الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

قرينة الصحفي الأسير بسام السايح: زوجي تعرض للتعذيب الممنهج.. سمحوا لي بزيارته لأتألم مما وصل إليه.. وما يمارسونه من استبداد لن يكسرنا

الصحفى الأسير بسام
الصحفى الأسير بسام السايح وزوجته منى أبو بكر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالأمس، وقف رافعا صورة زوجته منددا باعتقالها، مطالبا بالإفراج عنها، واليوم تكمل هي المسيرة لتقف حاملة صورته، وتطالب سلطات الاحتلال بالإفراج عنه لحالته الصحية ولاشتياقها له، ليس هذا مشهدا من فيلم خيالى أو رومانسى، وليس مقطعا من إحدى القصص الأدبية، ولكنها قصة لن تراها إلا على أرض تقبع تحت نير احتلال غاشم لا يعرف شيئا عن الرحمة أو الإنسانية.
بدأت فصول القصة حين خرج السايح يوما على قناة الغد العربى باكيا متوسلا أن تخرج حبيبته وزوجته من محبسها، واصفا حياته دونها بأنها لا طعم لها، واليوم سالت دموعها مشتاقة لزوجها الذي اعتقله الاحتلال حين ذهب لزيارتها على حين غفلة، ولم تكن تعلم أن لحظة الإفراج عنها التي كثيرا ما انتظرتها لترى زوجها ستكون لحظة ضيق بسبب ما قام به الاحتلال، ولكنها سرعان ما خرجت من محبسها وذهبت لقاعة المحكمة، حيث كانت إحدى جلسات محاكمة زوجها لتنظر له، وتخبره بأنه ما زال في قلبها.
حين تقلب عبر صفحتيهما على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» ترى منى تشارك زوجها كل شىء في الصباح والمساء والدعوات والهزار والضحك تماما كما كان يفعل هو حين كانت في محبسها، وكأن الاحتلال لم ينجح سوى في اعتقال الجسد، ولم يستطع اعتقال روحيهما وقلبيهما.
الأسير الصحفى بسام السايح وزوجته منى أبو بكر الأسيرة المحررة قصة من قصص النضال التي لن تنسى على أرض فلسطين، تواصلنا مع الأسيرة المحررة منى أبو بكر، لتحكى لنا معاناة زوجها خصوصا أن مرضه لم يعد يجعله قادرا على الحركة
■ كيف تم إلقاء القبض على الأسير الصحفى بسام السايح؟
- تم اعتقال بسام في ٨ أكتوبر ٢٠١٥ عندما أتى ليحضر جلسة محاكمتى في محكمة سالم العسكرية أثناء فترة اعتقالي.
■ وأى التهم التي وجهت إليه؟
- الاحتلال اعتقل زوجى بتهمة المشاركة في تنفيذ عملية «بيت فوريك» التي أسفرت عن مقتل مستوطنيْن، في الأول من أكتوبر ٢٠١٥.
■ ومن ماذا يعانى زوجك؟ وهل حقا تعرض للتعذيب؟
- زوجى مريض بسرطان العظام منذ ٢٠١١ وسرطان الدم منذ ٢٠١٤ وتعب بالقلب، وبعد اعتقاله تعرض بسام للتعذيب في فترة التحقيق، وذلك لأن التحقيق كان عسكريا بسبب القضية المتهم فيها، ولذلك تعرض لانتكاسة صحية خطيرة، وتدهور حاد في صحته وصلت لحد أنه أصبح غير قادر على الحركة، وبسبب الالتهابات الحادة بالرئتين أصبح غير قادر حتى على التنفس، وأصبح غير قادر على الكلام، وهذا ما اكتشفته بعد خروجى من السجن بتاريخ ٢٢ نوفمبر ٢٠١٥.
■ وهل سمح لك بزيارته؟
- طبقا لقوانينهم، فلا يمكننى زيارته لأننى كنت أسيرة، فأعتبر خطرا على أمنهم القومى، ولكن فوجئ الجميع أنه في شهر فبراير تم إعطائى تصريح زيارة للسجن، بالرغم من المنع الأمنى المشدد علىّ، خاصة أنه تم خروجى من السجن بوقت قصير، وأعتبر خطيرة عليهم، وزرته فعليا.
