الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المؤامرة القطرية لتدمير ليبيا.. الدوحة تسعى للسيطرة على الغاز ومحفظة استثمارات البلاد في أفريقيا.. وتهدف لاحتكار مواردها وخنق مصر اقتصاديًا.. وتحشد الجماعات الإرهابية والإخوان لتنفيذ المخطط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
رغم المؤامرة القطرية الواضحة لتدمير ليبيا، من خلال التدخل السافر في كل تفاصيل العملية السياسية ودعم الميليشيات الإرهابية والتشكيلات شبه العسكرية، إلا أن المؤامرة القطرية لها أبعاد أكبر من ليبيا، التي أريد لها أن تكون مركزا لانطلاق الموجات الإرهابية داخل دول الجوار خاصة مصر.
الهدف القطري من هذه المؤامرة، تفكيك وتفتيت دول المنطقة، والسيطرة على الغاز الليبي ومحفظة الاستثمارات الليبية في أفريقيا بهدف احتكار سوق الغاز من جهة ومن جهة أخرى خنق مصر افريقيا بتوظيف الاستثمارات الليبية في تقويض الدور المصري داخل القارة السمراء في اطار لعبة التوازنات الإقليمية لا سيما بعد توهم قطر ان اصبحت لاعب اقليمي مهم عقب ثورات الربيع الدامي التي وضعت الجماعات الارهابية على كراسي السلطة في العديد من الدول العربية .
استغلال 
يقول فايز العريبي الكاتب السياسي والإعلامي الليبي: إن الدوحة تكثف مجهوداتها داخل ليبيا هذه الأيام لا سيما بعد الانتصارات المتلاحقة للمؤسسة العسكرية الليبية والتي توجت بالسيطرة على مرافئ النفط الليبية وهو ما يجعل مستقبل الجماعات الإرهابية بما فيها الإخوان في ليبيا على المحك. 
وأضاف العريبي في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن قطر طلبت من الجماعة تعيين الإخواني علي عبدالله الضراط رئيسا لمحفظة استثمارات ليبيا أفريقيا على الرغم من أن أعلى مؤهل دراسي حاصل عليه الضراط هو مؤهل متوسط - (دبلوم زراعة نظام 3 سنوات) - وهذا يعكس أبعاد الأجندة القطرية في ليبيا تدفع بالموالين لها لتصدر المناصب السيادية، فالضراط هو زوج ابنة القيادي الإخواني إبراهيم صهد ناهيك عن خبرته المحدودة إذا كانت لديه خبرة، ومن ثم يمكن توجيهه بما يخدم سياسات الدوحة أيضًا تسعى قطر من اجل تعيين طارق محمد المقريف مستشار الأميرة موزة لشئون الاستثمار بالخارج محافظا لبنك ليبيا المركزي خلفا للرئيس الحالي الذي تنتهي مدته رسميًا في أكتوبر 2016.
وتابع العريبي: حدثت لقاءات عدة ما بين أعضاء من المجلس الرئاسي الليبي وقيادات إخوانية مع مسئولين قطريين من أجل الوصول إلى صيغة مشروعة لعزل مؤسسة الغاز عن المؤسسة الوطنية للنفط والهدف من ذلك هو تمكين الدوحة من احتكار سوق الغاز في المنطقة بالإضافة إلى استغلال الموارد الليبية في دعم الجماعات الجهادية التي تقتل الشعب الليبي والحفاظ على ليبيا حاضنة آمنة للإرهابيين لا سيما بعد زيادة الضغط على داعش في سوريا والعراق وجل عناصر تنظيم الدولة الإرهابي في بلاد الشام من دول شمال أفريقيا.
وتابع أن التنظيم الإرهابي أشاع مقتل القيادي بداعش أبوحمزة الليبي و 16 من مرافقية حرقا عقابا لهم على انسحابهم من الموصل في المعارك الدائرة هناك دون نشر التنظيم أية مقاطع فيديو تؤكد قيامه بحرق أبنائه قد يكون الأمر مجرد تأمين عودة أبوحمزة ورجاله إلى ليبيا في إطار دعوة الجماعات الجهادية لترتيب الصفوف بليبيا في مواجهة الجيش العربي الليبي.
وقال العريبي: أعتقد أن الدوحة تعمل على هذا، فهناك مؤتمر يعقد بقطر منذ السبت بمشاركة قيادات جهادية وإرهابية لبحث كيفية جمع الجماعات الإرهابية على كلمة سواء.
نفوذ إقليمي 
ويقول الدكتور إبراهيم هيبة الباحث بالعلاقات الدولية بجامعة تكساس الأمريكية: إن القطريين لم يتركوا ليبيا وشأنها منذ فبراير 2011.
وأضاف هيبة أن قطر وبعض الدول الإقليمية استغلت سقوط نظام القذافي وتحاول ملء الفراغ الذي أحدثه هذا السقوط في منطقة شمال إفريقيا وإفريقيا جنوب الصحراء حيث كان للقذافي دور ونفوذ كبير في المنطقة. 
وتسعى دول مثل مثل قطر وتركيا وإيران وإسرائيل جاهدة لفرض النفوذ في المنطقة،  وهذا الصراع السياسي يرجع إلى التنافس الإقليمي وصراع توازن القوي فكل هذه الأطراف تعتقد أن أحداث ما يسمى بالربيع العربي فرصة تاريخية للعب دور مهم في تغيير موازين القوى، فالصراع في حقيقته بين أطراف مختلفة ولكن يوجد أيضًا تقارب في وجهات النظر في بعض المناطق وحول بعض القضايا .
وأشار إلى أن الدول التي حدث بها تغيير سياسي كليبيا ومصر واليمن وتونس تواجه تحدي كبير ليس فقط علي المستوى الداخلي بل يقع على عاتقها مواجهة تحديات خارجية من قبيل مواجهة التدخلات الخارجية في الشئون الداخلية لهذه الدول في إطار لعبة التوازنات السياسية والنفوذ الإقليمي.
وتابع "من معاد القول أن دولة قطر لم يكن لها في تاريخها شأن دولي أو اقليمي وقد وجدت في ثورات الربيع العربي فرصة تاريخية للعب دور في المنطقة حتى وإن كان ذالك على حساب آمن واستقرار الشعوب العربية؛ ولأنها تخسر في ليبيا نتيجة انحسار الجماعات الجهادية وتمدد الجيش الليبي فهي تحاول البحث عن الأشياء التي يمكن من خلالها استراداد الجماعات الإرهابية في ليبيا لعنفوانها من جديد في مواجهة المؤسسة العسكرية".