السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

تماثيل الميادين تستغيث من عبث الأهالي ومسئولي المحليات

تاريخك يا مصر

أحمد عرابي ومحمد
أحمد عرابي ومحمد عبد الوهاب و أم كلثوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إعداد: علاء إبراهيم وأسامة علاء وإسلام الخياط و حسام الحاروني وحسنى دويدار وأمل أنور وأمل سمير وأحمد محمود ومحمد عزام وعمرو عابد وأيمن عبدالعزيز
على مدار عقود من الزمن، وقفت التماثيل والنصب التذكارية فى ميادين وشوارع الجمهورية تحكى قصة نضال شعب وتضحيته من أجل نيل حريته، أو تخلد ذكرى شخص واراه الثرى بعدما أمتع الناس بموهبته أو نفعهم بعلمه، حتى امتدت إليها أصابع العبث، والمشكلة أن العبث لم يصبها من طرف المواطنين بقدر ما أتى من جانب مسئولى المحليات الذين يفترض أن يقوموا على أمرها بما يحفظ لها قيمتها الفنية والتاريخية.
ساهمت ساحات التواصل الاجتماعى عبر «فيس بوك» فى فضح ما يجرى فى المحافظات بعيدًا عن عيون الإعلام ومثلت عامل ضغط شعبى أدى فى بعض الحالات إلى إصلاح ما أفسدته أيدى المسئولين، غير أن أشكالًا أخرى من العبث طالت التماثيل ولم يتحرك المسئولون التنفيذيون لإغاثتها، وذلك عندما افترش الباعة الجائلون الأرض حولها أو شوهتها عبارات السياسة أو ملصقات الدعاية الخاصة بالمحال التجارية. 

47 تمثالًا فى ميادين وحدائق القاهرة منها 26 لمشاهير
«هنا العاصمة».. إحنا اللى دهنا «الست» و«موسيقار الأجيال» دوكو!
«إله القطونيل» بدون معالم.. و«المحافظة» تقاطع الفنانين وتستعين بطلاب «الفنون الجميلة» لطلائها
كلما افتتحت محافظة القاهرة ميدانًا جديدًا بعد إعادة تأهيله وتطويره، ظهر لنا العجز فى إعادة التماثيل التاريخية إلى شكلها الأول، وظهر تشويهها أثناء إعادة تلميعها وطلائها، حتى استاء المواطنون من أفعال الفنانين البدائيين، فى كل ميدان من ميادين القاهرة، شمله التغيير.
وتمتلئ محافظة القاهرة، بتماثيل كثيرة، يصل عددها إلى ٤٧ تمثالًا، فى الميادين والحدائق، منها ٢٦ تمثالًا لشخصيات مصرية، تاريخية، وعامة، وفنية، وسياسية، وأدبية، و٩ تماثيل «نصف جسد»، وتمثال جرانيتى لـ«نهضة مصر»، و«أسود قصر النيل»، أقدمها تمثال «إبراهيم باشا» بميدان الأوبرا، والذى أنشئ عام ١٨٧٢، تلاه بعد فترة قصيرة تمثال «سليمان باشا» عام ١٨٧٤، ثم «لاظوغلى باشا»، عام ١٨٧٥، وآخر إضافة للتماثيل هي: «عمر مكرم» بميدان التحرير، و«عبدالمنعم رياض» خلف المتحف المصرى، ثم التماثيل الجديدة فى الميادين المُعاد تطويرها وتأهيلها.
ولعل أبرز النصب التذكارية غير المعلومة، هو ذلك التمثال الذى وضعته محافظة القاهرة، فى طريق القاهرة الإسماعيلية، بدون معالم، ولا اسم، ولا يمثل أى شخصية عامة، معروفة أو حتى مجهولة، وهو للاعب رياضى، يظهر عضلاته، بمدخل المدرسة العسكرية الرياضية بالجلاء، ولا يرتدى سوى قطعة ملابس واحدة، فأطلق عليه المواطنون «إله القطونيل»، كنوع من السخرية مما يرتديه. ثم طالت يد الإهمال تمثال سيدة الغناء العربى «أم كلثوم» بأبوالفدا، بحى الزمالك بالقاهرة، والذى يعد من أكثر التماثيل شهرة، حيث قام رجال حى غرب القاهرة، بالإشراف على دهان التمثال بـ«الدوكو»، وهو ما حوّل كوكب الشرق، إلى امرأة نوبية داكنة البشرة، بعد الاستخدام السيئ للألوان فى طلائه، وهو ما أدى إلى تشويه ومحو المعالم الجمالية للتمثال بعيدًا عن قيمته الأثرية.
واعترض رئيس جهاز التنسيق الحضارى، المهندس محمد أبوسعدة، على تعامل المحافظة مع التماثيل الأثرية، دون الرجوع للجهاز، كما ينص القانون، وهو ما يؤدى إلى التشوهات، التى تظهر عليها النصب التذكارية فى أى منطقة، وأكد أنه تم الاتفاق بين اللواء ياسين عبدالبارى، رئيس حى غرب، على إعادة التمثال إلى وضعه، وألوانه الطبيعية، وتعديل الضرر والتشويه، عن طريق النحات طارق الكومى، مصمم التمثال الأصلى، والذى لم يأخذ رأيه، أو الاستعانة به أثناء دهان التمثال.
واجتمعت الدكتورة صفية القبانى، عميد كلية الفنون الجميلة بالزمالك، مع اللواء ياسين عبدالبارى، رئيس حى غرب القاهرة، للاتفاق على ترميم تمثال أم كلثوم، وإعادته لأصله بعد واقعة تشويهه، لأنه يقع فى محيط كلية الفنون الجميلة بالزمالك، ولا يصح أن يظهر بهذا الشكل السيئ، بخلاف تغيير معالم التمثال والإهمال فى دهانه.
وعبر النحات طارق الكومى، صاحب تمثال أم كلثوم، عن غضبه الشديد، بعد واقعة تشويه التمثال، وأكد عدم الاستعانة به، وسؤاله قبل إعادة طلائه، مؤكدًا: «المسئولون فى الأحياء يظنون أنهم يخدمون الشعب، ويرفعون الذوق العام، وهذا تمثالى وكنت أحق بتطويره وطلائه، بدلًا من القبح المنتشر على أيدى مسئولين غير متخصصين».
كما طالت يد العبث تمثال موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب، بميدان باب الشعرية، بعد ظهوره مشوهًا، بعد الاعتماد على مجموعة من الطلاب، فى إحدى المدارس الفنية، فى طلائه.

