الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

مقدم برنامج "حروب الجيل الرابع" يتحدث لـ"البوابة".. أحمد رفعت: وحدة استخباراتية غربية لنشر الشائعات عن مصر

الإعلامى أحمد رفعت
الإعلامى أحمد رفعت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حروب الجيل الرابع.. مصطلح ظهر مؤخرا، ويشير إلى حرب من نوع جديد، لا تعتمد على الوسائل التقليدية المتعارف عليها، بل تستخدم الوسائل التقنية الحديثة لتبث الشائعات، بهدف إضعاف الروح المعنوية، عن تلك النوع من الحروب كان لنا هذا الحوار مع الكاتب الإعلامى أحمد رفعت، مقدم ومعد برنامج حروب «الجيل الرابع»، الذى تقدمه الإذاعة المصرية.. فإلى نص الحوار..
■ ما الفكرة الأساسية لبرنامج حروب «الجيل الرابع».
- الفكرة هى استخدام وسائل التقنية الحديثة لبث شائعات تهدف إلى إثارة بلبلة وشق الصف الوطنى، ونرى أن ما تتعرض له مصر فى الوقت الحالى، من اختلاق لأمور ووقائع كاذبة وخلق جدل ليس له أساس، لتفتيت وحدة الوطن، وما يجهله الناس أن ذلك الأمر لا يقل ضراوة عن أى حرب، فالعدوان لم يعد فى شكله القديم، أساطيل وطائرات، فقد تم العزوف عن هذا النمط لتكلفته العالية وتأثيره السلبى على الرأى العام العالمى، وبات الأمر يمثل حربا جديدة يطلق عليها «حروب الجيل الرابع»، وهى تستهدف العقل والضمير الوطنى لكل شعب، فإذا ما نجحت فى اختراقهما سقطت الدولة.
■ برأيك.. ماذا تستهدف تلك الحرب؟
- حتى لا نعمم الأمر، لنجعل الحديث على وطننا مصر، فالهدف النهائى لمن وراء تلك الحرب، هو إفشال الدولة المصرية، عبر إيجاد نوع من الاضطراب والارتباك، سواء فى الأداء الحكومى أو فى حياة الناس، عبر استهداف الروح المعنوية وتدميرها بنشر الأكاذيب والشائعات والروح السلبية، والاغتيال المعنوى للشخصيات المهمة، وتشويه الإيجابيات والتعتيم عليها.
■ وما الأدوات التى تستخدم لتحقيق ذلك؟
- كلها أدوات وليدة التكنولوجيا الحديثة، وما يرتبط بها من «السوشيال ميديا» ومواقع التواصل الاجتماعى، وطبقا لآخر إحصائية لدينا ما يقرب من ٢٦ مليون صفحة على «الفيس بوك وتوتير»، فضلا عن مليون زيارة لموقع «يوتيوب» شهريا، وهو ما يوضح التأثير الكبير لشبكات التواصل الاجتماعى على الرأى العام المصرى وتوجيهه.
■ إذًا.. كيف تدار تلك الحرب؟
- فى الأجهزة الاستخباراتية للدول، هناك عادة وحدات متخصصة مهمتها توجيه الرأى العام، وعلى سبيل المثال هناك وحدة تسمى «٨٢٠٠» وتستهدف الشأن العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص، بنشر الشائعات لإحداث الانقسام، عن طريق لجان إلكترونية، يديرها أفراد يحملون أسماء وهمية وينتمون لجنسيات عربية متعددة، ومهمتهم مهاجمة الأنظمة والشعوب لتشتعل المعارك بين الأشقاء العرب.
■ ولماذا تحاك تلك المؤامرات ضد مصر؟
- استهداف مصر من قبل العديد من أجهزة الاستخبارات لم يتوقف قط، وكلما أخذت خطوة للأمام زاد استهدافها، فما حدث من توتر فى العلاقات بيننا وبين إيطاليا، كانت وراءه أجهزة مخابرات معادية، لها مصالح اقتصادية أو تسعى لتحقيقها، لو قطعت مصر العلاقات مع إيطاليا، وهو ما لم يحدث، فالمخطط كان هدفه أن تحل شركة من دولة أخرى، محل الشركة الإيطالية العاملة فى مجال الغاز والطاقة.
