السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الشيطان الذي نعرفه" يواجه "خادم المرشد"

قبل 8 أشهر من الانتخابات الرئاسية الإيرانية

الرئيس الإيراني السابق
الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحظى التجهيزات لانتخابات الرئاسة الإيرانية، المقرر عقدها فى مايو المقبل، بالكثير من الاهتمام فى الأوساط السياسية، ليس فى منطقة الشرق الأوسط فحسب، ولكن على مستوى العالم، خاصة أن «طهران» مصدر للقلق والجدل الدولى منذ قيام الثورة الإسلامية عام ١٩٧٩.
ومع إعلان «الملالي» فتح باب الترشح فى الفترة من ١١ إلى ١٥ إبريل، وذلك فى الدورة الـ١٢ للانتخابات الرئاسية، تتوجه أنظار المراقبين إلى الوجوه التى تطفو على السطح قبيل أشهر قليلة من الموعد المحدد واستعداداتهم وتحركاتهم، ومنهم وجوه قديمة وجديدة فى طريق السعى للوصول إلى السلطة والتى تعد فى الحقيقة فى مقام «الرجل الثاني»، حيث إن الرجل الأول دائما وأبدا هو المرشد الأعلى للجمهورية، وهو حاليا «آية الله على خامنئي».
وبحسب مجلة «فورين ديسك»، فإن من المثير للجدل التحرك المبكر للرئيس الإيرانى السابق محمود أحمدى نجاد والذى يحاول مجددا التواجد بالساحة السياسية، رغم أنه لا يزال هناك ثمانية أشهر على الانتخابات، وبالتأكيد يوجد بجواره العديد من المرشحين المحتملين، الأمر الذى يعزيه المراقبين إلى أن «نجاد» بدأ تحركاته مبكرا لأنه يأخذ موقف التحدى أمام الرئيس الحالى «حسن روحاني».
فى الوقت الذى ظهر فيه اسم قائد فيلق القدس بالحرس الثورى الإيرانى قاسم سليمانى، وهو من بين الأسماء المألوفة جدا وعلى رأس السلطة ومن المقربين للغاية إلى «خامنئي»، ورغم أنه نفى ذلك، إلا أن ذلك يمثل خطورة على تكتيكات «نجاد» الذى يرى مقربون منه أنه يرتبط ارتباطا وثيقا بالحرس الثورى، وقد تمت مهاجمته أثناء ولايته لمنح قادة الحرس مليار دولار بلا عقود أو داع.
وسيكون الجدول الزمنى للانتخابات الإيرانية على النحو التالي: «١٠ إبريل يبدأ التسجيل الرسمى للمرشحين فى وزارة الداخلية، ١٤ إبريل ينتهى التسجيل، ٢٤ إبريل يتم الإعلان عن القائمة النهائية للمرشحين من قبل وزارة الداخلية، ٢٧ إبريل يبدأ نشر الحملات الرسمية للمرشحين النهائيين، ١٦ مايو نهاية الحملات، ١٨ مايو تاريخ الانتخابات، ١٩ مايو الإعلان عن النتائج الرسمية من قبل وزارة الداخلية، الأول من أغسطس يلتقى الرئيس المنتخب مع المرشد الأعلى الإيرانى، ٣ أغسطس تنصيب الرئيس المنتخب».
ورأى التقرير الذى وصف نجاد بقوله «الشيطان الذى نعرفه»، بأنه يحظى بالاحترام فى الأوساط الدينية والمحافظة بإيران، بالتزامن مع سيطرة اليمين المتطرف فى جميع أنحاء العالم، خاصة فى ظل التخوفات من الإرهاب، وأيضا تراه بعض النبوءات الشيعية حول المهدى المنتظر كانت تدور حوله، وأنه وبرغم سياساته ووجوده أصلا ودعم آيات الله والملالى له، ليس إلا تمهيدا لظهور المهدى المنتظر، وأن من أهم الأسباب فى ذلك التنبوء هو وجود نور حول وجهه دائما يشع أثناء إلقاء خطاباته داخل إيران وخارجها.
محاولات أحمدى نجاد فى المضى قدما فى محاولاته لعودة سياسية تأتى فى الوقت الذى لا يحظى فيه «روحاني» بتأييد آية الله خامنئى، حيث إن هناك الكثير من التراشق بالتصريحات فيما بينهما فى الفترة الأخيرة خاصة حول الملف النووى والتقرب من الغرب والولايات المتحدة.
«نجاد» الذى مكث فى السلطة لفترتين متتاليتين لمدة ٨ أعوام منذ ٢٠٠٥ وحتى ٢٠١٣ وهو الحد الأقصى المسموح به بموجب الدستور الإيرانى، ورغم تأييد «خامنئي» له، إلا أنه تعرض لانتقادات كبيرة فى الداخل بسبب سياسته الاقتصادية.
