قرار حظر استيراد فوانيس رمضان أنقذ صناعة تراثية رائدة على مر التاريخ
فى حوارها مع «البوابة» أكدت الدكتورة نيفين الكيلانى، رئيس صندوق التنمية الثقافية التابع لوزارة الثقافة عن أهمية الحرف التراثية فى إثراء المجتمع والحفاظ على تراثه التاريخى، بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة أمام الشباب فى السوق مما يعزز اقتصاد الفرد والمجتمع.
وأشارت إلى دور الصندوق فى تعزيز ودعم الموهوبين من مختلف الأعمار، حيث يقدم دورات تدريبية لتعليمهم وتدريبهم على الحرف التقليدية، وعرض المنتجات الخاصة بهم فى سوق شهرية داخل مصر، بالإضافة إلى معارض موسمية خارج مصر تعود بالربح المالى على أصحاب الحرف أنفسهم بالإضافة إلى توفير المواد الخام لهم دون مقابل.
وكشفت عن خطة الصندوق مستقبليا لإنشاء مراكز حرفية متخصصة جديدة فى المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد مثل أسوان والنوبة وحلايب وشلاتين والوادى الجديد والعريش.
فإلى نص الحوار:
■ فى البداية ما دور الصندوق فى الحفاظ على التراث المصرى من خلال المنتجات والحرف التقليدية؟
- يقوم الصندوق بتعليم الحرف التراثية وربطها كمصدر دخل للمواطن، بما يعزز الاقتصاد للفرد والمجتمع، مما يحافظ على التراث المصرى من الاندثار وفى نفس الوقت يفتح أسواق عمل للشباب جديدة من خلال تعليمهم وتدريبهم على حرف تقليدية وتراثية جديدة.
■ كيف يدعم الصندوق أصحاب الحرف التراثية؟
- هناك سوق شهرية لعرض المنتجات التراثية تقام برعاية الصندوق ومركز الحرف التقليدية والتراثية بالفسطاط، ويتم عرض جميع مشغولات أصحاب الحرف التراثية ومنتجات المتدربين فى دورات المركز ويتم البيع لصالحهم، حيث يتم توفير الدعم المالى للمواد الخام لجميع المشغولات، ويكون الربح لصالح الحرفيين أنفسهم، هذا بالإضافة إلى دعم المشاركة فى معارض خارج مصر لعرض المنتجات المصرية التراثية.
■ من أين يتلقى الصندوق الدعم المالى لهذه الدورات؟
- لا يتلقى صندوق التنمية دعماً من ميزانية الدولة بخصوص ذلك، ويتم الدعم من خلال موارد الصندوق الذاتية، من خلال مدخلات الصندوق السنوية من المشروعات التابعة له ويتم تخصيص بند لدعم الحرف التراثية منها.
■ ما هو العائد للصندوق من هذه المشروعات؟
- لا يوجد أى ربح مادى يعود على الصندوق، والهدف تحقيق تنمية اقتصادية وثقافية واجتماعية من خلال دعم الموهوبين فى صناعة الحرف التراثية.
■ كيف يقدم المواطنون فى هذه الدورات؟
- من خلال الإعلانات المقدمة من مركز الحرف التراثية والتقليدية بالفسطاط، يقوم المواطن بملء استمارة ويتم إبلاغه بموعد التدريب أو المنحة المقدمة للتعليم والتدريب على المهن التراثية والتقليدية.
■ هل توجد معارض خارجية لهذه المنتجات؟
- بالفعل قام الصندوق بإقامة معارض خارجية بالتعاون مع العديد من الدول هذا العام، بالإضافة إلى عقد بروتوكولات مع بعض الدول لعقد دورات تدريبية خارج مصر، بالإضافة إلى السعى لإقامة معارض دائمة لمنتجات التراث المصرى بالخارج.
