الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مراسل قناة "المجد الفضائية" أضرب عن الطعام 95 يومًا.. محمد القيق: الاحتلال استخدم معي كل وسائل الإرهاب و"التغذية القسرية".. اعتدوا علي بالضرب المبرح أثناء التحقيق والشتم والضغط النفسي

محمد القيق، صحفى
محمد القيق، صحفى فلسطينى، ومراسل لقناة المجد الفضائية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد القيق، صحفى فلسطينى، ومراسل لقناة المجد الفضائية، خاض إضرابًا عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلى لـ٩٤ يومًا متتالية، وهو أول أسير يُغذى قسريا لمحاولة كسر إضرابه، أُعتقِل من بيته الكائن في مدينة رام الله في ٢١ نوفمبر ٢٠١٥ عند الساعة الثانية فجرًا، حيث داهمت قوة من جيش الاحتلال بيته قبل أن يقوموا باعتقاله، وبعد تقييد يديه وتغمية عينيه تم نقله إلى مستوطنة بيت أيل القريبة من رام الله، وترك بعدها في العراء نحو ٢٠ ساعة، ثم نقل لمركز تحقيق المسكوبية، وبعدها إلى مركز تحقيق الجلمة، وبعد التعذيب وسوء المعاملة اللذين تعرض لهما القيق، قرر خوض الإضراب المفتوح عن الطعام.
■ ما سبب الاعتقال؟
- حققوا معى حول تأسيس خلايا عسكرية للقسام، وإجراء اتصالات مع الخارج في تركيا وقطر وغزة، لكننى كنت على علم أن كل تلك التهم لا غرض منها إلا أن أركع في النهاية واعترف بالتهمة الأساسية وهى «التحريض ضد الكيان الصهيونى عبر الإعلام».
■ وكيف كان يتم التحقيق معك والتعامل داخل مقر الاحتجاز؟
- اعتدوا علىّ بالضرب المبرح والشتم أثناء التحقيق، علاوة على الضغط النفسى والتهديد والوعيد والحبس الانفرادى والحرمان من النوم.
غالبية هذا الوسائل مورست ضدى خلال مرحلة التحقيق، إضافة إلى حرمانى من مقابلة المحامى الشخصى، وخاصة في المراحل الأولى من الاعتقال، كل ذلك مرفقا بتكبيل اليدين والرجلين وعصب العينين خلال الخروج والدخول إلى الزنزانة.
■ لماذا اخترت طريق الإضراب عن الطعام رغم كثرة مخاطره؟
- لأنه ببساطة كان اعتقالى لا مبرر له، فأنا إعلامي، ومحلل سياسي، وحقى الذي كفله لى الدستور والقانون ومواثيق حريات الصحافة على مستوى العالم هي ممارسة عملى، لذلك شعرت من خلال أسئلة محققى الشاباك أنهم يخشون الحقيقة، وأنهم لا يريدون وصول صوتى للجماهير؛ فكان الضغط الجسدى والنفسى يمارس معى لقتل روح المواجهة مع الجماهير المنتفضة، وحرمانهم من الحقيقة، عندها قررت مواجهة هذا العذاب العنصرى بالإضراب المفتوح عن الطعام.
■ وهل كنت متأكدا أن هذه الإضراب سيجدى نفعا مع احتلال لا يعرف الرحمة؟
- في البداية كان المحققون يهزأون من موقفى، ويقولون: جربنا غيرك وسنكسر شوكتك، ولن تستطيع مواجهة الجماهير يا حضرة الإعلامي «وأصبح بالنسبة تحديًا وهو مواجهة المحققين بالإضراب عن الطعام داخل أقبيتهم المظلمة.
■ لم تخف من الموت بأن تتوج محاولتك للإضراب بالفشل؟
- عندما اتخذت هذا القرار كانت نيتى تذهب إلى الشهادة بالفعل، ولكن ما كان يوجعنى هو أن أتذكر أهلي ووالدى وزوجتى وأطفالى، فأحاول نسيان الأمر، ففى هذا الوقت لا مجال للعواطف، فكان يجب أن أنتصر خصوصا بعد هذا التحدى الكبير الذي بات بينى وبين الاحتلال، وفى النهاية خضت الإضراب بلا رجعة.
