الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

هانت وبانت!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد مرور نحو 280 يومًا من حكم جماعة الإخوان المسلمين لمصر، وجلوس المرشح «الإستبن» على كرسي رئاسة مصر؛ أصبحت الأمور في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية أكثر وضوحًا؛ لأن البلاد في ظل حكم عصابة الإخوان «تخرج من نقرة وتقع في دحديرة»، وتنتقل من فشل إلى فشل، ولعل قضية انتخابات مجلس النواب وحكم القضاء الإداري بوقفها -رغم أنف مرسي والعصابة والمرشد وحلفائهم- أكبر دليل على أن الأمور في مصر «هانت وبانت» لمن تسرب اليأس إلى نفسه، وظن أن حكم الإخوان سيطول على أرض مصر، وأنهم لن يتركوا مقاعد الحكم إلا بعد عشرات السنين، وعلى جثث وأشلاء ملايين المصريين.
فالفشل الذي وقع على مدار 270 يومًا من حكم مرسي وعصابته شيء، وما حدث بشأن حكم القضاء الإداري الأخير شيء آخر؛ لأنه أكد أن فقهاء الإخوان الدستوريين، الذين صاغوا مواد الدستور المعيب، لا يحفظون نصوصه، ولا يعرفون تفسيرها، والدليل المادة (141)، التي كشفت محكمة القضاء الإداري عدم تطبيقها، وتنص على «توقيع رئيس الوزراء والوزير المختص مع رئيس الجمهورية على كل تشريع يصدق عليه الرئيس بعد إقراره من سلطة التشريع»؛ وهو الأمر الذي يعني أن ما صدر من الشورى أيضًا قبل قانون انتخابات مجلس النواب أيضًا غير دستوري لو تم الطعن عليه.
فأنا لا أبالغ إذا قلت إن قرب زوال الإخوان عن حكم مصر قد ظهرت ملامحه، و«هانت وبانت»؛ لأن الصفعة القضائية الأخيرة كانت مؤلمة لهم جميعًا، خاصة الذين يجلسون في المقطم ويديرون الدولة المصرية بدرجة امتياز في الفشل.
حقًّا لقد هانت وبانت.. وإذا كان الرئيس مرسي قد تحدى إرادة الشعب والمعارضين له، ولم يخجل من نفسه عندما أعلن أن «جلده سميك»، وهو لا يعرف أنواع الحيوانات الأليفة وغير الأليفة التي تتميز بالجلد السميك، فإن الشعب المصري نفسه طويل، وإن النصر حليفه في النهاية في معركة زوال جماعة الإخوان عن حكم البلاد.
لقد أثبت حكم القضاء الإداري أن فقهاء الإخوان الدستوريين هم مجرد تلاميذ في القانون، بل مجرد «كُفتجية» وضعوا نصوصًا في الدستور لا يفقهون معانيها، ولا يعرفون أساليب ومواعيد تطبيقها، وبلا شك فإن الصفعات القانونية والقضائية القادمة ستكون أقوى وأشد على قفا الجماعة ومرشدها.
ومن حقي أن أطالب الثوار وأبناء الشعب المصري المتعجلين لنتائج الغضب والثورة لإزالة عصابة الإخوان ورئيسهم مرسي: صبرًا قليلاً. بل أستعير قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال لعائلة الصحابي الجليل عمار بن ياسر بسبب شدة التعذيب لهم: «صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة»؛ فلا بد أن نقول: «صبرًا يا شعب مصر فإن موعدنا النصر على الإخوان، أو الشهادة على أبواب قصر الاتحادية أو أمام مقر المقطم».
فقد «هانت وبانت»؛ لأن سقوط كوادر الجماعة في انتخابات اتحادات الطلاب مؤشر على ضعف الإخوان ورفض الشعب لهم، وأيضًا صلابة وقوة أبناء بورسعيد لمقاومة داخلية مرسي دليل آخر، وتزايد العصيان المدني في المحافظات دليل ثالث، وتمرد وإضراب الأمن المركزي في المحافظات دليل رابع.
نعم.. «هانت وبانت».. وموعد تخليص مصر وإنقاذها من حكم عصابة الإخوان بات قريبًا، وهم يرونه بعيدًا، ولكن نحن نراه قريبًا؛ لأن ثورة الشعب المصري ضدهم لن تتوقف، وعزيمة المقاومين لهم لن تلين، وصلابة المواجهين لهم لن تنكسر، ووقتها لن ينفعهم السلاح المخزن في جحور مقرات الإخوان بالمحافظات، ولن ينفعهم حلفاؤهم في جماعات العنف، ولن ينفع الحليف الأمريكي، وسيكون عقاب الشعب المصري لهم عسيرًا، ووقتها سيندمون أشد الندم على ما ارتكبوه في حق مصر، ليس خلال 270 يومًا أو أكثر، ولكن على مدار 80 عامًا، منذ تأسيس جماعتهم على يد «البنا» وزوالها على يد «العياط».