■ ما أخطر الشائعات من وجهة نظرك التى تعرضت لها مصر فى الفترة الأخيرة؟
- الشائعات كلها خطيرة، ومن يخطط لها يتمتع بذكاء عال، فهناك شائعات تبدو بسيطة، لكنها تتكامل مع شائعات أخرى، سياسية واقتصادية واجتماعية، على سبيل المثال، شائعة تسريح ٣ ملايين عامل مصرى، رغم عدم معقوليتها، إلا أنه تم استكمالها بشائعات أخرى عن وجود عصابات لخطف أطفال ونساء بالإسكندرية، والترويج المكثف لمستوى النظافة فى شرم الشيخ، ونتائج ذلك تتمثل فى ضرب السياحة، والملاحظ هنا أن شائعات شرم والإسكندرية أطلقت فى شهرى يوليو وأغسطس بهدف ضرب موسم السياحة العربية.
■ هل يمكن للوعى المصرى مواجهة تلك الشائعات على مواقع التواصل؟
- خلال العام الماضى ارتفعت نسب الوعى بشكل ملحوظ، لكن تبقى نقطة الضعف فى عامل حسن النية، الذى يدفع المصريين لنشر صور سلبية عن الوطن، خاصة فى مجال السياحة بدافع تصحيح الأوضاع، والأمر لا يقتصر على المزارات السياحية فقط، لكنه يمتد إلى الطعام المصرى، فنشر شائعات عن المطاعم الكبرى مثلا هدفه ضرب السياحة العربية فى موسم الصيف.
■ ما تعريفك للجاسوس المرحلي؟
- هو صاحب حساب على «الفيس بوك» له هدف مرحلى، يتمثل فى نشر الشائعات وتضمين رأيه عليها لمنحها مصداقية، دون أن يعلم أنه تم تجنيده.
■ كيف يحدث ذلك؟
- عن طريق لجان إلكترونية متخصصة، يمكنها تقديم دعم هائل لمواقف معينة لشخص عام أو انتقاده بشدة، ليتخذ موقفا أو يغيره إلخ، وللأسف تستجيب بعض الشخصيات العامة تحت تأثير الضغط الجماهيرى المعنوى لتغيير مواقفها، أو فى أفضل الحالات الصمت، أو إعادة توجيه رسائله لجمهوره.
■ ما طريقة عمل تلك اللجان؟
- هى متكاملة، ويعمل بها أشخاص مدربون بشكل علمى، كل منهم له عدد من الحسابات الوهمية بأسماء مستعارة، أو أسماء حقيقية لشخصيات وهمية، وعادة ما يتم ذلك عن طريق ما يسمى «شيفتات»، كل منها مكون من ١٠٠ فرد، وكل واحد يملك ما يقرب من ٢٠ حسابا إلكترونيا، إذا تصبح لدينا صفحات لا حصر لها، يتابعها كثيرون وينقلون عنها، وبذلك يتم نقل شائعة خلال برهة وجيزة وعلى نطاق واسع، فيما آخرون متخصصون فى متابعة الصحف الإلكترونية، وتوجيه تعليقات قراء المواقع وإرهاب الخصوم وتجنديهم، من خلال استخدام لغة بذيئة وحادة، تؤدى إلى الابتعاد عن المناقشة خوفا من الإهانة.
■ وما دور الدولة فى التصدى لذلك؟
- الدولة تبذل جهدا فى مواجهة سيل الشائعات الضارة، التى من شأنها تكدير السلم والأمن العام، عن طريق تقارير يعدها مركز دعم واتخاذ القرار بمجلس الوزراء الذى يصدر نشرة أسبوعية للرد على أبرز الشائعات.
■ وأين وزارة الداخلية؟
- الداخلية تكثف جهودها من خلال «مباحث الإنترنت» لمواجهة تلك اللجان، وتمكنت من ضبط بعض القائمين عليها، وهناك اهتمام من خلال إدارة المعلومات والتوثيق من خلال فروعها فى المحافظات، خاصة مع وجود لجان مهمتها تشويه الشخصيات العامة.
■ وكيف يحارب البرنامج الشائعات؟
- عن طريق الإذاعة، وهى المؤسسة الإعلامية الوحيدة، التى اهتمت بتوفير مساحة ضمن برامجها، لمواجهة تلك الحرب الشرسة.
■ وما ردود الأفعال الجماهيرية؟
- رائعة وغير متوقعة، ونتعرف عليها عبر الرسائل التى تأتى لصفحة البرنامج على «فيس بوك» منها ما يسأل، ومنها من يقدم معلومات تتعلق ببعض مديرى الصفحات.
■ ما أبرز التفاعلات من جانب الدولة؟
-استجابة مؤسسة الرئاسة لمداخلة من مدرس بجامعة المنيا، كانت ألغيت مناقشة الدكتوراة الخاصة به، حيث اتصلت به، وهنأته بعد مناقشة الرسالة، فضلا عن استجابة بعض الوزارات التى بدأت فى مواجهة الشائعات الخاصة بها، إما بإصدار بيانات، أو بالتفاعل مع البرنامج بشكل مباشر.