■ ما أكثر ما أوجعك أثناء الاعتفال وكيف كان رد فعلك؟
- ربما كانت أكثر تجربة مؤلمة خلال الإضراب هو العلاج القسري؛ حيث كنت مكبلًا في السرير من يد واحدة، وكذلك القدمين، ثم دخلت مجموعة من الأطباء والأشخاص إلى الغرفة، وقاموا بتقييد يدى الثانية، وبعدها تم بالقوة وضع أنبوب في الوريد لإمدادى بالمدعمات التي رفضتها، ولكنهم أمسكوا بى بقوة وأجبرونى على أخذها قسريا، وبعد يومين تمكنت من إزالة الأنابيب بالقوة ورميها أرضًا، كما أن تجربة التحقيق كانت قاسية وهى التي قادتنى للإضراب، لما رأيت فيها من إهانة وتهديدات لا إنسانية وتعذيب نفسى.
■ ألم يكن لديك أي ذرة أمل بأنك ستنتصر؟
- في بداية الإضراب تأكدت أننى ذاهب إلى خسارة صحية سيقابلها تحقيق الكرامة، ولكننى كنت مصرا على أننى لو خسرت كل جسدى وصحتى لن أتراجع، فبالفعل فقدت القدرة على النطق والسمع لمستوى عال، وبدأ التشويش في النظر، ولم أقو على الحراك أصلا في سريرى، وهذا والإصرار والصبر كنت أستمدهما من كثرة التسبيح المتواصلة ليل نهار، وقيام الليل، وأنا ممدد في السرير، والاستغفار والدعاء المكثف، وأضيف لذلك بعد أن علمت بحالة التضامن الشعبية محليا ودوليا زادنى صبرا وقوة حين كان يخبرنى المحامى بذلك، ومن هنا جاء الأمل.
■ كيف يعامل الصحفى الأسير بالداخل وما الانتهاكات التي حدثت معك؟
- الصحفى في سجون الاحتلال يتم التعامل معه كأى أسير آخر، اعتقالا وتقييدا لليدين وعصب العينين وإلقاءه في العراء، ثم مراكز التحقيق التي يتعرض فيها للتعذيب النفسى وأسلوب «الشبح»، وهو ربط الأسير من جميع الأطراف بكرسى صغير لساعات طويلة، ما يسبب آلاما مبرحة في الظهر والساقين والذراعين والرقبة، كما تعرضت للتهديد بالاغتصاب إذا لم اعترف بالتهمة الموجهة لى، وهى التحريض الإعلامي، تعرضت للتهديد بحرمانى من أطفالى، وتم منعى من رؤية المحامى لعشرين يوما، ومكثت في العزل الانفرادى طيلة فترة التحقيق.
■ وكيف كان تحرك نقابة الصحفيين الفلسطينية والاتحادات الصحفية الدولية؟ هل ترى لهم أي دور فعال بعيدا عن البيانات والشجب والإدانة؟
- حسبما كان ينقل المحامى لى، فإن عدة بيانات صدرت عن نقابة الصحفيين تطورت إلى تنظيم وقفات واعتصامات وفعاليات، وعرفت من عائلتى لاحقا أن اتحاد الصحفيين العرب أصدر بيانا، وأن بعض النقابات قامت بخطوات احتجاجية، أرى أن المطلوب دائما من الجسد الصحفى هو التأثير على الرأى العام الدولى حول اعتقال الاحتلال للصحفيين والانتهاكات بحقهم، والقيام بدور فعال أكثر في فضحه على المستوى الدولي.
■ هل ترى أن قضية الصحفى الأسير تفرد لها مساحه تليق بحجمها في الصحافة العربية والعالمية؟ ولماذا؟
- للأسف، قضية الأسرى الصحفيين في فلسطين لا يوجد لها صدى عربى ودولى بسبب محاولات الاحتلال تهميش هذا الملف، وهو نجح إلى حد ما، لأنه لو كان هناك حجم لهذا الملف في الصحافة العربية والدولية لحدث رد فعل دولى وعربى، وما تجرأ الاحتلال على الإعلام الفلسطينى بهذه القوة، كما أن الاحتلال يستفرد بالصحفيين في سجونه دون أي موقف جاد دوليا، والدليل هو الاعتقال الإدارى الذي ينهش أعمارهم في السجون.

لاستكمال باقى الملف اضغط هنا