لعل تجمع أكثر من مليوني مسلم في مكان واحد دون تمييز بين عربي أو أعجمي، وأبيض أو أسود، يجعل جماعات الإسلام السياسي تعتبر هذا الموسم لا يمكن تكراره، وأنه كنز لا يمكن أن تغفل عنه.
وكانت أولى الجماعات استغلالًا لهذا الحادث، هي جماعة الإخوان الإرهابية، بدعوة التنظيم الدولي لعقد مؤتمر سنوي لوضع الخطة المستقبلية للجماعة.
وعلى خطى الإخوان، بدأ تنظيم "داعش" الإرهابي، تحريض أنصاره خارج سوريا والعراق وليبيا، على الذهاب إلى المملكة العربية السعودية لأداء فريضة الحج، واستغلال الموسم لنشر بعض الأفكار المرتبطة بالتنظيم لتعويض النقص العددي الذي يعاني منه، بعد الخسائر التي تلقاها خلال الفترة الماضية.
وقال أبو عقبة المقدسي، أحد قيادات التنظيم، عبر رسالة على موقع "تليجرام": "أدعو جميع مناصري الدولة الإسلامية –داعش-، الموجودين خارج سوريا والعراق وليبيا، بالتوجه إلى السعودية لأداء فريضة الحج، ونشر أفكار الدولة بين الحجيج، حتى يصبح هذا الموسم هو خير فاتحة علينا".
واستمر في إعادة نشر بعض الكلمات والمقولات المأثورة لزعيم تنظيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، وأبو مصعب الزرقاوي، الزعيم السابق، والتي تدعو أنصارهم إلى العمل على توسيع رقعتها، حول العالم، خاصةً بعد الهزائم والانشقاقات التي ضربت التنظيم خلال الشهور الماضية.
في تعليقه قال على بكر، الباحث في الحركات الإسلامية بمركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية: إن هذه الدعوات والتحريضات التي يشنها التنظيم من وقت لآخر، محاولة للتماسك، بعد الخسائر التي تلقاها التنظيم خلال الشهور الماضية، خاصةً بعد موت أكبر قياديين داخل التنظيم أبو عمر الشيشاني، وأبو محمد العدناني.
وأضاف بكر في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن دعوات استغلال موسم الحج لنشر أفكار التنظيم عبارة عن كلام على ورق، ولكن يكون هناك أي وجود يذكر لأعضاء التنظيم، خاصةً بعد التشديدات الأمنية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية، إضافة إلى كشف الإعلام العربي والغربي لحقيقة هؤلاء المتاجرين باسم الدين.
وأكد بكر أن وجود المشرفين وبعض المشايخ المعتدلين على قوائم القوافل لجميع الدول، سيوقف هذه المحاولات، لافتًا إلى أن ما يفعله "داعش"، أو غيره من التنظيمات الإرهابية، ليس له علاقة بالإسلام.