الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مترجم الرئاسة في عهد "مرسي" في حواره لـ"البوابة": "الإخوان" كانت تشرف على كل شبر بالمؤسسة.. وأحمد عبدالعاطي كان أقوى رجال الجماعة في القصر الرئاسي.. و"الإرشاد" كان المستشار الحقيقي لـ"المعزول"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الدولة عرضت على «الكتاتنى» التفاوض لحل الأزمة.. والجماعة ترغب فى الصلح حاليًا
السفيرة الأمريكية اجتمعت مع «مرسى» قبل عزله بساعات.. ومستشاروه ظلوا لأشهر بالقصر معززين مكرمين بعد «30 يونيو»
لا مستقبل سياسيًا للإخوان فى مصر.. وأتوقع عودتهم اجتماعيًا ودعويًا فقط.. و«عزت» الأقرب للانتصار فى المعركة الداخلية

لا تزال الانشقاقات تضرب جماعة الإخوان الإرهابية حتى وصلت إلى عدد من كبار قياداتها، وكان آخر هؤلاء المنشقين القيادى الشاب سامر إبراهيم، الذى يملك صندوقا كبيرا من الأسرار عن الإخوان، نظرا لمنصبه السابق فى القصر الرئاسى أثناء فترة الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث كان يعمل مترجما، كما كان أحد أفراد السكرتارية الخاصة بمستشارى الرئاسة.
سامر إبراهيم كان من الإخوان الذين أعلنوا انسحابهم من الجماعة بعد لجوئهم إلى العنف فى مواجهة الدولة، وقرر أن يختص «البوابة» بشهادته الخاصة على ما دار فى القصر الرئاسى وداخل الجماعة نفسها، فى أثناء فترة وجوده بالقرب من «مرسي» وجماعته، وذكر تفاصيل مثيرة جدا فى الحوار التالي.
■ كنت تعمل فى مؤسسة الرئاسة.. ماذا كانت طبيعة عملك؟
- كنت مترجمًا بالرئاسة وملحقًا بالسكرتارية الخاصة بمساعدى ومستشارى رئيس الجمهورية.
■ من واقع منصبك السابق.. هل لديك أسرار لا يعلمها أحد عن الجماعة؟
- جماعة الإخوان منظمة جدا، لكن هناك خللا كبيرا فى صنع القرار فيها، فهى منظمة هيكليا، لكن فى أحيان كثيرة يتم انتخاب أو اختيار الثقة على حساب الكفاءة، الجماعة يغلب فيها الطابع السياسى على الدعوى والتربوي.
■ وهل كان الإخوان يراسلون أحدا فى الخارج أثناء فترة وجودهم فى الحكم؟
- لم يحدث ذلك مطلقا أمام عيني، ولم يطلب منى أحد ترجمة شيء من هذا القبيل.
■ هل شهدت على تخابر «مرسي» مع قطر؟
- لم أطلع على شيء من هذا القبيل.
■ ما تفاصيل محادثات الرئيس المعزول مع أمريكا وإسرائيل؟
- لم أشهد اتصالات بين الدكتور مرسى وإسرائيل، لكن السفيرة الأمريكية زارت الرئاسة أكثر من مرة للتشاور مع مساعدى الرئيس وحتى قبل عزله بساعات، وهكذا فعل غيرها من سفراء دول أخرى.
■ لو طلبنا شهادتك بشكل عام عن فترة وجودك فى هذا العمل.. فماذا ستقول؟
- دعنى أكن صريحا وصادقا معك، لم أكن أطلع على شيء كبير، فأنا عملى بسيط داخل الرئاسة، ولكن ما أنا شاهد عليه أمام الله هو عدم وجود خطة مرسومة المعالم لإدارة مصر من قبل الإخوان، وقد ظهر هذا جليا فى مستشارى الرئيس المعزول، فقد كانوا يفتقرون للتدريب اللازم وكانت الجماعة لا تشرك فى الحكم إلا رجالها، أما مستشارو «مرسي» من غير المحسوبين على الإخوان، فقد كانوا بعيدين كل البعد عن صناعة القرار، وأشير هنا إلى شهادة أخرى مهمة، وهى أن عددا من مساعدى ومستشارى «مرسي» ظلوا لأشهر فى ضيافة الحرس الجمهورى بعد قرار العزل، ولم يتعرض أى منهم للأذى حتى خرجت جماعات حقوق إنسان أمريكية تطالب بالكشف عن مصيرهم، فتم نقلهم إلى سجون وزارة الداخلية، وكانت هذه نقطة تحول بالنسبة لي، لأننى وجدت أن النظام كان على استعداد للتفاوض مع الإخوان لحل الأزمة، وهو ما تأكد لى عندما علمت أن أطرافا مقربة للسلطة تواصلت مع الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق، بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، تعرض الدية والمصالحة.
