الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

متعب ولعنة قميص الخطيب

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يعرف أنه يعيش أيامه الأخيرة في الملاعب.. يدرك أن قرار إجباره على الاعتزال، صدر قبل أكثر من عامين، لكن الهدف التاريخى، الذي أحرزه في مرمى سيوى سبور في نهائى كأس الاتحاد الإفريقى «الكونفيدرالية»، في الوقت بدل الضائع، أخمد مخطط عدم قيده في قائمة الأهلي، رغم رفض كل المديرين الفنيين الذين تعاقبوا على تدريب الفريق، استمراره في صفوف القلعة الحمراء، بدءًا من بيسيرو البرتغالى، مرورًا بالكابتن زيزو، وقت توليه منصب المدير الفنى خلفًا للبرتغالى الهارب، إلى حد أنه طلب من محمود طاهر رئيس الأهلي، إبعاد اللاعب عن صفوف الفريق، بعد اعتراضه على قرار زيزو، في المعسكر الذي سبق لقاء قمة الدور الأول، على خلفية صدامه مع صالح جمعة لاعب خط الوسط، وأوصى زيزو بالاستغناء عن اللاعب، في فترة الانتقالات، ثم مارتن يول المدير الفنى الهولندى، الذي فاجأ الجميع، في المؤتمر الصحفى الخاص بمباراة الأّهلى وروما الودية، بالتأكيد على أن عماد متعب هو المهاجم رقم 4 في الفريق، بعد الجابونى ماليك إيفونا «قبل رحيله إلى تيانجن الصينى»، والغانى «جون أنطوى»، وعمرو جمال، وأنه أشرك أكبر قدر ممكن من اللاعبين في اللقاء، لكن الظروف لم تسنح لإشراك اللاعب، وكان هذا التصريح ذا دلالة لها مغزى عميق من المدير الفنى السابق للأهلي، ليوحى من خلالها على أنه يعتزم التضحية بعماد متعب، نهاية الموسم «حال استمراره في الفريق كما كان مخططًا قبل أن تجبره الظروف على الرحيل»، وذلك ردًا على رفض اللاعب، عدم المشاركة في اللحظات الأخيرة من عمر المباراة الودية أمام نادي العاصمة الإيطالية، ما جعل «يول» يدفع بزميله أحمد الشيخ، الذي أحرز هدف الترجيح، بالهدف الرابع!!

البدرى يفشل في إبعاد متعب
الآن.. يعانى عماد متعب من نفس السيناريو مع المدير الفنى الحالى للنادي الأهلي حسام البدرى، رغم أنه أعلن في أول تصريح له، بعد تولى زمام المسئولية في القلعة الحمراء، أن اللاعبين الكبار سيكونون حجر الزاوية، في استعادة انتصارات الأهلي، وعروضه القوية، التي غابت عن الأذهان، خلال الأسابيع الأخيرة من ولاية الهولندى مارتن يول.

حسام البدرى حاول الضغط على إدارة القلعة الحمراء، قبل غلق باب الانتقالات، من أجل الاستغناء عن عماد متعب، وإقناعه باتخاذ قرار الاعتزال، لفتح المجال أمام التعاقد مع مهاجم جديد، خاصة أن الأهلي قيد بالفعل 29 لاعبًا، لو لم يكن هناك مفر من إبعاد لاعب «على الأقل» من المقيدين، أو الانتظار حتى يناير المقبل، لإكمال القائمة باللاعب رقم 30، لاستحالة غلق القائمة، بداية المسابقة، دون دراسة الموقف من كل أبعاده، وترك ولو مكان واحد خالٍ في القائمة، انتظارًا لما سوف تسفر عنه الأحداث، خلال المرحلة الأولى من عمر الدوري العام.

لكن إدارة النادي الأهلي برئاسة المهندس محمود طاهر، تصدت من جديد لرغبات حسام البدرى، ورفضت الضغط على عماد متعب، في إطار اتفاق «جنتلمان» أقره رئيس الأهلي على نفسه، بعدم هدم تاريخ أحد أبرز مهاجمى الأهلي على مر العصور، بطريقة مهينة، وشدد في أكثر من تصريح أن عماد متعب مستمر مع القلعة الحمراء، حتى يتخذ بنفسه قرار الاعتزال، دون ضغط من أي طرف، حتى لو كان المدير الفنى للنادي الأهلي «أيًا كان اسمه، وأيًا كانت حقيقته».