تمثال «أم البطل» بـ«أسيوط» يشكو «النفى» و«الإهمال»
انتقد عددٌ من المثقفين مظاهر الإهمال التى أصابت أشهر نصب تذكارى بمحافظة أسيوط، عقب نقله من مكانه الأول، بقلب أسيوط، أمام مجمع محاكم أسيوط، وإخفائه بمخازن شركة المقاولون العرب، على أيدى اللواء أحمد همام عطية، محافظ أسيوط الأسبق، ثم إعادته من جديد على أيدى اللواء نبيل العزبى، المحافظ السابق.
إنه تمثال «أم البطل»، بالمدخل الجنوبى لمحافظة أسيوط، والكائن بجوار الكوبرى العلوى بأسيوط، والتابع لحى غرب أسيوط، الذى يرجع تصميمه لما بعد نصر أكتوبر ١٩٧٣، وهو عبارة عن أم لشهيد (أم وابنها الجندي)، وجاء تصميمه تعبيرًا عن تكريم الكثير من الأمهات، اللاتى قدمن أبطالًا شهداء للوطن، وظل لمدة تزيد على ٣٠ عامًا، بمدخل شارع الجمهورية، بقلب أسيوط، ليكون قيمة حضارية وتاريخية، ومع خطة التطوير فى عهد «همام»، تم نقله، وسط استياء وغضب المواطنين، ليحل محله «تمثال الحرب والسلام».
مظاهر العبث بالنصب التذكارى لم تقتصر على إلقائه بمخازن شركة المقاولون العرب، فى عهد «همام»، أو «نفيه» فى عهد «العزبي» فقط، وإنما فيما يتعرض له النصب حاليًا، من عمليات مقننة وممنهجة، لسرقة المصابيح الكهربائية الخاصة بالنصب التذكارى، وعدم العناية بحديقة النصب، حتى أصبحت كصحراء قاحلة جرداء لا زرع فيها ولا ماء، وما أصابه من خدوش فى الفترة الراهنة.
فقد استاء أسامة عبد الرؤوف، مخرج مسرحى، من تعرض تمثال «أم البطل»، لعمليات مقننة من سرقة مصابيحه الكهربائية، وذلك منذ نقله لهذا الموقع، فى الخلاء، وبلا حراسة عليه، أو حتى وضع «خفير نظامي»، أو إحاطته بسور حديدى، أو سلكى، يمنع اللصوص من النيل منه، كما أن ارتفاع درجات الحرارة هناك يؤدى لتآكل التمثال، حتى قيل إن التمثال تغير لونه من الأخضر إلى الأصفر بموقعه الحالى من شدة الحرارة.
وقال صليب زاخر صليب، ٤٦ سنة، وعضو بيت العائلة المصرية بالمحافظة، إن الحديقة بالنصب التذكارى «أم البطل»، أصبحت قاحلة جرداء، وكأننا فى صحراء، والحى لا يتابع نظافته، أو إرسال عمال لرى حديقته وزرعها بالورود أو الزهور، ويكتفون فقط بإحضار ورود صناعية، عند حلول أى ذكرى للشهداء، وانتقد حرق القمامة بمدخل النصب التذكارى، وحدوث خدوش فى جسم التمثال نفسه، دون أدنى رعاية من الأجهزة التنفيذية، وطالب الحى بتكليف عامل، لرش حديقة النصب الموجودة حوله، وحراسته عقب سرقة الإنارة التى تم إعدادها له، وتمت سرقتها، وقطع الوصلات وسرقة الأسلاك.
فيما أكد الدكتور منصور المنسى، عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة أسيوط، أن التمثال عبارة عن جندى وامرأة تمثل أمه، ويمثل رمزا لأم البطل الذى حارب وانتصر، وتم نقله من شارع الجمهورية، بقلب المحافظة، أمام مجمع محاكم أسيوط، وشارع المحافظة، لحدودها الجنوبية ناحية الطريق السريع، المؤدى لمحافظة سوهاج.
وأضاف «المنسي»، أنه أحد التماثيل التى توسطت مدينة أسيوط، وتم إعداد هذا التمثال لمدرس يُدعى محمود يسرى، تخصص تربية فنية، وتم وضعه عام ١٩٧٥ تقريبًا، وظل بالمحافظة حتى بعد عام ٢٠٠٣، إلا أن «همام» أزاله من مكانه، بدعوى تطوير المحافظة، وتم وضع التمثال فى مخازن شركة المقاولون العرب، إلا أن «العزبي» أعاد اكتشاف التمثال مرة أخرى، وأعد له مكانًا على المدخل الجنوبى للمحافظة.

