الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

إعلامية فلسطينية تكشف لـ"البوابة" حقائق تنشر لأول مرة.. "نهى موسى" تروي أسرار حصار "حماس" لأهل غزة: الحركة تستغل معاناة المواطنين للحصول على رشوة 7 آلاف دولار مقابل السماح بعبور معبر رفح

الإعلامية نهى موسى
الإعلامية نهى موسى أبوعمرو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عايشت الأزمة بنفسى وجمعت كل أدلة الفساد وعندما قدمتها لمديرى المعبر اتهمونى بالتصوير بدون إذن.. عشرات المصريات عالقات رغم جوازات سفرهن المصرية.. ولا أحد يهتم بالحالات الإنسانية للطلاب والمرضى
أن تكون إعلاميًا فى بلد تمزقه صراعات مختلفة، هذا يعنى أنك بالتأكيد ستكون مهددًا باستمرار، فإذا توخيت ألا تميل لهذا أو ذاك، تكون قد وقفت على حد السيف، وإذا أردت أن تكون صاحب موقف، فسيأتيك العداء من كل مكان، وإذا كانت هذه حال الإعلامى والصحفى فى كل مكان فعلا، فبالتأكيد سيكون الوضع أكثر تأزمًا بالنسبة للصحفى الفلسطينى، فهو يواجه عدوا محتلا يناصب شعبه وقضيته العداء المستمر، وزاد الوضع سوءًا على سوء منذ 10 سنوات حين وقع الانقسام الفلسطينى وأصبحت المسألة أكثر خطورة وتأثيرًا، خاصة لمن يعيش داخل غزة التى سيطرت عليها حركة «حماس» متناسية حقيقة القضية، وتلمح بين حين وآخر إلى أن مصر تفرض حصارًا على أهل القطاع، بسبب إغلاق معبر رفح
فى هذه الحلقة من «عيون الحقيقة»، نرصد من داخل قطاع غزة قصة «نهى موسى أبوعمرو» الصحفية والإعلامية الفلسطينية التى ولدت فى مصر ونشأت وعاشت فى قطاع غزة، وكانت الأيام القليلة الماضية كفيلة بأن تبرز نجمها لدى الجميع، لا سيما أنها قررت أن تقف وتعلن رفضها لسياسة القمع والاستغلال التى تمارس ضد أبناء شعبها، وذلك بعد أن عايشت ما يمارس تجاه الفلسطينيين الذين يغادرون معبر رفح فى طريقهم للهروب الوقتى أو الطويل من القطاع.
فقبل أيام من عيد الأضحى، خرجت أخبار تتحدث عن اعتقال حركة «حماس» للصحفية «أبوعمرو» خلال محاولتها للخروج من القطاع، لتبدأ مسارًا جديدًا فى حياتها ولتجتمع بزوجها الموجود خارج القطاع، وبعد تحقيق وحديث مطول تم الإفراج عنها، لكن جاء ذلك بعد أن فتحت الباب حول الملف المسكوت عنه، وهو قصة متاجرة مقيتة يقوم بها تابعون لـ«حماس»، لابتزاز الشعب الذى عاش أسوأ سنوات حياته منذ سيطرت الحركة على غزة.
ولأول مرة تظهر نهى بدور الضيف فى وسائل الإعلام، وهى الإعلامية والصحفية التى طالما استضافت شخصيات وأجرت مقابلات كانت فيها خلف الكاميرا أو خلف الميكروفون، هذه المرة تبدأ كضيفة فى سرد حكايتها ومعاناتها، لكن هى ليست معاناة فردية بل هى معاناة شعب بأكمله، يسعى بين حين وآخر إلى المرور عبر معبر رفح للمغادرة إلى الجانب المصرى، ومنه إلى أى مكان فى العالم.
تقول أبوعمر: «معبر رفح البرى الذى يعتبر شريان الحياة الأساسى فى قطاع غزة سخرت كل مجال عملى للحديث عن معاناة الناس فى المرور عبره، وهو بمثابة طريق مليء بالأشواك، لكنه على الرغم من ذلك مخرج من ذل الحياة القائم هنا فى قطاع غزة، ومع استمرار الحصار والانقسام وإغلاق المعبر، أفردت مقالات وتقارير موسعة وحلقات للحديث عن معاناة كل المواطنين فى القطاع، لكنى فى السابق كانت لدىّ حدودى التى لم أستطع تجاوزها».