الرضا بالقليل.. واللعب كبديل!
متعب ليس ببعيد عن كل هذه الملابسات، بل ويعرف ما هو أكثر من ذلك، لكنه في النهاية، يلتزم صمتًا مريبًا، رغم أن المؤشرات من حوله تضعه دائمًا في دائرة الحرج، بدليل أن جهاز الكرة سارع بالتمديد لزميليه حسام عاشور وعبدالله السعيد لمدة موسمين، رغم أن عقدهما يتزامن في مدته مع عقده، الذي ينتهى آخر الموسم الكروى الحالى، كما تتجه النية إلى فتح ملف التجديد لحسام غالى قائد الأهلي، والذي يكبره بعامين، بعد أن تجاوز الخامسة والثلاثين من عمره، لكن قناعة الجهاز الفنى الحالى والسابق والأسبق، بإمكانيات غالى الفنية، وقدراته البدنية، وسماته الشخصية، بجعله دائمًا الخيار رقم 1 في الفريق، بصرف النظر عن اسم المدير الفنى في القلعة الحمراء.
متعب يدرك أنه ينتظر رصاصة الرحمة، لكنه في النهاية، يلتزم الصمت، يشعر بالضيق من تصنيفه دائمًا كلاعب بديل، غير أنه لا يريد افتعال المشكلات، وكأنه يعمل بالحكمة القائلة: «كن راضيًا كبديل.. واستمتع باللعب لوقت قليل!»، ولم يتوقف طويلًا أمام رغبة البدرى في إبعاده، ساعده على ذلك، أن الضغوط التي سعى إليها بقوة، لإجبار مجلس إدارة اتحاد الكرة برئاسة هانى أبوريدة، من أجل إعادة بند الاستبدال في اللائحة خلال يناير، باءت بالفشل الذريع، ما يعنى أن متعب سوف يستمر مع الأهلي، حتى نهاية الموسم الكروى الحالى، وليس فقط حتى يناير المقبل، فترة الانتقالات الشتوية.

وماذا بعد الاعتزال؟
مهاجم الأهلي الدولى أفلت من حكم الإعدام في يناير، لكنه يعلم تمامًا أن استمراره الموسم المقبل بالقميص الأحمر، بات شبه مستحيل، في ظل الظروف الحالية، حتى مع الإصابة الغامضة لمروان محسن، الصفقة التي كلفت الأهلي 10 ملايين جنيه، وعدم اقتناع البدرى بجدارة جون أنطوى في قيادة القلعة الحمراء.. قناعة قديمة قبل حتى أن يرتدى أنطوى قميص الإسماعيلى.. لكن يبقى السؤال الذي يدفع متعب للاستمرار في الملاعب حتى الآن: وماذا بعد الاعتزال؟.. هذا السؤال الشائك، هاجس يطارد كل نجم كبير، بعد أن يغادر مسرح كرة القدم، وبعد أن كان الخيار المتاح لأى لاعب، هو الاتجاه إلى سلك التدريب، أو البحث عن منصب إدارى، مثلما فعل زملاؤه هادى خشبة وسيد عبدالحفيظ، ومن قبلهما الخطيب ومجدى عبدالغنى، فإن الخيارات اتسعت، لتشمل العمل الإعلامي بشقيه، التقديم مثلما فعل شوبير ووائل رياض وشادى محمد، أو التحليل.. مثلما اتجه محمد أبوتريكة ومحمد بركات وسيد معوض.. ومعهما على الجانبين إسلام الشاطر، ومن قبلهم جميعًا أحمد شوبير.
متعب يحتاج إلى قرار حاسم، خاصة أن أعباءه المالية الضخمة، تجعل من فكرة الانتظار لسنوات، دون عمل، مؤشرًا خطيرًا على التزاماته الشخصية، كما أنه لا يجيد فكرة العمل في «البيزنس» التي اتجه إليها عدد كبير من نجوم كرة القدم، ممن قرروا إنهاء علاقتهم باللعبة الشعبية الأولى، بعد الاعتزال.

الخلافة الملعونة

واللافت أن كل محاولات إجبار متعب على الاعتزال، ظهرت بعد أن تولى خلافة القميص رقم 10 في الأهلي، الذي بات معجونًا بلعنة النجم الكبير محمود الخطيب، وصار كل من يرتدى هذا القميص عرضة للرحيل عن الأهلي، بدءًا من علاء ميهوب مرورًا بعمرو أنور ووليد صلاح الدين ثم وائل رياض «شيتوس»، وأحمد بلال، ومعتز إينو، وأخيرًا أحمد شكرى، الذي لم يكترث بتحذيرات زملائه من عدم الاقتراب من هذا الرقم، الذي تسبب في رحيل واعتزال عدد كبير من نجوم الأهلي.
وربما لا يعلم الكثيرون أن محمد أبوتريكة نجم الأهلي الأسطورى، رفض ارتداء القميص رقم 10، وتمسك باستمرار قميصه التاريخى رقم 22، الذي ظل مرتبطًا به، منذ أن ارتدى قميص الأهلي شتاء موسم 2003/2004، وحتى قرر الاعتزال.