الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"الاستربتيز" القطري ..عرض مستمر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هي لحظة الحقيقة ، لحظة كشف أوراق اللعب في انتظار من يربح ومن يخسر ، من يملك كروت الحل ، ومن يسعى للمناورة والالتفاف على الحقائق عله يستغل غفلة اللاعبين الاخرين فيكسب ، أو يغش في الاوراق ويتفاوض عليها ، كل ذلك معروف ومفهوم في عالم السياسة الدولية ، الا ان اصرار دويلة او امارة مثل قطر ايهما اقرب للتصغير ، على التعري الفاضح امام العالم او ممارسه "الاستربتيز " السياسي ، يؤكد ان تلك الدولة مصرة على الاستمرار في نهج التدخل السافر في شئون دول عربية عريقة ، وافساد كل محاولات التماسك العربي مع قرب انتهاء ربيع الارهاب والتطرف والعنف الذى دعمته قطر بكل قوتها واموالها واعلامها ، كل ذلك هدفه أن تشعر تلك الدويلة بكيانها ووجودها معتقدة ان ذلك قد يمسح عار تأسيسها كزائدة خليجية بلا اصل أو تاريخ ، وحتى يجد اميرها مكانا يزاحم فيه الكبار، وأبشره أنه أبدًا لن يجد ذلك المكان .
لا يخفى على أحد العداء الذى تكنه هذه الامارة الى مصر ، فهو عداء مستحكم لم تنفع معه دبلوماسية او علاقات اخوة عربية او حديث عن مصالح مشتركة ، امارة يحكمها أمير مغرور بماله وعلاقاته بجماعات الارهاب وأئمة التطرف في العالم ، والذين بدورهم لم يجدوا أفضل من تلك الامارة للسكن والتربح .
تتحدث الأمارة وأدواتها الاعلامية والثقافية عن الديمقراطية ولا تطبقها ، فليس بها من يحاسب الامير ، لا برلمان لا احزاب معارضة ،امارة "اللا شىء " بحسب تعبير الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش حينما قال "عن اللا شيء هو اللا شيء يأخذنا إلى لا شيء ".
في قطر لا شيء سوى الامير الذى يتحكم في احتياطي مالي ناتج عن مبيعات الغاز واحتكار الأسمدة والبتروكيماويات في المنطقة وهو أكبر من حاجة الامارة بالتأكيد ويصرف منه بلا حساب على صراعاته الشخصية ومحاولة بناء شخصية لتلك الدولة ، ووصل الامر الى فضيحة تجنيس اللاعبين الرياضيين بحثا عن ميدالية أولمبية ، وشاهد العالم لاعبين يمثلون قطر ولا يحفظون نشيد بلادهم الوطني !
يتحدث إعلام تلك الدولة عن حقوق الانسان ويذرف مسئولوها الدموع امام الكاميرات على ضحايا حقوق الانسان ، ولكنها دموع التماسيح فهم من داسوا على حقوق الانسان بحذائهم على مسمع العالم، وسكت الجميع بالمال ، مثلما اشتروا كأس العالم، ايضا بالرشوة التي أطاحت برئيس اتحاد الكرة السابق جوزيف بلاتر .
وحتى الان لم يتحرك المجتمع الدولي لرفع الظلم الذى يقع على العمالة في ملاعب تلك الدورة فمنظمة العفو الدولية قالت إن دولة قطر قامت بإجبار عمال أجانب على ما وصفته بالعمالة القسرية على العمل في إنشاء ملعب لبطولة كأس العالم ، وقالت المنظمة الحقوقية الدولية إن العمال في ملعب خليفة الدولي يجبرون على العيش في أماكن قذرة ويدفعون رسوم استقدام هائلة، كما أن مشغليهم يمنعونهم من الحصول على رواتبهم ويصادرون جوازات سفرهم ، كما اتهمت منظمة العفو الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) "بالفشل التام تقريبا" في وقف تلك المنافسة القائمة على "انتهاك حقوق الإنسان".
