عاش مشواره القصير مع الفن كمن يعلم أن نهايته قريبة فرسم شخصية متفردة لنفسه طالما أحب الآخرون أن يكونوا مثلها، حوالي 30 فيلم هى حصيلة مشواره في الفترة من 1998 حتى 2014.
ويبقى مشهده الوحيد في فيلم "محامي خلع" عام 2002، وهو يجسد شخصية القاضي، أذهل الجميع، ليخرج من هذا العمل منتصرًا لموهبته ويبدأ مشواره الفني القصير.
عبارة واحدة من الممكن أن تلخص حياة الفنان خالد صالح الذي تحل اليوم الذكرى الثانية لرحيله وهى "تأخرت شهرته واستعجله الموت"، وكان صالح طيب القلب حتى أن طيبته أصابت قلبه فمات بعد إجرائه عملية قلب مفتوح، وكان كما يقولون "غول تمثيل"، لا يجرؤ أحد أن يواجهه أو يباريه في أدائه السلس العذب، ومجرد رؤيته في عمل فني كان بمثابة إعلان صادق بأنك ستشاهد عملًا ممتعًا.
كان كل من يقترب منه ويفوز بصداقته يرى فيه المعلم والحكيم بسبب موهبته الكبيرة وتعامله مع الجميع بإنسانية لا مثيل لها وكان لا يخجل من قبول المشاركة في عمل لأحد أصدقائه من الوسط الفني، حتى ولو بمشهد واحد، فاستحق حب الأصدقاء وكل من عمل معه في الوسط الفني.
ذات مرة قال له أحد نجوم السينما الشباب أمام مجموعة كبيرة من أصدقائهما: "أديك عمري كاملًا واديني شوية ردود فعل"، فكان رد فعل خالد سريعًا مغلفًا بالحكمة كالعادة: "عمرك أغلى عندي بكتير من ردود فعلي"، هكذا كان في حياته وراء الكاميرا كما كان أمامها بالضبط صاحب أهم وأقوى رد فعل وأداء تمثيلي من بين أبناء جيله، فأصبح بمرور الوقت امتدادًا طبيعيًا لجيل العمالقة من الممثلين المصريين الذين برعوا في أداء الأدوار المعقدة، مثل زكي رستم ومحمود المليجي، بعد أن تميز بقدرته العالية في التشخيص والذي يصل إلى حد الاندماج الكامل في الدور الذي يؤديه، ويصف الكثيرون أداءه بالصدق وعدم الافتعال، مما أدى لشعبيته الواسعة التي تمتد عبر الوطن العربي، حتى أن الناقد الراحل رفيق الصبان وصف أداءه بأنه يشبه "شون كونري العرب".
وكان خالد قد بدأ التمثيل من خلال مسرح الجامعة، ومثل في مسارح الهواة مثل مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان هذا في الوقت الذي كان يمارس فيه أعماله التجارية الخاصة، ثم تفرغ تمامًا للتمثيل في عام 2000، وهو في سن السادسة والثلاثين، ولمع نجمه سريعًا وبرع في أداء الأدوار المعقدة وفى أدوار الشر والجبروت.
