الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

من تاريخ اليسار.. صحفيون ونبلاء "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نكمل فى هذا الجزء مع إعلام الصحافة اليسارية..
الثالث دفع عمره فداء لفكره هو شهدى عطية الشافعى (١٩١١- ١٥ يونيو ١٩٦٠) شيوعى مصري، ولد فى مدينة الإسكندرية.
كان شهدى قائدا فى الحركة الطلابية التى شكلت منطلقا مهما للحركة الوطنية المصرية فى ثلاثينيات القرن الماضي، درس الإنجليزية فى جامعة القاهرة وعمل مدرسًا فى مدرسة ثانوية لوقت قصير وحصل على منحة من وزارة التربية والتعليم للدراسة فى جامعة أوكسفورد فى بريطانيا وحصل على الماجيستر ثم عاد من بريطانيا ليعمل مفتشًا للتعليم فى وزارة التربية والتعليم عام ١٩٤٧. وكان أول مصرى يتم تعيينه مفتشا للغة الإنجليزية بالمدارس المصرية.
عندما اندمجت إسكرا مع الحركة المصرية للتحرر الوطنى (حدتو) لتشكيل الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (حدتو) تولى شهدى عطية رئاسة تحرير صحيفتها «الجماهير» كما أصبح عضوا فى اللجنة المركزية لحدتو.
عقب تأميم قناة السويس والأزمة السياسية التى نجمت عنها حرب ١٩٥٦، كتب مؤلفه الشهير «تطور الحركة الوطنية المصرية ١٨٨٢ – ١٩٥٦»، والذى يعتبر من أهم القراءات الوطنية الماركسية عن تاريخ مصر. كما نشر عددًا من القصص القصيرة «مجموعة حارة أم الحسيني» مسلسله فى جريدة المساء.
اعتقل شهدى عطية مرة أخرى فى يناير ١٩٥٩ مع مئات من الشيوعيين لكنه ظل يدافع عن الإصلاحات الداخلية التى أنجزها النظام الناصرى ومواقفه غير المنحازة فى السياسة الدولية وأكد خلال محاكمته فى مارس ١٩٦٠ أن على كل وطنى مصرى حقيقى أن يساند النظام الناصرى ويؤيده. ضمت الحركة الديمقراطية للتحرر الوطنى (حدتو) ضمن من ضمت صلاح جاهين، يوسف إدريس، فؤاد حداد، خالد محيى الدين. زكى مراد إبراهيم، عبده العنتبلي، كمال عبدالحليم وأحمد الرفاعى، وكذلك البطل الأسطورى لليلة ٢٣ يوليو الضابط الشجاع يوسف صديق، الذى اقتحم قيادة أركان الجيش المصرى فاتحا الطريق أمام ثورة ٢٣ يوليو.
كان شهدى عطية أحد أبرز كتاب جريدة الجماهير أبرز الصحف الاشتراكية فى الأربعينيات والتى ترأس تحريرها وكتب فيها مقاله الشهير «الشعب يريد حزبا من نوع جديد». تم إلقاء القبض عليه فى عام ١٩٤٨، وحكم عليه بالأشغال الشاقة لمده ٨ سنوات.. و قيد بالأغلال وفى قفص المحكمة هتف بحياة الشعب المصرى وحريته وكانت محاكمته وشجاعته مصدر إلهام للعديد من رفاقه.
فى عام ١٩٥٩ حوكم أمام محكمة عسكرية فى قضية شيوعية وكان معه ٤٧ من رفاقه فى قضية عرفت بقضية الـ٤٨. تم نقلهم من سجن الحضرة بالإسكندرية إلى معتقل أبى زعبل وهناك تعرض الـ٤٨ معتقلا إلى التعذيب عرايا والسحل بالخيل والتعذيب الشديد المنظم. وتم اغتيال شهدى أثناء هذا العمل المنظم.