وتضيف: «كنت أذهب بالكاميرا، لأتواصل مع أهلى الفلسطينيين الذين هم فى طريقهم للعبور، لكنهم كانوا يرفضون الحديث عن معاناتهم خوفًا من منعهم أو ليضمنوا حق المرور عبر معبر رفح دون أى مشكلات. فكنت أكتفى بنقل الصورة فقط، لأقول للعالم بأن هنا معاناة إنسانية تستحق العالم أجمع أن ينظر لها، كنت أسمع دومًا أن هناك فعلًا تجاوزات ومخالفات على المعبر من الجانب الفلسطينى، ولكن لم يكن معى دليل ولم أر بعينى صحة ما قيل حتى قررت السفر عبره وهنا كانت البداية».
وتحكى «نهى» لـ«البوابة»: «ما إن قررت السفر عبر معبر رفح إلى دولة مصر الشقيقة لأتمكن من الوصول لزوجى، حتى بدأت أعايش ما يعايشه أهلى بشكل ملموس، ولأصبح أنا الحالة التى ستقدم شهادتها حول الموضوع، فرغم أنى من فئة الحالات الإنسانية التى لها الأولوية فى السفر، فإنه لا أحد هنا يأخذ ذلك بعين الاعتبار.. جميع من ينوى السفر هنا يسجل فى مجمع أبوخضرة، ونظرًا لاستمرار معاناة المعبر فى ظل إغلاقه، فإن آلاف من المسافرين سجلوا من سنوات ولم يتمكنوا من السفر حتى هذه اللحظة، وبطبيعة الحال معبر رفح يفتح مرات معدودة خلال السنة، بسبب الانقسام السياسى بين شقى الوطن «حماس وفتح»، وعجز القيادة السياسية عن التوصل لتفاهمات لحل هذه الأزمة، لتتمكن القيادة المصرية من أن تتعاطى مع موضوع المعبر وتتمكن من فتحه على مدار ٢٤ ساعة».
وتؤكد «أبوعمرو» أنها على الرغم مما قابلته من صعوبات ومستحيلات فى مسارها للسفر بدأت طريق كل مواطن داخل القطاع يسعى للسفر خارجه.. فذهبت لمجمع أبوخضرة للتسجيل للسفر، وهو الذى لا يفتح أبوابه إلا مرة كل شهر أو شهرين، وسحبت رقمًا ليكون ترتيبها هو الـ٣٣ ألفًا بين المسافرين.
وتكمل حكايتها: «انتظرت من الساعة ٨ صباحًا وحتى الساعة ١ ظهرًا وإذا بهم يغلقون باب التسجيل، وقال رجل الأمن لى: «حظًا أوفر». ولم يصلنى الدور ولم أتمكن من التسجيل، فحاولت التواصل مع مسئولين بوزارة الداخلية بغزة لأجد حلًا لهذه المشكلة، لكن للأسف لم أجد استجابة من أحد».
وتتابع: «كأى مسافر يريد الخروج من غزة سيذهب ويبحث عن تنسيق مصرى هناك، فأنا لى معارف وأقارب فى مصر حاولوا أن يجدوا لى تنسيقًا، وكانت هناك وعود بأنى سأتمكن من الخروج من غزة، ولكن التنسيق كان ضعيفًا جدًا، ولم يأت اسمى فى قائمة التنسيقات المطلوبة، وكنت أعى وأدرك تماما أننى لن أتمكن من الخروج من غزة، ولكن على مدار ٤ أيام من فتح معبر رفح البرى، فيه رأيت تجاوزات كثيرة من إداريين فى المعبر واستمعت ورأيت لشهادات أناس لم أتمكن من الوصول إلى شهاداتهم، عندما كنت أحمل الكاميرا، لأنهم بطبيعة الحال يرفضون أن يتحدثوا خوفًا من منعهم من السفر».
وتستدرك نهى: «لكنى وصلت للحقيقة كاملة من خلالهم، عندما جلست كباقى المسافرين أنتظر الدور كأى مواطن رفض الواسطة والمحسوبية ودفع الرشاوى، ليتمكن من الخروج من بلده معززًا مكرمًا، ولطالما تحدثت عبر صفحتى الشخصية على فيس بوك أنه يجب أن يقول الشعب كلمته بخصوص الانقسام الفلسطينى، الذى يعتبر من المنغصات الحياتية هنا فى غزة».
