السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

الأمين العام لاتحاد المصريين بالخارج يتحدث لـ"البوابة": 10 ملايين مصري خارج حسابات الحكومة.. وغياب فروع للبنوك المصرية بالخارج سبب تراجع التحويلات.. 850 ألف عالم في مختلف جامعات العالم رهن إشارة الوطن

محمد ريان، الأمين
محمد ريان، الأمين العام لاتحاد المصريين بالخارج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اتهم محمد ريان، الأمين العام لاتحاد المصريين بالخارج، الحكومة بالتقصير تجاه 10 ملايين مصرى من المغتربين حول العالم، مشددًا على ضرورة التواصل مع العاملين بالخارج، والاستفادة من 850 ألف خبير وعالم مصرى من أمثال العالم الراحل أحمد زويل، خارج مصر.
وأضاف «ريان»، في حواره لـ«البوابة»، أن هناك عدة طرق لمشاركة المصريين بالخارج في دعم الاقتصاد، ولكن هذه الطرق متوقفة على تحركات الحكومة، موضحًا أنه يجب أن يتم استغلال هذه الطاقة البشرية، خاصة أن هناك استعدادا لدى الجميع، لخدمة مصر والعودة إليها وتنميتها.. وإلى نص الحوار.

■ ما أبرز المشكلات التي تواجه المصريين بالخارج؟
- عدد المصريين بالخارج يبلغ نحو ١٠ ملايين مصرى، متواجدين في ١٧٨ دولة حول العالم، وهى مساحة لوجستية في عدة دول، يمكن الاستفادة منها، فهم شعب كامل خارج مصر التي تعد الدولة رقم ٥ في تصدير أيدى عاملة للخارج، والسادسة في استقبال الأموال من المغتربين، وهناك عدة إشكاليات تواجههم، على رأسها عدم اهتمام الجهات التنفيذية الممثلة في الحكومة بمستقبلهم، خاصة أن العديد منهم يحتاج إلى الشعور بالأمان، وأن وطنهم يحتاج إليهم، من خلال تمكينهم سواء في الاستثمارات، أو في المشروعات التي تسعى إلى تنفيذها، كمشروع بيت الوطن، وهو الذي نسعى من خلاله، إلى أن تقوم الدولة، بتسليم بيت لكل مصرى بالخارج، على أن يكون تسديد قيمته على سنوات، وهو ما يعطى انطباعًا لديهم، بأن الدولة تعمل على راحتهم، هذا بخلاف الإشكاليات المتعلقة بالعمل والصعاب التي تواجههم.
■ كم يبلغ عدد كيانات الاتحاد بالخارج؟
- يوجد نحو ٨٠٠٠ اتحاد خاص بالمصريين في الخارج، ولكن هناك العديد منها غير معتمدة رسميًا، ولكنها مسميات.
■ لماذا لا يتم دمج هذه الكيانات في كيان واحد يعبر عنهم؟
- لأن البعض يسعى إلى تولى مناصب قيادية، وهو ما يدفعهم إلى عدم الرغبة في الانضمام إلى كيان واحد، من أجل تولى دفة القيادة.
■ هل بالفعل توجد انشقاقات بين هذه الكيانات والاتحاد العام وما سببها؟
- بالتأكيد هناك خلافات عديدة، ولكنها خلافات أطلق عليها خلافات صحية، لأنها تسعى للبناء وليس من أجل الهدم.
■ ما تقييمك لوزيرة الدولة للهجرة؟
- أداؤها جيد، وتسعى إلى تنفيذ سياسات جديدة، والدفاع عن حقوق المصريين بشتى الطرق، وهناك عدة إشكاليات وقعت مؤخرًا، أثبتت جديتها في التعامل معها.
■ ما حقيقة مسئوليتها عن إثارة الخلاف بين كيانات للمصريين بالخارج بسبب عدم تعاملها سوى مع الاتحاد العام؟
- لا يوجد أي خلافات، ولكن ما يحدث أن هناك كيانات غير مسجلة، والقنصليات المصرية بالخارج، لا تعلم عنها أي شيء، وهو ما يدفع الوزيرة إلى عدم التعامل مع هذه الكيانات، والتعامل مع الكيان المسجل رسميًا، وهو الاتحاد العام للمصريين بالخارج، ولكنها لا تقوم بمجاملة أحد.
■ هناك مطالبات من نواب بالبرلمان بإلغاء وزارة الهجرة لأنها غير قادرة على حل مشكلات المصريين.. ما تعليقك على هذه المطالب؟
- لا أؤيد هذه المطالب، خاصة أن المصريين بالخارج في حاجة إلى وزارة تهتم بشئونهم، ولو كان سبب هذه المطالبات هو عدم قيام الوزيرة المختصة بحل مشكلات المصريين بالخارج، فمن الأولى أن يطالبوا بإقالة الوزيرة، وليس إلغاء الوزارة، وعلى الرغم من هذا، فوزيرة الدولة للهجرة تقوم بدورها كاملًا، تجاه جميع القضايا والإشكاليات التي تواجه الجاليات المصرية خارج مصر.
■ ما أسباب قلة تحويلات المصريين بالخارج للعملة الأجنبية؟
- هذه الأسباب ترجع إلى وجود احتكار للعملة، وفتح العديد من مكاتب الصرافة بالخارج، مهمتها هي جمع الأموال من المصريين المتواجدين بهذه الدول، وإرسال قيمتها بالجنيه المصرى إلى أهاليهم داخل مصر، وهو ما يمنع دخول العملة، وبعد أن كانت التحويلات تتخطى الـ٢٢ مليار دولار في العام، وصلت إلى ١٨ مليار دولار فقط، وهو ما تسببت فيه عملية الاحتكار بالخارج.