بعد استشهاد ورحيل شهدى استطاع رفاقه تهريب خبر اغتياله للخارج كما نشر نعى عظيم فى جريدة الأهرام خطأ مما أدى إلى عزل الرقيب الذى لم يكن يهتم بما ينشر فى صفحة الوفيات، وكان الرئيس جمال عبدالناصر وقتها فى يوغسلافيا ودعاه الرئيس تيتو لحضور مؤتمر وفى الجلسة وقف مندوب يوغسلافيا ووجه التحية إلى ذكرى الشهيد الذى قتل تحت التعذيب فى مصر، وكانت صدمة لعبدالناصر وأبرق لمصر يطلب وقف التعذيب والتحقيق فى الموضوع.
أورد الكاتب الجميل صنع الله إبراهيم موجزا عن تاريخ حياته فى كتابه: (يوميات الواحات) أما بقية الأحداث التى تعرض لها شهدى عطية فهى معروفة باستفاضة فى عدد من الأدبيات السياسية، والشهادات التى تناولت فترة الاعتقال من ١٩٥٩ إلى ١٩٦٤ ومن أهمها كتاب «الجريمة» للدكتور رفعت السعيد.
الرابع محمود أمين العالم (١٨ فبراير ١٩٢٢ - ١٠ يناير ٢٠٠٩) مفكر ومعلم وأحد أقطاب حركة اليسار فى مصر.
ولد فى حى الدرب الأحمر فى القاهرة، وبدأ دراسته الأولى فى كتّاب الشيخ السعدنى فى مدخل حارة السكري، ثم فى مدرسة الرضوانية الأولية فى حى القرية، ثم فى مدرسة النحاسين الابتدائية بحى الجمالية، ثم فى مدرسة الإسماعيلية الثانوية الأهلية بحى السيدة زينب، ثم مدرسة الحلمية الثانوية بالقرب من حى القلعة.
انتسب فى شبابه للحزب الشيوعى المصري. درس الفلسفة فى جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليا)، حيث عمل بعد تخرجه فى الجامعة حاصلا منها على درجتى الماجستير والدكتوراه. كما عمل فى مجلة روز اليوسف.
فصل من عمله فى العام ١٩٥٤ مع عدد من زملائه اليساريين والشيوعيين، وقد اعتقل مرارا فى عهدى الرئيسين جمال عبدالناصر وأنور السادات. غادر إلى باريس فى فترة حكم السادات حيث عمل مدرسا للفكر العربى المعاصر فى جامعة باريس.
التحق بعد شهادة الثانوية (الباكالوريا) بقسم الفلسفة - كلية الآداب - جامعة فؤاد الأول (القاهرة )، حصل على شهادة الليسانس، وعُيّن مدرسًا مساعدًا بالقسم بعد حصوله على درجة الماجستير فى الفلسفة عن رسالته التى عنوانها: (فلسفة المصادفة الموضوعية فى الفيزياء الحديثة ودلالتها الفلسفية)، وحصل بها على جائزة الشيخ مصطفى عبدالرازق، وسجل بحثًا للدكتوراه حول: (الضرورة فى العلوم الإنسانية)، غير أنه فُصل لأسباب سياسية من القسم عام ١٩٥٤. لعب العالم دورًا بالغ الأهمية فى الحياة السياسية والفكرية والأدبية المصرية المعاصرة، وشغل عدة وظائف مهمة منها:
مدرس مساعد بقسم الفلسفة - كلية الآداب - جامعة القاهرة.
رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للكتاب.
رئيس مجلس إدارة مؤسسة المسرح والموسيقى والفنون الشعبية.
رئيس مجلس إدارة مؤسسة أخبار اليوم.
أنهى حياته وهو يقدم أهم دورية فكرية وثقافية «قضايا فكرية» التى كانت متنفسا جديدا لطرح هموم الشعب المصرى.
بالإضافة إلى عشرات الدراسات والمقالات والمحاضرات فى مجلات مصرية وعربية وأجنبية.