■ من كان أقوى رجال الإخوان فى القصر الرئاسي؟
- هناك حقيقة مهمة يجب أن يعلمها الجميع ولا أستطيع أن أخفيها، وهى أن كل مكان فى الرئاسة كان يشرف عليه مسئول من الإخوان، لكن الشخصية التى أراها أنها كانت الأقوى فى الرئاسة بشكل عام كان الدكتور أحمد عبد العاطى مدير مكتب الرئيس.
■ هل كان مكتب الإرشاد هو من يقود مرسي؟ وهل زاره الشاطر أو بديع؟
- كان من الفريق الرئاسى أعضاء من مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام للإخوان، وبالتالى كانت لديهم كلمتهم ورأيهم وقرارهم على الرئيس المعزول محمد مرسي، لكن لم أشهد زيارة للدكتور بديع أو المهندس خيرت الشاطر شخصيا للرئاسة طوال فترة وجودى مع الرئيس المعزول.
■ هل طلب منك الرئيس المعزول ترجمة أى شيء له شخصيا؟
- لم أكن أترجم شيئا لرئيس الجمهورية، وظيفتى كانت مع مساعديه ومستشاريه، وكنت أتابع ما ينشر فى الإعلام الدولى عن مصر وأقدمه لمستشار الرئيس للأمن المجتمعى اللواء دكتور عماد حسين، على سبيل المثال لا الحصر.
■ تحدثت عن وجود مستشارين ومعاونين لمرسى من مكتب الإرشاد ومجلس الشورى العام بشكل سري.. من كان أبرز هؤلاء؟
- أبرز عضو من مكتب اﻹرشاد فى الفريق اﻻستشارى للرئيس المعزول، كان محيى حامد، ويأتى بعده الدكتور عصام الحداد الذى كان مساعد الرئيس للشئون الخارجية، وكان له فريق عمل خاص.
■ هل حضرت أى اجتماعات مع الرئيس المعزول؟
- لم أحضر أى اجتماعات خاصة بمرسى، وإنما كان حضورى فيما يتعلق ببعض اجتماعات مستشاريه.
■ وما تفاصيل الاجتماعات التى حضرتها؟
- كانت اجتماعات عادية جدا خاصة بكيفية مواجهة مشكلة أطفال الشوارع على سبيل المثال بحضور ممثل عن اﻷمن الوطنى والدكتورة باكينام الشرقاوى بجانب اللواء عماد حسين.
■ بالعودة للخلف.. كيف انضممت لجماعة الإخوان؟ ومن خلال من؟
- الحقيقة أننى تعلمت على يد أعضاء من الإخوان فى المرحلتين الابتدائية وحتى الإعدادية، ثم انقطعت الصلة تقريبا حتى الجامعة، وفيها تعرفت على أنشطة الإخوان فى كلية الألسن جامعة عين شمس، ثم تم تكليف أحد أعضاء الإخوان فى الكلية لضمى للجماعة بشكل غير صريح فى أول الأمر، إذ لم يكن اسم الإخوان معلنا فى ذلك التوقيت عام ٢٠٠٣م بل كان الاسم هو التيار الإسلامى أو الصوت الإسلامي.
فى العام الأول لى فى الكلية كنت مهتما أكثر بالدراسة وبعد نهاية العام الأول أخذت ميولى تتجه بعض الشيء للسلفيين، وهو ما جعل الإخوان يسرعون فى عملية ضمى التى تمت فى النصف الثانى من العام الثانى لى فى الكلية، وذلك بعدما أصبحت عضوا معينا فى اتحاد طلاب الكلية، ثم أصبحت أخا أكبر لأسرة طلابية معتمدة بالتزامن مع إدخالى للحزب الوطنى من خلال لجنة كانت مسئولة فى الكلية عن ذلك.
بعد ذلك تدرجت فى الإخوان داخل الكلية حتى وصلت إلى منصب نائب مسئول العمل الطلابى بالكلية، وحلقة الوصل بين طلاب الإخوان والإدارة والأمن.