رغم كونه أقدم تماثيل المحافظة
الإهمال والإعلانات يشوهان تمثال سعد زغلول ببنها 
يعانى تمثال الزعيم سعد زغلول ببنها، فى القليوبية، الذى أنشأه الفنان والنحات المصرى العالمى السيد مرسى صادق خلال الفترة منذ عام ١٩٣٦، وحتى العام ١٩٣٨، الإهمال من مسئولى المحافظة، والآثار، فقاعدة التمثال تتعرض لعملية تشويه متعمدة وعليها كم من الصور والإعلانات.
التمثال الذى تغطيه كميات كبيرة من الأتربة، صار مجرد محطة للسرفيس فى مدينة بنها، بالإضافة إلى تحوله لمكان تجمع الشباب المنحرفين، وسط غياب تام لشرطة المرافق، بعد أن كان رمزًا لحقبة تاريخية مهمة فى تاريخ مصر وهى ثورة ١٩١٩، كما أنه يشهد تجمعات ثوار ٣٠ يونيو و٢٥ يناير.
وقال كامل السيد، أمين حزب التجمع بالقليوبية، إن حالة الإهمال التى يشهدها التمثال حاليًا لا ترض أحدًا، خاصة أن التمثال يعتبر من أقدم التماثيل فى مصر حاليا، مستنكرًا إهمال المسئولين بالمحافظة لترميمه وتنظيفه.
وأضاف الدكتور رمضان عرفة، مدير مركز النيل للأعمال بالقليوبية، أنه سيطالب اللواء رضا فرحات، محافظ القليوبية، بتشكيل لجنة مشتركة من الآثار ومحافظة القليوبية، لترميم وتجديد تمثال سعد زغلول، مؤكدا أن التمثال ليس رمزًا لمدينة بنها فقط بل القليوبية بأسرها.
من جانبهم طالب أهالى مدينة بنها، اللواء الدكتور رضا فرحات، محافظ الإقليم، بإعادة النظر فى تمثال سعد زغلول، وباقى المواقع الأثرية بالمحافظة، ومنها النصب التذكارى للجندى المجهول، الذى تحول إلى ساحة للإهمال ومكان لتجمع الشباب المنحرفين مطالبين بتطويره بشكل يليق بمكانته.
واعتبر المواطنون أن ما يحدث للتمثال يعد تشويهًا للتاريخ، خاصة بعد تثبيت لوحات الكهرباء عليه بشكل غير جمالى، حتى وصل الأمر بربط قدم تمثال الزعيم سعد زغلول بالأسلاك.
وولد السيد مرسى صادق عام ١٩٠٩ وتوفى بالإسكندرية فى ديسمبر عام ١٩٧٦، وهو ينتمى إلى الجيل الثانى الذى تألق ابتداء من النصف الثانى من الثلاثينيات بأسلوب فى النحت تميز بالدقة والرصانة، وقد نفذ عددًا كبيرًا من أعمال النحت البارز والتماثيل الشخصية «البورتريهات».. درس فى صباه الحفر على الخشب بالمدارس الصناعية وأتم دراسته عام ١٩٢٧ وسافر إلى إيطاليا ليحصل على دبلوم فن النحت والتصميم الداخلى من مدرسة فن الأخشاب فى كاشينى عام ١٩٣٠ ثم الليسانس فى فن النحت من أكاديمية الفنون بمدينة فلورنسا عام ١٩٣٣.
عمل بعد عودته إلى مصر نحاتا محترفا من عام ١٩٣٤ حتى ١٩٤٧ ينفذ ما يطلب منه من أعمال، وقضى خمس سنوات من هذه الفترة فى استديو مصر، وأقام لوحة من النحت البارز بطول عشرة أمتار وارتفاع مترين لمبنى إدارة ترام رمل الإسكندرية بمحطة مصطفى باشا عام ١٩٣٦، كما أقام تمثال ميدان للزعيم سعد زغلول وهو مقام فى مدينة بنها، وأقام عدة أعمال بقصر الأميرة شويكار عامى ١٩٤٠ و١٩٤١ ثم نفذ ١٤ تمثالًا لمشاهير اليونانيين معروضة بمتحف دير كنيسة مار جرجس للروم الأرثوذكس بمصر القديمة عامى ١٩٤١ و١٩٤٢ كما أقام تمثالًا للخديو إسماعيل لتثبيته بمتحف الحضارة، كما عمل مدرسًا بالتعليم العام من عام ١٩٤٧ وأقام تمثالًا من البرونز للدكتور على إبراهيم، وفاز بجائزة فى مسابقة معهد الفن المعاصر بلندن عام ١٩٥٢ حول موضوع السجين السياسى المجهول، وقد حصل المثال العراقى جواد سليم على الجائزة الأولى، وانتدب عام ١٩٥٥ للعمل بمعهد النماذج الأثرية ثم انتقل لتدريس فن النحت بكلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عند إنشائها عام ١٩٥٧ وحتى وفاته.

