الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

بيان جعبة: نتعرض يوميًا للضرب والإصابة بالرصاص المطاطي وشظايا القنابل الصوتية.. والاحتلال الإسرائيلي يعترف بـ3% فقط من الصحفيين المقدسيين.. والنقابة غير معترف بها في القدس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«القدس تحديدًا تختلف عن باقى المناطق الفلسطينية الأخرى بسبب الاحتكاك المباشر بين المقدسيين وقوات الاحتلال» بتلك الكلمات وصفت لنا الصحفية المقدسية بيان جعبة خطورة وصعوبة التغطية الصحفية بمنطقة القدس الشريف.
وضمن ملفنا الذي فتحناه تحت عنوان "تركيع الصوت.. معركة القلم والبندقية" تواصلنا مع الصحفية المقدسية بيان جعبة إحدى أهم الصحفيات والمصورات في مدينة القدس التي اشتبكت مع جنود الاحتلال عدة مرات لتروى لنا طبيعة عملها وطبيعة تلك الانتهاكات والاشتباكات، خصوصا أنها أنثى فالخطر هنا أكبر.


■ حدثينا عن صعوبات عملك كصحفية، وفى منطقة ملتهبة بالأحداث «القدس الشريف»؟
- الصحافة تسمى مهنة المتاعب، وهنا بفلسطين المتاعب مضاعفة، فالقدس تحديًدا تختلف عن باقى المناطق الفلسطينية الأخرى بسبب الاحتكاك المباشر بين المقدسيين وقوات الاحتلال، وبالتالى احتكاك أكبر بين الصحفى وجنود الاحتلال خلال تغطية الأحداث الميدانية، مما يزيد من متاعب وخطورة هذه المهنة عليه، فتجد في معظم الأحيان يقوم الاحتلال بالاعتداء على الصحفيين وإبعادهم عن مكان المواجهة قبل حتى الاعتداء على المشاركين بالفعاليات.
■ وهل يعترف بكم وبعملكم الاحتلال أو أنكم مهمشون من الأساس؟
- نعم مهمشون.. فإحدى أهم المشاكل التي يوجهها الصحفى هنا عدم اعتراف الاحتلال به كممارس لمهنة الصحافة، ولكنه ينظر لهم كهاوى صحافة، إلا قلة ممن استطاعوا الحصول على ترخيص وبطاقة من وزارة الإعلام الإسرائيلية، وأنا لست ممن حصل على تلك البطاقة، وطبعًا كغيرى من الصحفيين تعرضت عدة مرات للمنع من الوصول إلى نقطة الحدث أو المواجهة، وبالتالى المنع من التغطية.
■ لماذا لم تحصلى على تصريح من وزارة الإعلام الإسرائيلية؟ 
- التصريح الإسرائيلى يتطلب عدة شروط معقدة للحصول عليه، وتصبح الشروط أكثر تعقيدا إذا كان الصحفى عربيا، حتى إن عددا من الصحفيين العاملين مع مؤسسات عالمية وأجنبية لا يملكون البطاقة، هناك ٣٪ من الصحفيين المقدسيين يملكون بطاقة صحافة إسرائيلية فقط، والبقية يحملون بطاقات خاصة بمؤسساتهم، لكن غير معترف بها رسميًا بالقانون الإسرائيلى. 
■ وماذا عن الاعتداءات المتكررة بحقك من قبل قوات الاحتلال؟
- تجربتى الشخصية مع الاعتداء من قبل الاحتلال تمثلت في عدة أشكال، منها الاعتداء المباشر بالضرب والإصابة بالرصاص المطاطى وشظايا القنابل الصوتية، إضافة إلى الاحتجاز والاستجواب وآخرها كان تحريضا مباشرا من قبل المستوطنين لقتلى من خلال صفحاتهم عبر «فيس بوك»، وعند تقديمى شكوى ضد المستوطنين في المحاكم الإسرائيلية تم تمديد الملف لعدة أشهر، ثم فوجئت والمحامى الخاص بى بأن المحكمة قامت بإغلاق الملف كاملًا دون أي قرار أو حتى جلسة مواجهة واحدة.
■ وما رأيك في دور نقابة الصحفيين الفلسطينية وروابط الصحفيين العرب لإنقاذكم ومساعدتكم؟