وهناك أسباب أخرى يمكن العمل على حلها، لاستعادة التدفقات ومنها إحجام البنوك المصرية عن فتح فروع لها خارج مصر، تكون هي المسئولة عن التحويلات، بدلًا من شركات الصرافة التي تعمل على الاحتكار، ورفع قيمة الدولار في مقابل الجنيه المصرى، إضافة إلى فتح شركات صرافة مصرية أيضًا، ولو تم هذا وقامت البنوك بالاستثمار وفتح أفرع لها في الدول التي يتواجد بها المصريون بكثافة، سيكون له مردود قوى، وسيعمل على زيادة تحويلات المصريين بالخارج، وتوفير العملة الصعبة.
ومن الأسباب التي أدت لقلة التحويلات أيضًا، السياسة النقدية التي تتبعها الدولة، فمن غير الطبيعى، أن يأتى مستثمر بأموال ضخمة، ويكون هناك حد للسحب، يجعله يقف عاجزًا عن التصرف في أمواله.
■ كيف يمكن الاستفادة من العلماء والخبراء المصريين المتخصصين في مجالات مختلفة حول العالم؟
- يوجد من بين الـ١٠ ملايين مصرى المتواجدين بالخارج، ٨٥٠ ألف خبير وعالم، الخبير مثل الدكتور هانى عازر، والعالم مثل الدكتور الراحل أحمد زويل، ومن بين هذا العدد منهم ١٢٥٠ عالمًا في التخصصات النادرة، مثل الهندسة الوراثية، والفيزياء الطبيعية، والكيمياء الحيوية، وتكنولوجيا النانو، وغيرها من التخصصات النادرة على مستوى العالم، و٥٢٪ من هذا العدد متواجدون في الولايات المتحدة الأمريكية فقط، هذا إضافة إلى ٨٤ ألف أستاذ جامعى، في مختلف جامعات العالم.
بعد وفاة الدكتور أحمد زويل، الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد على تنفيذ برنامج زويل لتنمية العمل والبحث العلمى، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها نقل حضانة عالم إلى مصر، وهذه الحضّانة ستكون نافذة تكنولوجية على العالم، وسيتم استغلال هذه الطاقة البشرية في خدمة الإنسانية، بعد العمل على تنفيذ هذا البرنامج، ووفاة زويل كانت سببًا في أن تلتفت مصر إلى علمائها في الخارج.
■ بشكل عام كيف يمكن الاستفادة من العدد الضخم للمصريين بالخارج في دعم الاقتصاد المصري؟
- بداية يجب أن يكون هناك تواصل مباشر، بين المصريين بالخارج، والبنوك المصرية، التي تختفى من الساحة الخارجية، وهذا متعلق بسياستها، وهو ما يدعو شركات الصرافة المسيطرة على السوق بالتحكم في الأسعار، ويجب على الحكومة أن تشارك في عملية إنشاء شركات الصرافة بالخارج.
ويجب على الدولة أن تفتح مشروعات لهم، منها مشروع بيت الوطن، سواء كان أن تقوم الدولة بتمليك أراض لهم، سواء أراض للسكن أو الزراعة أو الاستثمار، هذا فضلًا عن المشروعات الاقتصادية الكبرى، التي يجب أن تجد الدولة وسيلة تسويقية لها بين المصريين للخارج، للاستثمار فيها، وألا يقتصر الأمر على عقد مؤتمر صحفى للإعلان عن هذه المشروعات، مثل مشروع المليون ونصف المليون فدان.
وكذلك مشروعات الـ«ppp»، وهى المشاركة بين الحكومة والمستثمرين، حيث يجب على الحكومة أن تطرح مشروعات للاستثمار، عن طريق المشاركة، ومنها ما طرحته وزارة التربية والتعليم، عن إقامة مدارس بالشراكة مع المستثمرين، ونحن نسعى أن تكون هناك نسبة منها للمدرسين المتواجدين بالخارج.
أما عن المنافذ العلمية لمصر، فيجب أن تكون هناك منافذ عديدة لمصر في مختلف الدول، حيث لا يوجد سوى منفذ واحد حاليًا، وهو المعهد العالى للدراسات الإسلامية ومتواجد في إسبانيا، وهذه المنافذ يمكنها أن تعمل على التواصل بين هذه الدول ومصر، فضلًا عن تحسين صورة مصر، ونحن نتساءل: لماذا لا تكون للأزهر الشريف جامعات في أفريقيا وأوروبا، من أجل توصيل صورة الإسلام الصحيح؟، وكذلك لماذا لا تكون هناك أفرع لجامعة مثل القاهرة في الدول الأخرى، وهذه منارات ثقافية يمكن مشاركة أبناء الوطن فيها.
■ كيف ترى وقائع الاعتداء على المصريين بالخارج؟
- هذه الوقائع فردية، ولا يمكن أن نعممها، ونقول إن هناك ترصدًا للمصريين بالخارج، وهناك تحقيقات تتم للوقوف على حقيقة هذه الحوادث، ولكنها بالطبع تؤثر على سمعة الدول التي تقع فيها.
■ قانون الهجرة الحالى كيف تراه في ظل تعليقات البعض بأنه لا يخدم المغتربين؟
- القانون جيد، وبالعكس فهو يخدم القطاع الأكبر من المصريين بالخارج.
■ أخيرًا.. هل ترى أن الدولة تقوم بواجبها تجاه المصريين بالخارج؟
- بالرغم من المجهود الذي تقوم به الدولة، إلا أن هناك تقصيرًا واضحًا تجاههم، وفى التواصل معهم.