دوليا، وصفت سياسات أحمدى نجاد بالانعزالية، باعتباره مؤيدا صخبا لبرنامج إيران النووى المثير للجدل، أيضا بسبب السياسات التى أدت إلى مشاحنات متكررة مع الغرب وكذلك مع الدول المجاورة لإيران. 
ورغم أن «نجاد» كان مصرا على أنه سيعتزل السياسة فى ختام ولايته الثانية، إلا أنه ظل ناشطا سياسيا وتصدر مؤخرا عناوين الصحف عندما كتب رسالة إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما يطالب بعودة الأصول الإيرانية التى استولت عليها الولايات المتحدة لتعويض عائلات الضحايا عام ١٩٨٣ فى تفجير ثكنات مشاة البحرية الأمريكية فى لبنان، والذى أسفر عن مقتل ٢٤١ أمريكيا وفى عام ٢٠٠٣ أدانت المحكمة الأمريكية الحكومة الإيرانية بإصدار أوامر الهجوم الذى نفذه حزب الله المنظمة التى تمولها طهران.
أيضا يبقى أحمدى نجاد خيارا شعبيا بين قيادة المحافظين واليمين المتشدد الذين ما زالوا يعارضون اتفاق إيران النووى مع الغرب، وبالنسبة للبعض هو من يشكل تحديا لـ«روحاني» الذى يعد معتدلا من وجهة النظر الغربية والأمريكية.
وتعرض «نجاد» للكثير من الاضطرابات الشديدة أثناء حكمه، وخاصة فى ٢٠٠٦ وحدوث احتجاجات الطلبة ضده والتى هتفوا فيها بسقوط الديكتاتور، وعام ٢٠٠٩ والذى شهد مظاهرات عارمة ضد نتائج الانتخابات وفوزه بفترة ولاية ثانية والتى كانت محل خلاف بين كل من موسوى وأحمدى نجاد وأنصار كل منهما، الذين يعتقدون فى حدوث تزوير فى الانتخابات، إلا إن «خامنئي» وقتها وافق رسميا على فوزه.
ورغم أنه نفى شائعات استعداده لخوض الانتخابات الإيرانية فى بيان الأسبوع الماضى، إلا أن قاسم سليمانى، يعد رقما لا يستهان به، حيث اتهم أعداء إيران لنشر الدعاية ومحاولة زرع بذور الشقاق بين الشعب الإيرانى، موضحا أنه جندى وخادم للمرشد الأعلى آية الله خامنئى، ونظام الملالى، وأنه سيظل يؤدى ذلك الدور حتى نهاية حياته، إلا أنه بحسب التقرير فإن «سليماني» يعد فى نظر الغرب هو قائد الظل داخل طهران. 
وتأتى شائعات حول خوضه للانتخابات بسبب ظهوره فى الآونة الأخيرة بشكل علنى للتحدث أثناء خطاباته حول العديد من القضايا الاجتماعية والمحلية، وهو ما يعد خارج نطاق مسؤولياته العسكرية، ما أدى بالبعض إلى الاعتقاد أنه وضع بذور حملة سياسية، وذلك وفقا لوكالة بلومبرج الدولية.
أيضا تظل تحركات سليمانى مثيرة للجدل وخاصة من جانب الغرب والولايات المتحدة، حيث إنه على الرغم من العقوبات الدولية عليه وأنه لا يزال تحت حظر السفر الدولى التابع للأمم المتحدة، إلا أن واشنطن حافظت على علاقاتها مع فيلق القدس بالحرس الثورى، وقد وضعته مجلة نيوزويك الأمريكية على غلاف عدد من أعدادها، وكتبت: «إله الانتقام: قاتل أمريكا.. والآن يسحق داعش»، كما وصفته صحيفة واشنطن بوست بأنه من أهم صناع القرار فى السياسة الخارجية الإيرانية.
أما الرئيس الحالى «حسن روحاني» والذى سيتقدم لفترة رئاسة ثانية، فهو الرئيس الإيرانى السابع والذى يعد من الإصلاحيين وربما يستثمر فى تحركاته نجاحاته الدولية والاستمرار فى سياساته الانفتاحية على العالم، وإتمام الاتفاق النووى مع الغرب، برغم أن الرضا الشعبى على سياساته تراجع خلال السنة الماضية وذلك لعدم ارتفاع مستويات المعيشة رغم مؤشرات الاقتصاد التى زادت بعد الصفقة النووية مع الغرب ورفع العقوبات وعودة النفط الإيرانى إلى السوق العالمية إلا أن الفجوة الكبيرة بين طوائف إيران الاجتماعية، أيضا فضائح الفساد التى طالته ستؤثر فى طريقه بعد الكشف عن المحاباة السياسية والمرتبات المرتفعة للمقربين منه. 