■ إلى أى مدى وصلت فى المناصب داخل الجماعة؟
- وصلت حتى عضو منتظم، وهى المرحلة التى تسبق مرحلة العامل، وكنت عضوا منتخبا فى مجلس شورى شعبتى، بجانب عملى السابق كمترجم بـ«إخوان أون لاين».
■ لماذا قررت الانشقاق عن الإخوان ومتى؟
- بداية أنا خرجت من الإخوان أول مرة فى مارس ٢٠١٢م لاعتراضى على عدم دفع الإخوان بمرشح رئاسى، ولاعتراضى على سوء الإدارة والتخبط فى القرارات داخل شعبتي، وبعد ٣ يوليو ٢٠١٣ استمرت عضويتى، لكن بدون تواصل تنظيمى فعلى، كان مجرد ارتباط بالجماعة وبأعضائها لكن دون تكليفات تنظيمية.
وفى فبراير ٢٠١٥م ومع ظهور فريق الدكتور محمد كمال ومحمد منتصر تأكدت من أن الجماعة فى طريقها للانهيار، وكنت رافضا بشكل معلن وصريح لتوجه هذا الفريق للعنف ضد أجهزة الدولة، وهو ما جعلنى أعلن خروجى من جماعة الإخوان واعتراضى على طريقة إدارتها للأزمة.
■ كيف كان رد فعل الجماعة على انشقاقك؟
- فى المرة الأولى التى أعلنت فيها خروجى من الجماعة فى ٢٠١٢م حدث تحقيق معى، وعدت بعد ذلك للجماعة بعد وعد بتصحيح الأوضاع خاصة بعدما أعلنت الجماعة الدفع بمرشح لها وأيدت هذا التحرك جدا، أما بعد إعلان خروجى فى المرة الثانية واجهت هجوما كبيرا من أعضاء من الإخوان وربما انقطعت العلاقة بينى وبينهم الآن بشكل شبه تام، فقط لأنى اختلفت مع الجماعة.
■ ما المواقف التى جعلتك تفكر فى قرار الانشقاق؟
- أهم المواقف كما ذكرت هى خروج فصيل من الإخوان يعلن استعداده لحمل السلاح ضد أجهزة الدولة، وهذا يعنى الدخول فى حرب أهلية تقضى على كل شيء فى هذا الوطن، كما أن عدم وجود رؤية واضحة لدى الإخوان لإدارة الأزمة ومرحلة ما بعد ٣ يوليو جعلتنى أشعر وكأن الجماعة تدفع بأنصارها للهاوية بمطالبتهم بالاستمرار فى مظاهرات لا طائل منها، ودائما ما تنتهى باعتقالات وإصابات وفى أحيان كثيرة قتلى.
■ هناك من يتهمك بأنك منشق بشكل وهمى فقط لتأمين نفسك.. بماذا ترد؟
- أنا معروف منذ الجامعة بأننى من الإخوان المسلمين، ولم أكن أبدا أخفى ذلك، ولم يكن لى أى نشاط مطلقا معاد للدولة، فلا أخشى على نفسى من حملات أمنية، ومع ذلك فالبعض ممن هم ليسوا من الإخوان يتهمنى بذلك أحيانا، لكن الإخوان أنفسهم على يقين كامل بخروجى من التنظيم، خاصة أننى أوضحت أسباب خلافى مع الإخوان بشكل مباشر على «فيسبوك».
■ بصفتك كنت تعمل فى موقع «إخوان أون لاين» من كان القائم على الموقع؟
- كان المشرف على الموقع لفترة من الزمن الرئيس المعزول محمد مرسي.
■ ما الأشياء التى كان يطلب منك الإخوان ترجمتها تحديدا؟
- كان الموقع يتجنب الترجمات التى تتعلق بالجيش والرئيس المخلوع حسنى مبارك بشكل كبير إبان حكمه، لكن الموقع فى الأساس كان موقعا معارضا، فكان يركز على الأخبار التى تحمل طابعا معارضا للنظام.
■ من وضع السياسة التحريرية للموقع؟
- السياسة التحريرية للموقع هى سياسة جماعة الإخوان خلال الأحداث، أى أنه ملتزم بقرارات مكتب الإرشاد ولا يحيد عنها.
■ كيف ترى الخلافات بين شباب الجماعة والقيادات الحالية؟
- تلك الخلافات قديمة، فدائما ما يتهم شباب الجماعة القيادة من كبار السن بأنهم لا يتمتعون بالجرأة واتخاذ القرارات السليمة فى الأوقات المناسبة، بينما يتهم القادة الشباب بالتهور، وبالتالى لم أتفاجأ من الخلافات الحالية.