رئيس مدينة سمالوط اعتذر عن الواقعة 
رواد «فيس بوك» ينقذون «نفرتيتى» من عبث «مبيض محارة»
دفعت الانتقادات الواسعة لتمثال نفرتيتى المشوه فى مدينة سمالوط بالمنيا، اللواء جمال قناوى، رئيس المدينة، إلى استبدال التمثال الذى أثار جدلًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعى، بتمثال آخر جديد من صناعة طلاب كلية الفنون الجميلة بالمنيا.
وقال «قناوي» وقتها إنه يعبر عن أسفه للشعب المصرى بسبب التمثال المشوه الذى وضع فى مدخل سمالوط، وتابع: «أحد المتبرعين من أهالى سمالوط هو من قام بوضع التمثال القديم ولكننا قمنا برفعه من موقعه». 
بعد ٦ شهور من وضع التمثال المشوه، قامت الوحدة المحلية بمدينة سمالوط بوضع تمثال جديد للملكة نفرتيتى عند مدخل المدينة من الناحية الجنوبية، قام بنحت التمثال الدكتور جمال صدقى، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا، وقال صدقى إن من نحت تمثال نفرتيتى المشوه الذى تسبب فى استياء المواطنين، هو مبيض محارة بناء على طلب أحد المواطنين ليتم وضعه فى إحدى قاعات الأفراح.
وأضاف «صدقي»: «التمثال لم يلق استحسان أصحاب القاعة فألقوه فى الشارع أمام القاعة لعدة شهور طويلة إلى أن جاء مسئولو حى جنوب بالوحدة المحلية بسمالوط، وقالوا: سوف نأخذه ونلونه ونضعه فى مدخل المدينة».
وقرر اللواء صلاح الدين زيادة، محافظ المنيا الأسبق، إحالة جميع المسئولين الفنيين بالوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط للتحقيق، لقيامهم بإخراج تمثال الملكة «نفرتيتي» بشكل مشوه ووضعه بمدخل المدينة، من دون الرجوع لمتخصصين، أو فنيين بالمحافظة، كما كلف رئيس الوحدة المحلية بإزالة التمثال فورًا من مكانه.
الباعة الجائلون يحتلون النصب التذكارى وميدان محمد نجيب بالغربية 
أصبحت ظاهرة الإهمال فى التماثيل الأثرية تثير غضب المواطنين، ففى الغربية يعانى تمثال الزعيم سعد زغلول، الموجود خلف ميدان محطة القطار، بمدينة طنطا، من مظاهر الإهمال التى تتمثل فى عدم تنظيفه، علاوة على انتشار القمامة ومخلفات السوق وانتشار الباعة الجائلين، خاصة أن التمثال أنشئ فى منطقة السوق اليومية لمنطقة سيجر والعجيزى والحكمة والكفور القبلية، والمعروف أن السوق يوميًا من العصر ومستمرة طوال الليل، ويعتمد التجار على رمى مخلفاتهم من الخضروات والفاكهة فى محيط التمثال ناهيك عن تخزين الخضار بجواره. 
وفى مدينة كفر الزيات تحول ميدان أول رئيس لمصر محمد نجيب إلى منطقة عشوائية وسوق للخضروات والفاكهة وباعة السمك، كما أنه تحول لموقف «توك توك» كبير، خاصة أن الرئيس الراحل محمد نجيب من مواليد قرية تابعة لدائرة مركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، واضطر أهل المحافظة لإنشاء تمثال يمثل ذكراه فى مدينة كفر الزيات وكان مثالًا للجمال والإبداع المصرى سابقًا، حتى تحول المكان بسبب الإهمال لمكان عشوائى يسىء لتاريخ مصر ورئيسها الراحل.
وفى مدينة طنطا تحول النصب التذكارى الذى أنشأه اللواء دكتور محمد نعيم، محافظ الغربية الأسبق، بمنطقة الاستاد الرياضى، إلى خلوة للخارجين على القانون والباعة الجائلين ويلتف حوله يوميا العشرات من باعة الذرة المشوى والترمس ولعب الأطفال بعدما هجره مجلس المدينة والمسئولون بالأحياء.