والتقت المنظمة بحسب تقريرها بحوالى 231 عاملا غالبيتهم وافدون من جنوب شرق آسيا، 132 منهم يعملون في تشييد ملعب خليفة و99 في المناطق الخضراء المحيطة بالمجمعات الرياضي ، وقالت إن موظفي إحدى الشركات الموردة للعمال هددوا بمعاقبة العمال لإجبارهم على العمل، من خلال عدم دفع رواتبهم وتسليمهم للشرطة أو منعهم من مغادرة قطر.
وقالت منظمة العفو إن هذا يرقى إلى الإجبار على العمل (العمل القسري) بموجب القانون الدولي وأكدت ان هؤلاء العمال تعرضوا لخداع حول نوع العمل الذي سيمارسونه والمقابل المادي، والذي أحيانا ما يكون نصف الراتب المتفق عليه قبل السفر كما تعرضوا للتهديد والترهيب لمنعهم من التقدم بأي شكوى حول ظروف العمل ووصل الامر الى قيام سكرتير منظمة العفو الدولية بتوجيه انتقاد قاس للفيفا، متهما إياها بـ"اللامبالاة" بشأن سوء معاملة العمال المهاجرين، وقال إن هذا "وصمة عار على ضمير كرة القدم في العالم" ..كل ذلك ويقف العالم متفرجا ، صامتا ، لم يطلب احد محاسبتها او عقابها لان بريق المال يعمى الابصار .
منذ انقلاب الامير حمد والد تميم على والده الشيخ خليفه ونفيه خارج البلاد والامور تسير في تلك الإمارة عكس كل التوقعات ، وكانت البداية مع تأسيس قناة الجزيرة وما حملته من افكار هدامة ساهمت في تدمير الكثير من الدول العربية ، ثم كان التواطؤ على العراق ، وبعده مصر ثم ليبيا وسوريا ، ثم التلاعب في الملف الفلسطيني باستخدام حركة حماس ذراع جماعة الاخوان المسلمين الارهابية العسكرية في غزة وبالتعاون مع الحليف التركي الذى استغل تلك الإمارة أسوأ استغلال في صراع الأتراك لبسط نفوذهم على العرب واستعادة الخلافة المزعومة .
في سوريا وليبيا جرى تجهيز العناصر الإرهابية الموالية لقطر والهدف تدمير الدولة الوطنية وتحقيق حالة من السيولة تحفظ للأمارة كرت للعب على الساحة الدولية ، واقصاء منافسيها في مجال انتاج الغاز والبترول والذى بيع في النهاية بأبخس الاثمان لتضيع ثروات الشعب الليبي في مقابل توفير دعم مالي وعتاد لدى الجماعات الارهابية داخل ليبيا لتهديد الدولة الليبية والدولة المصرية .
ثم يخرج اميرها ليهزى امام العالم بكلمات غير مفهومه ويطالب بمعاقبة مصر على دعمها للدولة والجيش الليبي الوطني حتى تستمر حاله اللا دولة التي تعيشها منذ قتل رئيسها الراحل معمر القذافي ، متناسيا ان بريطانيا اصدرت تقريرا أكد ان تدخلها في ليبيا كان خاطئا وعجل بانهيار ليبيا وقال كريسبين بلانت رئيس اللجنة وهو عضو في حزب المحافظين الذي ينتمي إليه كاميرون "إن تصرفات بريطانيا في ليبيا جزء من تدخل لم يكن نتيجة تفكير سليم ولا تزال نتائجه تظهر اليوم ، وهو ما يعنى أن الاطراف الدولية بدأت في مراجعة مواقفها مع استفحال ظاهرتي الارهاب والهجرة غير الشرعية ووصل تأثيرها الخطير الى اوروبا .
لقد طالبت مصر العالم بالانتباه إلى خطر ما تقوم به دول داعمه للإرهاب مثل قطر من تدمير ثقافي واجتماعي تقوم به قنواتها المحرضة و المتبنية لمنهج العنف والتطرف ، فضلا عن الدعم المالي واللوجستي الذى تقدمه على الأرض للأطراف المتصارعة في اكثر من دولة عربية ، كذلك أصبح في حكم الضرورة ان تقف الدول العربية وقفة جاده مع تلك الامارة التي تحولت إلى خنجر في ظهر الأمة العربية.