الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الكاتب الكبير استشهد بـمسلسل "الجماعة" لتأكيد رأيه.. محمد جلال عبدالقوي: وحيد حامد يكتب دون حيادية.. والمنتجون تحولوا إلى مجموعة "مقاولين" يدفعون أموالًا فقط

 الكاتب الكبيرمحمد
الكاتب الكبيرمحمد جلال عبدالقوى مع محرر البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
■ أنا أفضل من أمسك القلم فى تاريخ الدراما ولا يوجد خليفة لى حتى الآن ■ أجلس فى منزلى مترفعًا عن خوض «مهزلة الدراما».. والمنتجون تحولوا إلى مجموعة «مقاولين» يدفعون أموالًا فقط ■ الجزء السادس من «ليالى الحلمية» مجرد نبش فى قبر أسامة أنور عكاشة للحصول على «حفنة جنيهات» والعمل كان «جريمة»

«عباس الضو بيقول لأ»، واحدة من أشهر الجمل فى تاريخ الدراما المصرية، وأحد أبرز مشاهد مسلسل «المال والبنون»، للكاتب الكبير «محمد جلال عبدالقوى »، والتى عرضت فى التسعينيات من القرن الماضى، «عبدالقوى»، الذى يوصف بأنه ملك الدراما المصرية والعربية، قال إنه يرى فى نفسة الأفضل على مر التاريخ، مؤكداً أنه يفضل الجلوس فى منزله فى الوقت الحالي، بعد أن تحولت الدراما إلى سوق للمقاولات لمن يدفع أكثر، بعيداً عن المضمون والمعنى من العمل، وفتح عبدالقوى صندوق ذكرياته، وتحدث عن الوضع الحالى الذى تعيشه الدراما المصرية والعربية، ورؤيته عن رؤساء مصر السابقين، والرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وصفه بأنه حفيد الفراعنة. 

■ فى البداية.. أين محمد جلال عبدالقوى من الساحة الدرامية فى الوقت الحالي؟
- فى البيت، جالس فى منزلى مُترفعاً عن خوض مهزلة الدراما المصرية، التى لا تليق بتاريخى الفنى وأعمالى التى شكلت علامة فارقة فى تاريخ الدراما، لذلك أحيانًا يكون المنزل أكثر صونًا للإنسان بعيدًا عن الاستديو، كما أننى أعشق احترامى لنفسى والعمل بشروطي، ولاسيما أن البيئة الحالية أصبحت مختلفة عن الفترة التى بدأت فيها تقديم أعمالي، من حيث التعامل مع المنتجين والمخرجين، حيث تعودت على التعامل مع المنتج باعتباره فنانا ومثقفا ومُتعلما مثلى ومثل أبطال الرواية، وليس مجرد مقاوُل يدفع أموالا فقط، يتاجر بأمواله ويحول الفن إلى مجرد سلعة أو مواد بناء، دون مراعاة للمادة التى تقدم للمشاهد، والعبرة التى تصل لمشاهدى العمل الدرامي، وهنا يظهر غياب المنتج الأصلى للأعمال الدرامية، ألا وهو الدولة، التى عليها أن تنتج وتوفر بيئة جيدة للعمل الدرامي، وألا تترك الدراما فريسة للمنتجين الذين تحول أغلبهم إلى تجار مقاولات، أستحى أن أعمل معهم حفاظاً على تاريخي.
■ ما سبب عزوف الدولة عن المشاركة فى الإنتاج الدرامى من وجهة نظرك؟
- لا شك أنها كارثة بكل المقاييس، والسبب هنا عائد على وجود قصور فى الرؤية، وعدم وجود إيمان من قبل الدولة بأن الدراما هى الطريق لنهضة الدولة وتقدمها، وأن الحرية والإبداع هما أسس قيام نهضة الدولة، ما حول الدراما المصرية فى أغلب الأعمال إلى مستوى ردىء للغاية، وهو ما يظهر للعيان والمشاهد العادي، سواء على مستوى السينما أو المسرح، على الرغم من وجود عدد كبير من المبدعين، سواء كُتاب أو فنانين أو مخرجين، وهم فقط يحتاجون لوجود منتجين قادرين على إبراز ذلك، واستغلال هذا العدد الضخم من المبدعين، ولكن عدم اهتمام الدولة بذلك نظراً لغياب الرؤية، السبب الرئيسى فى تدهور سوق الدراما.