وتكمل: «فى داخلى كانت توجد شعلة تحتم علىّ كإنسانة ومواطنة فى غزة أنه يجب علينا جميعا أن نرفض الظلم ونرفض استمرار إغلاق المعبر ونجبر القيادة السياسية، أن تجد حلولًا لهذا الوضع الصعب القائم.. وأخذت على عاتقى تلك الرسالة كمواطنة ترفض الظلم وكإعلامية رأت، فقمت بتسجيل كل التجاوزات التى رأيتها فى أروقة معبر رفح البرى فى الجانب الفلسطينى وتوجهت لبوابة المعبر للحديث مع الإدارة عن الوضع الإنسانى الصعب لكثير من الحالات التى كانت تنتظر حتى ساعات الصباح الأولى للمرور من خلاله، ولتقديم الأدلة الكافية التى تثبت كل التجاوزات التى تحدث فى أروقة المعبر، ولكن منعنى الأمن من ذلك، غير أن الإنسان الذى يشعر بوقوع الظلم عليه لن يستطيع أحد إسكاته، خاصة إذا كان يعمل فى مجال الإعلام».
وتستطرد: «لم يرض ضميرى أن أصمت على ما يحدث، أو أن أغُلّب مصلحتى الشخصية على مصلحة خدمة الوطن، وإيصال صوت كل الحالات الإنسانية، التى كان من الصعب عليها أن تدفع رشاوى كى تتمكن من السفر. كان من بينهم زوجات مهددات بالطلاق وعالقات فى قطاع غزة، ومصريات أيضا مع أن لهن حق الأولوية للسفر إلى بلدهم، ولكن فى ظل استمرار التجاوزات والفساد، فإنهن لم يتمكنّ من اجتياز بوابة المعبر، رغم حملهن جوازات مصرية».
وعلى الرغم من منع الأمن لها، استطاعت «نهى» تجاوز بوابة المعبر، وتوجهت إلى مدير المعبر وبالفعل قابلت وكيل وزارة الداخلية، ليستمع لمعاناة الحالمين بالعبور، ويتعهد لها بإيجاد حلول لكل الحالات الإنسانية الموجودة على المعبر، وعلى عكس ما تخيلت الإعلامية الطامحة لحل أزمات العالقين، تقول: «جاءت مباحث حماس تأخذ منى تعهدًا بعدم اجتيازى بوابة المعبر بهذه الطريقة التى يعتبرونها غير نظامية، مع العلم أن الأمن رفض إيصالى بأى من العاملين بإدارة المعبر رغم معرفتهم أنى إعلامية، ولكنى صممت أن أصل لهم لأوصل لهم الحقيقة كاملة التى تحدث داخل أروقة المعبر».
وتكمل: «وقعت على التعهد وأعطونى كل الحق أن أجتاز بوابة معبر رفح بنفس الطريقة، إن لم يسمعوا لمطالب الحالات الإنسانية الموجودة والتى اضطرت لأن تبيت على بوابة المعبر، منهم طلاب ومرضى والكثير من الحالات الإنسانية التى كنت أنقل معاناتهم على مدار الساعة عبر صفحتى الشخصية فى فيس بوك».
وتضيف: «ولكن لم أستطع أن أخرس ضميرى من أجل أن أنال مصلحتى الشخصية فما حدث معى فى أروقة معبر رفح القصة بتفاصيلها وكشف قضية فساد وضلوع عدد من موظفين المعبر فيها عبر كمين بالتعاون مع مباحث معبر رفح قمت بالكشف عنه».
وتكمل حكايتها التى فيها كشفت حالة الفساد الضالع فيه عدد من موظفى المعبر، بالتعاون مع مباحث «حماس»، قائلة: «اضطررت للمبيت على بوابة معبر رفح، وأن أنتظر التعهدات التى أعطانى إياها مسئولون فى وزارة الداخلية، توجهت لبوابة المعبر من جديد لمتابعة الموضوع وقضية كل العالقين فطلبت من الأمن إبلاغ إدارة المعبر أنى أريد مقابلتهم لمتابعة كل مجريات الأمور، ولتسليمهم الأدلة التى بحوزتى التى تثبت ضلوع موظفين داخل المعبر فى قضية رشاوى من المواطنين».
