، والذى سيقوم باختبار الجلود بجانب القيام بعمليات التدريب للموارد البشرية العاملة بالقطاع لصقل مهاراتهم الفنية، بالإضافة إلى المساعدة فى تطوير التصميمات والألوان الجديدة للمنتجات الجلدية وفق اتجاهات الموضة العالمية.
المدينة هى الأولى من نوعها بالشرق الأوسط، حيث يوجد بها أول محطة صرف صناعى على مساحة «٢٨٢» فدانًا لاستخراج مادة الكروم من المياه التى تخرج من دباغة الجلود والمسببة لبعض الأمراض المسرطنة، بالإضافة لوجود غابات شجرية بجانب المدينة تبلغ مساحتها «١١١٢» فدانًا، مما يساعد على وجود هواء نقى وبيئة نظيفة، وللاستفادة أيضًا من مياه الصرف الصحى المعاد تحليتها. وما آلت إليه منطقة سور مجرى العيون، يحتم علينا أن نقول إن النقل أصبح ضروريًا، لأن البيئة أصبحت متهالكة بالفعل وغير صالحة للمعيشة، فضلًا عن الروائح الكريهة وانتشار القمامة بكميات مهولة داخل مجرى العيون، ووجود مادة الكروم المسرطنة بالمياه التى تدخل فى دباغة الجلود، مما اتضح أنها المتسببة فى الكثير من الأمراض المزمنة التى أصابت العديد من عمال المدابغ. وهناك تتوافر مميزات بالمكان منها تطور الصناعة من ماكينات بدائية وصناعة يدوية إلى ماكينات أكثر حداثة وتقنية عالية، وتضم المدينة فى مرحلتيها الثانية والثالثة، مصانع للمنتجات الجلدية بجميع أنواعها وأيضًا مصانع للصناعات المغذية والمكملة مثل مصانع الكيماويات والإكسسوارات والغراء وصناعات مواد التغليف وغيرها، بحيث تصبح مدينة متكاملة للدباغة والمنتجات الجلدية، وحتى يمكن لبعثات المشترين والمستوردين أن يجدوا مكانًا واحدًا يضم ما يحتاجونه. وأشار المجلس التصديرى للجلود من قبل إلي أنه أعد خطة لاستقدام بعثات مشترين من الدول الإفريقية والعربية والأوروبية لتعظيم صادراتنا لهذه الدول إلى جانب فتح أسواق جديدة لمنتجاتنا، لافتًا إلى أن مصر تصدر كميات كبيرة من جلود الكراست إلى إيطاليا وإسبانيا والبرتغال ونأمل إدخال التكنولوجيا المتطورة بالروبيكى أن نصدر لهذه الدول منتجات تامة الصنع خاصة أن المشروع ينفذ بالتعاون مع إيطاليا، لذا فإن جذب مشترين من أوروبا أمر ممكن، وبالتالى تقل الواردات وتزيد الصادرات حيث سيساهم ذلك فى توفير عملة صعبة للدولة مما يؤدى لخلق فرص عمل كثيرة للشباب للارتقاء بالاقتصاد المحلى، وأيضًا للقضاء على مشكلة البطالة نهائيًا.
من جانبها قامت وزارة الصناعة والتجارة بتأسيس شركة لإدارة منطقة الروبيكى بمساهمات من محافظة القاهرة وبنك الاستثمار القومى برأسمال مبدئى «٢٠٠» مليون جنيه، وتوزع هيكل مساهمى شركة إدارة مشروع الروبيكى التى يبلغ رأسمالها المبدئى «٢٠٠» مليون جنيه، إلى «٤٠»٪ لمحافظة القاهرة و«٤٠»٪ لهيئة المشروعات الصناعية والتعدينية إحدى هيئات وزارة الصناعة، و«٢٠»٪ لبنك الاستثمار القومى. يستهدف المشروع تطوير قطاع دباغة الجلود، وزيادة الإنتاج من «١٢٥» مليون قدم ٢ نصف مشطب إلى «٣٥٠» مليون قدم ٢ كامل التشطيب سنويًا، علاوة على زيادة القيمة المضافة باستكمال مراحل التشطيب خاصة أن «٨٥»٪ من الصادرات الحالية للجلود غير المشطبة، وخلق «٢٥٠٠٠» فرصة عمل مباشرة جديدة باستكمال مراحل المشروع، ومضاعفة الصادرات الصناعية من «١٠٠» مليون دولار إلى «٣٥٠» مليون دولار سنويًا.
يضاف لما سبق الجانب السياحى، من خلال الحفاظ على المنطقة باعتبارها من المناطق الأثرية، لما تشمله من سور مجرى العيون ومجمع الأديان، وإخلاء منطقة مصر القديمة من المدابغ القائمة بها سوف يتيح للمحافظة إمكانية تطويرها واستغلالها سياحيًا واستثماريًا فى إقامة الكثير من الأنشطة.