- نقابة الصحفيين الفلسطينية لا يسمح لها بالعمل في القدس ولا يعترف ببطاقاتها لدى الاحتلال، حيث تعتبر وزارة الإعلام الإسرائيلية هي الجهة الوحيدة المعنية بإصدار تراخيص عمل الصحفيين، وبالتالى لا نشاط للنقابة الفلسطينية بالقدس، أما روابط الصحفيين العرب يمكن لها التدخل، ولكن أيضًا بشكل محدود، وكانت هناك زيارة لرئيس الاتحاد الدولى للصحفيين قبل فترة للقدس، ووعد بتوفير حماية للصحفيين المقدسيين ودعم وتعزيز صمودهم، ولكن لم نر شيئا على أرض الواقع، لأن الأمر ليس بالسهولة المتوقعة، الاحتلال لا يسمح لغيره بالعمل في القدس أو التدخل في شئون المقدسيين.
■ أقصد التدخل للإفراج عنكم في حالات الاعتقال أو التفاوض لخروج الأسرى؟
- نقابة الصحفيين الفلسطينيين لا يمكنها التدخل أبدًا، فهى غير معترف بها في القدس، يمكنها التعامل فقط في مناطق الضفة الغربية، أما الاتحادات والروابط العالمية والعربية للصحفيين لم نر لها وجودا في مثل هذه الحالات.
■ كيف ينظر لكم صحفيو الاحتلال حين تقومون معا بتغطية حدث ميدانى واحد؟
- نادرًا ما نلتقى بالصحفيين الإسرائيليين في الميدان، فميداننا غير ميدانهم، إلا في الحالات الأمنية كالعمليات الأخيرة في انتفاضة القدس، ولا يكون هناك اختلاط بيننا، وأحيانًا يكون هناك فصل بيننا، وبالتالى لا يوجد تعامل أو احتكاك.
■ هل ترى أن قضية انتهاكات الاحتلال الغاشم ضد الصحفيين تحظى بالقدر الكافى من الاهتمام الإعلامي؟
- قضية القدس بشكل كامل لا تأخذ حقها في الساحة الإعلامية وقضية الاعتداء على الصحفيين هي جزء من قضية القدس، وهى فعلا قضية مهمشة لا تناقش ولا تطرح، لا أرى تفسيرًا منطقيًا وواقعيًا لتهميش قضية الاعتداء على الصحفيين من جانب القنوات العربية، أما عن الحل فيجب على الصحفيين العرب تكثيف جهودهم للتواصل مع المقدسيين لتغطية هذه الجوانب، كما يجب على الإعلام العربى تخصيص مراسل لهم من مدينة القدس بشكل خاص ليعطيهم التغطية اللازمة.
المؤسسات الإعلامية العربية تخصص مراسلا واحدا لتغطية جميع المحافظات الفلسطينية، وعادة ما يكون هذا المراسل من حاملى الهوية الفلسطينية، وبالتالى لا يستطيع الوصول للقدس، أو تعتمد هذه المؤسسات في أخبارها عن القدس على لقطات وأخبار من هنا وهناك، وبالتالى لا تكون هناك تغطية كافية، فالأفضل تخصيص مراسل للقدس، لينقل الصورة عن قرب وبشكل أفضل.
■ هل تكرار انتهاكات الاحتلال واعتدائه عليكم كصحفيين سينجح في تثبيط عزيمتكم؟ 
- انتهاكات الاحتلال لن تثبط عزيمة الصحفى المقدسى على نقل جرائم الاحتلال بالقدس، فالصحفى حامل لرسالة، وعليه إيصالها بشتى الطرق.
■ وهل حاول زوجك منعك من التغطية الميدانية من باب الخوف على حياتك؟
- زوجى هو زميلى بالعمل أيضًا، نتعاون في التغطيات الميدانية، وعادة ما يشجعنى للنزول للميدان معًا، وبالتالى لا تأثير بين العمل والحياة الأسرية بحمد الله.
■ ما أكثر ما قيل لك منهم من كلمات موجعة وكيف كان ردك وتصرفك في هذا الوقت أثناء اشتباكك معهم؟
- عادة ما يستخدم جنود الاحتلال الألفاظ النابية والشتائم ضد الصحفيين والمقدسيين بشكل عام، ولكن قليلا ما يكون هناك اعتداء لفظى، فالأغلب يكون الاعتداء جسديا بالضرب والدفع كأى شخص يتعرض للضرب، تكون ردة الفعل هي الدفاع عن النفس بالطرق المتاحة والممكنة بحسب الظروف.
■ أخيرا.. ماذا تودين أن تقولى للصحفيين العرب؟
- للصحفيين العرب، أقول: إن للقدس عليكم حقا فلا تتجنبوا أو تتجاهلوا ما يحدث هنا، فالاحتلال يستفرد بالقدس، ويجب أن تكون للسلطة الرابعة في الدول العربية كلمة، وعلى الجميع أن يتحمل مسئولياته تجاه القدس، وأن يعمل على إيصال صورتها ورسالتها.

لاستكمال باقى الملف اضغط هنا