«رائد نهضة العلم» و«الزعيم» 
تشويه تمثالي «الطهطاوى» و«عبد الناصر» في سوهاج
لا تزال محافظة سوهاج تعانى من تشويه حضاري، فى النصب التذكارية، وذلك نتيجة عدم الاستعانة بأصحاب الخبرة فى صيانة وترميم النصب التذكارية، وجاءت آخر أعمال التشويه للنصب التذكارية، تشويه تمثال رفاعة الطهطاوي، رائد نهضة العلم، الموجود بمركز طهطا بمسقط رأسه، حيث تمت صيانة وترميم التمثال، نظرًا لحدوث تشققات به، مما أدى إلى تشويهه تمامًا، ولم يعد الأهالى يستطيعون فى ذات المنطقة التعرف عليه.
وقد أثار ذلك غضب أهالى مدينة طهطا، نظرًا لاعتزازهم وتقديرهم لرفاعة الطهطاوي، وفخرهم به، ورفضهم أيضًا تشويه صورته بذلك الشكل، كما أثار شكل التمثال بعد ترميمه وصيانته، سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، حيث يُعد تشويه تمثال الطهطاوي، ليس العمل الأول فى ذلك الإطار، بل سبق أن تم تشويه العديد من النصب التذكارية، بعد ترميمها فى محافظات مصر.
من جانبه، قال الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، ردًا على تشويه تمثال رفاعة الطهطاوي، إنه قرر تشكيل لجنة من مدينة طهطا، ومن خبراء الصيانة والترميم، لبحث حالة التمثال، وتقديم تقرير عاجل له، يوضح إذا ما كان التمثال فى حاجة إلى إعادة ترميمه وصيانته، أو يتم اقتلاعه واستبداله بتمثال جديد لرفاعة الطهطاوي.
من ناحية أخرى، أعادت واقعة تشويه تمثال رفاعة الطهطاوي، لأذهان السوهاجية، تشويه تمثال الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، حيث وضع الحزب الناصرى الاجتماعي، فى مركز المنشاة، تمثالاً للرئيس الراحل، حبًا واعتزازًا له، إلا أن التمثال تم تشويهه من المواطنين، مع مرور الوقت، بكتابة العبارات عليه.
كما تم تحطيم رأسه بالكامل، بالإضافة إلى استخدامه من بعض سائقى الحنطور، لربط عرباتهم بالقرب منه، مما أدى لتشوهه تمامًا، مما استدعى الحزب الناصري، للمطالبة فى أكثر من مناسبة، من الجهات التنفيذية فى محافظة سوهاج، بترميم التمثال، ووضع تمثال آخر أكبر حجمًا للزعيم جمال عبد الناصر، فى أكبر ميادين المحافظة.