■ لماذا يلجأ الكُتاب والمخرجون للجنس والمخدرات والعنف فى الأعمال الأخيرة؟
- هناك فئة ما زالت تكتب وتنتج بشكل محترم، ولكن فى الأغلب هناك تفكير هزيل، وأفكار ضعيفة، واعتمادهم على مواد وأشخاص غاية فى الضعف، علاوة على انتقال كتاب السينما للتليفزيون والدراما التليفزيونية، واعتمدوا فى كتابتهم على فكرة شباك التذاكر، التى تزيد من أرباح العمل عن طريق العنف والجنس والعري، متناسين عن عمد أن ما يصلح للسينما لا يصلح للدراما التليفزيونية التى تدخل إلى البيوت، وعليهم أن يخجلوا مما يقدمونه للمشاهد.
■ البعض يرد على الانتقادات بأن ما يتم تقديمه هو انعكاس للواقع؟
- غير حقيقى على الإطلاق، بل افتراء على الواقع، ومقولة مغلوطة، ومن يرددها جاهل، لم يقرأ عن الفن أو يعلم ماهيته، الفن لا ينقل الواقع، ولكنه يجب أن يقدم ما يجب أن يكون، من حيث القيم والمادة المحترمة، دون أن يتم نقله بهذا العفن والفساد الموجود فى الشارع، حيث ينبغى على الكاتب أن يقوم بفلترة الواقع لا تقديمه كما هو بما يحوى من سلبيات وعيوب دون دراية بالتأثير الناتج عن العمل الذى يراه الملايين.
■ هل تحولت الدراما لتجارة سيئة السمعة؟
- قديماً كان يردد الإعلام والصحافة أن أكثر مهنتين تحققان كسبا وربحا عاليا هما تجارة المخدرات، والعمل الدرامي، وهو ما كان يصيبنا بالحزن الشديد، والدراما بالفعل مُربحة للغاية، ولكن غياب الكُتاب المحترمين وإحجامهم عن تقديم الأعمال المحترمة، حول الدراما بالفعل إلى تجارة سيئة السمعة، وترك الساحة لغير المبدعين، علاوة على غياب النجوم الكبار الذين كانت لديهم رؤية ثاقبة فى اختيار الكُتاب، وأذكر هنا أن الراحلة فاتن حمامة، قالت فى حقى «إننى أفضل من مسك القلم على مستوى الدراما المصرية والعربية»، كما طالبتنى بضرورة كتابة عمل درامى لها، وكانت الإذاعية الكبيرة آمال فهمي، شاهدة على الواقعة، ولكن لسوء حظى لم أوفق فى كتابة عمل لها، حيث كنت أحرص على أن يكون العمل على مستوى عالمي، على الرغم من أننى سبق وكتبت لها مسلسل «حياة الجوهري»، وكان من المفترض أن تؤدى سيدة الشاشة العربية، دور الفنانة يسرا بدلاً منها، ولكنها وجدت أنه غير مناسب لها من حيث الأحداث، علاوة على مرضها فى هذه الفترة، وأيضاً تكررت الواقعة مع الراحل عمر الشريف، حيث كتبت له مسلسل «نصف ربيع الآخر»، الذى قام بالدور بديلاً عنه الفنان يحيى الفخراني، الذى أرى أنه موهبة نادرة فى تاريخ الدراما المصرية، لم ولن تتكرر، وذلك باستثناء الراحل أحمد زكي، الذى أعتبره رئيس جمهورية التمثيل، بينما الفخرانى رئيس وزراء المهنة.
■ لماذا لم تقدم جزءا ثالثا من «المال والبنون».. وما تقييمك لتقديم جزء سادس من مسلسل «ليالى الحلمية»؟
- رفضى لكتابة جزء ثالث جاء بسبب العند مع وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف، الذى طلب منى كتابة جزء ثالث ولكنى رفضت حتى أشعر بالانتصار على الوزير، على الرغم من أن الدراما والإعلام المصرى يدين بالكثير للشريف فى بنائه ونهضته، بعيداً عن السياسة والمواقف السياسية، بداية من إنشاء مدينة الإنتاج الإعلامي، ورفع سقف حرية التعبير والرأي، بعيداً عن الرقابة، باستثناء مسلسل «نتانيا» الذى كان يتعرض للحرب مع إسرائيل، وحينها قالى لى الشريف «إنسى أن تتم الموافقة على المسلسل»، ولم ينشر استغاثتى إلا الكاتب الصحفى مصطفى بكري، علاوة على أن الشريف كان رجلا غاية فى القوة، ويعى أهمية الدراما ودورها فى المجتمع، وكان يشبه «المعلم» فى إدارته لملف الإعلام، كما أن رفضى جاء لأن الظروف الحالية غير مواتية لتقديم العمل، مثلما حدث مع مسلسل «ليالى الحلمية»، الذى غامر القائمون عليه بتقديم جزء سادس من العمل، وكان أشبه بالنبش فى قبر الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة، من أجل حفنة جنيهات، وسبق أن نصحت المنتج والمؤلف، بضرورة التوقف عن تلك الجريمة، ولا سيما أن الأجواء التى كُتب فيها المسلسل تغيرت تماماً.
