الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"خرافات" أهداف سويف

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المعارضة السياسية القوية دليل صحة أى نظام حكم ، فما تمثله من تربص سياسى بالنظام الحاكم يكون قاعدة الانطلاق الاولى ضد اى انحراف بالسلطة او تربح من فساد ، فهى عين الشعب على الحكم ، والترمومتر الحساس لقياس مدى شفافية ونزاهة اى دولة ، وهى القاطرة القادرة على المحاسبة ورصد الاخطاء والتعامل معها دون تهاون عبر الاليات السياسية المختلفة .
الا ان مصر لم تنجح خلال السنوات الماضية فى افراز معارضة وطنية حقيقة تقدر أهمية الدولة ومؤسساتها وتقوم بالادوار السابقة ، وتنوعت الاسباب وتعددت العوائق ، وحينما ننظر الى دولة 30 يونيو نجد انها تتعرض لحرب حقيقية من مدعى المعارضة الذين ينقسمون الى نوعين ..الاول المعارضة الممولة و العاملة خارج الوطن وهم هؤلاء الشرذمة التى تقتات على ترويج الشائعات وتوجيه الشتائم والسباب للرئيس ومؤسسات الدولة، والشعب يعرف انهم مجرد ادوات فى يد الممول القطرى والراعى التركى وموزعين ما بين لندن والولايات المتحدة ..يدعون انهم معارضة منفية وغالبيتهم محسوب على جماعة الاخوان الارهابية ، وهؤلاء هدفهم الواضح هو التخريب من اجل القفز على السلطة ولو على جثة الوطن .
الثانى معارضة "المراهقين سياسيا " ويمكن ان نطلق عليهم معارضي "جوجل " والاسم الاخير مشتق من استسهالهم تشويه اى شخصية او قرار عبر ادلة مستقاة من عملية البحث على موقع جوجل الذى لا يمكن اعتباره مصدرا موثوقًا فيه ، خاصة أنه يمكن لمبرمجى المواقع التلاعب فى نتائجه ، و أرشفة معلومات غير صحيحة فى صيغة أخبار عن شخصيات او موضوعات.. ولعل ما حدث مع محافظ القاهرة الجديد ليس بعيدا عن ذلك ، فالرجل كان هدفا لشائعات لاخوان خلال تنافسهم مع الفريق احمد شفيق ، باعتباره احد العاملين معه ، وللاسف صحفيين كبار نقلوا هذه المعلومات باستسهال مخل بمهنتهم ، وكان من الواجب سؤال الجهات الرقابية المعنية التى بادرت بعد اتساع نطاق الهجوم الى اصدار بيان ينفى خضوع الرجل الى اى تحقيق او سداده لأى مبالغ للدولة من اجل التصالح كما زعم مروجو الشائعة الاخوانية .
ويختلف معارضو "جوجل" او" المسخناتية " عن تابعى الجماعة الارهابية فى انهم ضد الجميع ولا ينتمون لشيء ، ولديهم ازمة مزمنة مع فكرة الدولة نفسها ، فضلا عن انهم يحتقرون الشعب المصرى الذى صم اذانه عن دعواتهم الفيسبوكية بالخروج للشوارع عشرات المرات خلال الاعوام الماضية ، ووصل الامر بأحد منظريهم وهى الدكتورة أهداف سويف الى الترويج لخرافات علنا حيث نشرت على صفحتها رسما لعمل مغربى ادعت انه للرئيس السيسي وانهم عثروا عليه فى شوارع القاهرة وطالبت النشطاء بعمل سحر مضاد له .
واهداف سويف هى خالة علاء عبدالفتاح المسجون على ذمة قضية حرق مقر الفريق شفيق وخالة منى سيف التى قام الرئيس عبد الفتاح السيسى بالعفو عنها العام الماضى ورغم ذلك لم تتخل عن مسلكها غير المفهوم بل وارتكبت جريمة التحريض ضد مصر بكتابتها خطابا باللغة الانجليزية لكل سياح العالم بأن يتوقفوا عن زيارة مصر ، ورغم ان حديثها عن مثل هذه الخرافات كان صادما لبعض مريديها ، وجد من يدافع عنه بل ويؤكده ..مثل الناشطة الحقوقية غادة شهبندر التى نشرت صورة للعمل وجدتها على جوجل ! ..وفى القلب منه رجل يرتدى الملابس العسكرية وهو ما استدعى سخرية النشطاء على مواقع التواصل الذين رشحوا شخصية "سباخ" الدجال فى فيلم احمد زكى الشهير البيضة والحجر لانتخابات الرئاسة القادمة حتى يتمكن من مواجهة الرئيس بالسحر والدجل والشعوذة فيما ذهب البعض الاخر الى الاستعانة بخبرات عصام حجى عالم الفلك لاستعادة الثورة عبر حركة النجوم والكواكب!
وسط هذا المشهد العبثى يظهر مشهد ايجابي ، لبوادر معارضة حقيقة تظهر فى البرلمان ، وحققت نجاحا جيدا فى مسألة الكشف عن فساد القمح باستخدام ادواتها الرقابية ، وتمكنت لاول مرة من الاطاحة بوزير قوى فى حكومة المهندس شريف اسماعيل ، واعتقد انه من الواجب على اجهزة الدولة والاعلام والاحزاب السياسية دعم تلك المجموعة التى اثبتت قدرة الدولة على التعامل مع معارضة وطنية ساخنة وحقيقة ، ترد على النموذجين السابقين اللذين يتلاعب بهما -بلا شك- كل أعداء الوطن .