وتوضح: «صممت على الدخول رغمًا عن الأمن بعد أن رفضوا إدخالى لأنه لا يوجد أى أحد يستطيع إخراس صوت الحق، ومنع أى مواطن مقهور ومظلوم ومعه كل الحق بمطالبته بحياة كريمة كباقى الشعوب، توجهت لمقابلة مدير المعبر وشرح الوضع له فرفض الاستماع لى وكانت هذه البداية».
وتضيف: «أخذونى إلى غرفة تحقيقات المباحث فى معبر رفح ليقوموا بالتحقيق معى حول كتاباتى على فيس بوك ونشر معاناة الناس الموجودين على المعبر وإطلاقى لهاشتاج (#سلموا_المعبر) والتفاعل الكبير الذى حظى به من كل المواطنين فى غزة. ودخلت فى غرفة بها ٨ محققين ٣ نساء وما يقرب من ٥ رجال الكل عبر هواتفهم المحمولة يفتح على صفحتى ويقرأ منشوراتى ويستهزئ بها».
وتستطرد: «قال لى أحد المحققين: هو أنت بدك تعملى كل هادا ضدنا وكتاباتك وبتفوعى الناس علينا وبضلى تحكى علينا وبدك يانا نتعاطف معك ونسفرك؟ من المستحيلات تسافرى. فقلت لهم: يوجد فساد لديكم. فردوا: هاتى الأدلة.. وقمت بتسليم الأدلة على حديثى لكنهم لم يكتفوا بها، وقالوا إنهم لا بد أن يروا بأعينهم ما يحدث، فاتفقت مع المباحث العامة بالمعبر وهناك رأوا عتالين يدخلون ويخرجون من مكاتب الإدارة، وينادون على الناس ويتفقون معهم على الدفع مقابل العبور، ومن ثم يبلغون الإدارة بالأسماء التى ستدفع، وتنتهى مهمة العتال بإيصالهم إلى كرسى الباص الذى كلفهم آلاف الدولارات، وبالفعل تم القبض على اثنين منهم».
وتؤكد «أبوعمرو» أنها قدمت أيضا شهادتها على ما حدث معها، حيث كانت جالسة وفاقدة الامل فى السفر والمرور من المعبر، وإذا بمجموعة من الشباب أتوا ليساوموها هى وعائلتها على أموال بلغت قيمتها من ٣٥٠٠ دولار إلى ٧٠٠٠ دولار، ونظير ذلك سيسلمونهم لموظفين داخل إدارة المعبر يتواصلون مع هؤلاء الشباب بأسماء وهمية كى لا ينكشفوا.
وتلفت إلى أنه وبعد كل ذلك بدأت مباحث المعبر بالاقتناع بالحجج والأدلة والبراهين التى قدمتها لهم، ومنها أخذوها إلى مقر المباحث العامة بمحافظة رفح للإدلاء بشهادتها هناك من جديد، لكن المفاجأة أنها عندما وصلت إلى هناك كانت قد تحولت إلى متهمة.
وتقول: «وصلت إلى هناك فتفاجأت بأنهم حولونى إلى متهمة حتى بعد كشفى لهم الفساد والتجاوزات التى تحدث من قبل موظفين إداريين فى المعبر قبل عرضها، وكنت أرفض تمامًا تقديم الأدلة للرأى العام قبل أن تعرض على الجهات المختصة، وبدلًا من مكافأتى تم التعامل معى كمتهمة».