■ كيف ترى تأثير سوق الإعلانات على الدراما؟
- لا شك أن الدراما تحتاج إلى بيئة جيدة ومؤهلة للعرض، وما يحدث الآن مهزلة بكل المقاييس، من حيث سوق الإعلانات التى تخترق الأعمال الدرامية من وقت لآخر، وتؤثر على الدراما التليفزيونية بشكل سلبي، حيث نجد مسلسلا على قدر كبير من الجودة، ويخترق العمل إعلان صابون ومكرونة وسمن، وهذا يشبه لعب العيال، ولاسيما أن الدراما شيء مقدس، يجب أن يحاط بشروط وبيئة محترمة ترفع من شأنه، وأذكر أننى حين أقرأ رواية للأديب الكبير نجيب محفوظ، أو عباس العقاد، أو عبدالرحمن الشرقاوي، أحرص على الوضوء قبلها، والجلوس بوقار واحترام، فالدراما هى ديوان العرب، وتعبر عن الواقع العربى من المحيط إلى الخليج، لكن ما وصل إليه حال الدراما حالياً مهزلة بكل المقاييس، وعلى الأمة العربية الاتشاح بالسواد، حداداً على حال الدراما فيها.
■ كيف يتأثر الشارع بمستوى الدراما؟
- بالتأكيد هناك علاقة وثيقة بين الدراما والشارع، حيث نجد أن الشباب والأطفال فى الشارع، اكتسبوا لغة وأسلوبا جديدا فى حياتهم اليومية، وذلك تأثراً بالدراما، بل يأخذون من بعض الفنانين قدوة، ما يجعل الدراما أخطر من التعليم الجامعي، لأنها مادة تقدم مجانية للشباب والأطفال، دون تكلفة أو محاسبة، وتتسرب إلى البيت بشكل غير مباشر، وهنا تأمل الشارع بعد عرض أى مسلسل، تجد سلوك ولغة الشباب يقومان على العنف والسلاح والجنس، تأثراً بسوق الدراما المُتردي.
■ محمد رمضان.. «ظاهرة» أم «موهبة»؟
- رمضان فنان موهوب للغاية، ويُعد علامة فارقة فى تاريخ الفنانين الشباب، ولكنه أساء استخدام موهبته، وما زال صغير السن ويعانى من الشهرة المباغتة وهو غير مؤهل لها، وانعدام الرؤية، وعليه تصحيح مساره بشكل سريع، وتغذية موهبته وعرضها بشكل إيجابى بعيداً عن السلبية والعنف والمخدرات التى اعتمد عليها فى مُجمل أعماله، حتى لا يسقط فى فخ البلطجي، ودائماً أشبهه بالفتى الذى منحه الله قوة بدنية، وبدلاً من استخدامها فى الرياضة والبطولات، تحول إلى فتوة فى الشارع.
■ هل ترى أن هناك مُغالاة فى أجور الفنانين فى ظل الأوضاع الاقتصادية التى تعيشها مصر؟
- بالتأكيد، هناك مغالاة غير مُبررة، وأصبح الفنانون يطلبون مبالغ خيالية بسبب سوق الإعلانات الجشعة، ولكن هنا يجب أن يكون المقياس بالمادة التى يقدمها الفنان، مثلما يحدث فى العالم الخارجي، وبمقدار المنفعة التى يقدمها النجم أو الفنان.
■ موسم رمضان .. تأثيره سلبى أم إيجابى على الدراما المصرية؟
- للأسف الشديد، موسم سلبى للغاية، ولاسيما أن معظم الأعمال يتم تصويرها أثناء عرض المسلسل فى شهر رمضان، حيث نجد أن هناك ٦٠ عملا يتم تقديمها بشكل سريع للحاق بالشهر، دون التركيز على جودة العمل، وعن نفسى كنت حريصا على كتابة كل حلقات المسلسل أو العمل الدرامى قبل البدء فى تصويره، وأن يكون جميع العاملين فى المسلسل على دراية كاملة بالأحداث.