■ هل يوجد تعاون بين مركز الحرف وصندوق التنمية الثقافية وبين الصندوق الاجتماعى لدعم أصحاب الحرف لامتهانها؟
- لا يوجد تعاون، ولكن بالفعل أصحاب الحرف بعد التدريب واحتراف الصناعات التراثية من خلال صندوق التنمية الثقافية، يذهبون إلى الصندوق الاجتماعى للحصول على قرض لفتح محلات تعرض منتجاتهم التراثية بشكل دائم.
■ هناك مبادرة خرجت من الصندوق لتوفير الأثاث بما يناسب شقق الإسكان الاجتماعى.. ما حقيقة ذلك؟
- قمت بتوجيه مركز الحرف التقليدية بالفسطاط بصنع الأثاث المستوحى من التراث المصرى بمساحات يمكن استخدامها داخل شقق الإسكان الاجتماعى، وأسعارها فى متناول أيدى الشباب، ما يعزز وجود التراث المصرى اجتماعيا.
■ ما رأيك فى صناعة التراث المصرى خارج مصر، خاصة فى أسواق الصين؟
- من أهم القرارات الصائبة عدم استيراد مثل هذه البضائع من الخارج، خاصة فوانيس رمضان، ما عزز صناعة الفوانيس هذا العام داخل مصر بالشكل التراثى المصرى، بالإضافة إلى استمرار الصناعة وفتح المنازل العاملة فى هذا المجال واستمرار مصادر الدخل، وفتح الأسواق بالداخل والخارج.
■ هل يقوم الصندوق بتقديم التراث بالشكل المعاصر بما يناسب الوقت الحالي؟
- هناك تراث تاريخى يحوى شكلا معينا ومحددا لا يمكن أن نقترب منه، ولكن هناك رؤيا معاصرة للتراث تقدم من الموهوبين خاصة فى صناعة الحلى وغيرها، وظهر ذلك فى مهرجان الحلى المقام مؤخراً بجانب عروض الحلى من التراث التقليدى.
■ ما أهم المهرجانات الخاصة بصناعة التراث؟
- سوف يقام مهرجان الملتقى الثانى للحلى التراثى، وتخريج طلاب منحة برنامج «بيت جميل»، بالإضافة إلى السوق الشهرية لمركز الفسطاط لصناعة التراث التقليدى.
■ ما منحة «بيت جميل» لأصحاب الحرف؟
- منحة «بيت جميل» تأتى من خلال التعاون بين صندوق التنمية ومدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية، وبدأت المنحة منذ سبعة أعوام، وتعتبر إحدى المدارس المهمة عالميًا فى الاهتمام بالحرف التقليدية والفنون التراثية، والمنحة تقدم الدراسة والتدريب العملى على مدى عامين، ويحصل الخريجون على شهادة معتمدة من المدرسة بعد اجتيازهم البرنامج التدريبى فى مجالات الرسم الهندسى، والمنظور، والرسم الحر، والدراسات اللونية، ودراسة عدة حرف منها الجبس، والزجاج المعشق، والخزف، وأعمال الخشب القشرة، وأعمال المعادن مثل تفريغ النحاس، وغيرها من الصناعات التقليدية وتم تخريج ١٧ شابا وفتاة هذا العام من المنحة فى أواخر شهر أغسطس الماضى.
■ لماذا لا يتم التعاون مع المدارس الفنية والصناعية فى هذا المجال؟
- هناك بروتوكولات تعاون بين وزارة الثقافة ووزارتى التعليم والتعليم العالى، وسنسعى فى المستقبل لعقد تعاون بين صندوق التنمية ومركز الحرف التقليدية والمدارس الفنية فى هذا المجال.
■ ماذا عن تنمية الحرف التراثية بالصعيد؟
- فى خطة طموحة لإنشاء مراكز الحرف داخل المحافظات الحدودية ومحافظات الصعيد مثل أسوان والنوبة وحلايب وشلاتين والوادى الجديد والعريش، ما يعزز الحفاظ على التراث المصرى وننمى المجتمع داخل هذه المدن اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا.