وتضيف: «قاموا باحتجازى على الرغم من تدهور وضعى الصحى بسبب المعاناة التى رأيتها وعشتها خلال الأيام التى قضيتها بالمعبر، وهناك قاموا بمصادرة هاتفى المحمول، على الرغم من أنه توجد عليه صور خاصة جدًا، وبقى لساعات فى أيدى المحققين الذين اتهمونى بأنى لم أحصل على إذن تصوير داخل أروقة المعبر، مع العلم بأن قانون المطبوعات والنشر الفلسطينى يتيح للصحفى نشر كل ما يقع تحت يده من أدلة على الضلوع بقضايا فساد، بدون أخذ الإذن من أى جهة رسمية، ومنعونى تمامًا من السفر عن طريق معبر رفح البرى أو الاقتراب منه، وجعلونى أوقع على تعهد بذلك، وحتى ضابط المباحث أصر على تكذيبى رغم وجود الأدلة، وبعد أن رآنى الناس أتكلم عن الظلم بدون خوف، خرج من بينهم شهود مستعدون للإدلاء بشهاداتهم حول الموضوع، لكن الضابط رفض الاستماع لشهاداتهم، وتم اتهامى بأننى صورت داخل أروقة المعبر لأتواصل مع جهات خارجية، على الرغم من أننى توجهت إلى الجهات المعنية فى إدارة المعبر لتسليمهم الأدلة، ورفضوا نشرها قبل أن يجدوا لها حلولًا، وعلى الرغم كذلك من أنه كان بإمكانى أن أحصل على السبق الصحفى ولا أكترث بما سيحدث».
وتتابع: «أيضًا اتهمونى بالتشهير بالحكومة، على الرغم أن ما سردته عبر موقعى على فيس بوك كان حقيقيًا وواقعيًا، ولا يوجد فيه أى نوع من أنواع التشهير، سوى أننى أطالبهم بضرورة متابعة فساد الموظفين الموجودين على المعبر، وإيجاد حلول لهذه الأزمة من أجل المواطنين». 
وتؤكد «نهى» أنه «على الرغم من الصعوبات التى حدثت معى والتى عرضت فيها حياتى للخطر، وعلى الرغم من قرار منعهم لى من السفر، فضلت أن أتعامل مع القضية على أنها قضية رأى عام لشعبى، وليس كقضية شخصية، وبدون خوف، لأننى على قناعة تامة بأن الشعب هو المصدر الشرعى قبل أى حكومة من الحكومات، ومن حقه أن يقول ويعبر عن رأيه فى حال أخطأت أى حكومة فى حكمها». وتواصل الحكاية: «بعد رؤيتى للوضع المعقد داخل معبر رفح، أردت أن أشجع الجميع ليتحدثوا دون أن يهابوا أحدًا، لعل الشعب يحصل على مطالبه من قيادته السياسية، لأنه عندما توجد معاناة كهذه يجب على الشعب أن يتكلم وعلى الحكومة أن تسمع وتستجيب لمطالبه، وبعد ما حدث معى لم يكتفوا بذلك قاموا بالتشكيك فى مصداقيتى، وقاموا بحملة إلكترونية شرسة ضدى لتشويه صورتى كإعلامية رفضت الظلم، ولكن بعد إنكار إدارة المعبر لما حدث، قمت بعرض جزء مما يحدث على المعبر كى أحافظ على مصداقيتى أمام جمهورى».
وتكمل: «أسرد قصتى هنا وقصة شعب معذب من الحصار المستمر، لتصل إلى كل الضمائر الحية من الشعوب العربية، ومن ضمنها الشعب المصرى الذى كان ولا يزال شعبًا شقيقًا للشعب الفلسطينى، وأنا على قناعتى بأن الأشقاء يرفضون أن يستمر الظلم على أشقائهم.. رسالتى للشعب المصرى الشقيق والقيادة المصرية، أن هناك شعبًا مستضعفًا بعيدًا كل البعد عن المناكفات السياسية، وعن الفصائل والأحزاب، يوجد هنا مواطن بسيط يجد قوت يومه بصعوبة.. يوجد هنا شباب غير قادرين على مواصلة حياتهم فى ظل تردى الوضع فى جميع مناحى الحياة فى غزة، فنحن شعب من حقه أن يسافر بحرية دون وساطات ودون محسوبية ودون تنسيقات.. إعادة فتح معبر رفح على مدار الساعة هو مطلب شعبى، نعى وندرك خطورة الوضع الأمنى فى مصر ونقدر ذلك، لكن نسألهم جميعا أن يأخذوا بعين الاعتبار معاناتنا، وأن يحاولوا التخفيف عن أهل القطاع بفتح المعبر، لتعود الحياة إلى طبيعتها هنا بدون ذل وبدون إهانة للإنسانية».
وتنهى حديثها قائلة: «آمل أن تصل رسالتى لكل العالم وأن يدافع الجميع عن القضية الفلسطينية بصدق بعيدًا عن الرسائل الإعلامية المصطنعة».