■ كيف ترى ظاهرة تحويل الأعمال السينمائية إلى أعمال درامية على شاشات التليفزيون؟
- سيئة وفاشلة، وجريمة يجب أن يحاسب من يرتكبها، ولاسيما أنها إفلاس، واعتداء على حق كاتب الفيلم، لأن العمل السينمائى ليس ميراثا، وأغلبها تعرض لفشل شديد، مثلما حدث فى روايتى «العار»، و«ريا وسكينة»، علاوة على تغير الظروف المعاصرة للعمل السينمائى الذى عُرض فى وقتها.
■ الفن فيه واسطة؟
- من يريد الإضرار بفنان أو الإساءة له، عليه الدفع به فى مجال الفن بالواسطة، حتى يفشل فشلا سريعا وذريعا، وذلك سواء على مستوى التمثيل أو الإخراج وحتى التصوير، فالواسطة تجوز فى كل المهن إلا الفن.
■ من وجهة نظرك.. من الفنان الأبرز على الساحة حاليًا؟
- لا يمكن تحديد ذلك، ولكن فى الوقت الحالى نستطيع أن نقول أن الفنان يحيى الفخرانى الأبرز على الساحة فى الوقت الحالي، أما على مستوى الشباب هناك الفنان آسر ياسين، الذى أرى أنه الأفضل فى الفترة الحالية، من حيث الاختيار والثقافة، ويعتبر الفن مسألة حياة أو موت، بعيداً عن الكم، ويأتى بعده أحمد السقا، أما عن الفنانات، تُعد إلهام شاهين الأبرز والأقوى على الساحة، حيث شاركت معى فى مسلسل «أديب»، ثم «نصف ربيع الآخر»، حتى مسلسل «قصة الأمس».
■ كيف ترى مشاركة الفنانين العرب فى الدراما؟ وهل تهدد الدراما العربية والتركية عرش الدراما المصرية؟
- مشاركة الفنانين العرب أثرت الدراما المصرية بشكل كبير، والتربص بهم عنصرية غير مسبوقة، ولاسيما أنهم حققوا نجاحًا ملحوظا فى الدراما وفى الأعمال التى شاركوا فيها، مثل الفنان إياد نصار، ودوره التاريخى فى مسلسل «حسن البنا»، وظافر العابدين، والفنانة التونسية هند صبري، والتى اندمجت بشكل كبير فى المجتمع المصري، وأجادت اللهجة المصرية بشكل كبير، أما عن تأثير الدراما العربية على الدراما المصرية، يُعد دربا من الهراء والخيال، حيث لا وجود من الأساس للدراما العربية، ولاسيما أن الدراما المصرية سبقت تلك العربية بسنوات كثيرة، وهنا من الممكن أن نرحب بالدراما العربية إذا كانت ستثرى الساحة، ولكن أين هي، ونفس الأمر ينطبق على الدراما التركية المملة، التى تعتمد على قصص وهمية وفاشلة، وتشبه مسلسلات التسلية، ولا مضمون أو هدف فيها، وتعتمد على نقل صورة الأماكن السياحية فى تركيا فقط، ولجوء المصريين لها، جاء بسبب انخفاض مستوى الدراما المصرية وعدم وجود بديل جيد.
■ من أفضل كُتاب الدراما من وجهة نظرك؟ وما أقرب الأعمال إلى قلبك؟
- لا شك أن الراحل أسامة أنور عكاشة، كان الأفضل، ولكن فى الوقت الحالي، لا يوجد سوى محمد جلال عبدالقوي، الأقوى والأفضل، سواء فى الدراما المصرية أو العربية، وبشهادة الجميع «أنا أفضل من مسك القلم فى تاريخ الدراما»، ولا يوجد خليفة لى حتى اللحظة، ومن المبكر جداً الحديث عن خليفة، وهناك أعمال قربية للغاية لقلبى من كتاباتي، مثل مسلسل «أديب»، للفنان الراحل نور الشريف، وهو باكورة أعمالي، ولكن هناك أعمالا على المستوى العالمى كنت أتمنى كتابتها، مثل رواية «الدكتور جيفاغو»، وهى رواية كتبها الروائى الروسى بوريس باسترناك، ولكن على المستوى المحلي، هناك فيلم «الأرض» للعظيم الراحل عبدالرحمن الشرقاوي.
