الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الوراق.. الجزيرة المنحوسة.. سكنها الملك فاروق والحاشية في قصر"الأُنس".. واستولى قيادات الوطني المنحل على 25 فدانًا من أراضيها بسن اللسان.. والأهالي: نعاني من التهميش والطرد لإنشاء قرى سياحية

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الوراق" مثلها مثل باقي جزر مصر، منحوسة عانت ولا تزال تعاني من الإهمال الحكومي وتهديدات بالطرد والإخلاء بهدف إعمار المنطقة سياحيًا واستثمارها، الحكومة مستمرة في شغب سكان الجزيرة والأهالي مصرون على التمسك في حقهم في الجزيرة رافضين الخروج منها أو الطرد.
الوراق مساحتها نحو 5000 فدان، تعاني من الكثافة السكانية وأرضها من أجود الأراضى الزراعية في المنطقة لقربها من النيل، تقع فى وسطه، فضلًا عن كونها منطقة سكانية تمتاز بموقع جغرافي متميز، الأمر الذي جعلها مطمعًا لرجال النظام السابق، الذين استولوا على ما يزيد عن 25 فدانًا بمنطقة "سن اللسان" بالجزيرة ومن قبل كانت مطمعًا للملك فاروق الذي أقام على شواطئها قصرًا خصصه للحظ وسهرات الأُنس الملكية.
مشاكل الجزيرة لا تعد، ورغم امتلاك الأهالى "مثلا" لتلك الأراضى منذ أكثر من ثلاثة عقود ولديهم ما يثبت من مستندات وعقود مسجلة وخرائط جغرافية للمكان، إلا أنهم لم ينجوا من ألاعيب المستثمرين من رجال الأعمال التابعين للحزب الوطني المنحل الذين نجحوا في استخراج مستندات بديلة في العصر الفائت ونزعوا ملكية كثير من المساحات لصالحهم في غياب رقيب وضمير.

علي إبراهيم سعد، أحد كبار ملاك الأراضى الزراعية بالجزيرة "70 عامًا" أكد أنه ورث الأرض عن أجداده وموثقة بالصكوك والخرائط والمستندات التي يحتفظ بها في أحد البنوك المصرية خوفًا من فيضان النيل على مساكن الجزيرة التي تعرضت للعديد من الفيضانات.
"سعد" حكى تفاصيل عن الجزيرة وقال "إنها قائمة منذ عهد المماليك ومحمد علي باشا الذي كان يقيم عليها قصره بالإضافة إلى قصر عمة زوجته الذي يقع عند مدخل جزيرة "الوراق"، حيث قامت زوجة "محمد علي" بوضع صنادل "مراكب" في النيل لتصل بين القصرين من أجل خدمة السلطان وزوجته، ومن ذلك الحين صارت الجزيرة ملاذًا لرموز العهد الملكي وخاصة الملك فاروق وأبناء المخلوع، ولفت "سعد" إلى أن الحظ كان قد بدأ يضحك للجزيرة مع قرار وزير الصحة الأسبق الدكتور إسماعيل سلام، الذي أقر إنشاء مستوصف طبي عالمي بالمنطقة لعلاج مرضى الأورام ويكون تابعًا لمعهد ناصر الاجتماعي الذي يبعد خطوات عن الجزيرة، ودعا "سلام" وقتها إلى إنشاء كوبري يربط بين "ناصر والمستوصف" لكن لم يحدث شيء وعاد الحظ يخاصم الوراق.

وأضاف سعد، أن الأهالي تقدموا بالعديد من الشكاوى للمسئولين ولكن دون أن يستجيب أحد حتي الآن، وترك "سلام" وزارة الصحة وتم ترك المساحة التى كانت مخصصة لإقامة المستوصف والتي تبلغ نحو 20 فدانًا شاغرة وحتى الآن متروكة ومهملة دون أن يقترب منها أحد.
وأكد الأهالي، أنهم يعانون من نقص فى الخدمات سواء من تعليم وخدمات صحية، لأن الوحدة الصحية بالجزيرة تغلق من الساعة 11 صباحًا، فضلًا عن غياب شبكات الصرف الصحي عن الجزيرة رغم كثافتها السكانية الكبيرة ولا توجد بها سوى محطة مياه تحلية واحدة يتكاثر عليها السكان.
ويقول السيد الطويل "موظف إداري" بمعهد ناصر الاجتماعي وأحد أهالى جزيرة الحضر بالوراق، إن عمر الجزيرة أكثر من 400 عام، وتابع: "منذ عهد الاحتلال الفرنسى وهم من مُلاك الأراضى بالجزيرة، ولها حجة وعقود وخريطة، مؤكدًا أنه يمتلك مساحة كبيرة من الأراضى منذ عقود طويلة وهو ما يدفع الأهالي للاستماتة على أراضيهم وممتلكاتهم بعد أن حافظوا على الجزيرة من فيضان النيل ومحاولات السطو عليها من قِبل كبار المسئولين عبر مئات السنين.

وأضاف "الطويل" أن وزير الإسكان الأسبق محمد إبراهيم سليمان، كان يسعى نحو إزالة كل مساكن الجزيرة من أجل إرضاء المستثمرين لولا تصدي الأهالي لتلك المحاولات.
وتابع: "الوراق تعد من أكبر جزر وراق الحضر داخل نهر النيل، تبعد عنها بخطوات جزيرة الدهب ولا يمتلك أحد من المعتدين على أراضي الجزيرة صكًا أو عقدًا واحدًا للتمليك
".
وأكد "الطويل" أن الوراق تحتاج إلى إعادة نظر من الحكومة، وطالب حكومة شريف إسماعيل بالاعتراف بصكوك ملكيتهم للأراضي ودعمهم ضد المعتدين، صارخًا: "كفاكم إهمالًا للجزيرة".