■ وما السبب وراء إعطائك تصريحا للزيارة؟
- سبب إعطائى التصريح من قبل الاحتلال وبعد الضغط الإعلامي والضغط القانونى أعطونى التصريح للزيارة كفرصة لأتالم، حينما أرى زوجى غير قادر حتى على الكلام أو الحركة، وحضر محمولا على أيدى الأسرى، وكان لا يقوى على أي شيء، وحتى أودعه لأدرك أن كل ما فعلناه هو سبب ما نحن فيه، ولكن ردة فعلنا تفاجأ بها الاحتلال والحمد لله.
■ وكيف إذا كانت ردة فعلكم؟
- بعد انتهاء الزيارة لم أصمت، ولم أكف عن النضال كما ظنوا، ولكن تواصلت مع مختلف القنوات الإعلامية والإخبارية، وفضحت ما رأيت، وقد قمت بالتعاون مع الإعلام بإصدار تقارير مصورة بعد الزيارة، وكذلك قمت بعمل مؤتمر صحفى للحديث عن هذا الموضوع، إضافة إلى تنشيط وقفات تضامنية في جميع مدن الضفة أمام مقرات الصليب الأحمر، ووقفات تضامنية في نابلس.
■ كيف كان رد فعلهم بعدها؟
- عاقبونى بمنعى من الزيارة.
■ وماذا بعد ذلك؟
- بالطبع، فقد قمت بإرسال المحامين بتتابع سواء من وزارة الأسرى أو نادي الأسير أو محامي المؤسسات الحقوقية والإنسانية، وقمت بالتعاون مع أناس مخلصين للأسرى وقضيتهم بإدخال طبيب فلسطينى متخصص في أمراض القلب والباطنة، وهو طبيب معروف بمستشفيات العدو، وكان تقريره الطبى المستند الأساسى للمتابعة القانونية، وبناء عليه تم إدخال طبيب إسرائيلى من مستشفى خاص ليؤكد أو ينفى تقرير الطبيب الفلسطينى.
■ وماذا قال الطبيب الإسرائيلى؟
- الحمد لله تم تأكيد حاجة بسام لعملية لإنقاذ حياته، ولكن تحجج بأن إجراء العملية خطر بسبب سرطان الدم، فطالبنا بعرض بسام على أخصائى أمراض دم، وتم فعليا في الفترة الأخيرة، وبناء عليه أقروا بأن بسام بحاجة للعملية، ووافقوا على إجرائها، ولكن وضعوه على قائمة الانتظار.
■ وماذا عن الأمل لدى بسام؟
- قبل الاعتقال وخلال فترة علاجه أخبرنى الطبيب أن بسام لن يعيش كثيرا وتبقى من عمره نحو أسبوعين، ولكننا لم نصدق وقتها قال لى وهو يضحك «هيا نلتقط صورا لنقابلهم بها بعد أسبوعين، فالله قادر على كل شيء»، هكذا هو الأمل لدى بسام.
■ وهل توقف العذاب النفسى عند هذا الحد؟
- لا، فللاحتلال حيل لإسكاتنا لا تنتهى بسهولة، ذات مرة أخبرونى بتعب زوجى الشديد بسبب اعتقالى ودخوله العناية المركزة، ومن ثم أخبرونى أنه استشهد، وكنت وقتها في المعتقل، مما زاد من إرهاقى النفسى، في محاولة منهم لإنهاكى نفسيا وجسديا، ولكن لم يشأ القدر أن يحدث ما تمنوا.
■ وماذا عن تحرك الصحفيين والنقابة في كل تلك المسيرة التي خضتها؟
- المتابعة كانت من الصحفيين في غزة، أما الضفة فكان التحرك غير جيد من قبل نقابة الصحفيين.
■ وما رسالتك للاحتلال؟
- رسالتى أقولها علانية إن كل ما تمارسونه من ظلم واستبداد لن يكسرنا وستبقى عزيمتنا قوية وإرادتنا صلبة، وسنصبر حتى يمل الصبر منا، ونحن على يقين كامل بأن فرج الله قريب، وأنه لن يضيعنا.

لاستكمال باقى الملف اضغط هنا