■ هل الفن مُحرض فى بعض الأحيان؟
- الفن على طول الخط مُحرض، الفن يعنى المعارضة، وأن ترى الواقع بشكل مختلف، وأن تكتب وتعرض ما يجب أن يكون عليه الواقع، وتنقد الأحداث والواقع الحالي، ولكن بشكل درامى وبناء، بعيداً عن الابتذال.
■ من الزعيم أو الرئيس الذى تتمنى كتابة مسلسل يحكى سيرته؟
- الراحل محمد أنور السادات، لأنه الأحق، حيث نستطيع أن نجد ماله وما عليه، سواء قصة طفولته، مروراً بقصة حبه لزوجته جيهان السادات، ويُعد الرئيس الوحيد الذى أتمنى كتابة مسلسل عنه، لأنه أعظم من أنجبت مصر، وأعظم رجل على المستوى السياسى فى التاريخ الحديث، وذلك حتى انتهاء فترة حكم الرئيس السيسي، وبعدها من الممكن دراسة كتابة مسلسل عنها، غير ذلك من غير الممكن الكتابة عن رئيس سابق، ولاسيما أن هناك رؤساء أغلب سيرتهم فاسدة، مثل الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الذى حكم مصر طيلة ٣٠ عاماً من الفساد والاستبداد، وأذكر هنا، أن الوزير الأسبق صفوت الشريف، طلب منى كتابة مسلسل عن مبارك، يتضمن سيرة حياته فى العشرين عاماً الأولي، وتم تحديد لقاء فى مكتبه فى مقر الهيئة العامة للاستعلامات، وحينها حذرنى بعض المقربين من رفض كتابة العمل، وكان الشريف حينها يريد تمجيد وتعظيم فترة حكم مبارك، ولكنى رفضت ذلك.
■ هل من الممكن أن تكتب مسلسلا عن الرئيس المعزول محمد مرسي.. أو مؤسس جماعة الإخوان حسن البنا؟
- لو أرادوا كتابة مسلسل ساخر عن رئيس مصري، سيكون بطله محمد مرسي، فهو رئيس يجيد أكل البط، ولا يصلح سوى أن يكون داعية لأفكار العصور الوسطي، حيث جعل مصر أضحوكة العالم، وأحدث حالة من الانقسام بين طبقات الشعب المصري، وخلق طبقة من المتعاطفين معهم، على الرغم من أن زوال حكمهم كان حتمياً، وفض تجمعهم المسلح فى رابعة والنهضة بالعنف كان حتمياً أيضاً، ولاسيما أنهم رفضوا الرحيل فى هدوء وبممرات آمنة، أما عن حسن البنا، فمن الممكن كتابة مسلسل عنه يتناول سيرته من حيث رغبته فى نقاء الدعوة على حسب رؤيته، فى فترة الثلاثينيات والأربعينيات، ولكنه انحرف فى النهاية وتملكه الغرور، بعد أن زاد أنصاره، وبدأ السعى إلى السلطة، وجانب الكاتب الكبير وحيد حامد الصواب حينما كتب مسلسلا عنه، لأن حامد كان كارها للبنا، وكتبه بناءً على هواه الشخصى دون حيادية.
■ كيف ترى حرية التعبير فى الفترة الحالية؟
- لا شك أن حرية التعبير التى كفلها الدستور فى الفترة الحالية، أُسىء استخدامها بشكل كبير، مثلما حدث فى رواية الروائى أحمد ناجى الأخيرة التى كانت خادشة للحياء بشكل كبير، ولا علاقة لها بالأدب أو الفن، وهنا أود أن أؤكد رفضى للحبس فى قضايا النشر، ولكن هنا علينا الرقابة والمنع من المنبع، وليس الحبس.
■ ما تقييمك للمشهد الحالى فى مصر وأداء الرئيس السيسي؟
- المشهد به سوء فهم كبير للغاية، وعدم إنصاف وتصيد للأخطاء بشكل كبير، بل وافتراء على الرئيس عبدالفتاح السيسي، والذى لم أر رئيسا منذ عهد الملك مينا يطالب بتطبيق القانون على الجميع، ويرفض سياسة التطبيل والمدح عمال على بطال مثله، علاوة على كم الهجوم والتجريح الذى يتعرض له الرئيس، فى ظل التحديات التى تواجه الرئيس، ومن وجهة نظرى أن عيب السيسى الوحيد، أنه رجل ينتمى للفراعنة، ويرفض أن يخضع لإملاءات الغرب ووضع رقبة مصر تحت أقدام الغرب، ويسير على خطى الرئيس عبدالناصر والسادات، ولم ولن ينحنى للغرب.