■ من وجهة نظرك.. من سينتصر محمود عزت أم شباب الإخوان؟
- أعتقد أن فريق الدكتور محمود عزت هو الذى سينتصر، فهو المسيطر الفعلى على قواعد الإخوان، والآن بدأ يبسط سيطرته على إعلام الإخوان، كما أن فريق الشباب متهور ويحمل مقومات الفشل قبل الانتصار سواء فى صراعه مع القيادة الحالية أو مع الدولة، وبالتالى فإن النصر فى النهاية للمرشد المؤقت، ولكن بعد وقت ليس بالقصير.
■ هل بالفعل أعلنت الجماعة تشكيل أجنحة مسلحة لها بعد ثورة ٣٠ يونيو؟
- لم تتخذ الجماعة هذا الطريق بشكل رسمي، لكن فريق الدكتور محمد كمال ومحمد منتصر دفع فى هذا الاتجاه، وظهرت حركات مسلحة كالمقاومة الشعبية وغيرها التى قامت بتنفيذ عمليات إرهابية يدينها كل مصرى شريف يحب وطنه ويخاف عليه.
■ وما أبرز التوجيهات التى صدرت من الجماعة للأعضاء فى هذا الوقت؟
- ما عرفته من أفراد من الإخوان هو تشكيل حركات مثل «شباب ضد الانقلاب» و«طلاب ضد الانقلاب» فى محاولة لكسب الشباب، شريطة أن تكون السيطرة الكاملة لتنظيم الإخوان على تلك الحركات وعدم تمكين أى شباب أخرى له ميول غير إخوانية من السيطرة عليها.
■ ومن المحرك الرئيسى لمعارضة الشباب للقيادات؟
- بعض الشباب يتحركون بحماسة مع فريق «كمال» بدافع اليأس من سلمية فريق «عزت»، وهو ما يجعلهم يقبلون ويؤيدون البيانات الإعلامية الهجومية لفريق كمال حتى لو لم ينفذوا ذلك على أرض الواقع.
■ ردد البعض أن الخلافات المعلنة بين الشباب والقيادات خلافات وهمية لشغل الإعلام بها فقط تمهيدا لشيء كبير يحدث.. فما تعليقك على هذا؟
- الخلافات حقيقية جدا، وليست عند هذا الحد فقط، فالخلافات ليست بين فريقين فقط، فربما هناك فرق أخرى، لكنها آثرت البعد تماما عن السياسة، واختارت الاستمرار فى النشاط الدعوى والخيرى بعيدا عن التنظيم.
■ هل بالفعل ستكون هناك جماعتان للإخوان؟
- فكرة وجود جماعتين أو أكثر واردة جدا، خاصة مع إصرار كل فريق على صواب رأيه، وأن الفريق الآخر غير قادر على التفاعل مع الأزمة، لكن القيادة الحالية تحاول إضعاف فريق «كمال- منتصر» بكل الوسائل الممكنة.
■ مع مَن تواصلت مع قيادات الجماعة بعد إعلانك الانشقاق؟
- لم أتواصل مع أحد بشكل مباشر، أعلنت خروجى من الإخوان على مواقع التواصل الاجتماعى وتوقفت عن حضور الأسرة التنظيمية.
■ مَن يمول الإخوان الآن؟ وكيف يأتى هذا التمويل؟
- المعروف أن تمويل الإخوان يأتى من خلال اشتراكات الأعضاء، ومع ذلك لا توجد أنشطة حاليا للإخوان فى حاجة إلى المال الكثير، بعد إغلاق الدولة أو سيطرتها على منافذ الجماعة الدعوية والاجتماعية والسياسية.
■ هل هناك مبادرات داخلية للمصالحة مع الدولة؟
- أعتقد عدم وجود مبادرات داخلية للتصالح مع الدولة، فالجميع من قيادات الإخوان يخشى الإقدام على مبادرة كهذه حتى لا يتهم بالخيانة من الأعضاء، وذلك بسبب قتلى الإخوان والمعارضين للسلطة عموما الذين سقطوا فى أحداث عنف سياسية خلال السنوات الماضي، ومن أسباب خروجى من الإخوان هى تلك النقطة، فأنا مع التصالح مع الدولة بشكل يضمن تماسك بنية المجتمع والإفراج بشروط عن السجناء.