«مصطفى كامل» يقف على الخازوق
المنوفية تستبدل «ميدان الخوازيق» بالنصب التذكارى لـ«البرميل» 
«ميدان الخوازيق» مصطلح أطلقه شباب محافظة المنوفية على مواقع التواصل الاجتماعى، ساخرين به من طريقة تجميل ميدان موقف شبين الكوم بالبر الشرقى، بعد أسابيع قضاها المختصون فى تجميل هذه المنطقة، ليخرجوا فى النهاية بهذا الشكل الذى وصفه الشباب بالمقزز، وأطلقوا عليه بعض التعليقات الساخرة والغاضبة، حول إهدار المال فى أعمال تطوير ليس لها مظهر جمالى بالمرة، وبعد شهور تمت إزالة هذه «الخوازيق». 
ولم يمر عام على ذكرى «الخوازيق»، وطورت المحافظة موقع حديقة الخالدين بشبين الكوم، وأطلقت عليه «ميدان السادات»، وتوقف افتتاح الميدان حتى انتهاء أعمال التجميل، وتم كشف النقاب عنه فى شكله النهائى، الذى أثار سخرية شباب المحافظة، من شكل يشبه «البرميل» لا يعبر عن قيمة لبانوراما حرب أكتوبر أو الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
يذكر أن منطقة الميدان كانت بالفعل مهملة، وضعت فيها معدات الصرف الصحى، وتطوير الميدان أدى إلى توسعة الطريق واختفاء نسبى للشلل المرورى فى هذه المنطقة الحيوية، لكن الشكل النهائى لتطوير الميدان لم يلق إعجاب شباب المحافظة الذين سخروا منه، وأطلقوا عليه لقب «ميدان البرميل».
بعدها بأيام، نشر النحات الشهير محمود مختار، صورة لتمثال الزعيم مصطفى كامل فى قرية دنشواى بالمنوفية، ساخرًا هو الآخر من طريقة نحته، معلقًا على صفحته الشخصية على «فيس بوك»: «چود مورنچ إيچبت.. الزعيم مصطفى كامل بيصبح من دنشواى»، ويرى مختار أنها هى الطريقة الأمثل للتخلص من مثل هذه الأعمال التى لا تمت بصلة للفن التشكيلى، عن طريق «السف» أو السخرية حتى لا تتكرر.

الفوضى تطارد عبدالحليم حافظ وعرابى ومحمد على فى شوارع الشرقية
على مدار عقود من الزمن، وقفت التماثيل والنصب التذكارية فى ميادين وشوارع محافظة الشرقية تحكى قصة نضال شعب وتضحيته من أجل حريته، أو تخلد ذكرى شخص واراه الثرى بعدما أمتع الناس بموهبته، أو نفعهم بعلمه، حتى امتدت إليها أصابع العبث، والمشكلة أن العبث لم يصبها من طرف المواطنين بقدر ما أتى من جانب مسئولى المحافظة الذين يفترض أن يقوموا على أمر حمايتها وصيانتها بما يحفظ لها قيمتها. 
فى الشرقية، لم يكن إهمال الحكومة وحده سببا فى البؤس الذى بات يحاصر هذه التماثيل، فالسلوك السلبى للمواطنين وعبث المخربين كان له دور مماثل، إذ راح أصحاب مراكز الدروس الخصوصية والمحال التجارية يشوهون المظهر الجمالى لهذه القطع الفنية بلصق البوسترات الخاصة بإعلاناتهم عليها، حتى أصبحت تثير شفقة المارة المقدرين لقيمتها، بدلا من إنعاش ذاكرتهم بماض مجيد. 

عرابى ضحية العبث
خلال الأيام الماضية، سرت موجة من الغضب الشعبى ضد المسئولين التنفيذيين فى الشارع الشرقاوى بسبب العبث الذى طال تمثال الزعيم أحمد عرابى، إذ قامت السلطات المحلية بطلاء وجهه وجميع أجزائه باللون «الأخضر»، وأسفله علم مصر بألوانه الأحمر والأبيض والأسود، مضافا إليها اللون «الأخضر» أيضا، الأمر الذى حول التمثال من تحفة فنية لنشاذ مقزز. 
شعر أهالى قرية «هرية رزنة» التابعة لمركز ومدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية بغصة، ما دفعهم لتدشين حملة لجمع توقيعات فيما بينهم تحمل شكواهم، لإرسالها لرئيس مجلس الوزراء، لمحاسبة المتسببين فيها، وفى استجابة سريعة لشكواهم قام المسئولون بمركز ومدينة الزقازيق بإزالة التشويه الذى لحق بالتمثال، وإعادة طلائه بألوان تليق به، وفتح تحقيق مع المتسببين فى حدوث المشكلة.

