رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

أخطاء ماسبيرو..غلطة الشاطر بألف.. واقعة خطاب الرئيس تعيد الجدل.. اختراق أم "خرف"؟ خبراء: الاستضافة بالواسطة.. والشللية تتحكم..القنوات الإقليمية إهدار.. وإذاعيون: بعيدون عن كوارث التليفزيون

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل شاخ المبنى المستدير"ماسبيرو" بمن فيه أم أن هناك مؤامرة تُحاك من الداخل لإسقاط هيبة الدولة؟ وهل هناك عناصر إخوانية ما زالت تدير ذلك الصرح العملاق الذي تجاوز عمره النصف قرن حتى بدا يترنح بعدما أصابه الخرف؟
أسئلة كثيرة فرضها الواقع المأساوي الذي يعايشه مبنى الإذاعة والتليفزيون، والذي يحوي بين جدرانه أكثر من 35 ألف فرد ما بين موظفين ومخرجين وإعلاميين وإذاعيين ومونتير وكاميرا مان ومعدين وإداريين وعمال خدمات.
ولأن "غلطة الشاطر بألف" فقد اعتبر البعض خطأ إذاعة خطاب قديم لرأس الدولة المصرية وهو رئيس الجمهورية بشكل خاطئ، والاستعاضة عنه بخطاب قديم سقطة وجريمة لا تغتفر خاصة وأن حال ماسبيرو إنما هو واقع مُصغَّر لواقع البلاد من وجهة نظر الكثيرين.
أما عن حقيقة ما حدث فقد فوجئ المصريون بقطاع الأخبار بنقل خطاب معاد من العام الماضي للرئيس بديلا للخطاب الحي الذي كان يلقيه من الولايات المتحدة الأمريكية، من بعدها تم قطع الإرسال وتصحيح الخطأ بإذاعة الخطاب الجديد.
لم تكن واقعة إذاعة خطاب رئاسي بشكل خاطئ هي الأولى من نوعها لماسبيرو حيث كانت هناك سابقة أخرى بنفس التفاصيل لم يمر عليها عام ما جعل بعض الاصوات تتعالي بأن هناك أمرا ما يدبر للدولة عبر منبرها الإعلامي.
الشارع المصري لم يكن بمعزل عما حدث لذا جاءت ردود الأفعال غاضبة حيث اعتبرت سارة إبراهيم موظفة بأحد البنوك الوطنية: ما حدث من التليفزيون المصرى "شيء مُخزٍ" يدل على أن العاملين به ما هم إلا "شوية موظفين مثل موظفى المحليات".
يضم ذلك المبني المستدير أكثر من 35 ألف موظف ما بين مذيع وإداري ومخرج ومدير إخراج، وإضاءة إلخ، تتكبد الدولة من أجلهم نحو 25 مليون جنيه مرتبات شهرية.
"إذاعة قطاع الأخبار لخطاب قديم للريس على أنه الخطاب الجديد شيء لا يصدقه عاقل، وغلطة لم نكن نسمع عنها في زمن الرئيس مبارك، ما يفرض التساؤلات.. هل القائمون على العمل مع هذا الكم الهائل من المعدين والمذيعين ورؤساء القطاعات وغيرهم لم يستطيعوا مراجعة الشريط أم أن ما حدث كان متعمدا وبفعل فاعل لإظهار أن الدولة تدار بشكل فاشل؟". وهو ما أكده د. أيمن منصور أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة.
أما أبناء الميكروفون فعبروا بوجهة نظر مختلفة، حيث قال الإذاعي أحمد عبد الغني: ما زلت أفخر بوجودي في مبني ماسبيرو وبأنني إذاعي بالشباب والرياضة، نحن ملتزمون بالحرف والكلمة وآداب المهنة تحكمنا، وأعتقد لم تصدر من مبنى الإذاعة أية أخطاء قديما أو حديثا، معلقًا: "غلطة الإذاعي بفورة".
وأضاف عبدالغني: التطوير لا بد أن يلحق المبنى باعتبار المنبر الإعلامي أهم منابر الدولة، بإعادة هيكلته وفق رؤى وخطط وإستراتيجيات تسمح لقنواته بمنافسة الفضائيات والقنوات الخاصة.
"العاملون بماسبيرو كم هائل، ومعظمهم يعملون في قنوات لا يشاهدها أحد، والكارثة أن بعض القنوات أنشئت خصيصا لتمتص عددا من أقارب وأصحاب المذيعين والمعدين والمخرجين والإداريين، ولو رجعت إلى أرشيف العاملين بماسبيرو ستجدهم جميعهم عائلات غير أن قنوات التليفزيون المصرى لا يشاهدها أحد، "وهو ما أقره طارق مصطفى طالب بكلية الإعلام الفرقة الثالثة.
"الاستضافة بالواسطة والشللية تتحكم في الاختيار" -حسب قناعة الجيل الجديد من الشباب ممن علقوا على الأمر قائلين: لو ليك قريب أو صديق مذيع أو معد أو مخرج بالمبني لن تمل القنوات استضافتك حتى وإن كنت فقير الفكر، لا تملك أي إمكانات، أما أصحاب الفكر والرأي والمواهب الحقيقية فمعزولون عن الساحة الإعلامية تمامًا وفي حالة انزواء.
أما عن الأداء الإقليمي فأوضح "سليمان. م"، أحد العاملين بالمبنى: "القنوات الإقليمية فاشلة"، متابعا: أموال مهدرة في برامج عقيمة، وأداء باهت ومذيعات "خناشير" وكبار في السن ومذيعين لا يفرقون بين القاف والكاف ومخارج الحروف ضائعة، فضلا عن الأخطاء اللغوية الكثيرة واستحواذهم على الوقت وعدم منحهم للضيف فرصة للرد أو الحديث وهو ما نراه بأم أعيننا.
ومن أمام بوابة (7) لمبنى الإذاعة علق سراج، 19 عامًا: لا أتذكر أنى قد تابعت برنامجًا واحدًا على أي قناة مصرية، دائمًا ما أتابع الفضائيات، أما الإعلام الوطني بصراحة ممل ورتيب أو بمعنى أدق "كِبر وخرف".