الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

اليمن.. انتخابات لا محاصصة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نفذ تنظيم داعش عملية انتحارية أخرى دامية فى مدينة عدن، قتل فيها أكثر من ستين مقاتلًا من الموالين للحكومة الشرعية، تأتى ضمن سلسلة عمليات إرهابية ينفذها التنظيم مع شقيقه تنظيم «القاعدة» هناك، القتال يوضح طبيعة التحالفات فى حرب اليمن، حيث يلتقى الانقلابيون، وهم الحوثى وجماعة الرئيس السابق على عبد الله صالح، مع تنظيمى «القاعدة» و«داعش» فى معسكر واحد ضد معسكر قوات الحكومة الشرعية والقبائل الموالية لها، مع التحالف العسكرى العربى بقيادة السعودية.
وبعد العملية الدامية فى عدن، علق المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي، قائلًا: «إن الهجوم يبرز الحاجة الملحة إلى تسوية كاملة وشاملة تؤدى إلى تقليص الفراغ الأمنى والسياسى الذى تفاقم بسبب الحرب الأهلية الدائرة هناك»، وحذر من أنه «فى حال عدم التوصل إلى حل سياسي، فإننا نشعر بالقلق من قدرة «داعش» و«القاعدة» على الاستمرار فى الاستفادة من عدم الاستقرار».
ولا خلاف أبدًا على أن الفوضى تغذى الجماعات الإرهابية، وأن الحل السياسى هو الخيار الأمثل لليمن، ولجميع الأطراف المقاتلة هناك، لكن يجب أن نحذر من أن التنازل للحوثى وصالح، أى المتمردين، وتسليمهم الحكم، أو السماح لهم بالبقاء كقوة مستقلة ونافذة فى أى اتفاق مقبل، سيكون خطره أعظم.
وخلال الاثنى عشر شهًرا الماضية، استهدف التنظيمان الإرهابيان القوات الإماراتية بشكل رئيسي، والسعودية فى اليمن، وحاولا قتل عدد من مسئولى الحكومة اليمنية فى العاصمة المؤقتة، بينهم رئيس الوزراء السابق، ولعب التنظيمان الإرهابيان دورًا مؤثرًا فى تعطيل قوات التحالف، المتحالفة مع الحكومة اليمنية الشرعية، عندما استهدفوها بشكل ممنهج فى المناطق التى حرروها من صالح والحوثي. الآن، وزارة الخارجية أكثر رغبة فى الحل السلمى، لأنه الخيار الأفضل، وهذا صحيح، لكنه يجب ألا يجيء ذلك على حساب الحل الذى تبنته الأمم المتحدة، ويقوم على حل الانتخابات، وليس على مفهوم المحاصصة الذى يعطى الحوثيين وصالح مقاعد ونفوًذا أكبر فقط، لأنهم يحملون السلاح، فمفهوم المحاصصة الذى تروج له إيران فى العراق ولبنان هو الذى خرب البلاد، وأدى إلى الفوضى التى نراها اليوم هناك..
نقلاً عن «الشرق الأوسط اللندنية»