النصب التذكارى للعندليب الأسمر بمسقط رأسه
وضعت الأجهزة التنفيذية بالشرقية تمثالا للعندليب الأسمر الفنان الراحل عبدالحليم حافظ بمركز ومدينة الإبراهيمية الذى تتبعه قريته «الحلوات» (مسقط رأسه) منذ تسع سنوات تقريبا بالقرب من ديوان مركز الشرطة، ولكنه عبارة عن نصب «صغير الحجم لفنان كبير القامة» ترك علامة مشرفة فى تاريخ الفن المصرى، ورغم كونه موضوعا داخل سياج حديدى فى مكان مرتفع، إلا أن الأهالى يستغلونه أيضا فى لصق الدعاية الخاصة بمحالهم التجارية.

النصب التذكارى لشهداء ثورة ٢٥ يناير
أنشأ هذا النصب مواطن من أبناء مدينة الزقازيق، يدعى «سمير أبو لبدة» على نفقته الخاصة بعد نجاح ثورة ٢٥ يناير، ولكنه لم يحظ بالاهتمام الكافى من قبل المحافظين والمسئولين التنفيذيين الذين تركوه يتصدع ويشوهه الناس بلصق اللافتات وحفر أسمائهم عليه، حتى أصبح «مسخة» تثير سخرية الناظرين، رغم أهميته التاريخية كشاهد على فترة صعبة مرت بها مصر.

تمثال محمد على باشا الكبير
يعد تمثال محمد على باشا الكبير تحفة فنية رائعة تقع ما بين منطقتى القناطر التسعة وشارع القيثارية بمدينة الزقازيق، وتم إنشاؤها بميدان صغير هناك، وعقب اندلاع أحداث ٢٥ يناير احتل الباعة الجائلون كل جنبات المنطقة، واستولوا على كل ركن فيها، وفرشوا بضائعهم على أرصفتها، وأثاروا حالة من الفوضى، مستغلين فى ذلك غياب الأمن وحتى الآن يجلسون حول التمثال ويضعون حوله الخضروات والفاكهة، فضلا عن شبح ملصقات الإعلانات التى تشوه كل ما هو جميل.

قبل أن يزيله المحافظ الأسبق
«ميدان البزازة».. مسخ يشوّه مدخل بورسعيد
«ميدان البزازة»، كما أطلق عليه البورسعيدية، فى عهد المحافظ الأسبق اللواء سماح قنديل، هو أحد الميادين التى أثارت استياء الأهالى، وأزالها المحافظ الحالى، اللواء عادل الغضبان، فور توليه المنصب، وهو تمثال غريب الأطوار، ظهر فى أغسطس الماضى، دون وضوح أى ملامح له، مما جعل البعض يصفه بأنه شبيه بـ«الببرونة»! يقع الميدان فى المدخل الجنوبى للمحافظة، بشارع محمد على، وبينما كان يعتبره الأهالى رسالة للمدينة، لا بد أن يعبر عن تاريخها الباسل، اشتدت السخرية على المحافظ الأسبق، لتعنته فى إزالة ما وصفوه بالمسخ؛ فيما سادت حالة من الفرح الشديد بعد إزالته، ويطمح البورسعيدية فى وضع تمثال للرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بدلًا منه.
ويسخر أهالى المدينة الباسلة من هذا التصميم الخرسانى الممسوخ، الذى يشبه «الببرونة» التى يتناول منها الأطفال الرضعات الصناعية، فيلقبه البعض بميدان «الرضعة»، بينما يلقبه البعض الآخر بميدان «الببرونة».
وعندما رحل اللواء سماح عن منصبه، وتولى اللواء مجدى نصر الدين، المنصب بدلًا منه، توقع عشرات الآلاف من أبناء المدينة الباسلة، من المحافظ الجديد اتخاذ قرار حاسم بإزالة ذلك التصميم المسخ، من مدخل المحافظة، لكنه لم يفعل.