الأكثر إثارة للجدل هو توقعات بترشح امرأة للانتخابات المقبلة من الإصلاحيين، وفى مقدمتهم «معصومة ابتكار»، وهى نائبة الرئيس الإيرانى الحالى حسن روحانى، ورئيسة منظمة حماية البيئة، وهى أول امرأة تشغل منصب نائب رئيس الجمهورية فى إيران، وقد حصلت على درجة البكالوريوس فى علوم المختبرات من جامعة الشهيد بهشتى، ثم على درجتى الماجستير ودكتوراه الفلسفة فى علم المناعة من جامعة تربية مدرس سنة ١٩٩٥، وهى الجامعة التى تعمل الآن بتدريس علم المناعة بها، وهى متزوجة من رجل الأعمال سيد محمد هاشمى.
كما يبرز اسم «فائزة هاشمي» كمرشحة محتملة وهى الابنة الصغرى للرئيس السابع لإيران هاشمى رفسنجانى، وهى صحفية، وسياسية وعضوة فى جبهة المشاركة وعضو سابق فى البرلمان، والتى حصلت على تعليمها فى جامعة برمنجهام البريطانية.
كما هناك أيضًا «مرضية وحيد دستجردي»، وزيرة الصحة السابقة، أستاذة جامعية إيرانية ونائبة سابقة فى مجلس الشورى الإسلامى، وهى أول وزيرة فى إيران منذ قيام الثورة الإيرانية الإسلامية وثالث وزيرة فى تاريخ البلاد بعد فرخ رو بارسا ومهناز أفخمى، ورغم أن مرضية محافظة سياسيا، لكنها تؤيد دور المرأة فى المجتمع.
وتضم قائمة المرشحين المحتملين من «الاصلاحيين»: «إسحق جهانجيرى نائب الرئيس الأول الحالى، محمد باقر نوبخت رئيس هيئة الإدارة والتخطيط، محمد رضا عارف نائب الرئيس الأول السابق، مسعود بيزيشكيان نائب رئيس مجلس النواب، محمد نهاونديان رئيس أركان الرئيس، حسن الخمينى أكاديمى، على شمخانى الأمين العام للمجلس الاعلى للأمن القومى، على مطهرى عضو فى البرلمان، كمال خرازى وزير سابق للشئون الخارجية».
فيما تضم قائمة المرشحين المحتملين من «المحافظين»: «سعيد جليلى الأمين العام السابق للمجلس الاعلى للأمن القومى، محمد باقر قاليباف رئيس بلدية طهران، على لاريجانى رئيس البرلمان، عزت الله ضرغامى المدير العام السابق لمؤسسة الإذاعة والتليفزيون، غلام على حداد عادل الرئيس السابق للبرلمان، برويز فتاح رئيس مؤسسة الإمام الخمينى للإغاثة، محمد رضا باهنر عضو سابق فى البرلمان، غلام حسين الهام وزير العدل السابق، أحمد توكلى عضو سابق فى البرلمان، صادق واعظ زاده الرئيس السابق لمؤسسة النخب الوطنية، محمد حسين صفار وزير الثقافة السابق».
كما تضم ترشيحات «المحافظين»: «على باقرى نائب الأمين العام السابق للمجلس الأعلى للأمن القومى، على رضا زاكانى عضو سابق فى البرلمان، كأمران دانشجو وزير سابق للعلوم، فرهاد دانشجو المستشار السابق لجامعة آزاد، محمد مهدى زاهدى وزير سابق للعلوم، حمد حسن أبوترابى فرد نائب رئيس مجلس النواب السابق فى البرلمان، مصطفى بور محمدى وزير العدل، حيدر مصلحى وزير سابق للمخابرات، على نيكزاد وزير النقل السابق، محمد حسينى وزير الثقافة السابق، منوشهر متكى وزير سابق للشئون الخارجية، مهرداد بازرباش عضو سابق فى البرلمان، مصطفى مير سليم وزير الثقافة السابق، مجتبى ثمره هاشمى ناشط سياسى، حسن عباسى أكاديمى».
أما الأسماء التى نفت تقدمها للترشح فهي: «محمد جواد ظريف وزير الخارجية الحالى، صادق خرازى سفير إيران السابق لدى فرنسا، حسن هاشمى وزير الصحة، محسن رضائى سكرتير مجلس تشخيص مصلحة النظام، كأمران باقرى لنكرانى وزير الصحة السابق، اسفنديار رحيم مشائى نائب الرئيس الأول السابق، غلام رضا مصباحى مقدم، عضو سابق فى البرلمان».