رواد «فيس بوك» أطلقوا عليه «ميدان صافيناز»
الغردقة.. ميدان «الشهيد حسن أبوالحسن» تحول إلى «ساحة العروسة»
افتتح رئيس مدينة سفاجا، اللواء هشام آمنة، أعمال تطوير ميدان «عروسة البحر»، بعد نحو ٤ أشهر من أعمال التطوير والتجديد للمدخل الشمالى، وذلك على نفقة إحدى الشركات المالكة لفندق سياحى بالمدينة.
وعقب إزاحة الستار عن تمثال الميدان، فوجئ الحضور من أبناء سفاجا والأجهزة التنفيذية، أن التمثال الخاص بعروس البحر تم تغيير شكله القديم وأصبحت عروسة البحر ترتدى فستان سهرة عارى الصدر والكتفين.
تسبب الشكل النهائى للميدان فى أزمة كبيرة مع أبناء المدينة، لانتقادهم شكل الميدان، الذى وصفوه بأنه يفتقد للمظهر الجمالى لعروس البحر، حيث أطلقوا عليه اسم ميدان صافيناز، وآثار تغيير شكل التمثال انتقادات رواد موقع «فيس بوك» بالبحر الأحمر، الذين وصفوا التمثال بأنه نسخة قريبة من الراقصة الأرمنية صافيناز، مطالبين بإعادة التمثال لشكله القديم. 
وهاجم آخرون مجلس مدينة سفاجا، بعد تغيير اسم الميدان من ميدان الشهيد حسن أبو الحسن شهيد العملية نسر بسيناء إلى ميدان العروسة، مما أصاب الكثير بالصدمة- على حد قولهم.
وعبر مختلف الفنانين التشكيليين عن استيائهم الشديد من شكل التمثال الموجود بمحافظة الغردقة، ومن ضمنهم الفنان التشكيلى أشرف رضا الذى علق عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»: «كارثة جديدة فى ميدان جديد، افتتحه السيد رئيس مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر على أنه تطوير ميدان العروسة، مش قادر أصدق أنهم مستمرون فى الهبل ده فى الشوارع والميادين بدون الرجوع للمتخصصين، ومش عارف المهرج اللى عمل التمثال البدائى ده كان يقصد عروسة البحر ولا كلب البحر».
فى مدينة الغردقة نصبان تذكاريان، أحدهما لأبطال معركة ٦ أكتوبر، والآخر لمعركة شدوان، التى يحتفل بها أهالى محافظة البحر الأحمر، فى ٢٢ من يناير، بعيدها القومى، المتزامن مع صد أهالى مدينة الغردقة، مع القوات المسلحة، الهجوم الإسرائيلى على جزيرة شدوان عام ١٩٧٠.
ويقع النصب التذكارى لأبطال معركة شدوان، أمام مسجد الميناء، وسط مدينة الغردقة، الذى شُيِّد حديثًا، بعد إزالة النصب القديم، وتم نقش أسماء الشهداء عليه، بعد أن باتت قبور أبطال وشهداء «معركة شدوان» فى طى النسيان، وتم إهمالها، لدرجة أن الكثيرين لا يعلمون عنها شيئًا، ولم تفكر الأجهزة التنفيذية فى وضع لافتة للإشارة إليهم، ولا تتذكرهم محافظة البحر الأحمر خلال الاحتفال بذكرى المعركة، فى ٢٢ يناير من كل عام.

«لوحة افتتاح ترعة المحمودية» مهددة بالانهيار
«النصب التذكارية» بالبحيرة محاصرة بالقمامة ولافتات الدعاية
تشهد النصب التذكارية بمحافظة البحيرة، حالة من الإهمال من المسئولين، رغم أهميتها التاريخية، فالبعض منها يرجع تاريخها لمئات السنين، ومدون عليها تاريخ إنجازات تلك العصور والدولة المصرية، منذ عهد محمد على باشا وأسرته.
كما أن النصب التذكارية الحديثة، التى تحمل أسماء شهداء الواجب الوطنى فى تحرير شبه جزيرة سيناء الغالية، أصبحت تعانى أيضًا من الإهمال، وتردى الحال، ومحاضرة صناديق القمامة لها، كما يحدث فى النصب التذكارى للشهداء بميدان «بير فاحلو» بمدينة كوم حمادة، وكذلك تتم تغطية هذه النصب باللافتات واللوحات الإعلانية، كما حدث للنصب التذكارى لشهداء حرب أكتوبر، بمدينة إيتاى البارود أمام المستشفى العام.
فيما يتعرض النصب التذكارى لترعة المحمودية، «اللوحة الرخامية» التى أنشئت فى عصر محمد على باشا، والتى تتضمن أبياتًا شعرية باللغة التركية، بخصوص شق وافتتاح الترعة، لحالة من الإهمال الشديد، حيث أدى ذلك لتدهور حالته وباتت مهددة بالانهيار فى أى لحظة رغم أهميته التاريخية الكبيرة.
من جانبه، قال جمال خطاب، رئيس لجنة الحريات بنقابة المحامين بالبحيرة، وأحد أبناء مدينة المحمودية، أن النصب التذكارى لترعة المحمودية يعد من النصب التاريخية المهمة فى مصر، مضيفًا أنه يتعرض لحالة من الإهمال وأصبح مهددًا بالانهيار فى أى لحظة.